“لا تنطلي علينا”.. السوريون الدروز يحذرون من خدعة نتنياهو
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
سوريا – لاقت دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحماية “الأقلية الدرزية” في سوريا استنكارا كبيرا من قبل السوريين، بما في ذلك طائفة الموحدين الدروز.
حيث أصر الدروز على انتمائهم الوطني لسوريا ورفضهم المطلق لأن يجعلوا من أنفسهم جسرا يعبر عليه نتنياهو بمطامعه، كما يقولون.
ورغم تسجيلهم لعدد من الملاحظات تجاه سلوك الحكم الجديد في دمشق، وتحفظهم على الآلية التي يحاول من خلالها “فرض شرعية ثورية” بدلا من سلوك الطرق الديمقراطية للبقاء في السلطة، فإن خيارات الدروز السوريين تبقى “وطنية بامتياز”، ومحاولة إسرائيل للصيد في المياه العكرة كما يقولون لن يتردد صداها في القلوب المؤمنة بسوريا كوطن لجميع أبنائه.
واجمعوا المسلمين الدروز على رفض الدعم الإسرائيلي المريب كما وصفوه، لكنهم مع ذلك أكدوا أن الحكمة في الوطن يجب ألا تقتصر على طرف دون غيره، بل يجب أن تبدأ بسلوك عقلاني من الحكومة في دمشق تبسط من خلاله رسائل الطمأنينة نحو الدروز والعلويين والمسيحيين والسنة على السواء. وهذا أمر لا يزال محط ترقب من قبل الشارع السوري بشكل عام، والذي يأمل أن تطوى صفحة “التجاوزات الفردية”، كما يحلو للسلطة الجديدة في دمشق تسميتها، وأن تبتعد عن حالة الاستئثار بالحكم على النحو الذي قامت عليه سلطة البعث حين مكنت منتسبيها ومن كل الطوائف من التحكم في القرار السياسي في البلد بما ضمن لها الحكم لعقود طويلة دون ظهور أي معارضة ولو في أدنى حدودها.
من جانبه، أكد المحلل السياسي وسام حسون أن إسرائيل تدرك جيدا عمق الروابط بين التجمعات الدرزية في سوريا وخارجها، وتحاول تسويق فكرة أن حياة الدروز داخل إسرائيل يمكن أن تكون النموذج المنتظر أمام الدروز في سوريا وغيرهم من بقية الأقليات، لاسيما وأن الإعلام الإسرائيلي قد انتقل في توصيفه لحكام دمشق الجدد من “معارضين في سبيل الحرية” إلى “إرهابيين متشددين” في سلوك يعكس النوايا المضمرة تجاه إشعال الفتنة في سوريا عبر تخويف الأقليات، بداية بالدروز وصولا إلى العلويين والمسيحيين والأكراد، عبر تقديم إسرائيل نفسها كحامية لهم. وتحت غطاء ذلك، تبرر استباحة الأرض وفرض القواعد العسكرية وبناء شبكة علاقات مع المجتمع الأهلي المحكوم بهاجس البقاء والمخاوف التاريخية من استبداد السلطات المركزية المتعاقبة.
ودعا حسون الحكومة في دمشق إلى نبذ الخطاب الطائفي وإبعاد من يلوكه بلسانه، فضلا عمن يمارسه على أرض الواقع.
وأشار إلى أن المسار الديمقراطي في سوريا لم يبدأ على النحو الذي كان منتظرا، ابتداء من احتكار السلطة وتسليم مقاليدها لـ”مكون عقائدي واحد” أقصى الكثير من السوريين وعلى رأسهم السنة المعتدلين باسم خلق حالة من الانسجام في الحكم، وصولا إلى “مسرحية مؤتمر الحوار الوطني” الذي جاء شبيها بمسرحية ولم يمثل جل السوريين، فضلا عن السلوكيات الأمنية المتكررة التي أخذت طابعا انتقاميا، والتي جرت ولا تزال في ظلال الحكومة حتى وإن لم تتبنها بشكل رسمي.
وختم المحلل السياسي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن العدل هو أساس الملك، وأخلق بالحكومة الجديدة في دمشق أن تنتهجه بقصد تبديد هواجس مواطنيها، سواء من الأقليات أو من الأكثرية السنية المعتدلة التي تشكل الضمانة الحقيقية لسوريا في علاقاتها العربية والإسلامية، ومن دونها لا يمكن إقناع هذه الدول بمد يد العون إلى سوريا.
وأشار إلى أن التنكر لهواجس السوريين في كل مكان وعدم تبني نهج ديمقراطي واضح وسليم سيكون بمثابة تقديم يد العون لنتنياهو في سبيل تحقيق مشروعه التوسعي في المنطقة، والذي يحمل عنوان “حماية الأقليات”، وإذا كان الدروز قد رفضوا مشروعه علانية، فحقيق بالحكومة السورية أن تعينهم على هذا الرفض حين تزيل المخاوف وتحقق العدل كقيمة متداولة في أيدي المواطنين يشترون بها أمانهم من المجهول الذي لم يتردد الإعلام الإسرائيلي في إماطة اللثام عنه ليصبح لعبة مكشوفة تهيب بالسوريين ألا يقعوا في حبائلها.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: فی سوریا فی دمشق
إقرأ أيضاً:
“يديعوت أحرونوت” .. أزمة غير مسبوقة في الجيش الإسرائيلي
#سواليف
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تصاعد #أزمة داخل #الجيش_الإسرائيلي على خلفية تطبيق “الأمر 77″، الذي يقضي بتمديد خدمة #الجنود_النظاميين لمدة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء فترة تجنيدهم.
ووصفت الصحيفة أزمة الأمر “77” بأنها ” #قنبلة_موقوتة “، في ظل استمرار #الحرب في #غزة و #التوترات مع #لبنان.
ووفقا للتقرير، تسبب القرار في موجة من #الاستياء_الشديد في صفوف الجنود الذين يخوضون #معارك منذ أكثر من عام ونصف، وسط شعور بالإنهاك والاستغلال وفقدان الثقة بقيادة الدولة والجيش. ونقلت الصحيفة عن ضابط بارز قوله: “المعنويات في الحضيض.. المقاتلون يسعون للهرب من المواقع القتالية إلى وظائف أخرى”.
مقالات ذات صلة مجزرة أميركية في اليمن .. عشرات القتلى والمفقودين باستهداف مركز توقيف مهاجرين أفارقة 2025/04/28وأفاد الجنود بأنهم فوجئوا بإبلاغهم بتمديد خدمتهم دون سابق إنذار. الرقيب أول “ريشون أ.”، من لواء ناحال، الذي كان يفترض أن يسرح الأسبوع الماضي، قال إنه تم إخطاره عشية تسريحه بتمديد خدمته أربعة أشهر إضافية. وأضاف: “الدولة تستغلنا بلا رحمة.. أشعر أن حياتي الشخصية لا تعني لهم شيئًا”.
وأشار “ريشون” إلى أن الراتب الجديد الذي يبلغ 8 آلاف شيكل لا يعوض عن الإحباط: “بإمكاني كسب هذا المبلغ كنادل، لكنني كنت أفضّل أن أستيقظ كل صباح حرا، لا مجندا بالقوة”.
تحدث جنود آخرون عن النقص الحاد في القوات المقاتلة داخل الجيش، مما دفعهم إلى أداء مهام غير قتالية مثل العمل في المطابخ، وهو ما اعتبروه دليلا على “عجز الجيش عن أداء مهامه الأساسية”.
وأعرب الرقيب “س.”، مقاتل مدرعات خدم لمدة 14 شهرا، عن شعوره بالخذلان قائلا: “إذا غادرت، من سيملأ مكاني؟ لا أحد. نحن عالقون”.
كما أبدى الجنود استياءهم من استمرار الإعفاء الكامل للحريديم (اليهود المتشددين دينياً) من الخدمة العسكرية، معتبرين أن ذلك “يمثل ظلما فادحا”، ما زاد من شعورهم بالتمييز وفقدان الثقة بالدولة.
ضباط كبار أكدوا أن قرار تمديد الخدمة ألحق أضرارا بالغة بروح الجيش القتالية وبالرغبة في مواصلة الخدمة، خصوصًا في الوحدات القتالية. وأوضح أحد الضباط أن التوجيه نفذ بشكل غير عادل بين الوحدات، مما تسبب في إحباط عميق بين الجنود.
وقال الضابط: “المقاتلون يدركون أن العبء لا يوزع بالتساوي.. يشعرون أن المجتمع يتركهم وحدهم في الميدان”، محذرا من أن استمرار الوضع بدون حل سياسي لقضية تجنيد الحريديم قد يؤدي إلى “انهيار المعنويات بالكامل”.
بالتوازي، أعلنت حركة “الأم المستيقظة”، التي تضم أمهات الجنود، عن بدء إجراءات قانونية ضد تمديد الخدمة “بطريقة التفافية على القانون”، تمهيدا لتقديم التماس عاجل إلى المحكمة العليا.
وأكدت الحركة أن قرار تمديد الخدمة يمثل “انتهاكًا فاضحًا للحقوق القانونية للجنود”، خاصة مع غياب تشريع رسمي من الكنيست.
يأتي ذلك وسط فشل الكنيست حتى الآن في تمرير قوانين لحل الأزمة، حيث توقفت مناقشات مشاريع القوانين المتعلقة بتمديد الخدمة ورفع سن الإعفاء، بسبب الخلافات حول تجنيد الحريديم.
وأكد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، يولي إدلشتاين، أن لا تقدم يُذكر في هذا الملف، محذرًا من أن الجيش يعاني نقصًا خطيرًا في القوى البشرية.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أن الأزمة تتفاقم مع تراجع الشعور بالإجماع الوطني تجاه العمليات العسكرية، ما يزيد من مشاعر الإحباط واليأس بين الجنود.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديا داخليا خطيرا قد يؤثر على قدراته العملياتية مستقبلا، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة وشاملة لمعالجة مشكلة تمديد الخدمة وعدم المساواة في تحمل أعباء الدفاع عن الدولة.