مشواري حواء.. مشروع نسوي لقيادة سيارات الأجرة باليمن
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
في خطوة غير معهودة باليمن، اقتحمت عدة نساء مجال قيادة سيارات الأجرة لمواجهة أعباء المعيشة، بعدما كانت هذه المهنة حكرا على الرجال منذ ظهور المركبات قبل عقود في هذا البلد.
ففي العاصمة صنعاء التي تحوي ملايين السكان، أطلقت الشابة غدير الخولاني -وهي طالبة ماجستير في تخصص إدارة أعمال- مشروع تطبيق "مشواري حواء" قبل عام ونصف لنقل النساء والأطفال عبر سيارات أجرة تقودها شابات.
الخولاني أبدت سعادتها لتمكنها من تأسيس هذا المشروع، معتبرة أنه "إضافة نوعية لخدمة النساء والأطفال في اليمن".
ويعتمد المشروع على عدة مركبات معظمها تملكها نساء انضممن إلى المشروع بعد الإعلان عن طلب سائقات لقيادة سيارات أجرة.
إقبال متزايدوقالت الخولاني: "بدأنا المشروع قبل عام ونصف بـ5 سائقات فقط، وبعد زيادة الطلب على الخدمة نشرنا إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن سائقات، ولاقينا إقبالا كبيرا، ولدينا الآن 20 سائقة".
وأضافت: "الطلب على الخدمة كبير في العاصمة المكتظة بالسكان، وما زلنا نعمل جاهدين لتلبية الطلبات بقدر الإمكان".
وأفادت بأنه "عبر تطبيق خاص بالمشروع على الإنترنت تستطيع العميلة تقديم طلبها وتحديد موقعها ووجهتها التالية، ليتولى القائمون على الخدمة البحث عن السائقة المتوفرة والقريبة من المكان لتقديم الخدمة بكل سلاسة".
إعلانوشددت على أن "هذه الخدمة نتجت من حاجة الشعب اليمني المحافظ إليها، إذ إن أكثرهم حين يُخرجون أطفالهم أو نساءهم إلى الجامعة أو المدرسة أو أي مكان آخر يشعرون بالأمان أكثر لو السيارة تقودها امرأة".
وعن المستحقات المالية، أوضحت الخولاني "في محاولة منا لمساعدة المجتمع، لا نأخذ أي فائدة وكل العائد يرجع للسائقات، ونأمل توسيع التطبيق أكثر".
ووفق الخولاني، لم يخلُ هذا المشروع من صعوبات، "فقد واجهنا بعض الانتقادات والتعليقات الرافضة لقيادة سيارة الأجرة من قبل النساء، والبعض يتهمنا بالسيطرة على أعمال الرجال، ولكن الحمد لله تخطينا هذه العقبة والذي كان ينتقدنا بات الآن يبحث عن تطبيق (مشواري حواء) للتواصل معنا".
وتأمل الخولاني أن يتوسع مشروعها ويصبح أكثر اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة: "لدينا خطة لتوسيع الفكرة واستخدام سيارات كهربائية مصاحبة للبيئة، والتوسع إلى محافظات أخرى بجانب العاصمة صنعاء".
مصدر رزقوفي بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، يعد توفير وظيفة أو مصدر رزق بمثابة تحول إيجابي كبير للأسر.
وفي السياق، قالت "أم عبد الرزاق" إحدى السائقات: "بدأت الشغل في هذا المشروع لتحسين دخلي وتلبية احتياجاتي واحتياجات أسرتي في ظل الأوضاع الصعبة".
وأضافت: "هذا المشروع بمثابة وظيفة لي ومصدر دخل.. وجدت فيه متعة في قيادة السيارة وفائدة كبيرة لكثير من الفتيات والنساء اللواتي وجدن فيه الأمان والراحة".
وتابعت أم عبد الرزاق "قيادة السيارة من قبل امرأة يعد أمرا جذابا ولافتا للنساء والفتيات اللواتي يجدن حريتهن وأمانهن في مشاويرهن الخاصة".
وأشارت إلى أنها لاحظت سعادة كبيرة لدى النساء اللواتي تنقلن عبر سيارات هذا المشروع "هن في أتم الراحة مع انبساط كبير خصوصا اللواتي يذهبن إلى صالات الأعراس وهن في كامل زينتهن، ما يجعل تنقلهن يمر من دون حرج أو خوف كون السيارة تقودها امرأة".
إعلان ترحيب وانتقادويعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى اليمن، حيث لم يسبق لنساء قيادة سيارات أجرة، ما يجعل الأمر مثار جدل بين مؤيد ومعارض.
وعن الصعوبات التي اعترضت طريق أم عبد الرزاق، قالت: "واجهت العديد من الانتقادات من المجتمع، فبعض الناس لا يقبلون أن تكون المرأة سائقة، وهناك كثيرون يعترضون طريقنا ونسمع كلاما مزعجا، وحينها نتجاهل برفع زجاج السيارة أو التظاهر بعدم السماع".
لكنها في المقابل وجدت ترحيبا من معظم أرباب الأسر الذين أبدوا رضاهم الكبير عن هذا المشروع، كون هناك سائقات يوصلن نساءهم، ويشعرون بالأمان، خصوصا من بعض المحافظين الذين لا يسمحون لزوجاتهم أو بناتهم بالركوب مع سائقين.
وتابعت: "مع الظروف الصعبة في البلاد والمشكلات المحيطة بنا، ومع متعتنا في قيادة السيارة واندماجنا في الحديث مع المجتمع النسائي ننسى كل شيء".
وتأمل أم عبد الرزاق من المجتمع اليمني "أن يشهد مزيدا من الانفتاح ويتقبل حق المرأة بأن تكون سائقة سيارة خاصة لمشاوير نسائية".
كما تأمل "انتشار المشروع وتوسعه ليشمل مختلف محافظات اليمن، كونه يعد خدمة فريدة للنساء".
ويأتي هذا التحول بمسار العمل في وقت يعاني فيه اليمن ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث هناك نحو 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات وحماية أساسية في عام 2025 حسب الأمم المتحدة.
ومنذ أبريل/نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة نسبية من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
إعلانودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان قیادة سیارات هذا المشروع سیارات أجرة
إقرأ أيضاً:
387 ألف مستفيد.. جامعة الملك خالد تدشن مشروع "مبادرون"
دشّن رئيس جامعة الملك خالد الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي اليوم، النسخة السادسة من مشروع "مبادرون" المجتمعي.
وأوضح المشرف على الإدارة العامة للتطوع والشراكة المجتمعية الدكتور مسفر بن محمد الأسمري, أن مشروع "مبادرون" حصل على الجائزة الوطنية للعمل التطوعي 2024م.مشروع "مبادرون" المجتمعيوبلغ عدد المستفيدين من برامج المشروع خلال النسخ الخمس الماضية أكثر من 387 ألف مستفيد من داخل المملكة وخارجها.
أخبار متعلقة لوحة جمالية.. الفوانيس الرمضانية تُزيّن ميادين وشوارع عسيرالمملكة تدين وتستنكر قرار وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
دشّن معالي رئيس #جامعة_الملك_خالد أ.د.فالح بن رجاء الله السلمي، صباح اليوم، النسخة السادسة من مشروع مبادرون الذي يُعنى بتقديم البرامج المجتمعية، وتشرف عليه وكالة الجامعة للأعمال والشراكة المجتمعية، ويأتي التدشين متزامنًا مع انطلاق برامج مبادرة #أجاويد3..#مبادرون6_KKU pic.twitter.com/GxSlaNhvYL— جامعة الملك خالد (@kkueduksa) March 2, 2025
وأكد أن المشروع الذي سيستمر لعدة أشهر، يسعى إلى تطوير المهارات المجتمعية وتعزيز القيم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جامعة الملك خالد تدشن مشروع "مبادرون" - جامعة الملك خالد استثمار القدرات والمواردويعد مشروعًا مجتمعيًا تنمويًا لاستثمار القدرات والموارد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولفت إلى أن مجالات المشروع تشمل "الرقي" و"التطوير" و"التثقيف".
وكانت حققت كلية طب الأسنان بجامعة الملك خالد، نقلة نوعية في مجال النشر العلمي.نقلة نوعية في مجال النشر العلميونجحت في نشر سبعة أبحاث علمية في مجلات دولية مرموقة، مثل (Journal of Prosthodontics ) و (Journal of Prosthetic Dentistry).
وتناولت موضوعات رائدة في طب الأسنان، من بينها تحسين دقة زراعة الأسنان باستخدام قوالب جراحية رقمية متقدمة.
هذا إضافة إلى تطوير تقنيات مبتكرة لإعادة تأهيل الفك الكامل باستخدام الزرعات.