يمانيون:
2025-04-29@23:32:01 GMT

الأوهام”الإسرائيلية” من المسلّمات

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

الأوهام”الإسرائيلية” من المسلّمات

إيهاب زكي

نحترف وضع خارطة الأوهام”الإسرائيلية” على طاولة المسلمات، ولا نفكر كثيرًا بالضعف البائن على الكيان برمته، رغم أنّ الوقائع الراسخة والأحداث المتلاحقة تؤكد الوهن الذي يعانيه الكيان بذاته، بعيدًا عن مقومات بقائه، الخارجة كليًا عن إرادته وقدراته، وهي مقومات خارجية لها علاقة بالصراع على هوية القرن الجديد.

يردد الكيان بمسؤوليه وإعلاميه الهرطقات عن نزع سلاح غزة، وإنهاء حكم حماس، فيقوم النخبويون لدينا بالتعاطي مع الأمر كمسلّمات، وأنّ الأمر مسألة وقتٍ فقط، رغم أنّ خمسة عشر شهرًا من الإبادة والقتل والتدمير، لم يستطع الكيان خلالها تحقيق ذلك، فكيف سيستطيع وقت الهدنة؟ وكيف سيفعل في حال العودة للقتل والحرب؟ وما الشيء الذي سيفعله ليتمكن من ذلك؟ وما الجريمة التي سيمارسها ليستطيع ذلك؟ بعد أنْ أعجز قاموس جرائم الحرب على مرّ التاريخ.

إنّ نزع سلاح غزة وإنهاء حكم حماس، يتطلب شيئًا واحدًا، هو احتلال قطاع غزة بالكامل، وهذا بحاجة لحربٍ لا تنتهي، حربٌ يسقط فيها القتلى اليهود على مدار الساعة، فهل هذا ممكن؟ وهل يمتلك الكيان تلك القدرة؟ بالقطع لا، خصوصًا على ضوء تجربة طوفان الأقصى على مدار خمسة عشر شهرًا، حيث كانت عمليات قوات الكيان المؤقت تتسم بالتوالي لا التوازي، شمالًا ثم وسطًا ثم جنوبًا، ثم العودة للشمال مرةً وللجنوب مرة، هذا أيضًا مع تجزئة الشمال والجنوب والوسط إلى محافظات، وليس عمليات برية في كل الشمال أو كل الجنوب أو كل الوسط في عمليةٍ واحدة، فكيف سيتمكن من فعل ذلك باحتلال كل القطاع مرةً واحدة؟

ثم يرددون قضية التهجير قسرًا أو طوعًا، فيأتي دور النخبويين إياهم، ليفتعلوا لهرطقات الكيان بديهيات، ليتم تسويغ تحويرها لمسلّمات، حتى أنّهم لا يغالبون أنفسهم للتفكير بكل المياه التي جرت على مدار أشهر الحرب، وأنّ كل الأهداف والمخططات”الإسرائيلية” المعلنة والمستترة فشلت، وهو فشلٌ ممهور بالحديد والنار، وليس فشلًا سياسيًا أو دبلوماسيًا، بل هو الفشل الذي جمعت له الإمبراطورية الأمريكية كل أدواتها، وكل آلاتها للقتل والتدمير، وكل قدراتها ونفوذها وسطوتها على العالم.

وهو الفشل الذي كان أحد أهم أسباب رضوخ الكيان لاتفاق وقف إطلاق النار، الاتفاق الذي رفضه في جولة مايو/أيار التفاوضية، وهو الفشل الذي أدرك الكيان أنّه فشلٌ غير قابلٍ للاستدراك.

ولكن المفارقة ألّا أحد من هؤلاء ينتبه إلى أنّ أقوى أوراق الكيان، هي أوراقٌ عربية، حيث إنّهم وبدلًا من التصويب على حقيقة الوقائع والأحداث، يلوكونها باعتبارها مظاهر قوة”إسرائيلية”، وهي ورقة المعابر والبروتوكول الإنساني، وهذه الورقة ليست بحاجة لانتزاعها من يدّ الكيان سوى قرار عربي جامع أو مصري منفرد بفتح معبر رفح، والبدء بإدخال المساعدات وكل ما يلزم لإعادة الإعمار، دون انتظار إذن الكيان.

وهذا التواطؤ المعلن، هو ما يستند إليه الكيان في محاولة تحقيق أهدافٍ عجز عنها بالقتل والتدمير والحرب، وهذا ديدن ذاك الكيان العاجز ذاتيًا، حيث يعتمد على التواطؤ العربي والسطوة الأمريكية على حكام العرب، لتحقيق ما عجز عنه بالحرب، ويبدأ الحديث بغطرسة القاتل وعنجهية القادر، رغم أنّ فشله كان على الملأ، لكننا مجددًا نحترف تحويل هرطقاته لمسلّمات.

ولكن بعيدًا عن نخبٍ تشرّبت الهزيمة، طالما هناك من يمتشق السلاح ويعتنق الشهادة، هناك استحالة مطلقة لتحقيق تلك الهرطقات، أمّا في الوقت الذي تتسرب إلينا فيروسات نظريات إلقاء السلاح وفيروس حب الحياة على طريقة الموت الرحيم، الموت الذي يصنعه بقاء الكيان، وأنّه سيقتلنا بالتجزئة لا بالجملة، في ذلك الوقت ستصبح فعليًا هرطقاته مسلمات، أمّا دون ذلك، فعليه أن يبحث عن إحدى مزابل التاريخ، ليضع فيها هرطقاته، وذلك على سبيل التمرين لذهابه كله إلى هناك.

 

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية: الكيان الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة

 

الثورة نت/

أكدت منظمة العفو الدولية “أمنستي”، اليوم الثلاثاء، أن قوات العدو الإسرائيلي ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة.

وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة أنييس كالامار في تقرير قائلة: “وثقت منظمة العفو الدولية الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة”، موضحة أن نظام الفصل العنصري والاحتلال غير القانوني الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي في الضفة الغربية تحوّل إلى أعمال عنف متزايدة.

وتابعت: “لقد شاهدت الدول، كما لو أنها عاجزة تمامًا، الكيان الإسرائيلي وهو يقتل آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات، ويرتكب مجازر بحق عائلات بأكملها، وتدمّر منازل ومستشفيات ومؤسسات تعليمية”.

ونوّهت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية إلى الهجمات المتصاعدة على المحكمة الجنائية الدولية في الأشهر الأخيرة، بعدما أصدرت أوامر تدابير مؤقتة في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي، وإصدارها رأيًا استشاريًا يعلن أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، غير قانوني.

وأكدت كالامار أنه “يجب على جميع الحكومات أن تبذل كل ما في وسعها لدعم العدالة الدولية، ومحاسبة الجناة، وحماية المحكمة الجنائية الدولية وموظفيها من العقوبات”.

مقالات مشابهة

  • الجابر: ما نشاهده في الهلال حاليًا أمرٌ محزن.. فيديو
  • العفو الدولية: الكيان الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة
  • موجة غلاء جديدة تضرب الكيان الصهيوني: شركات غذاء ومشروبات ترفع الأسعار
  • شاهد | صراع عميق في الكيان المؤقت .. وجيش العدو يفقد الروح القتالية
  • رئيس الوفد الوطني المفاوض: الوحشية الأمريكية لن تغطي الفشل العسكري في العدوان على اليمن
  • الغرب بدأ ينبذ إسرائيل وإسبانيا تُلغي صفقة أسلحة .. ثلاث دولٍ تُطالِب بمنع الكيان المشاركة بمُسابقة الأغنية الأوروبيّة
  • اكسر حواجز الواقع و اصفع الفشل بالإصرار
  • جمال شعبان: المسكنات سبب رئيس في انتشار الفشل الكلوي
  • هاشم: الكيان الصهيوني لا يزال يضع وطننا في دائرة استهدافاته
  • منتخب سويسرا لا يعترف بـ “الكيان الصهيوني”