لقمان الهوتي يسرد رحلته في استكشاف الأحجار الكريمة وتحويلها إلى مجوهرات فاخرة
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
لطالما كانت عُمان غنية بالكنوز الطبيعية التي لم تُكتشف بالكامل بعد، ومن بين هذه الكنوز الأحجار الكريمة، التي تحمل في طياتها أسرار الزمن وجمال الطبيعة. لقمان الهوتي، شاب عُماني شغوف بعالم الجيولوجيا واستكشاف الأحجار الكريمة، بدأ رحلته كمستكشف وباحث، ليصبح اليوم صائغًا ومصمم مجوهرات فاخرة، وصانع محتوى ينقل هذا الشغف إلى الآخرين.
في هذا الحوار، يشاركنا لقمان رحلته المثيرة، بدءًا من تساؤلاته الأولى عن وجود الأحجار الكريمة في عُمان، وصولًا إلى تأسيس ورشة خاصة به لتصميم المجوهرات.
بداية حدثنا.. كيف بدأت رحلتك في استكشاف الأحجار الكريمة العُمانية؟ وما الذي جذبك لهذا المجال؟
البداية كانت مجرد تساؤلات راودتني أثناء ممارستي لرياضة الهايكنج والرحلات الجبلية. بحكم كثرة وجودي بين الجبال، تساءلت: هل تحتوي هذه الجبال على أحجار كريمة؟ وإذا كانت موجودة، فلماذا لم نسمع عنها أو نرَ دراسات موثقة حولها؟ هذا التساؤل دفعني إلى البحث والاستكشاف.
بدأت رحلتي بالبحث في المصادر العلمية المتخصصة في الأحجار الكريمة، وتعلمت كيفية تكوّنها، والظروف التي تساعد على نشأتها، والعوامل المؤثرة في نموها. بعد ذلك، بدأت بتنظيم جولات استكشافية في عدة مناطق داخل عُمان، مستعينًا بما تعلمته من المعرفة العلمية. بفضل الاستعداد الجيد، تمكنت من العثور على أحجار كريمة، ومع استمرار البحث والتعلم، نجحت في توثيق مجموعة متنوعة من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة، مثل: العقيق بأنواعه الكثيرة، والسترين، والجمشت، والتورمالين، والأكوامارين، والأوبال، والفيروز، وغيرها.
الإنسان عبر العصور كان منجذبًا إلى الأحجار الكريمة بسبب ألوانها الجذابة وبريقها الساحر، وأنا انجذبت إليها لنفس الأسباب، لكن شغفي بالاستكشاف ومتعة العثور عليها بجهدي الشخصي جعلتني أكثر تعلقًا بهذا العالم الفريد.
ما اللحظة الأكثر تأثيرًا في مسيرتك البحثية؟
إحدى اللحظات التي لا أنساها أبدًا كانت عندما عثرت على أول حجر كريم. كان حجر كوارتز شبه كريم، وجدته على شكل كريستال سداسي الأوجه، وكان فائق الشفافية واللمعان. هذه اللحظة كانت فارقة جدا بالنسبة لي؛ لأنها أكدت أن الوقت والجهد اللذين استثمرتهما في التعلم والبحث لم يذهبا سدى، بل تُوجا بالنجاح. كان هذا الاكتشاف بمثابة نقطة الانطلاق نحو المزيد من الاستكشافات والبحث عن أحجار كريمة أخرى.
كيف تطورت رحلتك من الاستكشاف إلى تصميم وصياغة المجوهرات؟ عندما بدأت في البحث عن الأحجار الكريمة، كنت أشارك اكتشافاتي عبر منصة إنستجرام، حيث وثّقت الأحجار التي عثرت عليها وقدّمت معلومات عنها. لاحظت أن هذا المحتوى جذب العديد من المتابعين المهتمين بالأحجار الكريمة، وبدأ البعض يطلب مني شراء هذه الأحجار. مع تزايد الطلب، قررت الدخول إلى عالم الصياغة.
في البداية، كنت أبيع الأحجار كما هي، لكن مع الوقت، فكرت في إضافة لمسة فنية خاصة بي. بدأت بصياغة المجوهرات باستخدام الذهب والفضة، ودمج الأحجار العُمانية بهذه المصوغات الفاخرة. لاقت هذه الفكرة استحسانًا واسعًا، خصوصًا أنها كانت المبادرة الأولى في عُمان التي تجمع بين الأحجار العُمانية والمجوهرات الفاخرة. تطور الأمر تدريجيا، وتحولت هذه الفكرة إلى مشروع تجاري متكامل، حيث أنشأت ورشة خاصة بي لصياغة المجوهرات، ولم يتوقف طموحي عند هذا الحد، بل سعيت إلى تعلم تصميم المجوهرات رقميا وتحويل الأفكار إلى قطع فنية يرتديها الناس.
ما المراحل التي يمر بها الحجر الكريم قبل أن يصبح جزءًا من قطعة مجوهرات؟
الحجر الكريم يمر برحلة طويلة قبل أن يصل إلى هيئته النهائية في تيجان الملوك أو حلي الرجال والنساء. المرحلة الأولى هي الاستكشاف والاستخراج، وهي تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا، حيث يتم البحث عن الأحجار في شقوق الجبال الصلبة، وبعد العثور على الأحجار، تبدأ مرحلة الفرز، حيث نقوم بتمييز الأحجار ذات الجودة الممتازة الصالحة للاستخدام عن الأحجار الأقل جودة. بعدها، يأتي دور القطع والصقل، حيث يتم تحديد الشكل والحجم المناسب لكل حجر وفقًا لطبيعته. ثم ننتقل إلى مرحلة التصميم والصياغة، حيث نختار التصميم المناسب للحجر، سواء كان خاتمًا أو قلادةً أو غيرها، وبعدها يبدأ العمل على تشكيل المعدن الثمين، سواء كان ذهبًا أو فضةً، وصياغته بدقة ليناسب الحجر. هذه العملية ليست سهلة، فالصياغة الفاخرة تتطلب مهارة ودقة عالية، بالإضافة إلى استخدام تقنيات متطورة لإنتاج مجوهرات فريدة تلبي تطلعات العملاء وتعكس جمال الأحجار العُمانية.
كيف ترى اهتمام السوق المحلي والعالمي بالأحجار الكريمة العُمانية؟
من خلال خبرتي الطويلة في هذا المجال، أرى أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالأحجار الكريمة العُمانية داخل السوق المحلي. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعلمون بوجود هذه الأحجار، وذلك بسبب قلة الباحثين عن الأحجار الكريمة، وضعف التغطية الإعلامية لهذه الكنوز الطبيعية، أما في السوق العالمي، فقد لاحظت اهتمامًا متزايدًا، حيث أتلقى طلبات من دول الخليج وبعض الدول العربية، وأقوم بشحن الأحجار إلى الخارج. ولكن الطلب لا يزال محدودًا بسبب قلة الوعي بوجود الأحجار العُمانية في الأسواق العالمية. الدول التي تشتهر بإنتاج الأحجار الكريمة مثل: الهند وتايلاند تنظم معارض سنوية وتنشر تقارير علمية للترويج لأحجارها، وهذا ما نفتقر إليه في عُمان، فلو تم تسليط الضوء بشكل أكبر على هذه الأحجار، يمكن أن تصبح صناعة تصديرية ناجحة تضيف قيمة اقتصادية كبيرة.
كيف تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الوعي حول الأحجار الكريمة العُمانية؟
أحرص على مشاركة محتوى تعليمي وتثقيفي عبر حسابي في إنستجرام، حيث أنشر مقاطع فيديو توثق عمليات البحث والتنقيب عن الأحجار الكريمة، بالإضافة إلى تقديم شروحات حول كيفية التعامل معها، وتمييز أنواعها. هذا المحتوى جذب اهتمام متابعين من مختلف البلدان، مما أسهم في نشر الوعي حول ثراء عُمان الجيولوجي، وتعريف الجمهور بالأحجار الكريمة الموجودة في بلادنا.
هل واجهت تحديات خلال مسيرتك في هذا المجال؟
حتى الآن، لم أواجه أي تحديات رئيسية؛ لأنني أعتمد على نفسي بالكامل في البحث والاستكشاف. أقوم بتوثيق ما أكتشفه، وأجري الفحوصات المخبرية اللازمة للأحجار التي أجدها، وأسجل جميع النتائج في كتاب خاص بي، أطمح أن يصبح يومًا ما مرجعًا للمهتمين بالأحجار الكريمة العُمانية.
ما نصيحتك للشباب الذين يرغبون في دخول هذا المجال؟
أنصح كل من يهتم بهذا المجال أن يبدأ بتعلم علوم الأحجار الكريمة، ومعرفة الظروف المناسبة لتكوّنها، وأنواع الصخور المختلفة. كما أشدد على أهمية احترام البيئة الجيولوجية، وعدم العبث بالمواقع أو البحث العشوائي الذي قد يؤدي إلى تدميرها.
ما طموحاتك المستقبلية؟
أسعى لاكتشاف المزيد من الأحجار الثمينة مثل: الياقوت والزمرد والماس، وأطمح إلى نشر ثقافة التنقيب عن الأحجار الكريمة في عُمان، كما أخطط لإنشاء علامة تجارية فاخرة للمجوهرات العُمانية، والترويج لها عالميا، ليكون اسم سلطنة عمان بين أبرز الدول المنتجة للأحجار الكريمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالأحجار الکریمة هذا المجال فی ع مان ا کانت
إقرأ أيضاً:
376.4 مليون ريال صادرات عُمانية ومبيعات محلية مؤمَّن عليها لدى ""كريدت عُمان"
مسقط- العُمانية
شهد أداء "كريدت عُمان" في العام الماضي نموًّا بنسبة قدرها 5.4 بالمائة؛ حيث بلغ إجمالي الصادرات العُمانية وحجم المبيعات المحلية المؤمَّنة 376 مليونًا و413 ألفًا و740 ريالًا عُمانيًّا، مقارنة مع 356 مليونًا و960 ألفًا و289 ريالًا عُمانيًّا في عام 2023.
وحققت "كريدت عُمان" خلال العام الماضي ربحًا بلغ 381 ألفًا و412 ريالًا عُمانيًّا، مقارنة بعام 2023 الذي سجلت فيه ربحًا بـ719 ألفًا و185 ريالًا عُمانيًّا مع الاعتماد الذاتي على كافة الموارد.
الحارثي: 1.279 مليون ريال إجمالي أقساط التأمين في 2024
وقال خليل بن أحمد الحارثي الرئيس التنفيذي لـ"كريدت عُمان" إن نسبة المبيعات المؤمَّنة للصادرات في "كريدت عُمان" من إجمالي الصادرات العُمانية غير النفطية القابلة للتأمين بلغت 8.22 بالمائة. وأضاف في هذا الصدد أن هذا الارتفاع جاء نتيجة تكثيف الجهود لخدمة المصنِّعين والمصدِّرين، ما أدى إلى زيادة إجمالي أقساط التأمين في عام 2024م، إذ بلغت مليونًا و279 ألفًا و339 ريالًا عُمانيًّا بنسبة نمو بلغت 9.53 بالمائة، مقارنة بعام 2023م، إذ بلغت مليونًا و168 ألفًا و68 ريالًا عُمانيًّا.
وأوضح الحارثي أن "كريدت عُمان" عملت على تخصيص المزيد من الاستثمارات في أدوات ذات سيولة عالية وعوائد متوازنة مثل الإيداعات والسندات المالية وأسهم الشركات؛ حيث بلغت قيمة الملكية 17.4 مليون ريال عُماني مقارنة بعام 2023 البالغة 17.7 مليون ريال عُماني، مقابل رأس مالها الأصلي البالغ 10 ملايين ريال عُماني، فيما تجاوز إجمالي الأصول 19 مليون ريال عُماني. وأشار إلى أن "كريدت عُمان" شهدت في عام 2024م ارتفاعًا في إجمالي سقوف الائتمان الممنوحة لحملة البوالص للمبيعات المحلية والصادرات ليبلغ نحو 257 مليونًا و661 ألف ريال عُماني، مقارنة بعام 2023م إذ بلغت خلاله 221 مليونًا و896 ألف ريال عُماني، مشيرًا إلى ارتفاع عدد المشترين المؤمَّن ائتمانهم لدى "كريدت عُمان" بنسبة 5 بالمائة ليبلغ عددهم 3577 مشتريًا، مقارنة مع 3407 مشترين في عام 2023.
وبيّن الرئيس التنفيذي أن "كريدت عُمان" توفِّر خدمات تأمينية مبتكرة في كافة القطاعات؛ منها قطاع البتروكيماويات والبلاستيك الذي بلغت قيمة المبيعات المؤمّنة فيه 54 مليونًا و258 ألفًا و823 ريالًا عُمانيًّا بنسبة نمو 20 بالمائة مقارنة بعام 2023م، في حين شهد قطاع التعدين انخفاضًا بنسبة 10 بالمائة لتبلغ قيمة المبيعات المؤمَّنة فيه 3.6 ملايين ريال عُماني مقارنة بـ4 ملايين ريال عُماني في عام 2023، وسجّل قطاع مواد البناء والإنشاءات انخفاضًا بنسبة 15 بالمائة وبقيمة مبيعات مؤمَّنة بلغت 106 ملايين و987 ألفًا و241 ريالًا عُمانيًّا، فيما نما قطاع المواد الغذائية والاستهلاكية بنسبة 13 بالمائة مقارنة بعام 2023، إضافة إلى انخفاض في قطاع الملابس بنسبة 89 بالمائة، ونمو قطاع التغليف بنسبة 27 بالمائة.
وأكد الحارثي أن "كريدت عُمان" تواصل جهودها الحثيثة لتمكين الصادرات العُمانية والمبيعات المحلية من خلال مجموعة متكاملة من الخدمات التأمينية، موضِّحًا أن هذه الخدمات لا تسهم فقط في بيع المنتجات محليًّا؛ بل تفتح آفاقًا جديدة لدخول أسواق واعدة في مختلف دول العالم.