أحد أعلام المصريين في الآثار.. سليم حسن شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ55
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يعتبر عالم الآثار سليم حسن، الذي تم اختياره اليوم، ليكون شخصية الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أحد أعلام المصريين في عِلم الآثار، وقدَّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، كان منها عملُه الأبرز «موسوعة مصر القديمة»، ذلك العمل الذي يتكوَّن من ثمانية عشر جزءًا، كما كان له العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ويُلقَّب بعميد الأثريين المصريين.
وُلد سليم حسن عام ١٨٩٣م بقريةِ ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وقد تُوفِّي والده وهو صغير فقامت أمُّه برعايته وأصرَّت على أن يُكمِل تعليمَه. وبعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٩م التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحَق بهذه المدرسة لتفوُّقه في عِلم التاريخ، وتخرَّج فيها عام ١٩١٣م. وقد عمِل سليم حسن مُدرسًا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم عُيِّن بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ حيث كانت الوظائف فيه حِكرًا على الأجانب، وهناك تتلمذ على يد العالِم الروسي «جولنسيف».
سافر سليم حسن في بعثة إلى فرنسا عام ١٩٢٥م، والتحق بجامعة السوربون التي حصل منها على دبلومتين في اللغة والديانة المصريتين القديمتين، وحصَل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، ودبلوم الآثار من كلية اللوفر. كما حصل فيما بعدُ على درجة الدكتوراه في عِلم الآثار من جامعة فيينا.
بدأ سليم حسن عام ١٩٢٩م أعمالَ التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن هذه الأعمال مقبرة «رع ور» وهي مقبرة كبيرة وضخمة وُجد بها العديد من الآثار. واستمر حسن في أعمال التنقيب حتى عام ١٩٣٩م، ليكتشف خلال تلك الفترة حوالَي مائتَي مقبرة، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملِكَين خوفو وخفرع.
عُيِّن سليم حسن وكيلًا عامًّا لمصلحة الآثار المصرية، ليكون أول مصري يتولى هذا المنصب، ويكون المسئول الأول عن كل آثار البلاد، وقد أعاد إلى المتحف المصري مجموعةً من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع، ولكن سليم حسن رفض ذلك؛ ممَّا عرَّضه لمضايقات شديدة أدَّت إلى تركه منصبه عام ١٩٤٠م. وقد استعانت الحكومة المصرية في عام ١٩٥٤م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعيَّنته رئيسًا للبعثة التي ستُحدِّد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة. انتُخِب سليم حسن في عام ١٩٦٠م عضوًا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من ١٥٠٠ عالِم من ٧٥ دولة. وانتقل سليم حسن إلى الرفيق الأعلى في الخامسة والسبعين من عمره عام ١٩٦١م.
قدم سليم حسن العديد من الدراسات الرائدة فى هذا المجال كان منها عمله الضخم والأبرز «موسوعة مصر القديمة» التى تتكون من ستة عشرة جزءًا وبدأ فى نشرها 1940م وأصدر الجزء السادس عشر عام 1960، وتناول تاريخ مصر وحضارتها من عصر ما قبل التاريخ، ومرورًا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسى، وانتهاءً بأواخر العصر البطلمى، وكان قد شرع فى كتابة الجزء السابع عشر عن كليوباترا، لكن حال موته دون إصداره، وهذه الموسوعة تغنى القارئ عن عشرات الكتب والمراجع التى تتناول تاريخ مصر فى هذه الفترة الطويلة، ولم يسبق أن تناول عالم واحد كل هذه الفترة فى مؤلف له.
إلى جانب الموسوعة هناك مؤلفه «الأدب المصرى القديم» الذى نشره 1945 فى مجلَّدين، تناول فيهما الأدب فى مصر القديمة، وكتب فصلًا كبيرًا عن الحياة الدينية وأثرها على المجتمع فى المجلد الأول من «تاريخ الحضارة المصرية» الذى أخرجته وزارة الثقافة والإرشاد القومى.
وفى ميدان الترجمة نقل إلى العربية كتاب «ديانة قدماء المصريين» للعالم الألمانى «شتيدورف» سنة 1923م، أما عن مؤلفاته التى كتبها بغير العربيَّة فقد بلغت ثلاثة وثلاثين مؤلَّفًا، وضمَّت كتبًا علميَّةً ككتابه عن «أبو الهول»، وكتابه عن «الأناشيد الدينية للدولة الوسطى»، بالإضافة إلى بحوثه ومقالاته فى حوليَّات مصلحة الآثار والمجلات الأثرية الأجنبية، وتقارير حفائر فى الجيزة وسقارة والنوبة.
وكانت مكتبة الأسرة قد قامت بإصدار طبعة خاصة من موسوعة مصر القديمة خلال عام 2001، كذلك كتاب الأدب المصرى القديم، كما أصدرت طبعة خاصة من كتاب أبو الهول خلال عام 1999.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عالم الآثار سليم حسن لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مصر القدیمة العدید من سلیم حسن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الفرنسي يشارك في تدشين الجناح المغربي بمعرض الفلاحة الدولي بباريس
زنقة 20 | متابعة
أشرف رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم السبت بباريس، على تدشين الجناح المغربي بالمعرض الدولي للفلاحة بباريس، الذي يحتفي بالمملكة كأول بلد أجنبي ضيف شرف.
وبهذه المناسبة، قام أخنوش، الذي كان مرفوقا بوزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، وسفيرة جلالة الملك في باريس، سميرة سيطايل، بقص الشريط الرمزي إيذانا بالتدشين الرسمي للجناح المغربي.
ويحضر المغرب في هذا الحدث بجناح كبير يقع في قلب المعرض، ويمتد على مساحة 476 مترا مربعا، ليشكل بذلك واجهة تعكس ثراء وتنوع قطاعه الفلاحي.
وتنعقد الدورة الـ61 من معرض باريس الدولي للفلاحة تحت شعار “فخر فرنسي”، حيث يُتوقع استقبال أكثر من 600 ألف زائر، مع عرض حوالي 4000 حيوان، ومشاركة 1000 عارض على مساحة 16 هكتارا موزعة على تسعة أجنحة.
ويجد تكريم المغرب في معرض باريس صداه في حدث قادم، حيث ستحل فرنسا بدورها ضيف شرف على المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في أبريل المقبل، وهو ما يعكس رمزية قوية للتكامل والتعاون بين البلدين.
ويمثل هذا الحدث تجسيدا للتكامل بين البلدين، حيث يتجاوز إطار المبادلات التجارية ليشمل التحديات الكبرى التي يواجهها القطاع، مثل الأمن الغذائي، وتدبير الموارد المائية، والابتكار الفلاحي.