لجريدة عمان:
2025-04-07@08:30:52 GMT

وصية مريم بنت محمد الساكنة محلة الشجب من نزوى

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

كان للمرأة في عمان حضورها في نصوص التراث بين عالمة وسائلة، وفي تقييدات المخطوطات بين ناسخة ومتملكة وواقفة وغير ذلك من الصُّوَر. ولما كانت وثائق القرون الأولى لا يكاد وصل إلينا منه شيء إلا بعض ما كُتِب على غير الورق نحو الكتابات الصخرية، فإن ما بقي في نصوص كتب التراث من وثائق جدير بالبحث والدرس. ومما نُقِل في كتاب بيان الشرع وصية جاء أنها مكتوبة بخط أبي عليّ الحسن بن أحمد بن محمّد بن عثمان العقري النزوي، وهو فقيه من أهل القرن الخامس الهجري، وكانت وفاته على الأرجح سنة 506هـ، وهو فيما يروى شيخ أبي عبدالله محمد بن إبراهيم الكندي (ت:508هـ) صاحب كتاب بيان الشرع.

ونص الوصية: «هذا ما أقرّت به وأوصت مريم بنت محمّد بن سعيد، الساكنة بمحلّة الشّجب من قرية نزوى، وأشهدتنا به على نفسها في صحّة من عقلها وجواز وصيّتها، وهي تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأنّ جميع ما جاء به محمّد من عند الله فهو الحقّ المبين، كما جاء به مجملًا ومفسّرا، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور، أشهدتنا مريم بنت محمّد بن سعيد المقدّم ذكرها في هذا الكتاب أنّها قد أوصت بحجّة إلى بيت الله الحرام الذي بمكّة، وقد فرضتها على نفسها في مالها سبعمائة درهم طريّة، وأوصت أن يؤتجر عنها بها من يحجّ عنها هذه الحجّة بجميع ما يلزم فيها من فريضة وسنّة من لدن إحرامها إلى تمام مناسكها ووداعها، وأشهدتنا أنّها قد أوصت بأربع كفّارات صلوات، كلّ كفّارة إطعام ستّين مسكينًا، وأوصت أن يكفّر ذلك عنها من مالها بعد موتها، وأوصت للفقراء ولأقربائها الذين لا يرثون منها شيئًا بثلاثين درهمًا معاملة، وأوصت بإنفاذها من مالها بعد موتها، وأشهدتنا أنّ عليها للفقراء أربعين درهما معاملة وأوصت بإنفاذها من مالها بعد موتها، وأشهدتنا مريم هذه أنّها جعلت النخلة البلعق التي لها في العثمانية بجميع حدودها وحقوقها وجميع أرضها وقفًا على الفقراء، وصيّة منها بذلك بعد موتها، وأوصت بالنخلة المستبّ التي لها في أجيل الغرفة الشرقية التي على الأجايل وقفًا على المسجد الذي بمحلة العقر الأعلى من نزوى بجميع ما يحتاج إليه من مصالح عِماره ومصالح عُمّاره، على أن ليس لها من الأرض التي حولها إلا ما قام عليه جذعها، وأشهدتنا أنّها قد جعلت محمّد بن سعيد وعبد الله بن سعيد وصييها بعد موتها في قضاء وصيّتها جائزي الأمر يقومان مقامها، وقد جعلت لهما أن ينفذا وصيّتها من أجيل النخل الذي لها المعروف بذات عرفة، وجعلت لهما أن يبيعاه على من أراد من النّاس بما شاءا من الثمن بغير حكم حاكم، ولا مشورة على وارث، بنداء أو مساومة، وقد أثبتت على نفسها جميع ما في هذا الكتاب، كان ثابتًا أو غير ثابت، وأوصت بإنفاذه من مالها بعد موتها، وقد جعلت لكلّ واحد منهما من الانفراد ما جعلته لجميعهما، وبذلك أشهدت الله تعالى على نفسها، والشهود المسمَّين في هذا الكتاب بعد أن قرئ عليها، فأقرّت بفهمه ومعرفته، وكانت هذه الشهادة في ربيع الأوّل من سنة ثمان وستّين وأربعمائة سنة، شهد عليها الحسن بن أحمد بن محمّد بن عثمان وكتب بيده، وشهد عليها محمّد بن إبراهيم وكتب عنه بأمره، والحمد لله وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وسلم».

والملاحظ في نص الوصية أن اسم المرأة الموصية جاء بغير نسبة إلى عشيرة أو بلد، لكن عُيِّنت بسكنى محلة الشَّجّب أو شَجَب من نزوى، وهي محلة معروفة نُسِب إليها بعض من سكنها من الفقهاء والعلماء، وفي نزوى مسجد يُعرَف بمسجد الشجبي. كما نقرأ أن المستعمل من النقود الدراهم، وهي لا شك ضروب فضية مختلفة جرى تداولها طوال العصور الإسلامية. ومن الألفاظ الواردة في النص: نخلة البلعق، والعثمانية (اسم بستان)، ونخلة المَسْتَبّ، والأجيل وجمعه أجايل، وللأجايل وأحكامها مسائل كثيرة في فقه الأفلاج في الكتاب نفسه. ولعل الشاهد في آخر الوصية عَقِب اسم كاتبها هو تلميذه محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: على نفسها بن سعید

إقرأ أيضاً:

نائب محافظ الإسماعيلية يناقش تجهيزات احتفالية إعادة افتتاح النصب التذكاري بجبل مريم

عقد المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، اليوم الأحد، اجتماعًا تنسيقيًّا لمناقشة آخر الاستعدادات والتجهيزات لإقامة افتتاح النصب التذكاري بمنطقة جبل مريم بالإسماعيلية.

وذلك بحضور اللواء طارق اليمني السكرتير المساعد للمحافظة ، ممثلي وزارات الخارجية و السياحة و الآثار و الثقافة، المستشار الهندسي للوزير المحافظ، معاون الوزير المحافظ للمشروعات، والجهات المعنية بالاجتماع.

وخلال الاجتماع تم الوقوف على آخر المستجدات لإقامة احتفالية النصب التذكاري للدفاع عن قناة السويس بمنطقة جبل مريم، والذي يعتبر تخليدًا لرفات الجنود القتلى في الحرب العالمية الأولى و أقيم علي ربوة عالية تم اختيارها لكونها شاهدة علي المعارك التي دارت علي ارضها.

كما أن النصب التذكاري سيضع محافظة الإسماعيلية على الخريطة السياحية من خلال تسليط الضوء على إمكانياتها السياحية والبيئية.

وخلال الاجتماع، تم مناقشة التعاون والتنسيق مع عدد من الوزارات والمؤسسات والهيئات منها وزارة السياحة والآثار المصرية ووزارة الثقافة ووزارة الخارجية وهيئة قناة السويس .

كما تم مناقشة مقترحات الترتيبات اللازمة لإقامة الاحتفالية، هذا إلى جانب عرض الأماكن المقترحة للتجميل والتطوير؛ من أجل إبراز الوجه الجمالي والحضاري للمحافظة.

ومن الجدير ذكره، أن النصب التذكاري بمنطقة جبل مريم بالإسماعيلية تم افتتاحه في ٣ فبراير ١٩٣٠، والنصب من تصميم الفرنسي ميشيل روسبيتز ونفذه النحات ريموند ديلامار من الجرانيت الوردي الذي تم إحضاره من ايطاليا.

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ الإسماعيلية يناقش تجهيزات احتفالية إعادة افتتاح النصب التذكاري بجبل مريم
  • في حضرة العذراء.. لماذا رسم رفائيل السيدة مريم أكثر من 30 مرة؟
  • الحوز :سرقة طاقة شمسية بضيعة فلاحية في تمصلوحت تثير الرعب وسط الساكنة ومطالب بتدخل القائد الإقليمي للدرك الملكي
  • الكنيسة تحتفل بتذكار القديسة مريم المصرية البارة
  • 7 آلاف زائر لـملتقى نزوى لفرحة العيد
  • بمشاركة 350 دار نشر .. اربيل تحتضن معرض الكتاب الدولي بنسخته الـ17
  • مريم الغامدي تشيد بإلهام علي: تتصدّر المشهد الدرامي بكل جدارة .. فيديو
  • شقوق ضخمة تركها الزلزال في سور تارودانت تهدد الساكنة والزوار (صور)
  • حاول حمايتها.. مريم الخشت تتصدر التريند بسبب كلب «صورة»
  • رجل مبتورة في مقبرة إمنتانوت..السلطات تستنفر وسط تكهنات الساكنة