لطالما حاولت “إسرائيل” قمع المقاومة الفلسطينية، إلا أن الواقع يثبت يومًا بعد يوم فشلها الذريع في القضاء على إرادة الشعب الفلسطيني في التحرر.

في اعتراف نادر، قالت قناة تلفزيونية إسرائيلية: “كل مقاتل فلسطيني هو سنوار جديد”، هذه الجملة ليست مجرد تصريح إعلامي، بل تعكس حقيقةً مفادها بأن المقاومة متجذرة في وجدان الفلسطينيين، وأن الاحتلال الإسرائيلي عاجز عن وقف المد الثوري المتواصل عبر الأجيال، وفي هذا السياق، تتجلى أهمية الدور الذي تلعبه المقاومة في تشكيل مستقبل الصراع، وخاصة مع محاولات “إسرائيل” المستمرة للقضاء على قياداتها.

“إسرائيل” في مأزق… اعتراف بالهزيمة أمام المقاومة

لم يكن الاعتراف الإسرائيلي بأن “كل مقاتل فلسطيني هو سنوار جديد” وليد الصدفة، بل جاء كنتيجة حتمية لفشل “إسرائيل” في كسر شوكة المقاومة، فتقارير الإعلام العبري تُظهر حجم القلق الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين المحررين، حيث تعترف بأن الكثير منهم يعودون إلى العمل المقاوم فور إطلاق سراحهم، وتشير البيانات إلى أن 82% من الأسرى المحررين يستأنفون نشاطهم المقاوم، ما يعكس عمق الانتماء الوطني لديهم وإصرارهم على مواصلة الكفاح حتى تحرير أرضهم.

“إسرائيل”، التي تراهن دائمًا على ضرب البنية التحتية للمقاومة، تجد نفسها اليوم أمام حقيقة لا يمكن إنكارها كل محاولة للقضاء على رموز المقاومة تقابلها ولادة جيل جديد أكثر صلابة وأكثر استعدادًا لمواجهة الاحتلال.

السنوار رمز يتكرر… المقاومة كحالة مستمرة

إذا أصبح كل فلسطيني سنوارًا، فهذا ليس مفاجئًا، بل هو نتيجة طبيعية لواقع الاحتلال والمقاومة، الشعب الفلسطيني الذي حُرم من حقوقه لأكثر من 70 عامًا، استطاع أن يحافظ على جذوة النضال مشتعلة في قلوب أبنائه، جيلًا بعد جيل، وإن استمرارية المقاومة ليست خيارًا بل ضرورة، فرضها الاحتلال نفسه بسياساته القمعية والتمييزية.

المقاومة ليست مجرد أفراد، بل هي حالة متجددة، ينمو معها القادة ويتطورون ليقفوا في وجه الاحتلال، في كل مرة تغتال “إسرائيل” قائدًا، يولد مكانه العشرات ممن يحملون ذات الفكر والعزيمة، هذه الحقيقة تضع “إسرائيل” في مأزق استراتيجي عميق، حيث إن رهانها على القوة العسكرية وحدها لم ينجح في إخماد روح النضال لدى الفلسطينيين.

اغتيالات بلا جدوى.. الاحتلال يفشل في كسر إرادة الشعب الفلسطيني

خلال السنوات الماضية، نفذت “إسرائيل” العديد من عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة، لكن ذلك لم يؤدِ إلى إنهاء المشروع المقاوم، على العكس، زادت هذه العمليات من إصرار الفلسطينيين على النضال، حيث يعتبرون أن دماء القادة هي وقود جديد للحركة الوطنية.

تجربة علي قاضي، القائد العسكري في كتائب القسام، مثال واضح على ذلك، فبعد إطلاق سراحه ضمن صفقة شاليط، عاد ليقود عمليات نوعية ضد الاحتلال، ما دفع “إسرائيل” إلى تصفيته بعد اندلاع الحرب الأخيرة، ومع ذلك، فإن استشهاده لم يوقف مسيرة المقاومة، بل منحها زخمًا جديدًا.

المقاومة الفلسطينية… إرادة لا تُقهَر

المقاومة الفلسطينية ليست مجرد رد فعل على الاحتلال، بل هي تعبير عن إرادة شعبية راسخة ترفض الخضوع للظلم والاستبداد، فالشعب الفلسطيني، الذي عانى لعقود من التهجير والقتل والتدمير، أثبت أن روح النضال لا يمكن إخمادها بسهولة، الاعتراف الإسرائيلي بأن “كل مقاتل فلسطيني هو سنوار جديد” ليس مجرد كلمات، بل هو إقرار بحقيقة أن المقاومة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية.

فكل جيل فلسطيني يولد في ظل الاحتلال يجد نفسه مضطرًا لمواصلة المسيرة النضالية، ليس فقط من أجل تحرير الأرض، بل أيضًا من أجل الحفاظ على الكرامة والإنسانية، هذه الإرادة المتجددة تجعل من المقاومة حالة مستمرة، حيث يظهر قادة جدد في كل مرة يتم فيها اغتيال قائد سابق، وهذا ما يجعل “إسرائيل” في مأزق استراتيجي، حيث إن قوتها العسكرية الهائلة لا تستطيع كسر إرادة شعب يؤمن بحقه في الحرية.

إن المقاومة الفلسطينية ليست مجرد عمليات عسكرية، بل هي أيضًا مقاومة ثقافية واجتماعية، فالشعب الفلسطيني يحافظ على هويته من خلال التعليم والفنون والتراث، ما يجعل من المقاومة نهرًا جاريًا لا يمكن إيقافه، وإن انتصار المقاومة ليس مسألة وقت فحسب، بل هو مسألة إرادة وإيمان بعدالة القضية.

“إسرائيل” والمأزق الأخلاقي.. فشل سياسة القوة

“إسرائيل”، التي تعتمد بشكل أساسي على القوة العسكرية لفرض هيمنتها، تواجه اليوم مأزقًا أخلاقيًا واستراتيجيًا، فعلى الرغم من امتلاكها لقوة عسكرية وتكنولوجية، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها المتمثلة في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، فالاعتراف الإسرائيلي بأن “كل مقاتل فلسطيني هو سنوار جديد” يعكس هذا الفشل الذريع، حيث إن سياسة الاغتيالات والقمع لم تؤدِ إلا إلى تعزيز روح المقاومة.

فبدلًا من أن تضعف المقاومة الفلسطينية بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية، نجد أنها تزداد قوة وصلابة، كل قائد يتم اغتياله يتحول إلى رمز يُلهب حماس المقاتلين الجدد، وكل عملية قمع تزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة النضال، هذا الواقع يجعل “إسرائيل” في موقف صعب، حيث إن الاعتماد على القوة العسكرية وحدها لم يعد كافيًا لتحقيق الأمن والاستقرار.

“إسرائيل” بحاجة إلى إعادة تقييم سياستها، ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من الناحية الأخلاقية، فاستمرار سياسة القمع والتمييز لن يؤدي إلا إلى مزيد من الكراهية والعنف، وفي النهاية، فإن الحل الوحيد يكمن في الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والعمل على تحقيق سلام عادل وشامل

المقاومة نهر جارٍ في قلب التاريخ

ما يحدث اليوم ليس مجرد صراع مسلح، بل هو امتداد لحركة تحرر وطني تأبى أن تخمد، الشعب الفلسطيني أثبت، رغم كل التحديات، أنه قادر على تجاوز محاولات الإبادة السياسية والثقافية، وأن المقاومة ليست خيارًا فرديًا، بل هوية جمعية متوارثة، وإذا كان الاحتلال يراهن على أن الزمن سيطفئ جذوة المقاومة، فإنه يرتكب خطأً استراتيجيًا، لأن كل محاولة للقمع تقابلها ولادة جديدة للنضال.

إن السنوار ليس فردًا، بل فكرة، والأفكار لا تموت… الاحتلال الإسرائيلي قد ينجح في تصفية القادة، لكنه لن يستطيع إيقاف التاريخ أو وقف نهر المقاومة المتدفق الذي سيظل جاريًا حتى تحقيق الحرية الكاملة.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی المقاومة لیس لیست مجرد حیث إن مأزق ا

إقرأ أيضاً:

«طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت تحقيقات الجيش الإسرائيلي حجم الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، حيث نشر الجيش، مساء الاثنين، نتائج تحقيق موسّع حول ما جرى في مستوطنة "كفار عزا" وقاعدة "ناحل عوز" العسكرية. وأظهر التحقيق سلسلة من الثغرات العملياتية والاستخباراتية التي استغلّتها المقاومة الفلسطينية خلال تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والأسرى في صفوف المستوطنين والجنود.

وكشف التحقيق عن نقص حاد في عدد جنود الجيش المسلحين داخل القاعدة، إلى جانب "فشل استخباراتي كبير" تمثل في عدم إصدار أي تحذيرات من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام قبل الهجوم.

كما وثق التحقيق تفاصيل دقيقة عن سير المعارك في "كفار عزا" و"ناحل عوز"، مُسلطًا الضوء على الأخطاء القيادية، وسوء التنسيق بين القوات، والارتباك الذي ساد صفوف الجيش أثناء المواجهات.

تفاصيل الإخفاقات في "كفار عزا"

أكد التحقيق أن نحو 250 مقاتلًا من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اقتحموا مستوطنة "كفار عزا"، واستمرت المعارك هناك لمدة ثلاثة أيام.

وأشار التحقيق إلى "سلسلة من الإخفاقات القيادية" التي ساهمت في تعقيد الوضع الميداني، موضحًا أن "إدارة القتال في كفار عزا شهدت أخطاء فادحة، إلى جانب غياب التنسيق بين القوات.

كما كشف التحقيق أن "مقاتلي حماس تمكنوا من السيطرة على كفار عزا خلال الساعة الأولى من الهجوم"، بسبب النقص الحاد في عدد الجنود المتواجدين داخل المستوطنة، وحالة الفوضى التي سادت المنطقة مع بدء العملية العسكرية.

اجتياح قاعدة "ناحل عوز" وسقوطها في ساعات

أوضحت التحقيقات أنه في تمام الساعة 7:08 صباحًا، تمكن أكثر من 40 مقاتلًا من حماس من اختراق خط الدفاع الضعيف للموقع، وبدأوا في تمشيط المباني بالنيران. وأشار إلى أن ضابطة المراقبة شير إيلات، التي رصدت اقتراب المقاتلين من مركز القيادة، أصدرت أوامرها وفقًا للإجراءات العسكرية بإخلاء الموقع، ما أدى إلى بقاء عدد محدود من الضباط داخله دون المشاركة في القتال، حتى اجتاح مقاتلو حماس القاعدة بالكامل عند الساعة 08:54 صباحًا.

وكشف التحقيق عن تفاصيل صادمة، منها أن "جنديًا واحدًا فقط من الدرجة الثالثة كان يحرس قاعدة ناحل عوز"، بينما توزّع عدد قليل من الجنود داخلها لحراسة المناطق الداخلية خشيةً من السرقات، وأضاف التقرير أن "فرقة الاحتياط المكلّفة بحماية القاعدة لم تضم سوى قائد وثلاثة جنود"، مؤكدًا أن "التراخي في تنفيذ القواعد العسكرية وانعدام السيطرة داخل القاعدة كانا سائدين حتى قبل السابع من أكتوبر".

معلومات استخباراتية دقيقة لدى المقاومة

وتضمن التحقيق تفاصيل عن الوضع داخل معسكر "ناحل عوز"، حيث كان يتمركز في صباح يوم الهجوم 162 جنديًا، بينهم 81 مقاتلًا فقط. 
وأشار التحقيق إلى أن حماس "كانت تمتلك معلومات استخباراتية دقيقة عن القاعدة، بما في ذلك أماكن نوم القادة، وموقع غرفة الطعام، والمسارات الزراعية التي يمكن أن تؤخر تقدمها".

وأضاف التحقيق أن "خطة الاقتحام التي وضعتها المقاومة استهدفت السيطرة على القاعدة خلال 15 دقيقة فقط، وهو ما كاد أن يتحقق رغم مقتل قائد سرية النخبة خلال المواجهات". 
وأوضح أن نصف القوة التي اقتحمت القاعدة قُضي عليها خلال القتال، بينما تمكن باقي المقاتلين من الانسحاب إلى غزة.

أما بخصوص مستوطنة "كفار عزا"، فقد كشف التحقيق أن "العشرات من مقاتلي حماس من القوة الأولى كانوا في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود منذ الساعة 6:00 صباحًا، بانتظار الضوء الأخضر"، وهو ما تحقق مع إطلاق وابل من 960 صاروخًا وقذيفة هاون في الساعة 6:29 على مواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ووفق التحقيق، فإن "السياج المحيط بالمستوطنة تم اختراقه في ثلاث نقاط بين الساعة 6:35 و6:43، ما سمح للمقاتلين بالتوغل سريعًا".

وذكر التقرير أن "نصف عناصر كتيبة ناحل عوز، المكلّفة بحماية كفار عزا، كانوا في إجازة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى تأخير وصول القوة العسكرية الأولى إلى الكيبوتس لساعتين كاملتين، رغم أن المسافة بين القاعدة وكفار عزا لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات". وأضاف أن "هذا التأخير منح المقاومة ميزة كبيرة، حيث تمكنت قوة من النخبة التابعة لحماس، قوامها أكثر من 200 مقاتل، من السيطرة الكاملة على الكيبوتس قبل وصول أي تعزيزات إسرائيلية".

كما أشار التحقيق إلى أن معظم سكان كفار عزا وجدوا أنفسهم محاصرين خلال اليومين الثاني والثالث من القتال. وأضاف أن "تعامل الجيش الإسرائيلي مع السكان في بعض المناطق كان غير مناسب، حيث لم يتم إنقاذ المصابين إلا عند مدخل المستوطنة، كما أن جثث القتلى لم يتم إخلاؤها إلا في وقت متأخر".

ووثّق التحقيق أن "عمليات الإجلاء كانت غير منظمة وغير آمنة"، ما اضطر الناجين إلى مشاهدة مشاهد مروعة أثناء الإخلاء، في ظل حالة من الفوضى التي عكست عمق الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية خلال الهجوم.

وأشار إلى أن الإخفاقات العسكرية التي واجهها الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر ليست سوى جزء صغير من أزمة أعمق تعصف بالمؤسسة العسكرية.

وأكد أن ما تم الإعلان عنه لا يشكل سوى 10% فقط من حجم الفشل الحقيقي، مشير إلى أن نقاط الضعف هذه متجذرة في بنية الجيش وتمتد لعقود.

مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة دعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يحاول جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة بمنع المساعدات
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يحاول جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة
  • «طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
  • سفير مصر السابق بدولة الاحتلال: إسرائيل تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الصومال
  • عشية القمة العربية…. رسالة من “العمل الإسلامي” للقادة العرب
  • البرلمان العربي يدين قرار كيان الاحتلال الإسرائيلي وقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ويرفض سياسة التجويع ضد الشعب الفلسطيني
  • اعتراف إسرائيلي بفشل مخابراتي كبير وبتضحية نتنياهو بالأسرى
  • استشهاد فلسطيني في قصف إسرائيلي على شمال قطاع غزة
  • حماس: إرهاب الاحتلال في الضفة لن يكسر إرادة المقاومة لدى شعبنا