استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بعنوان آفاق الأطفال في عام 2025: بناء أنظمة مرنة لمستقبل الأطفال من أجل مناقشة تعزيز النظم العالمية للاستثمارات الموجهة للأطفال.

وأوضح التقرير أن العالم يواجه أزمات متصاعدة تؤثر بشكل مباشر على الأطفال، بما في ذلك التغير المناخي، والنزاعات المسلحة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، وتعكس هذه التحديات عالمًا يشهد تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية والتنافس بين الدول، مما يعيق تنفيذ الحلول الفعّالة لحماية حقوق الأطفال وضمان رفاهيتهم.

وأضاف أنه فيما يتعلق بالتوترات الجيوسياسية، فإن حياة الأطفال وحقوقهم تتعرض لتهديدات متزايدة بسبب النزاعات المسلحة، ففي عام 2023 عاش أكثر من 473 مليون طفل في مناطق متأثرة بالنزاعات، وهي نسبة ارتفعت بشكل كبير مقارنة بعقد التسعينيات، مما يعكس تراجعًا في قدرة الأنظمة الدولية على احترام القوانين الإنسانية وحماية الأطفال خلال النزاعات.

أما من الناحية الاقتصادية، فتواجه العديد من الدول لا سيما في الأسواق الناشئة، تحديات كبيرة تعيق استثماراتها في الأطفال، ومن المتوقع أن يتباطأ النمو الاقتصادي في هذه الدول إلى 4% بحلول عام (2026 - 2029)، وهو أقل بكثير من الهدف المحدد في أهداف التنمية المستدامة.

وفي العديد من الدول النامية، لا يتم تخصيص نسبة كبيرة من الإيرادات الحكومية لخدمة الاستثمار في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية، ويؤثر هذا الضعف في الاستثمار في الأطفال سلبًا على حياتهم الحالية ومستقبلهم.

أما فيما يتعلق بالتغير المناخي، فإن الوضع يزداد قلقًا مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 2 درجة مئوية بحلول عام 2100، ويتأثر الأطفال بشكل غير متناسب بتغير المناخ، بسبب خصائصهم الفسيولوجية والنمائية.

وأشار التقرير إلى وجود فرص للتقدم بمجالات مثل: التخطيط الوطني، وتمويل المناخ، والتنظيم التجاري والدعاوى القضائية المتعلقة بالمناخ، ويمكن أن تلعب المساهمات المحددة وطنيًا (NDCs) دورًا رئيسًا في معالجة احتياجات الأطفال، لكن التمويل المخصص للأطفال لا يزال غير كافٍ، كما أن الدعاوى القضائية المتعلقة بالمناخ أصبحت أداة قوية لتحقيق العدالة المناخية، حيث يتم الاعتراف بالأطفال كمدعين شرعيين.

ولمواجهة هذه الأزمات، أوضح التقرير أن هناك حاجة ملحة لإعادة التفكير في النظم الحالية وتعزيزها، بحيث تتجاوز مجرد تقديم الخدمات وتعمل على بناء مرونة شاملة في كل جانب من جوانب حياة الأطفال، ويجب أن تشمل هذه النظم إطار عمل للاستعداد للكوارث يحمي المدارس والمجتمعات، وأنظمة تعليمية قادرة على التكيف أثناء الطوارئ، وأنظمة رعاية صحية شاملة تستجيب للاحتياجات الفورية مع التخطيط للمخاطر المستقبلية.

وفي مجال التكنولوجيا، أشار إلى أن "البنية التحتية الرقمية العامة" (DPI) يمكن أن تغير بشكل جذري من كيفية تفاعل الحكومات مع المواطنين، لا سيما في تقديم الخدمات الأساسية مثل: التعليم، والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية.

وتابع أن عدم المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا لا سيما في الدول الأقل نموًا، يشكل عائقًا رئيسًا أمام ضمان استفادة كل طفل من هذه الخدمات، من ثمَّ، يجب أن تركز أنظمة "البنية التحتية الرقمية العامة" على حقوق الأطفال، وتضمن تبادل البيانات بشكل آمن بين القطاعات المختلفة، مع مراعاة احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا مثل: الفتيات والأطفال ذوي الإعاقة.

وأكد التقرير أهمية ضمان حصول الأطفال على الخدمات الأساسية، وبناء مستقبل أكثر استدامة وعدالة لهم، مشيرًا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب إصلاحات جذرية في الأنظمة المالية الدولية، وتعزيز التعاون الدولي، وتبني نهج متكامل يضع الأطفال في قلب الجهود التنموية والإنسانية.

اقرأ أيضاً«معلومات الوزراء» يستعرض تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول نمو استهلاك الكهرباء العالمي حتى 2027

«معلومات الوزراء» يستعرض دور التجارة العالمية في تعزيز الأمن الغذائي

معلومات الوزراء يرصد جهود مصر في صناعة وإصلاح المحركات الطائرات داخل العربية للتصنيع

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء اليونيسف منظمة الأمم المتحدة للطفولة منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف حماية حقوق الأطفال معلومات الوزراء

إقرأ أيضاً:

مُحفظة قرآن بأسوان تبتكر أسلوبًا فريدًا لدمج الدين بالعلوم في ورش تعليمية للأطفال

أطلقت زينب عويس، المحامية ومحفظة القرآن من مدينة الرديسية بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، ورشًا تعليمية مبتكرة تجمع بين السيرة النبوية والفقه الإسلامي من جهة، والعلوم الطبيعية والهندسة والجغرافيا من جهة أخرى، وذلك بأسلوب تفاعلي يحفّز الأطفال على التعلم والاستكشاف بعيدًا عن الطرق التقليدية.

منهج تعليمي جديد يجمع بين الدين والعلوم

أوضحت زينب عويس أن فكرتها جاءت استجابةً لحاجة الأطفال إلى تعلم القيم الدينية بطريقة عملية وتفاعلية. فبدلًا من الاكتفاء بسرد أحداث السيرة النبوية أو تقديم الفقه بأسلوب نظري، تقدم الورش تجارب علمية ونماذج هندسية ومشاريع تطبيقية تربط المعلومات الدينية بالحياة اليومية.

ففي إحدى الورش، على سبيل المثال، يتعلم الأطفال عن بناء الكعبة المشرفة عبر تنفيذ مجسم هندسي للكعبة باستخدام أدوات بسيطة، مما يعزز فهمهم لقصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. وفي ورشة أخرى، يتم شرح مفهوم الطهارة في الفقه الإسلامي من خلال تجارب علمية حول تنقية المياه، لتوضيح أهمية النظافة في الإسلام بطريقة عملية.

كما يتم توظيف علم الجغرافيا في الدروس، حيث يستخدم الأطفال الخرائط ونماذج التضاريس لتتبع طريق الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، مما يساعدهم على استيعاب الظروف البيئية التي واجهها النبي ﷺ والمسلمون الأوائل.

إقبال واسع وتفاعل إيجابي من الأطفال وأولياء الأمور

حظيت الورش بتفاعل كبير من الأطفال وأولياء الأمور، حيث أعرب العديد من الأهالي عن إعجابهم بالطريقة التفاعلية التي دفعت أطفالهم إلى الحضور بحماس. تقول إحدى الأمهات:

"ابني أصبح متحمسًا لحضور دروس السيرة والفقه لأنه يشعر أنه يكتشف أشياء جديدة بدلًا من مجرد الاستماع لقصص تقليدية."

من جانبها، أكدت زينب عويس أن هدفها ليس فقط تقديم المعلومات الدينية، بل تعزيز الفهم العميق وربط الدين بالعلم، مما يسهم في بناء شخصية متوازنة قادرة على التفكير النقدي والإبداع.

رؤية مستقبلية للتوسع

تسعى زينب عويس إلى توسيع نطاق الورش لتشمل عددًا أكبر من الأطفال، بل وتأمل في تقديمها عبر الإنترنت للوصول إلى طلاب من مختلف المحافظات المصرية. كما تخطط لتطوير مناهج تعليمية متكاملة تمزج بين العلوم الشرعية والعلوم التطبيقية بأسلوب حديث وممتع.

تعليم حديث يجمع بين الأصالة والمعاصرة

تمثل هذه التجربة نموذجًا رائدًا في تطوير أساليب تدريس العلوم الشرعية للأطفال، حيث تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتجعل من التعلم رحلة شيقة مليئة بالاكتشاف والتفاعل، مما يسهم في تربية جيل جديد قادر على استيعاب الدين والعلم في تناغم وانسجام.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة أسيوط يشيد بورشة عمل الصلب المشقوق والمثانة العصبية في الأطفال
  • اليونيسف: أطفال رضع بين المتعرضين للاغتصاب في السودان
  • 473 مليون طفل في مناطق النزاع.. تقرير أممي يدق ناقوس الخطر
  • “اليونيسف”: منع دخول المساعدات لقطاع غزة سيؤدي إلى “عواقب وخيمة”
  • مصمم لحمايتهم من التهديدات الرقمية.. إطلاق «هاتف ذكي» آمن للأطفال
  • وأخيراً.. هاتف ذكي آمن للأطفال
  • اليونيسف: الدمار في غزة يفوق مستوى الكارثة
  • مُحفظة قرآن بأسوان تبتكر أسلوبًا فريدًا لدمج الدين بالعلوم في ورش تعليمية للأطفال
  • احذر من مخاطر الألعاب النارية على الأطفال في شهر رمضان