جامع بهلا التاريخي .. إرث عماني يـعــود إلى الحياة
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
في قلب ولاية بهلا المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، يتربع جامع بهلا التاريخي القديم كواحد من أبرز المعالم الأثرية والدينية في سلطنة عُمان، وبفضل جهود وزارة التراث والسياحة، تم ترميم هذا الصرح العريق وإعادة افتتاحه للزوار بعد إغلاق دام نحو 50 عامًا، ليصبح وجهة سياحية وثقافية تروي قصة عُمان الغنية عبر العصور.
إعادة إحياء التراث
قامت شركة «مراسيم للسياحة والاستثمار»، المشغلة لقلعة بهلا المجاورة للجامع، بإدارة وتشغيل جامع بهلا التاريخي بعد ترميمه، وقال المهندس علي بن أحمد الشقصي، المدير العام للشركة: إن افتتاح الجامع يعد حدثًا تاريخيًا مهمًا، حيث تم تجهيز الموقع ليكون جاهزًا لاستقبال الزوار من خلال توفير خدمات مثل الإنارة الحديثة، وحواجز زجاجية لحماية العناصر الأثرية كالمحراب، بالإضافة إلى لوائح إرشادية تعرض أهم الاكتشافات الأثرية ومراحل الترميم، موضحًا أن الشركة تعمل على إنشاء متحف داخل الجامع لعرض المقتنيات الأثرية التي تم العثور عليها خلال عمليات الترميم، بما في ذلك عملات نقدية وأوانٍ فخارية تعود إلى 2300 عام قبل الميلاد، وقد تم توظيف عدد من الشباب العمانيين من أهالي الولاية للعمل في مجالي الإرشاد السياحي والاستقبال، مما يعزز مشاركة المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث.
مكانة تاريخية ودينية
يقع جامع بهلا التاريخي على ربوة صخرية مرتفعة جنوب قلعة بهلا، ضمن واحة بهلا العريقة التي تضم حارات طينية قديمة ومزارع نخيل وسورًا تاريخيًا، ويعود تاريخ بناء الجامع إلى القرن الأول الهجري، وفقًا لبعض الآراء التي تشير إلى أنه بُني في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتشير الاكتشافات الأثرية إلى أن الجامع بُني على أنقاض مبنى سابق يعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة أو ما قبلها، وكشفت التنقيبات الأثرية عن كنوز تاريخية، بما في ذلك عملات فضية تعود إلى العصر العباسي، وأوانٍ فخارية وحجرية، بالإضافة إلى هياكل عظمية تعود إلى العصر البرونزي، وهذه الاكتشافات تؤكد أن واحة بهلا كانت مأهولة بالسكان منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، مما يجعلها واحدة من أقدم الواحات في سلطنة عُمان.
دور تعليمي وديني
لم يكن جامع بهلا مجرد مكان للعبادة، بل كان أيضًا مركزًا تعليميًا بارزًا، فقد شهد الجامع تدريس علوم الشريعة واللغة العربية، وتخرج منه العديد من العلماء والفقهاء العمانيين، ومن بين من قاموا بالتدريس فيه الشيخ ناصر بن راشد المحروقي والشيخ أحمد بن حمد الخليلي، كما يحتوي الجامع على كتابات تاريخية وأدبية محفورة على جدرانه، تمثل مصدرًا غنيًا للباحثين في تاريخ الحضارة العمانية.
مكونات معمارية فريدة
يتكون جامع بهلا من أربعة أجزاء رئيسية: قاعة الصلاة التي تضم 24 عمودًا ومحرابًا جصيًا مزخرفًا يعود إلى القرن العاشر الهجري، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، ومئذنة دائرية تعكس تأثيرات معمارية إيرانية، وسلم طيني خارجي مكون من 28 درجة يرمز إلى عدد حروف اللغة العربية.
الجدير بالذكر أن افتتاح جامع بهلا التاريخي يهدف إلى تعزيز السياحة الدينية والثقافية في سلطنة عُمان، مع التركيز على تعريف الزوار، خاصة غير المسلمين، بالدين الإسلامي وتاريخ الجامع العريق، كما تخطط شركة «مراسيم» لإقامة فعاليات دينية وثقافية مثل مدارس القرآن الكريم ومسابقات الحفظ، مما يعيد للجامع دوره كمنارة للعلم والمعرفة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الجزائر بشأن شعب فلسطين: علمنا التاريخ أنه لا يمكن لأي قوة أن تقتلع شعبا من أرضه
نيويورك – أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني، قائلا”علمنا التاريخ أنه لا يمكن لأي قوة أن تقتلع شعبا من أرضه”.
وفي كلمته، أمام مجلس الأمن، خلال الاجتماع الطارئ الذي دعت إليه الجزائر بشأن الوضع في فلسطين، أشار بن جامع إلى أنه على مجلس الأمن أن يتحدث بـ”وضوح وقوة وأن يضمن تنفيذ قراراته كاملة لوضع حد للمجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين”، مشددا على أن “عدم القيام بذلك سيؤدي إلى فقدان أي سلطة متبقية له ولن يحترم العالم هذا المجلس بعد الآن”.
ولفت إلى أن “الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون معاناة لا تطاق في ظل حرب الإبادة التي يقترفها الكيان الصهيوني الذي لم يكتف بإعدام المدنيين، بل جعل هذا العدوان أكثر دموية باستهداف عمال الإغاثة والطواقم الطبية والصحفيين والأطفال”.
وأشار إلى أن “عدوان الاحتلال على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 خلف مقتل 400 شخصا من عمال الإغاثة و209 من الصحفيين و1060 عاملا صحيا، إضافة إلى إعدام 17 ألف طفل”، مشددا على أن “هؤلاء الناس يستحقون العدالة”.
وأوضح أن “القتل أصبح روتينا يوميا لسكان غزة، بينما يشاهد المجتمع الدولي هذه الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة ويبقى صامتا”.
كما لفت إلى “منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لأكثر من شهر كما لو أن القتل لم يكن كافيا”، مؤكدا أن “ما يحدث في غزة رعب مطلق ويجب ألا يمر هذا السلوك الإجرامي دون رد”.
وأكد في هذا الصدد أنه “يجب تنفيذ القرار الأممي 2735 بالكامل ودون تأخير، لإنقاذ الأرواح ووضع حد فوري للعدوان المتواصل”.
وحول “الوضع في الضفة الغربية المحتلة”، أوضح الدبلوماسي الجزائري أن “أرقام الدمار والضم والاعتقال والتهجير القسري والاغتيالات لا تزال في ازدياد مستمر، في محاولة للسيطرة الكاملة على هذه الأراضي الفلسطينية”. مؤكدا أن “سياسة الاستيطان تستمر بلا هوادة، حيث أنه خلال العام الماضي فقط، استولى الاحتلال على 46 كيلومترا مربعا من أراضي الضفة الغربية، فيما يواصل مسؤولون صهاينة الاعتداء على المسجد الأقصى، متحدين الوضع التاريخي والقانوني الراهن”.
وذكر بن جامع أن الجزائر “تدين بشدة جميع هذه الأعمال”، مضيفا قوله: “علمنا التاريخ أنه لا يمكن لأي قوة أن تقتلع شعبا من أرضه، لن يشرد الشعب الفلسطيني، سيبقى على أرضه وبدعم كل من يحب الحرية والسلام، سيقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
المصدر: “الخبر” الجزائرية