أعلنت الهيئة الاتحادية للضرائب، اليوم الثلاثاء، أنها نظمت "هاكاثون ‏InnoTAX‏ 2025 للذكاء الاصطناعي‏"، الذي أقيم على ‏مدى يومي 26 و27 فبراير(شباط)الجاري في متحف الشندغة في دبي، وذلك ضمن فعاليات شهر الابتكار "الإمارات تبتكر 2025" وعام المجتمع؛ بهدف تطوير حلول تقنية مبتكرة لمواجهة التحديات في القطاع الضريبي، وتعزيز التعاون والابتكار بين القطاعين العام والخاص.

واستعرضت الهيئة خلال الفعالية المشاريع والحلول التقنية المبتكرة المشاركة، والتي تهدف إلى توظيف التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية لتحسين الخدمات الضريبية‏.
واستقبلت الهيئة منذ الإعلان عن فعالية "الهاكاثون" مجموعة من المشاريع في مجالات تحسين تجربة دافعي الضرائب بالذكاء الاصطناعي، وتعزيز مفهوم الوعي الضريبي، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في الامتثال الضريبي، وذلك من خلال الفئات المستهدفة من "الهاكاثون"، والتي تضمنت المطورين، والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي، والمصممين، وعلماء البيانات، إضافة إلى طلاب الجامعات، والباحثين، وأعضاء الهيئة التدريسية، وكذلك رواد الأعمال، وخبراء الضرائب، والمبتكرين في مجال التكنولوجيا المالية.

منصة ملهمة 

وقال خالد علي البستاني، مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب: "تحرص الهيئة على المشاركة الفاعلة في شهر الإمارات للابتكار وعام المجتمع، انطلاقاً من إيماننا الراسخ بأن الابتكار هو ركيزة أساسية لتطوير القطاع الضريبي وتعزيز كفاءته، حيث يعكس هذا الهاكاثون التزامنا بتعزيز الابتكار في قطاع الضرائب عبر توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير حلول تقنية مبتكرة لمواجهة التحديات في القطاع الضريبي".
وأضاف: "يعتبر الهاكاثون منصة مُلهمة تتيح للمشاركين فرصة مميزة للمساهمة في رسم ملامح مستقبل الضرائب الرقمية، من خلال الافكار والمشاريع الابتكارية التي تم تقديمها لدعم التقدّم في النظام الضريبي لدولة الإمارات".
واستقبلت الهيئة في اليوم الأخير من الهاكاثون عدداً كبيراً من المشاريع وقام فريق من الهيئة، بالإضافة الى خبراء متخصصين بتقييم المشاريع والحلول المقدمة، وتم تكريم الحلول الرائدة في المراكز الثلاث الأوائل، حيث خضع التقييم لمعايير دقيقة تتضمن توظيف الإبداع والابتكار، ومدى جودة الحل وسهولة الاستخدام، إضافة إلى استفادة التكنولوجيا المستخدمة من تقنيات الذكاء الاصطناعي أو البلوك تشين أو الأتمتة، كما تم تقييم الأثر والفائدة التي يقدمها الحل وقابليته للتنفيذ والتطبيق، مع مدى وضوح العرض وقوته وإقناعه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات عام المجتمع الذکاء الاصطناعی القطاع الضریبی

إقرأ أيضاً:

عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.

كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.

يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.

ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.

ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.

ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.

أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.

المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.

من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.

لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.

مقالات مشابهة

  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • «الاتحادية للضرائب» تنظّم فعالية «هاكاثون ‏الضرائب»
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الشراكات الدولية وتعزيز الريادة الإماراتية في الذكاء الاصطناعي
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • ثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبي
  • الهيئة الإدارية بصنعاء تناقش الجوانب المتصلة بتنفيذ عدد من المشاريع
  • الجدعان: القطاع الخاص شريك في تطوير وإدارة المشاريع
  • عاجل| «الصحة» تُعلن بدء استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأورام