الصوم في مختلف الأديان.. طقوس روحية ووحدة في الاختلاف
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد الصوم من أهم الطقوس الدينية التي تمارسها الشعوب عبر العصور، حيث تتنوع أشكاله ومعانيه بين الأديان المختلفة، لكنه يجتمع دائماً حول مفهوم التقرب إلى الله، ضبط النفس، والتأمل الروحي.
ورغم اختلاف مدة الصيام، أنواعه، وقواعده من دين إلى آخر، إلا أنه يظل تجربة روحانية وإنسانية مشتركة تعبر الإيمان العميق لدى أتباع الديانات المختلفة.
-الصوم في المسيحية رحلة روحية و تأملية:
يعتبر الصوم الكبير من أهم وأطول فترات الصيام في المسيحية، حيث يمتد لـ 55 يومًا، وينتهي بعيد القيامة المجيد ، وخلال هذه الفترة، يلتزم الصائمون بالامتناع عن الأطعمة الحيوانية، والاعتماد على الأطعمة النباتية، إلى جانب تكثيف الصلاة والعبادات.
كما توجد أنواع أخرى من الصوم في المسيحية مثل صوم الميلاد، وصوم الرسل، وصوم السيدة العذراء، وكلها تهدف إلى الزهد والتجرد وتقوية الروح.
-الصوم في الإسلام شهر الرحمة والتقوى:
في الإسلام، يعد صوم رمضان الركن الرابع من أركان الإسلام، حيث يصوم المسلمون من الفجر حتى المغرب، ممتنعين عن الطعام والشراب وسائر المفطرات.
ويهدف الصيام في الإسلام إلى تعزيز التقوى، تهذيب النفس، وتعزيز مشاعر التكافل الاجتماعي، حيث يشجع المسلمون على الصدقة ومساعدة المحتاجين.
كما يوجد في الإسلام أنواع أخرى من الصيام مثل صيام يومي الإثنين والخميس، وصيام يوم عاشوراء، وصيام الستة أيام من شوال.
-الصوم في الديانات الشرقية فلسفة روحانية:
يظهر الصوم أيضاً في الديانات الشرقية مثل الهندوسية والبوذية، حيث يتبع الهندوس أنواعًا مختلفة من الصيام، مثل صيام "إيكاداشي" (يوم القمر الجديد)، حيث يمتنعون عن الطعام أو يتناولون أطعمة محددة، ويهدف الصيام لديهم إلى تنقية الجسد والعقل.
أما في البوذية، فيمارس الرهبان الصيام كجزء من التأمل والبحث عن الصفاء الروحي، وغالبًا ما يصومون لساعات طويلة كنوع من التحكم في الرغبات الدنيوية.
ورغم اختلاف الطرق التي يمارس بها الصوم، إلا أنه يبقى قاسمًا مشتركًا بين مختلف الأديان، حيث يرمز إلى الانضباط، التضحية، والتقرب إلى الله.
كما يعير الصوم عن فكرة التجربة الإنسانية المشتركة التي تجمع البشر رغم اختلاف معتقداتهم، مؤكدًا أن الإيمان والتأمل والتضحية قيم عالمية تتجاوز الحدود الدينية والثقافية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التقرب الى الله التكافل الإجتماعى الصوم الكبير السيدة العذراء فی الإسلام الصوم فی
إقرأ أيضاً:
الفاتيكان يُعلن عن تغييرات جذرية في طقوس دفن الباباوات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقرّ البابا فرنسيس، قبل وفاته تغييرات جوهرية في طقوس دفن الباباوات، منهيًا قرونًا من المراسم الفخمة والمعقدة، ومعيدًا صياغة هذه الطقوس بما يتماشى مع رؤيته الإنسانية والروحية.
تبسيط مراسم الجنازة
أصدر البابا فرنسيس نسخة معدلة من دليل “Ordo Exsequiarum Romani Pontificis”، الذي ينظم مراسم جنازة البابا، وقد تم تبسيط الطقوس بشكل كبير. أُلغي استخدام التوابيت الثلاثية المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط، واستُبدلت بتابوت خشبي بسيط مبطن بالزنك. كما أُلغيت منصة العرض المرتفعة (الكاتافالك)، ليُعرض الجثمان داخل التابوت المفتوح مباشرة على مستوى الأرض، دون وجود الصليب البابوي بجانبه.
اختيار موقع دفن غير تقليدي
ففي خطوة تاريخية، أوصى البابا فرنسيس بدفنه في بازيليك سانتا ماريا ماجوري بروما، متخليًا عن التقاليد المتبعة التي تفرض دفن الباباوات في كاتدرائية القديس بطرس. ويعكس هذا القرار ارتباط البابا العميق بالمكان وتكريمه لأيقونة السيدة العذراء مريم الموجودة فيه.
تعديل مراسم إعلان الوفاة
شملت التعديلات أيضًا إجراءات إعلان وفاة البابا، حيث تم نقل هذه اللحظة الرمزية من القصر الرسولي إلى المصلى الخاص بالبابا، ليُضفى على الحدث طابع شخصي وروحي أكثر، يتماشى مع رؤيته لعلاقة الإنسان مع الموت كحدث داخلي وعميق.
بدلًا من التركيز على الزينة الخارجية، تضمّن التابوت الجديد رموزًا ذات دلالة روحية وتاريخية، مثل عملات معدنية ووثيقة تلخص فترة حبريته. وتهدف هذه الرموز إلى تخليد جوهر حياة البابا ومسيرته، بعيدًا عن المظاهر الرسمية والمهيبة.
وفاة تعكس حياة متواضعة
بهذه التعديلات، يؤكد البابا فرنسيس أن وفاته، كما حياته، ستكون شهادة حية على التواضع والبساطة، وقربه من الناس، ورغبته في تجريد الكهنوت من المظاهر المادية، والتركيز على الجوهر الروحي.