سواليف:
2025-03-04@14:56:34 GMT

ترامب… حين تتحول السياسة إلى سيرك عالمي!

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

#سواليف

#ترامب… حين تتحول #السياسة إلى #سيرك_عالمي!

بقلم: أ. د. محمد تركي بني سلامة

عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس كرئيس، بل كمدير تنفيذي لمشروع جديد عنوانه: “كيف تبيع العالم قطعة قطعة وتربح من الفوضى؟”. في غضون شهر واحد فقط، نجح في تحويل المشهد السياسي إلى عرض هزلي، حيث تُدار الحروب كصفقات، ويُعامل الحلفاء كزبائن، بينما تُلقى التصريحات المستفزة ضد القادة الأوروبيين وكأنهم موظفون صغار في شركته العقارية العملاقة، المسماة “البيت الأبيض للاستثمارات الجيوسياسية”.

يبدو أن منصب رئيس الولايات المتحدة لم يعد سوى واجهة لمشروع استثماري ضخم، لا يهم فيه سوى الأرباح والمصالح، ولو كان ذلك على حساب استقرار العالم بأسره.

مقالات ذات صلة إعلام إسرائيلي: لم نلتزم بالاتفاق ودعم أميركا لنتنياهو خطوة خاطئة 2025/03/04

في أوكرانيا، قرر ترامب أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب، ولكن بطريقته الخاصة! الحل بسيط جدًا: المعادن النادرة في شرق أوكرانيا تذهب كتعويض للولايات المتحدة، بينما تُترك أوروبا لمواجهة مصيرها وحدها. فبدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية تنهي الصراع، ينظر ترامب إلى الأزمة كأنها فرصة اقتصادية، لا كأنها مأساة إنسانية. وكالعادة، كان بوتين أكثر من سعيد بهذه “العبقرية الاستراتيجية”، فهو يعرف جيدًا أن ترامب يرى العالم كرقعة شطرنج، لكنه لا يجيد اللعب إلا عندما يكون الجميع نائمين! وما أسعد بوتين برؤية البيت الأبيض منشغلًا بالحسابات الربحية بدلًا من اتخاذ مواقف جادة تجاه الغزو الروسي لأوكرانيا.

أما الأوروبيون، فقد استيقظوا متأخرين ليكتشفوا أن “أمريكا أولًا” تعني “أنتم لستم ضمن الأولويات”، وأنهم بحاجة إلى ما هو أكثر من تصريحات إيمانويل ماكرون الدبلوماسية أو وعود كير ستارمر الفارغة لحماية أنفسهم من طموحات القيصر الروسي الجديد. وبينما كان القادة الأوروبيون يعقدون اجتماعات طارئة، كان ترامب يسترخي في فلوريدا، متسائلًا: “ما الذي يدفع هؤلاء إلى كل هذا القلق؟ إنها مجرد صفقة أخرى!”. لا شيء يثير قلق رئيس العقارات بقدر ما تثيره الأسواق غير المستقرة، وليس احتلال الأراضي أو معاناة الشعوب.

ولأن ترامب لا يستطيع مقاومة أي صفقة تدر الأرباح، فقد قرر خوض مغامرة جديدة في الشرق الأوسط. جلس مع صديقه بنيامين نتنياهو، وخرج الاثنان بمشروع عقاري جديد: “ريفيرا الشرق الأوسط”، على أنقاض غزة! ولكن كيف يمكن تنفيذ هذه الخطة؟ ببساطة، عبر “إخلاء” القطاع من سكانه وشحنهم إلى الأردن ومصر، وكأن الفلسطينيين مجرد سكان شقق مستأجرة يمكن طردهم بجرة قلم، وإعادة توزيعهم على “فنادق سياسية” تقدم لهم خدمة الإقامة الدائمة! ربما يعتقد ترامب أن الأردن ومصر فنادق خمس نجوم تنتظر مليوني لاجئ فلسطيني، ليقدموا لهم إقامة طويلة الأمد مع وجبة مجانية من وعود السياسة الأمريكية!

أما في الضفة الغربية، فقد استغلت الحكومة الإسرائيلية الضجيج حول “مشروع ترامب العظيم” لتكثيف عمليات المصادرة والتهجير، بينما كان الرئيس الأمريكي منهمكًا في حساب مدى ربحية الاستثمار في المستوطنات الجديدة. الفلسطينيون، بالنسبة له، ليسوا سوى تفاصيل هامشية لا تستحق التوقف عندها، تمامًا كما يرى أزمة أوكرانيا مجرد بند مالي يمكن تسويته لاحقًا. فبينما تعيش غزة تحت القصف والدمار، يعتقد ترامب أنه يمكن ببساطة مسح السكان من الوجود بقرار سياسي، وتحويل المدينة إلى منتجع فاخر لرجال الأعمال والسياح الأثرياء!

لكن المفاجأة الكبرى ليست في سياسات ترامب المتوقعة، بل في أن العالم لا يزال يتصرف وكأنها المرة الأولى التي يجلس فيها هذا الرجل خلف المكتب البيضاوي! لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث غدًا، فما بالك بالأسابيع القادمة؟ لكن الأمر المؤكد هو أن ترامب سيستمر في لعب دوره كالمعتاد، والعالم سيواصل مشاهدة هذا العرض الساخر… إلى أن يُسدل الستار على هذا الفصل الجديد من الجنون السياسي!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف السياسة

إقرأ أيضاً:

مستشار ترامب: نحن بحاجة لزعيم أوكراني يمكن التعامل معه

المناطق_متابعات

قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه لم يتحدث إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ اجتماعه بالبيت الأبيض يوم الجمعة مع الرئيس دونالد ترامب.

جاءت تصريحات روبيو في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة “إيه. بي. سي” اليوم الأحد.

أخبار قد تهمك دعوات في بريطانيا لإلغاء زيارة ترامب.. ورئيس الوزراء البريطاني يرفض 2 مارس 2025 - 9:47 مساءً وزير التجارة الأمريكي : ترامب سيحدد مستويات للرسوم الجمركية على المكسيك وكندا الثلاثاء 2 مارس 2025 - 9:38 مساءً

وقال روبيو أيضاً إنه لم يتحدث إلى نظيره الأوكراني أندريه سيبيا منذ المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض وما أدت إليه من عدم توقيع اتفاق متوقع بشأن المعادن.

وأضاف روبيو في المقابلة: “سنكون مستعدين لمعاودة التواصل عندما يكونون مستعدين للسلام”.

من جهته أعلن مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي مايك والتز أن بلاده ترغب في رؤية زعيم أوكراني مستعد للتعامل مع واشنطن وموسكو، مشيراً إلى أنه إذا فشل زيلينسكي في ذلك، فستكون هناك مشكلة.

وقال والتز في مقابلة مع قناة “سي. إن. إن” رداً على سؤال عما إذا كان ترامب يرغب في تنحي زيلينسكي: “نحن بحاجة إلى زعيم يمكن التعامل معه، وأن يتعامل مع الروس في مرحلة ما. وإذا اتضح أن الدوافع الشخصية أو السياسية لزيلينسكي لا تتوافق مع هدف إنهاء القتال في بلاده، فأعتقد أننا سنواجه مشكلة حقيقية”.

وقال والتز إن واشنطن ليست متأكدة من استعداد زيلينسكي لعقد مفاوضات بحسن نية حول تسوية سلمية للصراع في أوكرانيا. وأضاف: “لم يكن مفهوما بالنسبة لنا ما إذا كان الرئيس زيلينسكي مستعداً للتفاوض بحسن نية لإنهاء الصراع”.

كما انتقد نهج البدء في مناقشات الضمانات الأمنية، كما يصر زيلينسكي، قبل بدء المفاوضات بشأن أوكرانيا. وقال: “هدفنا هو إجبار الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات. لكن كثيرين يبدأون بالضمانات [الأمنية] دون انتظار بدء الحوار. هذا نهج خاطئ”. ودعا والتز إلى عدم “وضع العربة أمام الحصان”. كما قال إن إدارة ترامب تركز على الحلول العملية للصراع.

من جهته، عّبر رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون عن اعتقاده بأنه سيكون من الضروري أن يكون لأوكرانيا قائد مختلف إذا لم يمتثل زيلينسكي للمطالب الأميركية. وقال زعيم الجمهوريين في الكونغرس لبرنامج “ميت ذا برس” على شبكة “إن.بي.سي” “يجب أن يتغير شيء ما. إما أن يعود إلى رشده ويعود إلى الطاولة بامتنان، أو ستكون هناك حاجة إلى قائد آخر للبلاد للقيام بذلك”.

مقالات مشابهة

  • جائزة الأوسكار لوثائقي عن تهجير الفلسطينيين في حفلة حضرت فيها السياسة بخجل
  • كيف يمكن لأوروبا إنقاذ أوكرانيا؟
  • أمريكا: لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون مشاركة روسيا بالمفاوضات
  • روسيا تعرب عن اندهاشها من التغيير الهائل في السياسة الأمريكية
  • مسئول سابق بالبنتاجون: لست متفائلا.. القمة الأوروبية لن تغير موازين الحرب في أوكرانيا
  • مستشار ترامب: نحن بحاجة لزعيم أوكراني يمكن التعامل معه
  • «الخارجية» ودورها في ترسيخ السياسة العمانية
  • بسبب أوكرانيا..اسكتلندا: لا يمكن استقبال ترامب بمناسبة زيارته إلى بريطانيا
  • انهيار التحالفات القديمة وصعود نظام عالمي جديد