الأسبوع:
2025-04-30@12:05:21 GMT

الدول الشاذة

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

الدول الشاذة

شهد التاريخ في عهوده القديمة والحديثة دولا شاذة لا تقيم وزنا للاتفاقات التي تعقدها أو لتعهداتها ولا تحترم أعرافا أو قوانين.

من عظمة الدولة المصرية على مدار تاريخها احترامها للأعراف الدولية والقيم والاتفاقيات مهما بلغت قوتها وضعف الآخرين، وقد أبرمت مصرأول معاهدة في التاريخ الإنساني عام 1269 قبل الميلاد عقب معركة قادش بين رمسيس الثاني فرعون مصر وهاتوسيليس الثالث ملك الحيثيين.

كان احترام مصر للمعاهدة نموذجيا في عصر لم تعرف فيه البشرية القانون الدولي أو قواعد الشرعية الدولية، وكانت كذلك على مدار تاريخها مثلا يحتذى به في احترام المعاهدات والتعهدا.

شهد التاريخ الإنساني أيضا دولا شاذة في كل سلوكياتها وتعاملاتها، والدول الشاذة دائما ما تكون نهايتها مأساوية درامية، حدث ذلك مع المغول في القرن الثالث عشر الميلادي وانتهت دولتهم وكانت نهاية ملكهم العظيم هولاكو مأساوية، كذلك شهدنا في مطلع القرن العشرين نظريات لمنظرين حولت سلوك دولهم إلى دول شاذة ومنهم الألماني راتزل الذي توفى عام 1904 وهو مؤسس علم الجغرافيا السياسية والذي ابتكر نظرية المجال الحيوي وتحدث في نظريته عن حق الدول أن تتوسع من أجل البقاء وإلا ستنهار وأن على الدول المجاورة الصغيرة أن تتفهم ذلك وتدعمه!، من ياترى يفعل ذلك في منطقة الشرق الأوسط؟ هذه النظريات استخدمها هتلر وظهرت رغباته الشاذة في غزو كل من حوله بما في ذلك الدول التي أبرم معها معاهدات/ تحالفات ( الاتحاد السوفيتي - بولندا - الدانمارك - تشيكوسلوفاكيا - النمسا)، هذا الشخص الذي لم يتعلم في أي معهد عسكري كان يقود الجيوش الجرارة من مركز القيادة الرئيسي وانتهى به الأمر وبدولته الى نهاية مأساوية، نفس الشيء حدث لموسوليني في إيطاليا صاحب العبارة الشهيرة ( من لا يملك مدفعا فالويل له) وانتهى به الأمر وبإيطاليا الى نهاية مأساوية في الحرب العالمية الثانية، والأمثلة كثيرة ومتعددة.

نحن الآن أمام دولة زرعت في المنطقة العربية ومنذ تأسيسها لا تحترم أي قوانين أو أعراف أو قواعد شرعية دولية، منذ عام 2015 حتى عام 2023 فقط صدر ضدها من الأمم المتحدة 154 قرارا مقابل 71 قرارا ضد باقي دول العالم، الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم في القرن الحادي والعشرين بتوجيه أسلحتها الرئيسية لمسح مناطق مدنية كاملة من الخريطة وتقتل الأطفال والنساء عمدا بعشرات الآلاف والأطباء والصحفيين عمدا بالمئات على مرأى من العالم كله الذي يقف موقف المتفرج أو المعاون، لا التزام أو تعهد أو قانون التزمت به طوال تاريخها، تعتدي على أي دولة مجاورة في أي وقت وتعلن أمام المجتمع الدولي في الأمم المتحدة راعية الشرعية الدولية خريطتها التوسعية على حساب كل دول الجوار، يحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين.

إن نهاية دولة بهذه المواصفات ستكون مأساوية بالتأكيد ولن تختلف عن نهاية الدول الشاذة على مدار التاريخ مهما طال أمد ممارساتها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر إسرائيل الأمم المتحدة التاريخ المعاهدات

إقرأ أيضاً:

حواس: المتحف المصري الكبير أهم مشروع ثقافي في القرن 21 والافتتاح 3 يوليو

عبّر الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار وعضو مجلس أمناء المتحف المصري الكبير، عن فرحته الكبيرة بالمشاركة في بناء المتحف، مؤكدًا أن الفكرة كانت للفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق.
 

وقال حواس، خلال لقائه في برنامج "الحياة اليوم" مع الإعلامية لبنى عسل، إن كل من عمل في المشروع كان مثل الجنود، لتنفيذ أهم مشروع ثقافي في العالم في القرن الـ21. وأضاف: "مفيش متحف في الدنيا يقدر ينافس المتحف المصري الكبير".


وأوضح أن المتحف سيعرض 1000 قطعة أثرية جديدة، وهذا الحدث الثقافي الكبير سيجذب أنظار العالم كله. وأشار إلى أن السؤال الأكثر شيوعًا هو "متى الافتتاح؟".

 وأكد أن يوم 3 يوليو سيكون يومًا مميزًا، حيث سيمتلئ المكان بالزوار المتحمسين لرؤية هذا الصرح الضخم.


وذكر حواس أنه استغل رحلته إلى الولايات المتحدة للترويج للسياحة في مصر، وأعلن خلال محاضراته عن افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي سيعرض قناع توت عنخ آمون، الذي وصفه بأنه "أجمل قطعة أثرية في العالم".
 

طباعة شارك زاهي حواس الاثار المتحف

مقالات مشابهة

  • هوس ماجا المشؤوم بمعدل الذكاء يقودنا إلى مستقبل غير إنساني
  • يعيد كتابة التاريخ.. ما هو السيديريت الذي تم اكتشافه على المريخ؟
  • الرئيس السيسى ونظيره الأنجولى يناقشان الأوضاع فى القرن الأفريقى والسودان
  • السودان… مشاهد من يوميات حرب عبثية
  • إقبال زوار معرض«أبوظبي للكتاب» على اقتناء الإصدارات القديمة والنادرة
  • نيوزويك: عطلة نهاية الأسبوع التي صنعت ظاهرة ترامب وغيرت التاريخ
  • تحطيم 42 رقمًا قياسيًا في ماراثون لندن
  • الأمومة المفقودة.. أمهات ينهين حياة أولادهن في مشاهد مأساوية
  • حملة تنمر تنتهي بوفاة مأساوية في مصر.. ما قصة التيك توكر شريف نصار؟
  • حواس: المتحف المصري الكبير أهم مشروع ثقافي في القرن 21 والافتتاح 3 يوليو