استقالة ظريف انتصار للمحافظين وضربة قوية لبزشكيان
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
قدم نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف، الإصلاحي الأبرز في البلاد، استقالته الأحد، مما يوجه ضربة قوية إلى حكومة الرئيس مسعود بزشكيان الجديدة نسبياً، كونها أتت عقب سحب الثقة من وزير الاقتصاد عبد النصر همتي، بدفع من المحافظين، الذين اتخذوا من الانهيار المستمر في سعر صرف العملة الوطنية، سبباً للمطالبة بالتغيير.
مسؤولاً كبيراً قد طلب منه العودة للتدريس في الجامعة
وكتب المحرر الدبلوماسي في صحيفة "غارديان" البريطانية باتريك وينتور، أن ظريف الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، أوحى بأن القائد الأعلى علي خامنئي قد أيد خطوته، على رغم أنه لم يسمه في كتاب الاستقالة.
ودفع التخلص من ظريف وهمتي الأسواق المالية الإيرانية إلى مزيد من الفوضى، بعدما لمست الشركات الإيرانية، أن المسار السياسي لاستئناف التجارة مع الغرب، يجد معارضة لدى المحافظين الذين لم يكيفوا أنفسهم بعد مع فوز بزشكيان في الانتخابات الرئاسية في أغسطس (آب) 2024.
وأدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستئناف فرض العقوبات الاقتصادية القصوى ضد طهران، إلى تقويض جهود الإصلاحيين الإيرانيين، الذين يسعون إلى التوصل إلى اتفاق عالمي جديد يتعلق بالإشراف على البرنامج النووي الإيراني.
Iran’s Vice President for Strategic Affairs @JZarif has resigned from the government.@ianbremmer spoke with Zarif on #GZEROWorld in October. Watch their full conversation:https://t.co/j8llGYFezl pic.twitter.com/ZUsAmuTAsW
— GZERO Media (@gzeromedia) March 3, 2025ويواجه ظريف، الذي استقال للمرة الأولى في أغسطس، ومن ثم عاد إلى الحكومة بعد فترة وجيزة- انتقادات متواصلة لأن أولاده المولودين في الولايات المتحدة يحملون الجنسيتين الإيرانية والأمريكية.
ويزعم منتقدوه، وكثير منهم من المعارضين للحوار مع الولايات المتحدة في شأن البرنامج النووي الإيراني، أن تعيينه ينتهك قانوناً صدر عام 2022 يحظر على الأفراد الذين تربطهم علاقات بالغرب، تولي مناصب عليا.
جنسية أولادهوكانت جنسية أولاده الأمريكية، والتي يعود تاريخها إلى فترة عمله كدبلوماسي مقيم في الولايات المتحدة، أحد الأسباب التي دفعت نائب الرئيس إلى محاولة التنحي عن منصبه في وقت سابق بعد وقت قصير من انضمامه إلى إدارة بزشكيان في أغسطس (آب) 2024.
وخاض ظريف، الذي تولى منصب كبير المفاوضين الإيرانيين بين عامي 2013 و2021 في حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني، حملة انتخابية في إطار لائحة شبه مشتركة إلى جانب بزشكيان.
TFF ???? Iran’s vice-president and most prominent reformist resigns
https://t.co/ROIZ8FXnFQ
Obvious reflection: An Iranian leadership that does this to its most visionary and knowledgeable personality and brilliant diplomat has become (even more) self-destructive. How tragic ... pic.twitter.com/bmMAA5MR1F
وبات وزير الخارجية آنذاك معروفاً على الساحة الدولية خلال المفاوضات الطويلة في شأن الاتفاق النووي لعام 2015 المعروف رسمياً بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة". وأسفر الاتفاق عن رفع العقوبات الغربية مقابل إجراء عمليات تفتيش بقيادة الأمم المتحدة للتأكد من أن البرنامج النووي الإيراني مخصص للاستخدام المدني فقط.
ونُسف الاتفاق بعد ثلاث سنوات، خلال ولاية ترامب الأولى، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه وأعادت فرض عقوبات على إيران.
لكن ظريف أوحى في كتاب الاستقالة الثانية، بأن رحيله عن الحكومة لم يكن طوعياً. وقيل إن مسؤولاً كبيراً طلب من بزشكيان إبلاغه بالعودة إلى التدريس في الجامعة، لكن بزشكيان رفض أن يكون الوسيط وطلب من المسؤول الكبير أن ينقل تعليماته إلى ظريف مباشرة.
ولطالما كان يُنظَر إلى ظريف باعتباره الممثل الأكثر فصاحة للسياسة الخارجية الإيرانية أمام الجماهير الغربية.
وباعتباره دبلوماسياً محترفاً، فقد دعا مراراً وتكراراً إلى منح وزارة الخارجية سلطة أكثر وضوحاً بالنسبة للعلاقات الدولية، وعدم التناقض مع السياسة الخارجية المستقلة التي يقودها الحرس الثوري.
والسبت، صوت مجلس الشورى الإيراني بغالبية 182 صوتاً على إقالة همتي، الذي كان يتولى في السابق منصب محافظ البنك المركزي الإيراني.
وكان همتي قد تولى منصب وزير الاقتصاد لمدة 6 أشهر و12 يوماً فقط، وهي أسرع عملية عزل في تاريخ الجمهورية الإيرانية.
وقالت آزار منصوري، رئيسة جبهة الإصلاحيين، وهي تحالف من أحزاب صغيرة، إنها لا تعرف أي طريقة يمكن من خلالها حل المشاكل الاقتصادية الإيرانية من دون رفع العقوبات الاقتصادية، واتخاذ الخطوات اللازمة لإزالتها عن القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، وهي الهيئة التي تشرف على الشفافية العالمية في التعاملات المالية.
وأشار المحافظون إلى الإذلال الذي تعرض له الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على يد ترامب في لقائه الأخير في المكتب البيضوي باعتباره تحذيراً لأولئك في إيران، الذين يعتقدون أنه من الممكن التفاوض مع الرئيس الأمريكي.
ويعترف معارضو همتي بقيادة جبهة استقرار الثورة الإسلامية المحافظة، بأن إقالته هي جزء من حملة أوسع ضد الحكومة، بما في ذلك جهود همتي لإعادة ربط الاقتصاد الإيراني بالغرب، من طريق إزالة إيران عن القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية علي خامنئي بزشكيان ترامب البرنامج النووي الإيراني إيران علي خامنئي مسعود بزشكيان ترامب أسلحة نووية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي: الانتصار في غزة مفتاح التطبيع مع السعودية
قال وزير الشؤون الاستراتيجية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يعتقد أن جميع الأسرى لدى حركة حماس قد قتلوا، وإنه قام بتصحيح له المعلومات.
جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لشبكة الأخبار اليهودية (JNS)، وفق ما نشرته صحيفة معاريف العبرية.
أوضح ديرمر أن حديثًا جرى مع عائلة أحد الأسرى، تضمن شائعة مفادها أنه هو من أخبر ترامب بأن الأسرى قتلوا، لكنه أكد أن العكس هو ما حدث، قائلاً: "ترامب اعتقد أنهم ماتوا، وأنا صححت له هذه المعلومة".
وفي سياق كلمته خلال المؤتمر، تطرق ديرمر إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من أبرزها الوضع في سوريا ولبنان، واتفاقيات التطبيع مع دول الخليج، وكذلك مستقبل الحرب في غزة.
وقال ديرمر إن النظام السوري لم يكن يعلم أن نهايته قريبة، في إشارة إلى سقوط بشار الأسد مؤخرًا، معتبرًا أن أحد التحديات التي جرى التعامل معها فورًا بعد سقوطه هو مسار نقل السلاح من إيران إلى داخل سوريا.
أما بشأن الجبهة الشمالية، فأكد ديرمر أنه قدم مبادرة لوقف إطلاق النار في لبنان تضمن بقاء إسرائيل في موقع يمكنها من السيطرة ومنع حزب الله من تجديد القتال مستقبلاً، مشددًا على أن بلاده مصممة على فرض واقع استراتيجي جديد في المنطقة الشمالية.
وفيما يخص الحرب الجارية في قطاع غزة، توقع ديرمر أن تنتهي خلال العام المقبل بـ"انتصار إسرائيلي واضح"، وقال إن تحقيق النصر هو مفتاح لفتح أبواب السلام وتوسيع اتفاقيات إبراهيم مع دول عربية، لا سيما السعودية.
وأضاف: "في الشرق الأوسط، لا تأتي اتفاقيات السلام من الضعف، بل من النصر، الطريق إلى الرياض يمر عبر رفح"، في إشارة إلى أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على جنوب القطاع ستفتح المجال أمام تطبيع سعودي–إسرائيلي.
وتابع حديثه بالإشارة إلى التغيير الكبير الذي شهدته السعودية خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أن من يتحدثون عن إمكانية إحلال السلام عبر التنازلات فقط يتجاهلون الواقع، مشيرًا إلى أهمية قراءة المناهج الدراسية في الدول العربية لفهم توجهاتها الحقيقية.
وفي تطرقه للوضع الفلسطيني، قال ديرمر إن من نتائج غياب العدالة وحقوق الإنسان في المجتمعات المغلقة "كارثة 7 أكتوبر"، وأضاف: "يجب أن نعلّم أطفالنا أن السلام لا يُبنى على الكراهية، وأن حل الصراع مع الفلسطينيين لن يبدأ إلا حين تتوقف فتاة فلسطينية عن مغادرة مدرستها وهي تحمل كراهية في قلبها تجاه اليهود".
وأنهى ديرمر تصريحاته بالقول إن أي تغيير حقيقي في الشرق الأوسط يجب أن يأتي بعد "انتصار حاسم"، مشددًا على أن السلام يأتي بعد النصر وليس قبله، كما كان يقول المؤرخ الراحل برنارد لويس.