تتعرض المملكة المتحدة لضغوط متزايدة من رواندا لدفع 50 مليون جنيه إسترليني بعد فشل اتفاق ترحيل المهاجرين الذي كان يهدف إلى نقل طالبي اللجوء غير النظاميين من بريطانيا إلى رواندا.

ووصفت الحكومة الرواندية تأخر بريطانيا في دفع المستحقات بأنه "خرق للثقة"، مما أثار تساؤلات بشأن مستقبل التعاون بين البلدين في قضايا الهجرة.

وأعلنت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الرواندية أن بلادها تطالب المملكة المتحدة بدفع 50 مليون جنيه إسترليني، وهو جزء من الاتفاق الموقع بين الجانبين في عام 2022 لاستقبال طالبي اللجوء القادمين إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة.

لكن تنفيذ الاتفاق تعثر بسبب عقبات قانونية وسياسية أدت إلى تعليقه وإلغائه فعليا.

استقبلت رواندا المجموعة الـ18 المكونة من 113 طالب لجوء من ليبيا ينتمون إلى 6 جنسيات (حكومة رواندا)

وأكدت كيغالي أن المبلغ المستحق يغطي التكاليف الإدارية والتنظيمية التي أنفقتها رواندا استعدادا لتنفيذ الاتفاق، مشددة على أن "التزامات المملكة المتحدة المالية يجب أن تُحترم بغض النظر عن إلغاء البرنامج".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "نيو تايمز" الرواندية أن الحكومة الرواندية تعتبر تأخر بريطانيا في السداد خرقا للثقة، خاصة أنها "أوفت بجميع التزاماتها وفقا للاتفاق".

وأضافت الصحيفة أن رواندا قد تلجأ إلى خيارات قانونية ودبلوماسية للضغط على بريطانيا لدفع المبلغ المستحق.

ولم يقتصر التوتر بين البلدين على الخلاف بشأن اتفاق الهجرة، بل تصاعد بشكل ملحوظ بعد أن قرر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تعليق المساعدات البريطانية لرواندا الأسبوع الماضي، مبررا القرار بمزاعم دعم رواندا جماعة "إم 23" المتمردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

إعلان

وأثار القرار استياء رواندا التي نفت بشدة هذه المزاعم، متهمة بريطانيا بترويج "روايات زائفة" تضر بجهود إحلال السلام في المنطقة.

واعتبرت كيغالي أن تعليق المساعدات "خطوة غير مبررة" من شأنها الإضرار بالعلاقات الثنائية وزعزعة الاستقرار الإقليمي.

ويأتي هذا النزاع في وقت تواجه فيه الحكومة البريطانية تحت قيادة حزب العمال انتقادات داخلية بسبب تزايد أعداد المهاجرين القادمين إلى المملكة المتحدة عبر القوارب الصغيرة.

العاصمة الرواندية كيغالي (الجزيرة)

ووفقا لصحيفة "ديلي ميل"، ارتفع عدد المهاجرين بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق، مما يزيد الضغوط السياسية على الحكومة لإيجاد بدائل فعالة بعد انهيار الاتفاق مع رواندا.

ورغم فشل الاتفاق فعليا فإن الحكومة البريطانية تواصل البحث عن بدائل لمعالجة أزمة الهجرة غير النظامية.

ومع ذلك، فإن تصاعد التوتر مع رواندا قد يعقّد أي محاولات مستقبلية للتعاون مع دول أخرى بشأن سياسات الترحيل.

في المقابل، تحاول رواندا تأكيد مصداقيتها كشريك دولي يمكن الاعتماد عليه، خاصة مع استمرارها في استضافة لاجئين من مناطق مختلفة بأفريقيا.

ويشير بعض المحللين إلى أن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى إعادة النظر في سياسات الهجرة والاتفاقيات الثنائية بين بريطانيا ودول أخرى في المستقبل.

ومع استمرار تصاعد التوترات بين لندن وكيغالي يبدو أن الأزمة لن تقتصر على ملف الهجرة فقط، بل قد تمتد إلى العلاقات الدبلوماسية والمساعدات التنموية.

وبينما تسعى بريطانيا إلى إيجاد حلول بديلة لأزمة المهاجرين تصر رواندا على استرداد مستحقاتها، مما يجعل مستقبل التعاون بين البلدين محفوفا بالغموض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

صنداي تايمز: بوتين يشن حربا سرية على بريطانيا

قالت صحيفة صنداي تايمز إنه تم العثور على أجهزة استشعار روسية يشتبه في أنها تتجسس على غواصات نووية بريطانية مخبأة في البحار المحيطة، وتستهدف أيضا قطاع الطاقة والإنترنت.

واعتبر هذا الاكتشاف تهديدا محتملا للأمن القومي البريطاني، وقد عثر على العديد من هذه الأجهزة بعد أن جرفتها الأمواج إلى الشاطئ، كما يعتقد أن البحرية الملكية عثرت على بعضها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: ترامب يبدأ في إدراك حقيقة نيات بوتينlist 2 of 2مكالمة تحولت لزيارة.. ما أجندة نتنياهو في واشنطن؟end of list

ومن المعتقد -كما تقول الصحيفة البريطانية- أن موسكو زرعت هذه الأجهزة لجمع معلومات استخباراتية عن غواصات فانغارد البريطانية الأربع التي تحمل صواريخ نووية، ويستند إليها ما يعرف بنظام الردع البحري المستمر للمملكة المتحدة.

وأوضحت صنداي تايمز -التي اختارت حجب بعض التفاصيل بما فيها مواقع أجهزة الاستشعار- أنها قامت بتحقيق استمر 3 أشهر، تحدثت فيه إلى أكثر من 12 وزير دفاع سابق، وإلى كبار ضباط القوات المسلحة وخبراء عسكريين، لكشف كيفية استخدام روسيا لقدراتها الحربية الفريدة تحت الماء لرسم خرائط البنية التحتية البريطانية الحيوية واختراقها، وربما تخريبها.

وقد سمح للصحيفة بوصول غير مسبوق إلى سفينة "بروتيوس" لمراقبة أعماق البحار التابعة للبحرية الملكية، لتشاهد كيف تقود جهود مواجهة التهديدات في المياه الإقليمية.

الغواصة البريطانية فانغارد التابعة لسلاح البحرية (رويترز)

وانضمت صنداي تايمز -للمرة الأولى- إلى كبار ضباط البحرية الذين نقلوا إلى سفينة البحرية الملكية "بروتيوس" الراسية قبالة أقصى مدينة غرب أسكتلندا، حيث يجهّز طاقمها بخوذات مركبات تشغل عن بعد قبل الإنزال إلى قاع البحر، وحيث يوجد 12 فردا من أسراب الغوص وصيد الألغام التابعة للبحرية، وهم خبراء في البحث عن ذخائر "العدو" واستعادتها وتدميرها في قاع البحر.

إعلان مواجهة شرسة

وقد بدأت روسيا في تمهيد الطريق لصراع أوسع نطاقا مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وانخرطت -حسب الصحيفة- في عمليات مراقبة وتخريب لشبكات الإنترنت تحت الماء وأنابيب الطاقة والكابلات العسكرية، قبل أن يرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دباباته إلى أوكرانيا بـ3 سنوات.

وكان تفجير خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" عام 2022 أول حادث كبير، ويؤكد مطلعون على شؤون البحرية الملكية البريطانية أن "دقته العسكرية" تحمل جميع سمات عملية "المنطقة الرمادية" التي ينفذها الكرملين.

وخلال 15 شهرا الماضية، تضرر ما لا يقل عن 11 كابل إنترنت في بحر البلطيق، وقد انصبت الشكوك -حسب صنداي تايمز- على أسطول روسيا الخفي من ناقلات النفط القديمة. وقد استجابت قوة الاستطلاع المشتركة، وهي مجموعة من دول شمال أوروبا ودول البلطيق بقيادة المملكة المتحدة، بتفعيل ما يسمى "نورديك واردن" وهو نظام رد فعل يستخدم الذكاء الاصطناعي لتتبع مواقع أسطول روسيا الخفي.

وأضاف مسؤول عسكري بريطاني رفيع قائلا "لا شك أن هناك حربا مستعرة في المحيط الأطلسي، إنها لعبة القط والفأر منذ نهاية الحرب الباردة، وهي الآن تشتعل من جديد. إننا نشهد نشاطا روسيا هائلا".

وعندما عادت السفينة الروسية "يانتار" إلى القنال الإنجليزي في يناير/كانون الثاني، أذن وزير الدفاع جون هيلي لسفينتي "إتش إم إس سومرست" و"إتش إم إس تاين" بتتبعها من مسافة أقرب، بينما راقبت غواصة "إتش إم إس أستوت" التي تعمل بالطاقة النووية السفينة سرا من الأسفل قبل أن تطفو إلى جانبها، وقد لاقى هذا الموقف الأكثر عدوانية ترحيبا واسعا في البحرية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، عثر على "يانتار" في البحر الأيرلندي تتسكع بالقرب من كابلات تحمل بيانات لشركتي مايكروسوفت وغوغل، وهي مجهزة بغواصتين صغيرتين قادرتين على الوصول لأعماق تصل إلى 6 آلاف متر، تمكنها من تحديد مواقع البنية التحتية ورسم خرائطها، بالإضافة لقطع الكابلات باستخدام أذرع التلاعب أو التنصت عليها للحصول على معلومات.

حرب قاع البحر

وتمتلك روسيا قدرات أخرى -حسب الصحيفة- حيث كشفت 3 مصادر دفاعية رفيعة أن معلومات استخباراتية موثوقة قبل غزو أوكرانيا، أفادت بأن يخوتا فاخرة مملوكة لأثرياء ربما استخدمت لإجراء عمليات استطلاع تحت الماء حول بريطانيا.

إعلان

وروى وزير سابق كيف أجبرت سفينة الهجوم البرمائية "إتش إم إس ألبيون" عام 2018 على مغادرة الميناء قبل الأوان في قبرص، عندما اقترب منها يخت فاخر ضخم تابع لأحد الأثرياء، واشتبهت البحرية في وجوده لمراقبة "ألبيون" سرا "فتحركت بسرعة كبيرة".

وسلط هجوم "نورد ستريم" الضوء على هشاشة إمدادات الطاقة بالمملكة المتحدة، حيث يأتي ما يقرب من خمسها الآن من مزارع الرياح البحرية، وتنقل الكهرباء المولدة من هذه التوربينات إلى البر الرئيسي عبر كابلات بحرية، كما تنقل أنابيب النفط والغاز من النرويج، ويمكن قطعها بسهولة.

وقال مسؤول عسكري رفيع "إذا قطعت هذه الأنابيب، فستفقد تلك الطاقة، ومثلها كابلات الإنترنت الستون التي تربط بريطانيا ببقية العالم، إذ يسهل قطعها، وهي تستخدم بشكل خاص لنقل البيانات المصرفية عبر المحيط الأطلسي، وهي جزء لا يتجزأ من عمل الأسواق المالية الغربية.

غير أن ما يثير القلق أكثر هو قدرة روسيا على تحديد أو اختراق أو تدمير الكابلات العسكرية الحيوية لعملياتها حول العالم، وقال مصدر رفيع "هناك كابلات غير معلنة. الروس لديهم القدرة على قطع الكابلات العسكرية".

وفي السنوات الأخيرة، عثرت البحرية البريطانية على عدد من أجهزة الاستشعار في البحار المحيطة ببريطانيا، وتعتقد وزارة الدفاع أن موسكو زرعتها هناك لرصد تحركات غواصات فانغارد البريطانية الأربع التي تشكل معا الردع النووي البحري الدائم للمملكة المتحدة.

ولم يتضح نوع أجهزة الاستشعار التي عثر عليها بعد أن جرف الماء العديد منها إلى الشاطئ، ولكن تم تحديد المزيد منها باستخدام أسطول سفن كشف الألغام التابع للبحرية الملكية.

ويعتبر اكتشاف المملكة المتحدة أدلة على نشاط روسي آخر أمرا سريا للغاية، وقال مصدر بريطاني رفيع إن "الأمر يشبه سباق الفضاء" في عالم محاط بالسرية والخداع، ومن الصعب للغاية الحصول على وضوح مطلق، لكن هناك ما يكفي من الدخان للإشارة إلى أن هناك شيئا ما مشتعلا في مكان ما.

إعلان اللحاق بالركب

عام 2021، التزمت المراجعة المتكاملة، وهي وثيقة رئيسية تحدد أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية للمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بشراء سفينة مراقبة لحماية البنية التحتية الحيوية تحت الماء في المملكة المتحدة، ولتمكين السلطات من فهم حجم التهديد بشكل أفضل.

وبعد عامين، اشترت وزارة الدفاع سفينة دعم بحرية نرويجية للمياه العميقة مقابل 70 مليون جنيه إسترليني، وقد عدلت اسمها إلى "بروتيوس" قبل أن تدخل الخدمة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويضم طاقم السفينة الدائم حوالي 30 بحارا مدنيا من الأسطول الملكي المساعد، وهو الذراع التجاري للبحرية، ولكن السفينة تدار في النهاية من قبل فرق بحرية متخصصة، والحياة على متنها مرهقة، ومن المتوقع أن تكون في البحر 330 يوما في السنة.

وقبل أسبوع من زيارة صنداي تايمز، وصل أفراد من فرق كشف الألغام واستغلال التهديدات التابعة للبحرية لأول مرة، وكان من بينهم سرب الأشعة السينية، وكانت الفرق تتدرب على إحدى أحدث معداتها، وهي مركبة ذاتية القيادة مزودة بكاميرا عالية الدقة على مقدمتها، وأنظمة سونار متطورة على جانبيها كأجنحتها.

وقال الكابتن سيمون بريسدي وهو أحد كبار الضباط المشاركين في الزيارة "دورنا هو دحر أي تهديدات للمملكة المتحدة، وإخراجها من المنطقة الرمادية، ونقوم بذلك من خلال فهم الجهات المتورطة وتقديم الأدلة اللازمة لتجنب أي سوء فهم، ومحاسبة من يهددون المملكة المتحدة على أفعالهم".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع "نحن ملتزمون بتعزيز أمن البنية التحتية البحرية الحيوية. وإلى جانب حلفائنا في حلف الناتو وقوة المشاة المشتركة، نعزز استجابتنا لضمان عدم قدرة السفن والطائرات الروسية على العمل بسرية بالقرب من المملكة المتحدة أو بالقرب من أراضي الناتو، وتسخير تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، وتنسيق الدوريات مع حلفائنا".

إعلان

مقالات مشابهة

  • نائبة تطالب الحكومة بسرعة الانتهاء من قانون الشركات الموحد
  • السودان يعترض على تنظيم بريطانيا مؤتمرا بشأنه دون دعوة الحكومة
  • الحكومة السورية تنفي توقف تبادل الأسرى مع قسد
  • صنداي تايمز: بوتين يشن حربا سرية على بريطانيا
  • أمريكا تطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله
  • تعثر تبادل المعتقلين بين الحكومة السورية وقسد
  • الحكومة السودانية تطالب الأمم المتحدة بالتدخل برا وجوا لإنقاذ مواطني الفاشر
  • "قسد" تنسحب من حلب إلى شرق الفرات ضمن اتفاق مع الحكومة السورية
  • بريطانيا: الرسوم الجمركية الأمريكية تمثل "حقبة جديدة" فى الاقتصاد العالمى
  • بريطانيا تطالب إسرائيل باحترام سلامة أراضي سوريا