فى حضرة التلاوة برمضان.. الشيخ سيد متولى من قرية الفدادنة لقلوب الملايين
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
في ليالي رمضان المضيئة، يحرص المصريون على سماع أصوات قراء القرآن التي تملأ الأرجاء قبل آذان المغرب، تلك الأصوات التي تملك قدرة عجيبة على تهدئة النفوس وإضاءة الروح، حيث يظل قراء القرآن المصريون جزءًا لا يتجزأ من طقوس الشهر الفضيل.
إن تلاواتهم المرتلة ترتبط بالوجدان المصري، وتغذي قلوب الصائمين، حيث تصبح لحظات الاستماع إلى القرآن قبل الفطور بمثابة رحلة روحانية نحو الطمأنينة والإيمان.
الشيخ سيد متولي، ذلك الصوت الذي تنساب حروفه كالسيل في آذان المستمعين، هو أحد الأعلام الذين جاد بهم الزمن ليحملوا في قلوبهم القرآن الكريم ويؤدونه بشغف لا يضاهى، وُلد في 26 أبريل 1946، بقرية الفدادنة بمركز فاقوس في محافظة الشرقية، وكان حلم والدته أن يرزقها الله بولد حليم يعين شقيقاته بعد رحيلها، ولم تكن تعلم أن هذا الولد سيكون من خدام القرآن الكريم.
وفي الخامسة من عمره، خطا الشيخ سيد أولى خطواته نحو بيت الله وحفظ القرآن على يد الشيخة "مريم السيد رزيق"، التي اكتشفت موهبته الاستثنائية منذ اللحظات الأولى.
لم يكن حفظ القرآن بالنسبة له مجرد مهمة تعليمية، بل كان رحلته في العالم الروحي الذي لا ينتهي. وفي سن الثانية عشرة، أتم حفظ القرآن كاملاً، ليبدأ مسيرته كقارئ في المناسبات والمآتم البسيطة في قريته.
لكن صيته لم يقتصر على قريته الصغيرة، فمع مرور السنوات، غزا صوته محافظة الشرقية ثم انتقل إلى باقي أنحاء مصر، ليصبح أحد أشهر القراء في عصره.
وكانت مشاركاته تتجاوز الحدود، حيث سافر الشيخ سيد إلى العديد من البلدان العربية والإسلامية، مثل إيران والأردن ودول الخليج، ليؤثر في قلوب الملايين من محبي القرآن.
وفي حين بدأت أجرته بجنيه واحد، إلا أن سنوات من التفاني والعمل الجاد جعلته واحدًا من أبرز القراء في العالم العربي والإسلامي. كان صوته ليس مجرد نغمات تُقرأ، بل كان يحمل بين طياته رسالة حب وإيمان عميقين.
إن مسيرة الشيخ سيد متولي هي قصة إصرار ورغبة في نقل رسالة القرآن الكريم بكل حروفها، ليرتفع صوته في آفاق السماوات ويدوي في قلوب من يستمعون إليه، فإلى يومنا هذا، يبقى صوته علامة من علامات التلاوة.
شهر رمضان في مصر ليس مجرد فترة صيام، بل هو رحلة روحانية تتجسد فيها الطقوس المتجددة، ومن أبرزها استماع المصريين لتلاوات قرآن مشايخهم المفضّلين، مع دقات أذان المغرب، تملأ أجواء المنازل والشوارع أصوات القراء الكبار ليصبحوا جزءًا من الروح الرمضانية، هذه الأصوات العذبة التي تلامس القلوب قبل الفطور، أصبحت جزءًا من هوية الشهر الكريم، حيث تمزج بين الهدوء والسكينة، وتعيد للأذهان ذكرى إيمانية طيبة تمس الأعماق، فتجعل كل لحظة من رمضان أكثر تقديسًا.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: القرآن الكريم قراء القران شهر رمضان قراءة القران في رمضان الشیخ سید
إقرأ أيضاً:
ما حكم نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة من الأمور المتكررة كثيرا في صلاة الجماعة فإذا قرأ الإمام ومر على آية بها سجدة تلاوة ونسي يسجد فركع الإمام مباشرةً دون سجود التلاوة فهل يستوجب الرجوع والإتيان بها ثم استكمال صلاته أم عليه متابعة الصلاة دون الرجوع وهل تعد الصلاة صحيحة في هذه الحالة؟.
وأجابت دار الإفتاء المصرية، عن السؤال السابق قائلةً "إذا قرأ الإمام أثناء صلاته بالناس آية فيها سجدة، ولكنه نسي فلم يسجد لها، ثم ركع فلا يعود للإتيان بها".
هل يجوز قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك الفم؟.. الإفتاء توضح
هل يجوز الاحتفال بشم النسيم؟.. الإفتاء تحسم الجدل وتوضح الحكم الشرعي بالأدلة
شم النسيم 2025.. الإفتاء توضح موعده الأصلي وأفضل 4 أعمال مستحبة فيه
هل يجوز للأب توزيع أمواله بالتساوي على أبنائه حال حياته؟.. أمين الإفتاء يجيب
وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، "أنه على الإمام أن يتم صلاته، وصلاته صحيحة ولا شيء عليه؛ لأنه تلَبَّس بالفرض، فلا يتركه للعَوْد إلى سُنَّة، ولأنه يصير زائدًا ركوعًا عامدًا والزيادة في الأفعال عامدًا تبطل الصلاة".
رأي الفقهاء حول نسيان الإمام سجدة التلاوةوذكرت دار الإفتاء رأي عدد من الفقهاء حول نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة..
قال العلامة المَوَّاق المالكي في "التاج والإكليل" (2/ 334، ط. دار الكتب العلمية): [والذي نسي سجود التلاوة، والذي ذكر سجود سهو قبل السلام من فريضة في فريضة أو نافلة، والذي نسي السورة مع أم القرآن، فذكر ذلك وهو راكع فإنه يتمادى في ذلك كله] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (4/ 58-59): [(فرعٌ): المصلي إذا كان منفردًا سجد لقراءة نفسه، فلو قرأ السجدة، فلم يسجد ثم بدا له أن يسجد، لم يجز؛ لأنه تلَبَّس بالفرض، فلا يتركه للعَوْد إلى سُنَّة، ولأنه يصير زائدًا ركوعًا، فلو بدا له قبل بلوغ حد الراكعين جاز، ولو هوى لسجود التلاوة ثم بدا له فرجع جاز، كما لو قرأ بعض التشهد الأول ولم يتمه جاز بلا شك... وإن كان المصلي إمامًا فهو كالمنفرد فيما ذكرناه] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني" (2/ 23) عند بيان حكم من ترك شيئًا ليس واجبًا كسجود التلاوة، وأنه يلزمه المضي دون العَوْد للسجود: [فإنْ مضى في موضع يلزمه الرجوع، أو رجع في موضع يلزمه المضي، عالمًا بتحريم ذلك، فسدت صلاته؛ لأنه ترك واجبًا في الصلاة عمدًا. وإن فعل ذلك معتقدًا جوازه لم تبطل؛ لأنه تركه من غير تعمد، أشبه ما لو مضى قبل ذكر المتروك، لكن إذا مضى في موضع يلزمه الرجوع، فسدت الركعة التي ترك ركنها، كما لو لم يذكره إلا بعد شروعه في القراءة. وإن رجع في موضع المضي لم يعتدَّ بما يفعله في الركعة التي تركه منها، لأنها فسدت بشروعه في قراءة غيرها، فلم يعد إلى الصحة بحال] اهـ.
بينما ذهب الحنفية، وابن القاسم من المالكية، إلى أنه إن تلبس بالركوع أو ركنٍ بعده وتذكر سجود التلاوة فإنه يسجد للتلاوة، وللحنفية تفصيلٌ، مُحصَّلُه: أنه يعود إلى ما كان فيه من أفعال الصلاة بعد تداركه لسجدة التلاوة، فيعيده استحبابًا ويسجد للسهو، وعند ابن القاسم يقوم فيبتدئ الركعة فيقرأ شيئًا ويركع.
قال الإمام الكمال ابن الهُمَام في "فتح القدير" (1/ 503، ط. دار الفكر): [لو نسي سجدة التلاوة ومحلها فتذكرها في الركوع أو السجود أو القعود فإنه ينحط لها ثم يعود إلى ما كان فيه فيعيده استحبابًا] اهـ. ولكنه لـمَّا ترك الواجب وهو المضي في الصلاة لأجلها فإنه يسجد للسهو؛ لتركه الواجب. ينظر: "العناية شرح الهداية" للبابرتي (1/ 508، ط. دار الفكر).
وقال الإمام الخَرَشِي في "شرح مختصر خليل للخَرَشِي" (1/ 356، ط. دار الفكر): [وإن ترك السجدة سهوًا وركع بنية الركوع ثم تذكرها حين وصل إلى حد الركوع اعتد بالركوع ويمضي على ركعته ويرفع لركعته عند مالك من رواية أشهب لا عند ابن القاسم، فيخر ساجدًا ثم يقوم فيبتدئ الركعة فيقرأ شيئًا ويركع] اهـ.