مبادرة ظفار للحد من الإسراف في العزاء.. نحو بساطة تعكس روح التعزية
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
معالجة الظاهرة بالتوعية والتغيير التدريجي
انطلقت في محافظة ظفار مبادرة مجتمعية تهدف إلى الحد من الإسراف والبذخ في مراسم العزاء، وتعزيز قيم البساطة والتيسير في هذا الحدث الاجتماعي المهم.
تأتي المبادرة تماشيًا مع الهدي النبوي الذي أوصى بصناعة الطعام لأهل المتوفى بدلاً من تكليفهم به، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم».
وتهدف المبادرة إلى تصحيح الممارسات السائدة التي أفرغت مراسم العزاء من معانيها الروحية، وحولتها إلى مناسبات للتفاخر والمظاهر الاجتماعية، فبدلًا من التركيز على مواساة أهل المتوفى، أصبح البعض يبالغ في تقديم الولائم والاحتفالات التي تتناقض مع طبيعة المناسبة الحزينة. وتسعى المبادرة إلى نشر الوعي وتغيير هذه العادات من خلال تقديم حلول بديلة تقلل من تكاليف العزاء وتشجع على مواساة أهل المتوفى بطريقة أبسط وأقل تكلفة.
المبادرة
يقول خالد علي أحمد آل إبراهيم، صاحب المبادرة، إنها بمثابة «مضاد حيوي» للحد من الممارسات السلبية المنتشرة في المجتمع، خاصة في مراسم العزاء، والمبادرة تسعى لمعالجة ظاهرتي التفاخر والتقليد الأعمى، اللتين لا تعودان بأي نفع على الميت أو أهل الفقيد.
وقد انطلقت المبادرة في عام 2014 بخطوات تدريجية، مراعيةً صعوبة تغيير بعض العادات الراسخة في المجتمع. وتتميز المبادرة بإيجاد حلول بديلة للممارسات الحالية، حيث لاقت استجابة واسعة من المجتمع.
وأشار آل إبراهيم إلى أن التبرعات التكافلية في بعض الأسر، رغم طيب نيتها، يمكن توجيهها إلى أولويات أخرى مثل مساعدة الغارمين أو كفالة الأيتام أو علاج المرضى، مما يعود على الميت بأجر مستمر بإذن الله».
آداب التعزية
من جانبه، أشاد الشيخ مسلم بن علي المسهلي، إمام وخطيب جامع السلطان قابوس بصلالة، بالمبادرة، معتبرًا إياها خطوة طيبة تتماشى مع المبادئ الشرعية.
موضحًا أن من آداب التعزية أن يُراعى حال أهل الفقيد، الذين يكونون مشغولين عن تحضير الطعام، لذا فإنه من السنة أن يقوم الناس بإعداد الطعام لهم، كما ورد في الحديث الشريف.
مشيرًا إلى أن الناس في العصر الحديث توسعوا في احتفالات العزاء، حيث يستأجر البعض قاعات أو خيامًا لاستقبال المعزين، مما يمثل عبئًا إضافيًا على أهل الميت ويفتح باب الإسراف. وبيّن أن الأمر يمكن أن يكون أبسط من ذلك، فيكفي أن يجتمع المعزون في منزل أحد أبناء الفقيد أو في مجالس عامة أو مساجد.
وأكدت سمية بنت سعيد أحمد البرعمية- أستاذة الإدارة التربوية في جامعة ظفار، أن المبادرة تمثل خطوة مهمة لمعالجة ظاهرة الإسراف في مراسم العزاء.
وقال أحمد بن سالم مرعي الشنفري: «إن العزاء في جوهره هو التخفيف عن كاهل أقرباء المتوفى، وليس لزيادة العبء عليهم بممارسات غير مألوفة، وهذه المبادرة تُعد جهدًا مكملًا لجهود الحكومة في نشر الوعي حول هذا الموضوع وغيره من العادات الدخيلة على المجتمع العماني».
الدور التكاملي في المجتمع
ودعا سالم بن سيف العبدلي -الكاتب والمحلل الاقتصادي- إلى ضرورة عدم تحميل أهل الميت أعباء معنوية أو مادية إضافية في هذه الأوقات الصعبة، وعبّر عن شكره لكل من ساهم وروّج لهذه المبادرة وشارك في نجاحها، مؤكدًا أن المجتمع العماني يتسم بالوعي الثقافي والتكاتف في الأوقات الصعبة.
وتنتقد الكاتبة ثمنة بنت هوبيس جندل بعض الممارسات السائدة في مجتمعنا خلال فترات العزاء، حيث تتحول هذه اللحظات، التي ينبغي أن تكون مفعمة بالتفكر في حقيقة الموت، إلى وقت يقضيه البعض في الحديث عن أمور الدنيا.
وتقول: «إن بعض الناس يقضون وقت العزاء في متابعة هواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعي أو يتحدثون عن مناسبات فرح لأشخاص آخرين، مما يعكس ابتعادا عن روح المناسبة، ويحولها من عبادة إلى عادة».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مراسم العزاء
إقرأ أيضاً:
«تنمية المجتمع»: 3481 قرضاً ومنحة سكنية لأصحاب الهمم
أبوظبي: ميرة الراشدي
كشفت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في الإمارة، عن أن إجمالي عدد طلبات قروض أصحاب الهمم التي تمت الموافقة عليها خلال السنوات 2021 – 2024 نحو 3,481 طلباً وتبين أن طلب قرض صيانة وتوسعة وإضافة لمسكن قائم يشكل أعلى طلب، حيث بلغ العدد 937 طلباً ويليه طلبات قروض البناء بعدد 733 طلباً واستفاد ما يقارب 571 مواطناً من منحة أرض سكنيه وبلغ عدد المستفيدين من منحة مسكن جاهز ما يقارب 532 مستفيداً.
وذكرت الدائرة، ضمن استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم خلال الفترة من 2020 إلى 2024، والتي حصلت «الخليج» على نسخة منها، أنه بالتعاون مع أكثر من 13 جهة حكومية تم تطوير العديد من البرامج الرائدة بهدف تعزيز تحسين الخدمات المقدّمة لأصحاب الهمم وتعزيز جودة حياتهم، وشاركت العديد من الجهات في تنفيذ مبادرات و برامج موجهة لأصحاب الهمم في الإمارة.
وأوضحت أن هيئة أبوظبي للإسكان نفّذت مبادرة «الوصول الشامل للمساكن» حيث تمّ مراجعة وتحديث نماذج التصميم والهندسة بناءً على متطلبات المواطنين من أصحاب الهمم ضمن دليل المجتمعات السكنية المتكاملة المحدث وتسهيل الوصول إلى الخدمات الإسكانية من خلال تحسين السياسات الداخلية المتعلقة بتقديم الخدمات لأصحاب الهمم لتسهيل الوصول للخدمات وتطوير المنصات الرقمية والمرافق الخدمية في جميع مراحل رحلة المتعامل وتوفير موظفين ضمن فريق خدمة المتعاملين مؤهلين للتعامل وتوفير خدمة لغة الإشارة لأصحاب الهمم من فئة الصم.
كما أطلقت الهيئة مبادرة «نحن نوصلكم» التي تستهدف المستفيدين من كبار المواطنين وأصحاب الهمم، بهدف الوصول للمتعامل وأخذ الطلبات والرد على الاستفسارات بالتنسيق مع الجهات المعنية بهذا الشأن.
وأوضح التقرير أنه فيما يتصل بالتوظيف الدامج، وفي إطار دمج أصحاب الهمم في سوق العمل، سبق وأعدت دائرة التمكين الحكومي «سياسة التوظيف الدامج»، التي تضمّنت 15 مبادرة لتعزيز مشاركة أصحاب الهم في سوق العمل والحياة الاقتصادية إلى جانب ذلك، قامت بتطوير وتنفيذ برنامج زملاء الهمم وهو برنامج توعوي لموظفي حكومة أبوظبي بشأن دعم زملائهم من أصحاب الهمم «زملاء الهمم»، شارك فيه 1,540 موظفاً من 56 جهة حكومية.