حمص حيث الحجارة السوداء تحكي قصصا لا تُنسى
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
وتشتهر حمص بصلابة أهلها وكرمهم، رغم ما مرت به من أحداث جسام، وتُعرف بأنها مدينة ذات تاريخ ضارب في القدم، حيث يعود اسمها إلى العصور القديمة، ويُقال إنها سُميت بهذا الاسم نسبة إلى "حمص بن كنعان" الذي يُعتقد أنه المؤسس الأول للمدينة.
كما عُرفت في التاريخ الروماني باسم "إيميسا" وتُشير بعض الروايات إلى أن الاسم يعود إلى أصل آرامي، وتعني "حمص" الأرض اللينة، نظرا لموقعها على سهل خصب.
وتشتهر حمص بحجارتها السوداء التي تُزيّن مبانيها وأسواقها وأحياءها القديمة، وتُعد شاهدا حيا على تاريخها العريق.
وهذه الحجارة التي تُعرف بـ"أم الحجارة السوداء" ليست مجرد مادة بناء، بل هي صفحات من تاريخ حمص، تحمل في طياتها قصصا عن الحضارات التي تعاقبت عليها، من الرومان إلى الفتح الإسلامي.
وتتميز حمص بأسواقها العتيقة وحاراتها الضيقة، التي تحمل في طياتها قصصا تاريخية وحضارية، ومن أبرز معالمها "سوق النوري" الذي يُعد واحدا من أقدم الأسواق في المدينة، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمان.
ويُقسم السوق إلى قسمين: قسم حديث ملاصق لجامع النوري الكبير، وآخر قديم يتميز بمحلاته التجارية المبنية من الحجر الأسود، والتي تعود إلى حقب تاريخية مختلفة.
إعلان جامعان وكنيسةويعتبر جامع النوري من أبرز المعالم الإسلامية في حمص، حيث يُنسب إلى نور الدين الزنكي الذي أمر بترميمه بعد أن تعرض للدمار بسبب زلزال.
وكان الجامع في الأصل معبدا وثنيا بالعصر الروماني، ثم تحول إلى كنيسة قبل أن يتحول إلى جامع بعد الفتح الإسلامي، ويتميز بزخارفه الإسلامية الفريدة ومحرابه المصنوع من الرخام الأبيض والأسود، بالإضافة إلى أعمدته المصفوفة التي تحمل سقف المسجد.
ولا يمكن الحديث عن حمص دون ذكر جامع خالد بن الوليد الذي يُعد رمزا للمدينة وشاهدا على تاريخها الإسلامي العريق، ويُشبه في تصميمه جامع محمد علي بالقاهرة، ويتميز بـ4 قباب ركنية ومئذنتين شاهقتين، ويضم ضريح الصحابي القائد خالد بن الوليد الملقب بـ"سيف الله المسلول".
وتُعتبر حمص أيضا موطنا لأحد أقدم الكنائس في العالم (أم الزنار) التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الأول الميلادي، وتقع الكنيسة الحقيقية تحت الأرض على عمق 7 أمتار، حيث كانت تُستخدم كملجأ للمسيحيين الذين كانوا يمارسون طقوسهم الدينية سرا خوفًا من بطش الحاكم الروماني الوثني.
ولا تكتمل زيارة حمص دون تذوق حلاوة الجبن الحمصية التي تُعتبر من أشهر الحلويات التقليدية بالمدينة، وتتكون من السميد والسكر والجبنة، وتُحشى بالقشطة العربية، وهي من الأطباق التي يُفخر بها أهالي حمص حيث تُعتبر جزءا من تراثهم الثقافي والغذائي.
وتظل حمص، رغم كل التحديات، مدينة تنبض بالحياة، حيث يحافظ أهلها على تقاليدهم وكرمهم وصلابتهم، مما يجعلها واحدة من أهم المدن السورية التي تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وحاضرا مشرقا.
4/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان التی ت
إقرأ أيضاً:
الدرعي يلقي خطبة الجمعة في جامع موسكو الكبير
موسكو ـ (وام)
دعا الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، إلى ضرورة التمسك بقيم الإسلام السمحة والالتزام بقيم المودة والفضائل التي عايشها المسلمون في شهر رمضان الكريم ممثلة في التراحم والتعاضد والتماسك بوصف ذلك نهج الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التسامح وتقوية النسيج الاجتماعي والتعاون لتحقيق الحياة السعيدة والهانئة لكل أفراد المجتمع على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم.
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد موسكو الجامع في روسيا الاتحادية بحضور الدكتور محمد أحمد سلطان الجابر سفير الدولة في جمهورية روسيا الاتحادية وسماحة الشيخ راوي عين الدين مفتي روسيا، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، وجمع كبير من المصلين الذين يقصدون المسجد باعتباره المسجد الرئيسي والأكبر في العاصمة موسكو.
وهنأ الدرعي الشعب الروسي قيادةً وشعباً بعيد الفطر المبارك داعياً الله أن يعيده على الجميع بالأمان والاطمئنان.
ويعد «مسجد موسكو الكبير»، صرحاً تاريخياً مميزاً يتجاوز عمره قرناً من الزمن، ويعد أحد أقدم المساجد في روسيا والأكبر في العاصمة موسكو يقصده المسلمون من أنحاء البلاد.
وانطلاقاً من قيمها ومبادراتها الموجهة لخدمة الشعوب يحظى هذا المسجد بدعم مستمر من دولة الإمارات بداية من رحلة إعادة بنائه وتمويل المشروعات الخيرية والإنسانية التي يشرف عليها مسؤولو المسجد، إضافةً إلى تقديم منح دراسية للطلاب للدراسة في الإمارات في ظل التعاون لترسيخ مبادئ الحوار بين الأديان وتعزيز التعايش السلمي.