كيف سينعكس قرار حل حزب العمال الكردستاني على العراق؟
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
ما يزال قرار حلّ حزب "العمال الكردستاني"، الذي اتخذه زعيمه عبد الله أوجلان، الأسبوع الماضي، يأخذ مساحة واسعة من وسائل الإعلام العراقية، ولاسيما بقدر ما يتعلق الأمر بانعكاس ذلك على العراق، لأن الحزب يتواجد على أراضيه منذ نحو 40 عاما.
وتعتبر جبال قنديل وسنجار ومناطق أخرى من العراق، معقلا لـ"العمال الكردستاني"، الذي تصنفه بغداد منذ عام 2024 بأنه حزب محظور، بينما تشن تركيا التي تدرجه على لائحة الإرهاب هجمات متكررة على مواقعه هناك، فضلا عن تواجدها العسكري في الداخل العراقي.
"عودة العلاقات"
تعليقا على ذلك، قال شيروان ميرزا النائب العراقي السابق عن "الاتحاد الوطني" الكردستاني، إن "نداء أوجلان كان تاريخيا ومهما، والذي تبعته استجابة عناصر حزب العمال لذلك بإعلانهم إيقاف إطلاق النار، لكن ذلك كله بانتظار التغييرات قانونية ودستورية في تركيا".
وأوضح ميرزا لـ"عربي21" أن "الكل ينتظر ما ستفعله الحكومة التركية حيال قضية اعتقال أوجلان، وحصل القضية الكردية في تركيا بناء على قرار حل حزب العمال الكردستاني، والذهاب إلى خيار السلام".
وتوقع البرلماني الكردي السابق، أن "يؤثر هذا الإعلام على العراق عموما، وإقليم كردستان خصوصا، لأن للعمال الكردستاني معاقل في جبال قنديل وسنجار وغيرها من المدن، وأن قرار حلهم وإلقاء السلاح سيحل مشكلة كبيرة في هذه المناطق".
وتوقع ميرزا أن "المرحلة المقبلة التي تذهب باتجاه الحل السياسي للقضية الكردية في تركيا وهذه خطوة مهمة ستؤثر على العلاقات التركية -العراقية، وعلاقات الأحزاب الكردية في إقليم كردستان مع أنقرة، التي عملت حظرا على مطار السليمانية منذ عامين".
وتتهم أنقرة مدينة السليمانية التي يديرها "الاتحاد الوطني" الكردستاني، بقيادة بافل الطالباني، بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني، وتدريب قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعتبرها أنقرة بأنها امتداد للحزب.
من جهته، قال النائب العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، محما خليل، لـ"عربي21" إن "تواجد حزب العمال في جبال إقليم كردستان وقنديل وسنجار ومخمور، أعطى الذريعة إلى تركيا لخرق السيادة العراقية وقصف هذه الأماكن، ونزح المواطنين، وأن الصراع تسبب بخسائر بشرية كبيرة".
وأوضح خليل، وهو قائمقام سنجار السابق، أن "ما جرى في سوريا (الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد) وفي الشرق الأوسط عموما، يعطي إشارات إيجابية بأن لغة السلاح لم تعد تجد نفعا، وإنما الحوار البناء هو من ينهي المشكلات في المنطقة".
وأكد القيادي الكردي أن "حكومة إقليم كردستان العراق، وجميع الأحزاب الكردية فيه، رحبوا بإعلان أوجلان حل حزب العمال وإلقاء السلاح، لذلك أعتقد أن استقرار العراق وابتعاده عن صراع المحاور والتدخل في شؤون الدول الداخلية هو أمر مهم ومطلوب".
ولفت إلى أن "إعلان أوجلان وبدء مرحلة الحوار الديمقراطي، سيعطي دافعا من أجل جعل سنجار والمناطق التي استهدفت خلال مرحلة الصراع بينهم وبين تركيا، أكثر أمنا واستقرارا، وبالتالي سيعود مئات القرى إلى ممتلكاتهم وممارسة أعمالهم".
"تطبيع للأوضاع"
وبخصوص مصير عناصر حزب العمال من العراقيين، قال خليل إن "بعض الفصائل من الحشد الشعبي دعمت هؤلاء، وذلك تسبب في عدم استقرار منطقة سنجار، وأن إلقاء الأخير للسلاح والانخراط في عملية السلام مع تركيا، يتطلب من السلطات العراقية تطبيع أوضاع هؤلاء المقاتلين".
وتابع: "عملية السلام يجب أن تدخل من جميع الأبواب سواء الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وبالتالي إصدار عفو عام عن هؤلاء العناصر وتوظيفهم، لأن العراقيين الذين انخرطوا ضمن العمال الكردستاني ربما دفعتهم الحاجة المادية وليس شيء آخر".
وشدد خليل على ضرورة أن "يحصل تطبيع للأوضاع، وأن تحتضن الحكومة العراقية أبناءها، وتوفير فرص العمل لهؤلاء، وإعادة تأهيل البعض منهم وزجهم ضمن القوات الأمنية، ونأمل من عملية السلام أن تنهي معاناة شعوب هذه المناطق".
وأشار إلى أن "العمال الكردستاني هو حزب تركي، وأن العراق ساحة مفتوحة للعراقيين فقط ممن يريد المشاركة في العمل السياسي وتشكيل الأحزاب، طبقا للمعايير الدستورية والقوانين العراقية النافذة".
وفي هذا الصدد، قال السياسي الكردي شيروان ميرزا إن "مسألة عناصر هذا الحزب من العراقيين ستنتهي مع حله، لأنه قد يتحول للعمل السياسي في تركيا، وإذا هناك نية لأن تشكل عناصر في العراق حزبا، لابد أن يكون انتمائه لبلده، وألا تكون لهم علاقة بالعمال الكردستاني، لأنه مخالف للقانون".
وأكد ميرزا أن "كل من يريد تأسيس حزب وممارسة العمل السياسي، فإن المجال متاح سواء في العراق أو إقليم كردستان، بالتالي كل شخص يدلو بدلوه، وأن الجماهير هي من تختار لانتخابهم عبر صناديق الاقتراع، على شرط ألا يكون مشروعه و انتماؤه خارجيا".
وفي الوقت الذي تتهم فيه سلطات إقليم كردستان العراق، "العمال الكردستاني" التركي، بالوقوف وراء توترات في مدن الإقليم والتحريض بين الحين والآخر للاحتجاجات، فإن فصائل من الحشد الشعبي القريبة من إيران، تدعم تواجد هذا الحزب وخصوصا في منطقة سنجار.
ويسيطر حزب العمال الكردستاني على منطقة سنجار في محافظة نينوى العراقية (مركزه الموصل) منذ استعادته من تنظيم الدولة عام 2015، وذلك عبر فصيل "وحدات مقاومة سنجار" والذي يُعرف اختصارا بـ"اليبشه"، وهو أحد تشكيلات الحشد الشعبي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراقية تركيا حزب العمال الكردستاني العراق تركيا حزب العمال الكردستاني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب العمال الکردستانی إقلیم کردستان الکردیة فی فی ترکیا قرار حل
إقرأ أيضاً:
حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار بعد تمرد دام 40 عامًا ضد أنقرة
وقد أدى الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، الذي بدأ في البداية بهدف إنشاء دولة كردية، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص منذ بدايته في عام 1984.
أعلن مقاتلو حزب العمال الكردستاني الذين يشنون تمردًا منذ 40 عامًا في تركيا وقف إطلاق النار، وذلك بعد يومين من دعوة زعيمهم المسجون إلى نزع سلاح الجماعة.
وقد نشرت البيان الصادر عن حزب العمال الكردستاني وكالة فرات للأنباء، وهي وسيلة إعلامية مقربة من الحزب.
وفي إشارة إلى عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999، قالت الجماعة: "نعلن وقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم لتمهيد الطريق أمام تنفيذ نداء الزعيم أبو إلى السلام والمجتمع الديمقراطي. لن تقوم أي من قواتنا بأي عمل مسلح ما لم يتم الهجوم عليها".
يأتي إعلان حزب العمال الكردستاني على خلفية التغيرات العميقة الجارية في المنطقة، بما في ذلك إعادة تشكيل السلطة في سوريا المجاورة بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وإضعاف حزب الله في لبنان والحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقد أدى الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص منذ بدايته عام 1984.
وكان هدفه في البداية هو إنشاء دولة كردية منفصلة، لكنه تحول فيما بعد إلى المطالبة بمزيد من الحكم الذاتي.
ويعد وقف إطلاق النار السبت أول علامة على حدوث انفراجة منذ انهيار محادثات السلام بين الحزب وأنقرة في صيف 2015.
Relatedعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح اعتصامٌ كرديّ في بروكسل للمطالبة بالإفراج عن أوجلان ومعتقلين آخرين في تركياتطور تاريخي: ماذا تعني دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح بالنسبة لتركيا وسوريا؟شاهد: ناشطون أكراد يعطلون النقاشات في البرلمان الأوروبي ويطالبون بتحرير أوجلانآلاف الأكراد يخرجون في ألمانيا مطالبين بالإفراج عن زعيمهم أوجلانأوجلان يدعو الأكراد مجددا لوقف الكفاح المسلح ضد تركياحملة ضغطيوم الخميس الماضي، أعلن وفد من السياسيين الأكراد عن دعوة أوجلان لحزب العمال الكردستاني لإلقاء السلاح وتفكيكه بعد زيارته في السجن.
وقالت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني في بيانها إن دعوة أوجلان تشير إلى أن "عملية تاريخية جديدة بدأت في كردستان والشرق الأوسط". في إشارة إلى المناطق التي يقطنها الأكراد في تركيا والعراق وسوريا وإيران.
وفي حين أكد حزب العمال الكردستاني أنه "سيلتزم بمتطلبات الدعوة من جانبنا وينفذها"، إلا أنه شدد على أن "السياسة الديمقراطية والأسس القانونية يجب أن تكون مناسبة للنجاح أيضاً".
وجاءت دعوة أوجلان في الوقت الذي واجه فيه الحزب السياسي الرئيسي الموالي للأكراد في تركيا ضغوطًا، حيث تم عزل العديد من رؤساء البلديات التابعين له من مناصبهم في الأشهر الأخيرة واستبدالهم بموظفين معينين من قبل الحكومة.
كما ناشد حزب العمال الكردستاني إطلاق سراح أوجلان من سجن إمرالي، الواقع في جزيرة في بحر مرمرة، من أجل "توجيه وعقد" مؤتمر للحزب بإشرافه "شخصيًا" ما قد يؤدي إلى إقناع المسلحين بإلقاء سلاحهم.
وقد بدأت مبادرة السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة والاتحاد الأوروبي وواشنطن وحلفاء غربيين آخرين منظمة إرهابية، في أكتوبر/تشرين الأول من قبل شريك أردوغان في الائتلاف الحكومي، دولت بهجلي، وهو سياسي يميني متطرف، اقترح منح أوجلان إفراجاً مشروطاً إذا ما نبذت جماعته العنف وتفككت.
وفي رد فعل على التطورات الأخيرة، قال الرئيس التركي إن رسالة أوجلان كانت بمثابة "مرحلة جديدة" في جهود السلام في تركيا.
وقال أردوغان الجمعة: "هناك فرصة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو هدم جدار الإرهاب الذي وقف بين (الشعبين التركي والكردي) وعودة الأخوّة التي يمتد تاريخها إلى ألف عام".
يعتقد البعض أن الهدف الرئيسي من جهود المصالحة هو أن تحشد حكومة أردوغان الدعم الكردي لدستور جديد يسمح له بالبقاء في السلطة بعد عام 2028، عندما تنتهي ولايته.
وقد دعا بهجلي صراحةً إلى دستور جديد، قائلاً إنه من الضروري لمستقبل تركيا أن يبقى أردوغان في السلطة. وتفيد التقارير أن الرئيس التركي وبهتشلي يسعيان للحصول على دعم برلماني من حزب المساواة والديمقراطية الشعبي المؤيد للأكراد.
قال سيري سريا أوندير، أحد أعضاء حزب الديمقراطية والمساواة الذي زار أوجلان في السجن: "ستكون هناك سلسلة من الاجتماعات الأسبوع المقبل، بما في ذلك اجتماعات مع مسؤولين في الدولة وسياسيين، وستتجلى الكثير من الأمور بشكل أوضح وأكثر واقعية. نأمل أن يتم ترتيب كل شيء في الأشهر الثلاثة المقبلة".
يتمتع أوجلان، البالغ من العمر 75 عاماً، بنفوذ كبير في الحركة الكردية على الرغم من سجنه لمدة 25 عاماً، حيث قادت حزبَ العمال الكردستاني خلال هذه الفترة شخصيات بارزة فرّت من تركيا ووجدت ملاذاً في المنطقة الكردية في شمال العراق.
وقد انخرط المقاتلون الأكراد في سوريا، الذين تربطهم علاقات بحزب العمال الكردستاني، في قتال عنيف مع القوات المدعومة من تركيا في المنطقة.
وقد قال زعيم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة إن دعوة أوجلان لوقف إطلاق النار لا تنطبق على الجماعة في سوريا.
ومع ذلك، تصر أنقرة على ضرورة حل جميع الجماعات التي لها صلة بحزب العمال الكردستاني، سواء في تركيا أو سوريا أو العراق.
وقد اقتصرت هجمات حزب العمال الكردستاني في السنوات الأخيرة على هجمات معزولة داخل تركيا حيث دفع الجيش التركي، مدعومًا بطائرات بدون طيار مسلحة، متمردي حزب العمال الكردستاني إلى الانكفاء شيئا فشيئا في الجبال المتاخمة للحدود مع العراق.