درعا-سانا

جسد منشد الثورة السورية في درعا قاسم الجاموس المعروف بـ “أبو وطن” في مسيرة عمرها أربعة عشر عاماً آلام وآمال الشعب السوري بصوته الصداح الذي عبر فيه عن رفض ظلم وقمع النظام البائد، لتصبح أناشيده علامة فارقة في تاريخ الثورة السورية.

الجاموس الذي توفي مساء أمس، جراء حادث مروري على طريق بلودان في محافظة ريف دمشق، ينحدر من مدينة داعل بريف درعا، ومع انطلاقة الثورة السورية في آذار 2011، كان حاضراً في أحداثها، منشداً في مظاهراتها بساحات وميادين المحافظة نصرة للمظلومين والأحرار، لتحرك جموع المتظاهرين، وتتناقل أناشيده وسائل التواصل الاجتماعي داخل سوريا وخارجها.

ومن الأناشيد التي قدمها الجاموس نصرة للثورة السورية “داعل يا أم الأحرار”، و”أقسمنا بالله” و”الله أكبر يا بلد” التي رثى فيها المنشد عبد الباسط الساروت، و”درعا البلد”، و”منصورة الثورة يا ناس”، و”جاي النصر”، التي قدمها قبل أربعة أعوام، فكانت بشارة حقيقية لنصر تحقق.

ونعى الجاموس الكثير من أصدقائه ومحبيه بكلمات مؤثرة، ومنهم شازار الزعبي، حيث قال: “رحل صاحب الصوت الجميل الذي صدح في كل المحافظات السورية، بعد مسيرة طويلة من النضال استمرت لنحو 13 عاماً، غنى فيها للأحرار، ودافع عن المظلومين، فكان سراجاً منيراً للثورة السورية في وجه الظلم والطغيان، وسيبقى صوته ونضاله حياً وخالداً في عقول وضمائر السوريين، كالحرية التي غنى لها ودافع عنها”.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟

في قلب النضال السوري ضد الاستعمار الفرنسي، برز اسم محمد الأشمر الذي يصادف اليوم ذكرى وفاته كأحد أهم قادة المقاومة الذين رفضوا الخضوع للاحتلال، وساهموا في إشعال جذوة الثورة السورية الكبرى (1925-1927). لم يكن الأشمر مجرد مقاتل حمل السلاح، بل كان رمزًا للعزيمة والنضال في وجه القوى الاستعمارية، وشخصية محورية في الكفاح من أجل استقلال سوريا. فمن هو محمد الأشمر؟ وكيف أصبح أحد أبرز رموز المقاومة في التاريخ السوري؟

النشأة والتكوين

وُلد محمد الأشمر في دمشق في أواخر القرن التاسع عشر، ونشأ في بيئة وطنية مشبعة بروح المقاومة. تأثر منذ صغره بحالة الغليان السياسي التي كانت تشهدها سوريا تحت الاحتلال الفرنسي، وشهد بنفسه القمع الذي تعرض له أبناء بلده، مما دفعه إلى الانخراط مبكرًا في صفوف المقاومة.

دوره في الثورة السورية الكبرى

مع اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925 بقيادة سلطان باشا الأطرش، كان محمد الأشمر من أوائل الذين التحقوا بصفوف الثوار. تميز بشجاعته وقدرته على قيادة المعارك، حيث خاض مواجهات شرسة ضد القوات الفرنسية، خاصة في دمشق وغوطتها، وتمكن من تحقيق انتصارات مهمة ضد المحتل.

لم يكن الأشمر مجرد مقاتل، بل كان منظمًا بارعًا، إذ ساهم في تسليح الثوار وتدريبهم على أساليب القتال، كما عمل على توحيد الصفوف بين مختلف الفصائل المقاومة لضمان استمرار الثورة.

معاركه ضد الفرنسيين

اشتهر الأشمر بدوره في معركة الغوطة، حيث قاد مجموعة من الثوار في مواجهة القوات الفرنسية المدججة بالسلاح. ورغم قلة العتاد، تمكنوا من تكبيد العدو خسائر فادحة. كما لعب دورًا بارزًا في الدفاع عن دمشق أثناء قصفها من قبل القوات الفرنسية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالصمود والمقاومة.

ما بعد الثورة: استمرار النضال

بعد تراجع الثورة السورية الكبرى، لم يتوقف الأشمر عن النضال، بل واصل مقاومته بطرق مختلفة، حيث شارك في دعم الثوار في مناطق أخرى، وساهم في الحركات الوطنية التي كانت تسعى لطرد الاستعمار. كما لم يقتصر نشاطه على سوريا، بل امتد إلى فلسطين، حيث دعم الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني.

رغم مرور عقود على رحيله، لا يزال محمد الأشمر يُذكر كواحد من أعظم أبطال المقاومة السورية. كان نموذجًا للثائر الذي لم يتخلَ عن قضيته، وبقي صامدًا حتى النهاية. اليوم، يُعد اسمه جزءًا من تاريخ النضال العربي ضد الاستعمار، ورمزًا للشجاعة والتضحية من أجل الوطن

مقالات مشابهة

  • حركة نشطة يشهدها سوق الخضار بمدينة حماة في اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك
  • الزراعة السورية: نحتاج للتمور العراقية وهذه أبرز التحديات التي نواجهها
  • محمد الأشمر.. من هو الثائر السوري الذي تحدى الفرنسيين؟
  • وفاة الناشط السوري قاسم جاموس في حادث سير قرب دمشق.. منشد الثورة
  • وفاة الناشط والمنشد السوري قاسم الجاموس في حادث سير
  • قاسم الجاموس.. صوت الثورة السورية ينتهي بحادث سير
  • وفاة الناشط والمنشد السوري قاسم الجاموس
  • أسواق درعا في رمضان… ارتفاع في الأسعار وتفاوت في الحركة التجارية
  • وزير التربية والتعليم الأستاذ نذير القادري لـ سانا: أصدرنا قوائم لإعادة المعلمين المفصولين إلى وظائفهم تقديراً لمواقفهم المشرفة ودعمهم للثورة السورية المباركة