المقاومة: لا تفكيك للفصائل ونبحث عن صيغة تفاهم مع الحكومة لتعزيز لغة القانون - عاجل
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في ظل تزايد الحديث عن مستقبل فصائل المقاومة في العراق، تتباين الرؤى بين من يعتبرها عنصرًا أساسيًا في حماية البلاد من التهديدات الخارجية، وبين من يرى ضرورة تفكيكها لضمان استقرار العراق وإبعاده عن الصراعات الإقليمية. وبينما تؤكد مصادر مقربة من المقاومة أن ما ينشر في الإعلام الغربي والعربي حول تفكيكها غير دقيق، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين يصرّون على أن استمرار هذه الفصائل يشكل عقبة أمام استقرار العراق، ويعزز نفوذ قوى خارجية داخل البلاد.
رؤية المقاومة: ثوابت لا تتغير
أكد مصدر مقرب من فصائل المقاومة، اليوم الثلاثاء (4 آذار 2025)، أنه "لا يوجد مبدأ لتفكيك المقاومة، وأن الكثير مما ينشر في الصحافة الغربية والعربية بعيد عن الحقائق". وأضاف أن "فصائل المقاومة في العراق واضحة في أهدافها، حيث تتعامل بموضوعية وشفافية عالية مع الرأي العام، وتحمل أهدافًا واضحة في مواجهة كل ما يهدد الأمة والبلاد".
وأشار المصدر إلى أن "المقاومة تعتمد مسارات ثابتة ومحددة في المواجهة، وبالتالي فإن الحديث عن تفكيك المقاومة في العراق أمر غير دقيق، لأن المقاومة هي فكر مستمد ومترسخ ضمن مبادئ ثابتة لا يمكن التخلي عنها". كما أكد أن "ما يحدث حاليًا هو محاولة للتوصل إلى صيغة تفاهم مع الحكومة وفق محددات تأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية للبلاد"، مشددًا على أن "فصائل المقاومة مع استقرار العراق وتعزيز لغة القانون والأمن، وهي تتعامل مع ثوابت واضحة".
الموقف الأمريكي: ضرورة إنهاء نفوذ الفصائل المسلحة
على الجانب الآخر، وبحسب التقارير الواردة من واشنطن، ترى الولايات المتحدة أن استمرار فصائل المقاومة يمثل تحديًا لسيادة الدولة العراقية، ويعرقل جهود تحقيق استقرار دائم. وتعتبر واشنطن أن وجود فصائل مسلحة خارج سيطرة الحكومة المركزية يحدّ من قدرة بغداد على تنفيذ سياسات مستقلة بعيدًا عن التأثيرات الإقليمية.
وتصرّ الإدارة الأمريكية على أن دمج الفصائل المسلحة ضمن المؤسسات الأمنية الرسمية أو حلّها بالكامل هو الطريق الأمثل لتعزيز سلطة الدولة العراقية، وإنهاء أي تهديدات قد تؤثر على المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة. وقد عبّر مسؤولون أمريكيون في عدة مناسبات عن أن استمرار الفصائل يعرقل جهود بناء علاقات متوازنة بين العراق والدول الغربية، ويؤدي إلى تصعيد التوتر مع بعض الدول الخليجية التي ترى في هذه الفصائل تهديدًا مباشرًا لأمنها.
التحدي الإقليمي: صراع النفوذ في العراق
وبحسب مراقبين، المسألة لا تتعلق فقط بالموقف الأمريكي، بل تمتد إلى توازنات القوى في المنطقة، حيث ترى بعض الدول الإقليمية أن استمرار فصائل المقاومة يمنح قوى أخرى نفوذًا كبيرًا داخل العراق، مما يفاقم حالة الاستقطاب السياسي. في المقابل، تؤكد المقاومة أن "العراق يبقى في قلب التحديات داخل الشرق الأوسط في ظل وجود كيان محتل يحاول، بدعم غربي وخاصة من أمريكا، إضعافه، وبالتالي فإن المقاومة مستمرة في التصدي لهذه الأجندة الخبيثة وفق المسارات المبدئية".
بين التفكيك وإعادة التموضع: أي مستقبل للمقاومة؟
مع استمرار التوترات بين المقاومة والجهات المطالِبة بتفكيكها، يظهر خيار ثالث وهو إعادة التموضع، حيث قد تتجه بعض الفصائل إلى تعزيز نفوذها السياسي أو دمج عناصرها في المؤسسات الرسمية بطريقة تحافظ على وجودها لكنها تقلل من الضغوط الدولية.
واختتم المصدر حديثه بالتأكيد على أن "هناك بالفعل حوارات مع الحكومة في ملفات متعددة وتحرز تقدمًا، وأن فصائل المقاومة تحرص على أمن واستقرار العراق، وأي قرارات تتخذ سيتم الإعلان عنها للرأي العام ولجمهور المقاومة بشكل شفاف وموضوعي".
ويبقى مستقبل المقاومة العراقية مرتبطًا بمسار التفاهمات الداخلية والتوازنات الدولية، حيث تصرّ المقاومة على استمراريتها ضمن ثوابتها، فيما يضغط الأمريكيون وحلفاؤهم لإضعاف نفوذها. وبين المطالبات بالتفكيك وخيارات إعادة التموضع، يبقى العراق أمام مرحلة حساسة تحددها التطورات السياسية والأمنية في الفترة القادمة.
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: استقرار العراق فصائل المقاومة أن استمرار فی العراق على أن
إقرأ أيضاً:
جامعة حلوان وجامعة ديموكريتوس اليونانية توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الأكاديمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وقعت جامعة حلوان مذكرة تفاهم مع جامعة ديموكريتوس اليونانية، حيث استقبل الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة وفد من الجانب اليوناني، برئاسة الدكتور فوتيوس ماريس، رئيس جامعة ديموكريتوس، والدكتورة ماريا ميشالوبولو، نائب رئيس الجامعة، والدكتورة فاسيليكي ديري، عميد كلية التربية الرياضية، إلى جانب نخبة من القيادات الأكاديمية اليونانية، من بينهم الدكتور نيكولاوس بوليزوس، والدكتور إيفانجيلوس درايمبيتاس.
شهد اللقاء حضور نواب رئيس جامعة حلوان، الدكتور حسام رفاعي، والدكتور عماد أبو الدهب، والدكتور وليد السروجي، إلى جانب عدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس من مختلف التخصصات، من بينهم الدكتورة أمل عبد الله من كلية علوم الرياضة بنات، والدكتورة سارة البيه، وكيل كلية علوم الرياضة بنات ومنسق البرنامج، والدكتورة صفاء صلاح من كلية التمريض، والدكتور زغلول عباس عميد كلية الخدمة الاجتماعية، والدكتور جمال علي القائم بأعمال عميد كلية التجارة وإدارة الأعمال، والدكتور محمود المسلاوي عميد كلية الهندسة، والدكتورة نهى نبيل وكيل كلية الهندسة بالمطرية لشؤون الدراسات العليا، والدكتور أحمد عبد الحليم وكيل كلية الهندسة بحلوان للدراسات العليا، والدكتورة نجلاء ضياء مدير مركز التسويق بالجامعة.
وتنص مذكرة التفاهم على تعزيز أوجه التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجامعتين، من خلال تبادل الأساتذة والطلاب، وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، وتطوير البرامج التعليمية والتدريبية، بما يُسهم في دعم التفاهم الثقافي وتبادل الخبرات في مختلف التخصصات، وخاصة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وبدأ اللقاء بكلمات ترحيبية أكد خلالها الدكتور السيد قنديل على عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليونان، مشيرًا إلى الروابط الثقافية والحضارية الممتدة بين البلدين، والتي تشكل أساسًا قويًا لتعاون أكاديمي مثمر. وأوضح أن اليونانيين كان لهم دور كبير في نقل الحضارة المصرية إلى أوروبا، وهو ما يعكس التقارب الحضاري بين الشعبين، ويعزز أهمية الشراكات التعليمية والعلمية بين الجامعات المصرية واليونانية.
وأضاف رئيس الجامعة أن توقيع مذكرة التفاهم يمثل خطوة استراتيجية نحو دعم التبادل الأكاديمي وتطوير برامج دراسية مشتركة، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية للتوسع في التخصصات المستقبلية ذات البعد التنموي.
بحث الجانبان فرص التعاون الأكاديمي وتبادل البرامج الدراسية، وتم طرح مقترحات لتدشين فرع لجامعة ديموكريتوس في القاهرة بالشراكة مع جامعة حلوان، وذلك في ضوء عضوية الجامعة اليونانية في تحالف الجامعات الأوروبية، الذي يضم عددًا من المؤسسات التعليمية المرموقة على مستوى القارة
تستمر زيارة الوفد اليوناني لجامعة حلوان خلال الأيام المقبلة، وتشمل جولات ميدانية لعدد من الكليات، بالإضافة إلى زيارة الجامعة الأهلية والجامعة التكنولوجية، بهدف بحث آليات تنفيذ البرامج الأكاديمية المشتركة.
وتعكس هذه الزيارة التزام جامعة حلوان بتعزيز مكانتها كمؤسسة تعليمية رائدة تسعى إلى التطوير المستمر والانفتاح على التجارب الدولية، بما يدعم جودة التعليم والبحث العلمي، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030