الكتاب: "حماس: فصول لم تكتب"
الكاتب: عزام التميمي
ترجمة: أمل عيتاني
الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات


صدر مؤخراً كتاب "حماس: فصول لم تكتب"، وهو ترجمة لأصله الإنجليزي المعنون بـ"Hamas: Unwritten Chapters" الصادر عن دار هيرست في لندن عام 2007،  لمؤلفه د. عزام التميمي، السياسي والأكاديمي الفلسطيني المقيم في بريطانيا، وقد عُدَّ حين صدوره بالإنجليزية اختراقاً كبيراً في عالم الأدبيات الغربية حول حركة المقاومة الإسلامية حماس.

لقد امتاز بكونه من أوائل المؤلفات التي مَنَحَت الحركة هامشاً مُعتبراً لتقديم حكايتها عن تاريخ مقاومتها للاحتلال مع الالتزام الصارم بالمعايير العلمية في الكتابة، في وقتٍ كانت أغلب تلك الأدبيات المهتمة بالحركة تاريخاً وفكراً وممارسةً تستقي معلوماتها من مصادر معادية، مثل تلك الصادرة عن مؤسسات بحثية صهيونية، أو غربية استشراقية، أو أنَّها تستقي معلوماتها من جهات ليس لديها القدرة على استنطاق قادة الحركة وكوادرها أو الوصول إلى ما صدر عنهم من وثائق وأدبيات.

لقد كان الهدف من إصدار هذا الكتاب كما صرَّح مؤلفه: "الإسهام في سدّ ثغرة طالما وُجدت في الأدبيات العالمية المعاصرة حول حركة حماس، وتقديم سرد صادق لتاريخ الحركة، وإجراء تحليل دقيق للقيم والمبادئ التي تؤمن بها حتى يتسنى للقراء التمييز بين ما هو أساسي وما هو هامشي في فكرها وممارستها، ولا يكون ذلك إلا من خلال دراسة ما صدر عن قادتها ومنظّريها من مواقف وتصريحات" (ص 7).

والحقيقة أنّ هذه لم تكن الحسنة الوحيدة في الكتاب، إذ إنَّه امتاز باحتوائه على رواياتٍ مهمة تُذْكر لأول مرة، تتناول محطات مفصلية في حياة الحركة، مثل تلك المتعلقة بتجربتها في الأردن في تسعينيات القرن الماضي، كما أنَّه تمكَّن من نسج سَرْد للأحداث التاريخية التي مرَّت بها القضية الفلسطينية بشكل عام وحركة حماس بشكل خاص بين عامي (1967 ـ 2006)، مجبول بعناصر متعة وتشويق وتسلسل وجاذبية وسلاسة، ويظهر ذلك بشكل جلي في أكثر مقاطع الكتاب، سيّما تلك التي تتناول محاولة اغتيال خالد مشعل وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.

ناقش الفصل السابع أيديولوجيا الحركة من خلال تناول موقفها من اليهود ودولة الاحتلال، وميثاقها الذي يُعد الوثيقة السياسية الرسمية الأولى للحركة، حيث استعرض بعض بنوده التي أثارت جدلاً واسعاً في أوساطٍ سياسيةٍ وأكاديميةٍ وإعلامية، الأمر الذي دفع الحركة لتكليف لجنة لإعداد مسودة لميثاق جديد..ويمكن ملاحظة الجرأة في تناول بعض القضايا الحسَّاسة والتي لم يكن من المعتاد تناولها من قِبَل الكُتَّاب الإسلاميين بهذا الوضوح والصراحة والعمق، كما في تحليله خلفيات الخلاف بين د. فتحي الشقاقي والحركة قبل انفصاله عنها وتأسيسه لحركة الجهاد الإسلامي، وفي كشفه لأسرار العلاقة بين الحركة وجماعة الإخوان الأردنية، ودور الأخيرة في الدفع باتجاه خروج الحركة من الأردن.

أمَّا طبعته المترجمة للعربية التي نعرضها هنا فصدرت عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، ترجمة أمل عيتاني، وقد جاءت في إطار اهتمام المركز منذ تأسيسه في التأريخ للعمل الفلسطيني المقاوم، وتميُّزه بعدد من الإصدارات الرصينة حول إرث حركة حماس السياسي والعسكري، وتوفيره عدداً من الترجمات المهمة في السياق ذاته، وهو بهذه الترجمة يُراكم الأدبيات العربية حول تاريخ الحركة وفعلها المقاوم مما يُسهل الدراسة والبحث على الباحثين والمهتمين العرب المتقنين للعربية فقط. 
حوى الكتاب على مقدمة وعشرة فصول وفهرست بالأماكن والشخصيات والمؤسسات والأحداث.

افتتح المؤلف الفصل الأول بالحديث عن جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين ابتداءً من عام 1967، وأشار إلى جملة من القضايا أهمها العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي ساهمت في انبعاث الجماعة مجدداً، فيما يمكن تسميته بالميلاد الثاني بعد ميلادها الرسمي الأول عام 1945، كما تكلَّم عن بدايات العمل الإخواني الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، وذكر سلسلة العوامل الرئيسة التي دفعت إخوان فلسطين لتأسيس حركة حماس، ويلفت النظر في هذا السياق حديثه عن مساهمة الشيخ المصري حسن أيوب المقيم في الكويت في بلورة موقف الطلاب الفلسطينيين في ثانويات الكويت من القضية الفلسطينية، حيث صدح هناك بأفكاره حول ضرورة انخراط الإسلاميين في العمل المقاوم، في وقتٍ لم يكن تحرير فلسطين ضمن أولويات الحركة الإسلامية، ويُظهر الكتاب في هذا الفصل وفي الفصول التي تليه مركزية الشيخ أحمد ياسين في مسيرة الإخوان ثم حركة حماس حتى استشهاده عام 2004.

وركَّز الفصل الثاني على التمدد المؤسساتي لجماعة الإخوان، وتطرق للتطورات التي حدثت في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، والتي في مقدمتها تأسيس تنظيم بلاد الشام عام 1978، والبدء بالتأسيس للمشروع المقاوم في فلسطين، وانبثاق لجنة فلسطين داخل تنظيم بلاد الشام،  ثم جهاز فلسطين عام 1985، وسلَّط الضوء على دور إخوان الخارج في تأسيس حركة حماس من خلال حديثه عن الإخوان الفلسطينيين في الكويت الذين قدَّموا المشروع الإسلامي لفلسطين في اللقاء التاريخي الذي عُقد في عمان عام 1983، وهو اللقاء ذاته الذي تقرر فيه تقديم الدعم اللوجستي والمالي للمشروع، حيث مُنحت لجنة فلسطين أو لجنة الداخل مبلغ 70 ألف دولار من فرع الكويت من أجل "تمويل أول مشروع جهادي في غزة" (ص 63)، وتطرق الفصل أيضاً لمحاولات الشيخ ياسين العمل العسكري ضدّ الاحتلال منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي.

وتحدث الفصل الثالث عن انطلاق العمل المقاوم وبدايات العمل العسكري المنظم، والتطورات الميدانية التي حدثت، وما قابلها من شنّ الاحتلال لحرب شاملة على الحركة تضمنت تفاصيل عن موجات متلاحقة من الاعتقال والإبعاد، وكيف دخل الخارج على خط إعادة هيكلة التنظيم في الداخل بعد موجة الاعتقال عام 1989، وقد قاد هذه العملية موسى أبو مرزوق، الأمر الذي دشَّن تصاعد دور الخارج وتصدره للمشهد القيادي داخل الحركة.

وسرد الفصل الرابع قصة حركة حماس في الأردن ابتداءً من انتقال مكتبها السياسي إلى العاصمة عمّان بشكل رسمي أوائل عام 1993، وانتهاءً بترحيل قادتها أواخر عام 1999. تحدث الفصل عن ميزات الأردن بالنسبة للعمل الفلسطيني المقاوم، وآليات التواصل بين الحركة والنظام الأردني، وتتبع النقلة النوعية التي أحدثها وجود المكتب السياسي للحركة في الأردن، إن على مستوى خطاب حماس السياسي والإعلامي أو على مستوى علاقاتها الخارجية، وقدَّم تفاصيل حول دوافع النظام لاستقبال الحركة، ثمَّ دور المخابرات الأردنية في التضييق على الحركة حتى ترحيلها.

واهتم الفصل الخامس بسرد تفاصيل محاولة اغتيال خالد مشعل، وسلَّط الضوء على كيفية إدارة الحركة للملف، وكشف عن موقف الأطراف الفاعلة على الساحة الأردنية من الحادثة سواءً رأس النظام أو الحكومة أو الأجهزة الأمنية أو الأحزاب السياسية (تحديداً جماعة الاخوان)، وتحدث عن تداعيات الحادثة على مكانة الحركة وعلاقاتها المحلية والإقليمية والدولية، خصوصاً مع اضطرار الاحتلال الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين.

وعرض الفصل السادس مشهد الخروج الكلي لقادة حماس من الأردن، مبيناً دوافع الأردن لاتخاذ قرار ترحيلهم، خصوصاً مع التطورات التي شهدتها القضية الفلسطينية مع توقيع مذكرة واي ريفر في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1998، وانتخاب باراك رئيساً لوزراء الاحتلال عام 1999. وتتبع الفصل آليات تطبيق قرار الترحيل التي تضمنت مشاهد أساءت للقضية الفلسطينية وللمقاومة ولمشاعر الفلسطينيين والأردنيين، وبيَّن الفصل أيضاً موقف إخوان الأردن، الذي جاء على خلاف رغبة الحركة، حيث بدوا وكأنهم إحدى أوراق النظام الأردني الضاغطة عليها.

وناقش الفصل السابع أيديولوجيا الحركة من خلال تناول موقفها من اليهود ودولة الاحتلال، وميثاقها الذي يُعد الوثيقة السياسية الرسمية الأولى للحركة، حيث استعرض بعض بنوده التي أثارت جدلاً واسعاً في أوساطٍ سياسيةٍ وأكاديميةٍ وإعلامية، الأمر الذي دفع الحركة لتكليف لجنة لإعداد مسودة لميثاق جديد، وقد حالت تطورات الأحداث بعد الفوز في الانتخابات التشريعية أوائل عام 2006 دون إتمام المشروع، كما تناول الفصل بعض المفاهيم المرتبطة بالمقاومة واستراتيجياتها مثل الهدنة والتهدئة والعمليات الاستشهادية.
 
وكرَّس الفصل الثامن للتعليق على مفاهيم الجهاد والقتال والاستشهاد في الفكر الإسلامي المعاصر، وإبراز التداخل بين الفقهي والسياسي عند دراسة هذه المفاهيم، وارتباط كل ذلك بسياسات حركة حماس ومواقفها.

وعاد في الفصل التاسع للحديث عن تاريخ العلاقة بين حماس وحركة فتح بشكل خاص ومنظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) بشكل عام، وكيف حاولت م.ت.ف احتواء حماس. وحوى الفصل تفاصيل عن اللقاءات بين ممثلين من الجانبين ومخرجات اللقاءات، وكشف عن محاولات السلطة الفلسطينية لَي ذراع حماس عبر اعتقال قادتها وكوادرها، وإقفال مؤسساتها ومصادرة أموالها، ثم تحدث عن الانتفاضة الثانية وتفاصيلها.

وتابع الفصل العاشر تطورات القضية الفلسطينية منذ وفاة أبو عمار مسموماً عام 2004، ثم اختيار محمود عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية عام 2005، ومشاركة حماس في انتخابات 2006، وقدَّم تحليلاً لأسباب المشاركة وتوقعات النتائج قبل صدورها، والفوز الكبير الذي حقَّقته الحركة وتداعياته المحلية والإقليمية والدولية  

أين الضفة الغربية في مسيرة حماس التاريخية؟!

بدا دور حركة حماس في الضفة الغربية، كما ورد في الكتاب، هامشيـاً، رغم حضورها القوي على أرض الواقع في كل الفترة الزمنية التي عالجها الكتاب، وفي كل المحطات الرئيسة التي مرَّ بها إخوان فلسطين ومن بعدهم حركة حماس، سواءً في مرحلة إعادة تفعيل حركة الإخوان بعد هزيمة حزيران عام 1967، وما واكب ذلك من انتشار للمؤسسات الخيرية والاجتماعية والتربوية واتِّساع بناء المساجد وظهور الدعاة والتجمعات الطلابية في الثانويات وفي الجامعات، ثمَّ المشاركة الفاعلة في التأسيس لحركة حماس، والمشاركة في قيادة مشروعها وصياغة قراراتها، وتقديم كل ما يلزم من تضحية في سبيل تحقيق برنامجها خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.

يمكن ملاحظة الجرأة في تناول بعض القضايا الحسَّاسة والتي لم يكن من المعتاد تناولها من قِبَل الكُتَّاب الإسلاميين بهذا الوضوح والصراحة والعمق، كما في تحليله خلفيات الخلاف بين د. فتحي الشقاقي والحركة قبل انفصاله عنها وتأسيسه لحركة الجهاد الإسلامي، وفي كشفه لأسرار العلاقة بين الحركة وجماعة الإخوان الأردنية، ودور الأخيرة في الدفع باتجاه خروج الحركة من الأردن.إنَّ تركيز الكتاب على الحركة في إقليميها (غزة والخارج) وإغفال الإقليم الثالث (الضفة الغربية) يشكل ثغرة محزنة، كنتُ أتمنى لو قُدِّر للتميمي سدَّها في الطبعة العربية من خلال تقديم نسخة عربية محدثة للكتاب أو على أقل تقدير تناول الموضوع في المقدمة، خصوصاً بعد أن أصبحت بعض المعلومات المهمة حول دور الضفة ورجالها متاحةً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تقديم دراسة وافية وموضوعية عن تجربة الحركة في الضفة الغربية مهمة شاقة وتحتاج إلى جهد كبير، وهذا عائد إلى عدد من الأسباب، يأتي في مقدمتها الوضع الأمني، خاصة مع استمرار حالة الاستنزاف التي تتعرض لها الحركة في الضفة الغربية منذ أكثر من ثلاثة عقود، وغالباً لا يُعرف من إرثها إلا ما كُشف عبر الاحتلال، ويعاني الباحثون نتيجة لهذا الوضع الأمني المعقد من اختفاء الكثير من المصادر الأولية الهامة، وعدم قدرتهم على التواصل السلس مع قادة الحركة وكوادرها.

ملاحظات إضافية:

لا شكّ بأن الكتاب احتوى تفاصيل وتحليلات جديدة، منحت الباحثين والمهتمين، حين صدوره بطبعته الإنجليزية، كنزاً معرفياً كانوا بحاجة ماسَّة إليه، وقد مرَّ وقتٌ طويلٌ على صدوره، وكان من المفروض عدم التأخر في ترجمته، خصوصاً بعد أن صدر عدد معتبر من الدراسات والأبحاث والكتب باللغة العربية حول الحركة وتجربتها النضالية، لكن يبقى صدور الكتاب بالعربية هذه الأيام مهم وضروري، إذ إنَّه سيضاف إلى الأدبيات العربية الرصينة التي تناولت الحركة وتاريخها، وقد أتى في ظلّ المكانة التي وصلت لها الحركة في الساحتين المحلية والإقليمية، وضرورة وجود أدبيات علمية ترتكز إلى رواية الحركة عن نفسها.

ويبقى أن نشير إلى ملاحظتين ختاميتين تتعلقان ببعض التفاصيل الواردة في الكتاب:

الملاحظة الأولى: أشار الكاتب إلى أن العدد الأكبر من الأسرى الفلسطينيين حتى عام 2005، كانوا من قطاع غزة، والصحيح أن أسرى الضفة كانوا هم الأكثرية منذ سنوات طويلة.

الملاحظة الثانية: يستشف القارئ للكتاب أن بداية انخراط الإخوان الفلسطينيين في العمل النضالي ذي الطابع الجماهيري كانت عام 1986 بمظاهرة جامعة بيرزيت، ولكن الأمر سابق على ذلك بسنوات؛ ففي النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي كان طلبة الكتل الإسلامية في جامعات الضفة وغزة قد اعتادوا على المشاركة في برنامج اعتكاف في المسجد الأقصى، وكان غالباً ما يتخلله مواجهة مع مجموعات صهيونية مقتحمة للأقصى، وكان لهذه المواجهات صدّاً كبيراً، وقد اعتُقل عدد من كوادر الإخوان الشبابية على هذه الخلفية وأصيب عدد آخر.

هوامش:

ـ صدر هذا الكتاب بطبعته الأمريكية سنة 2007 تحت عنوان "حماس: تاريخ من الداخل Hamas: A History from Within".
  ـ سبق كتاب التميمي كتابان لخالد الحروب صدرا تباعاً بالإنجليزية، جاء الأول بعنوان "حماس: الفكر والممارسة السياسية Hamas: Political Thought and Practice" سنة 2000، أمَّا الثاني فهو "حماس: دليل المبتدئHamas: a Beginners Guide " سنة 2006.
  ـ شيخ وداعية أزهري، استقر في الكويت، وكان له دور مهم في تعزيز التدين ونشر الفكر الإسلامي بين أفراد الجالية الفلسطينية في الكويت، سيّما طلاب الثانويات.
 ـ أشار التميمي في تقديمه لمذكرات عدنان مسودة الصادرة عن مركز الزيتونة عام 2013 (تحرير بلال شلش)، ص 10، إلى الصعوبات التي واجهها وحالت دون حصوله على رواية حماس الضفة وتضمينها في كتابه، مع تأكيده على أنّ المراحل التي مرت بها الحركة في الضفة هي، إلى حدٍّ كبير، نفس المراحل التي مرَّت بها أخواتها في إقليمَي غزة والخارج. 


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب لبنان كتاب عرض نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحلیة والإقلیمیة القضیة الفلسطینیة الضفة الغربیة القرن الماضی الحرکة من فی الکویت الحرکة فی فی الکتاب حرکة حماس فی الضفة من خلال التی مر التی م

إقرأ أيضاً:

ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟

#سواليف

منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع #غزة في 18 آذار/مارس الماضي، أصبحت ملامح #الحملة_العسكرية في القطاع، التي يقودها رئيس أركان #جيش_الاحتلال الجديد آيال زامير، واضحة، حيث تهدف إلى تجزئة القطاع وتقسيمه ضمن ما يعرف بخطة “الأصابع الخمسة”.

وألمح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرًا إلى هذه الخطة قائلًا: “إن طبيعة الحملة العسكرية القادمة في غزة ستتضمن تجزئة القطاع وتقسيمه، وتوسيع العمليات العسكرية فيه، من خلال ضم مناطق واسعة، وذلك بهدف الضغط على حركة حماس وإجبارها على تقديم تنازلات”، وفق زعمه.

جاء حديث نتنياهو تعقيبًا على إعلان جيش الاحتلال سيطرته على ما أصبح يُعرف بمحور “موراج”، الذي يفصل بين مدينتي “خان يونس” و”رفح”. حيث قادت “الفرقة 36” مدرعة، هذه السيطرة على المحور بعد أيام من إعلان الجيش عن بدء حملة عسكرية واسعة في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.

مقالات ذات صلة “شكرا لأمتنا العربية سنحرق أشعارنا”.. الأكاديميون بغزة يضطرون لحرق الدواوين الشعرية في طهي طعامهم 2025/04/05

لطالما كانت هذه الخطة مثار جدل واسع بين المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث كان المعارضون لها يستندون إلى حقيقة أن “إسرائيل” غير قادرة على تحمل الأعباء المالية والعسكرية المرتبطة بالبقاء والسيطرة الأمنية لفترة طويلة داخل القطاع. في المقابل، اعتبر نتنياهو وفريقه من أحزاب اليمين أنه من الضروري إعادة احتلال قطاع غزة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها الحكومات الإسرائيلية السابقة عندما انسحبت من القطاع.

ما هي ” #خطة_الأصابع_الخمسة “؟
تم طرح خطة “الأصابع الخمسة” لأول مرة في عام 1971 من قبل رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون، الذي كان حينها قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال. تهدف الخطة إلى إنشاء حكم عسكري يتولى إحكام القبضة الأمنية على قطاع غزة، من خلال تجزئة القطاع وتقسيمه إلى خمسة محاور معزولة كل على حدة.

كان الهدف من هذه الخطة كسر حالة الاتصال الجغرافي داخل القطاع، وتقطيع أوصاله، من خلال بناء محاور استيطانية محاطة بوجود عسكري وأمني إسرائيلي ثابت. ورأى شارون أن إحكام السيطرة على القطاع يتطلب فرض حصار عليه من خلال خمسة محاور عسكرية ثابتة، مما يمكّن الجيش من المناورة السريعة، أي الانتقال من وضعية الدفاع إلى الهجوم خلال دقائق قليلة فقط.

استمر هذا الوضع في غزة حتى انسحاب جيش الاحتلال من القطاع في عام 2005 بموجب اتفاقات “أوسلو” بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال.

الحزام الأمني الأول

يعرف هذا الحزام بمحور “إيرز”، ويمتد على طول الأطراف الشمالية بين الأراضي المحتلة عام 1948 وبلدة “بيت حانون”، ويوازيه محور “مفلاسيم” الذي شيده جيش الاحتلال خلال العدوان الجاري بهدف قطع التواصل الجغرافي بين شمال القطاع ومدينة غزة.

يشمل المحور ثلاث تجمعات استيطانية هي (إيلي سيناي ونيسانيت ودوجيت)، ويهدف إلى بناء منطقة أمنية تمتد من مدينة “عسقلان” في الداخل المحتل إلى الأطراف الشمالية من بلدة “بيت حانون” أقصى شمال شرق القطاع.

تعرضت هذه المنطقة خلال الأيام الأولى للعدوان لقصف مكثف، تعرف بشكل “الأحزمة النارية” واستهدفت الشريط الشمالي الشرقي من القطاع، وبالتحديد في موقع مستوطنتي “نيسانيت” و”دوجيت”. وواصل الجيش قصفه لهذه المنطقة، حيث طال ذلك منطقة مشروع الإسكان المصري (دار مصر) في بيت لاهيا، رغم أنه كان لا يزال قيد الإنشاء.

الحزام الأمني الثاني

يعرف هذا الحزام بمحور “نتساريم” (بالتسمية العبرية “باري نيتزر”)، ويفصل المحور مدينة غزة عن مخيم النصيرات والبريج في وسط القطاع. يمتد هذا المحور من كيبوتس “بئيري” من جهة الشرق وحتى شاطئ البحر، وكان يترابط سابقًا مع قاعدة “ناحل عوز” الواقعة شمال شرق محافظة غزة.

كان محور “نتساريم” من أوائل المناطق التي دخلها جيش الاحتلال في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأقام موقعًا عسكريًا ضخمًا بلغ طوله ثماني كيلومترات وعرضه سبعة كيلومترات، مما يعادل خمسة عشر بالمئة من مساحة القطاع.

في إطار اتفاق التهدئة الذي وقع بين المقاومة و”إسرائيل”، انسحب جيش الاحتلال من المحور في اليوم الثاني والعشرين من الاتفاق، وتحديدًا في 9 شباط/فبراير 2025. ومع تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 آذار/مارس الماضي، عاد الجيش للسيطرة على المحور من الجهة الشرقية، في حين لا يزال المحور مفتوحًا من الجهة الغربية.

الحزام الأمني الثالث
أنشأ جيش الاحتلال محور “كيسوفيم” عام 1971، الذي يفصل بين مدينتي “دير البلح” و”خان يونس”. كان المحور يضم تجمعًا استيطانيًا يحتوي على مستوطنات مثل كفر دروم، ونيتسر حزاني، وجاني تال، ويعتبر امتدادًا للطريق الإسرائيلي 242 الذي يرتبط بعدد من مستوطنات غلاف غزة.

الحزام الأمني الرابع
شيدت دولة الاحتلال محورًا يعرف بـ”موراج” والذي يفصل مدينة رفح عن محافظة خان يونس، يمتد من نقطة معبر صوفا وصولاً لشاطئ بحر محافظة رفح بطول 12 كيلومترًا. يُعتبر المحور امتدادًا للطريق 240 الإسرائيلي، وكان يضم تجمع مستوطنات “غوش قطيف”، التي تُعد من أكبر الكتل الاستيطانية في القطاع آنذاك.

في 2 نيسان/أبريل الماضي، فرض جيش الاحتلال سيطرته العسكرية على المحور، حيث تولت الفرقة رقم 36 مدرعة مهمة السيطرة بعد أيام من بدء الجيش عملية عسكرية واسعة في محافظة رفح.

الحزام الأمني الخامس
أثناء السيطرة الإسرائيلية على شبه جزيرة سيناء، وتحديدًا في عام 1971، سعت دولة الاحتلال إلى قطع التواصل الجغرافي والسكاني بين غزة والأراضي المصرية، فشيدت ما يُعرف بمحور “فيلادلفيا” وأقامت خلاله تجمعًا استيطانيًا يبلغ مساحته 140 كيلومتر مربع، بعد أن هجرت أكثر من 20 ألف شخص من أبناء القبائل السيناوية.

يمتد المحور بطول 12 كيلومترًا من منطقة معبر “كرم أبو سالم” وحتى شاطئ بحر محافظة رفح. سيطرت دولة الاحتلال على المحور في 6 أيار/مايو 2024، حينما بدأت بعملية عسكرية واسعة في محافظة رفح، ولم تنسحب منه حتى وقتنا الحاضر.

استأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار طوال الشهرين الماضيين.

وترتكب “إسرائيل” مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأزيد من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • حركة حماس: قصف العدو الصهيوني لمجموعة من الصحفيين جريمة نكراء
  • خبير مصرفي يكشف سبب إرتفاع سعر الدولار في البنوك
  • الخارجية تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة
  • "الخارجية الفلسطينية" تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري
  • «الخارجية الفلسطينية» تحذر من مخاطر تعميق نظام الفصل العنصري
  • لهذا السبب.. حركة فتح نظمت وقفة احتجاجية في صيدا
  • وفد من حركة فتح يعرض خطة حوار مع حماس في القاهرة
  • «الأسماء الجغرافية».. كتاب موسوعي يحتفي بسيرة الأمكنة
  • ما هي خطة “الأصابع الخمسة” التي تسعى دولة الاحتلال لتطبيقها في غزة؟
  • إيران وحماس بين لُغة المقاومة وخطاب المصالح.. قراءة في كتاب