يبقى اللواء امتياز إسحاق كامل واحدًا من أبطال مصر الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، ولطالما كانت قصة استشهاده في ملحمة الواحات رمزًا للتضحية التي لا تُقدّر بثمن.

في هذا السياق، تطل السيدة سحر السيد أحمد، أرملة الشهيد، لتسرد لنا حكاية البطل الذي عاش من أجل وطنه وراح ضحيته في سبيله.

تبدأ سحر حديثها بحبٍ جارف وفخرٍ لا حدود له: "زوجي الشهيد لم يكن فقط ضابطًا في الشرطة، بل كان الأب والأخ الأكبر لزملائه وأسرته، كانت مهمته الأولى هي حماية هذا الوطن الذي أحب ترابه.

" هذا الكلام ينبض بأصالة الوفاء، وتُكمل سحر مشيرة إلى أن فقدان زوجها في الواحات لم يكن مجرد فاجعة، بل كان بداية رحلة جديدة تحمل فيها العائلة راية الفداء.

عند حديثها عن اللحظات التي تلت استشهاد زوجها، تذكر سحر أن الحياة تغيّرت بشكل جذري، لكنهم لم يرضخوا للألم، بل تمسكوا بأملٍ راسخ في أن الشهيد لا يموت. تقول: "نحن لا نشعر بفقدانه، لأن ذكراه تظل حية في قلوبنا. وابني نور الدين، قرر أن يلتحق بكلية الشرطة ليكمل مسيرة والده."

وتضيف: "كان الشهيد إمتياز كامل إنسانًا قبل أن يكون ضابطًا. كان يحترم الجميع ويقدر عمله بإخلاص، وكان يشعر بأن لديه مسؤولية أكبر تجاه الوطن والمواطنين، وهذا جعله يحظى بحب واحترام الجميع".

وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها الوطن اليوم، تؤكد سحر أن أهمها هو خطر الشائعات التي تهدد الأمن الداخلي، مشيرة إلى ضرورة نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية التفريق بين الحقائق والأكاذيب. وتختم حديثها برسالة قوية في ذكرى عيد الشرطة: "نحن جميعًا في هذه المأمورية، كما كان الشهيد إمتياز كامل في مأموريته. الوطن يحتاجنا جميعًا، ويجب أن نحب وطننا كما أحبّه رجال الشرطة البواسل."

وفي ظل هذا الفخر والاعتزاز، تواصل سحر تربية أولادها على القيم التي عاش من أجلها زوجها الشهيد، مبدية الأمل في مستقبل مشرق يستند إلى تضحيات الأبطال الذين لا يزالون في قلوبنا جميعًا.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.

هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.

في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.

إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: شهداء شهداء الشرطة شهداء الوطن الداخلية اخبار الداخلية وزارة الداخلية افطارهم في رمضان قصص الشهداء اسر الشهداء حوادث اخبار الحوادث

إقرأ أيضاً:

إسحاق بريك: الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز وتلقى هزيمة مؤلمة من حماس

 قال اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، إن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز عسكري يذكر في حربه ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، معتبراً أنها ألحقت هزيمة عسكرية ومؤلمة بجيش إسرائيل ستترك آثارا عميقة.

وفي مقال له نشرته صحيفة "معاريف"، وجه بريك الذي يلقب بـ نبي الغضب الإسرائيلي انتقادات شديدة للجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنه "فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب، وعلى رأسها هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن".

ورفض بريك "تحميل السياسيين وحدهم مسؤولية الإخفاق"، قائلا "إن تصوير الجيش على أنه حقق إنجازا عسكريا غير دقيق ويجافي الواقع، مضيفا، أن الجيش " لم يهزم حماس، ولم يفرج عن الرهائن، بل خاض حربا بلا جدوى، تكبد فيها خسائر فادحة، ولم يحقق أي تحول إستراتيجي في غزة".

الأنفاق باقية

وتطرق بريك في مقاله إلى ما وصفه بـ"القصور البنيوي" في أداء الجيش الإسرائيلي، معتبرا ـ وهو العسكري السابق ـ أن حجم قواته البرية "لا يسمح بالسيطرة على المناطق التي احتلتها في القطاع، ويضطر الجيش إلى الانسحاب ثم العودة مرارا إلى نفس المناطق التي كانت تحت سيطرته، وهو ما يؤدي إلى تكرار الاشتباكات وسقوط مزيد من الجنود".

وأضاف أن "الجيش يقاتل في نفس المناطق مرة تلو الأخرى، ويخسر جنوده في كل جولة، في حين أن حماس تحتفظ بقوتها الأساسية داخل مدينة الأنفاق التي لم تدمر، وتواصل إدارة المعركة من تحت الأرض والجيش غير قادر حتى على تأسيس حكومة عسكرية بديلة من حماس داخل القطاع، وهو هدف لم يتحقق في المرحلة الأولى كما وعد القادة".

إعلان

وأوضح أن حماس استعادت قوتها السابقة تقريبًا، بوجود أكثر من 30 ألف مقاتل يختبئون في الأنفاق ويشنون منها هجماتهم على الجيش، قبل أن ينسحبوا من جديد تحت الأرض. وأضاف أن الحركة تسيطر على المساعدات الإنسانية وتخزنها في مستودعاتها، ما يمنحها القدرة على الصمود أشهرا مديدة.

وأكد بريك أن "الأنفاق الممتدة من سيناء إلى داخل قطاع غزة لا تزال نشطة، وتمر عبرها الأسلحة رغم مزاعم الجيش العام الماضي، أنه سدّها بالكامل". وأضاف أن أقل من ربع أنفاق حماس تضرر، وهو اعتراف جديد "يتناقض مع التصريحات الرسمية السابقة".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالته الحالية لا يمكنه الانتصار على حماس، مشددًا على أن تحقيق النصر يتطلب إعادة تأهيل الجيش المنهك وزيادة حجم القوات البرية، إلا أن ذلك "غير مطروح على الطاولة حاليًا".

كلفة باهظة

وعرض بريك جملة من "الخسائر الإستراتيجية" التي تتكبدها إسرائيل جراء استمرار الحرب، أبرزها مقتل عدد من الرهائن داخل الأنفاق بسبب العمليات العسكرية، وسقوط مزيد من الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى التآكل المتواصل في القدرات البشرية والتسليحية للقوات البرية.

وقال إن "إسرائيل تدفع ثمنًا باهظًا جدًا لاستمرار القتال"، موضحًا أن العالم بدأ يدير ظهره لها، وتحوّلت في نظر كثير من الدول إلى "دولة منبوذة"، بينما يشهد اقتصادها تدهورًا حادًا، ويتعمق الشرخ الداخلي إلى حد "الوقوف على شفا حرب أهلية".

وحذّر بريك من أن استمرار الحرب "لا يخدم أي مصلحة وطنية ، بل إن التكلفة التي تدفعها إسرائيل أكبر بكثير من المكاسب المأمولة"، داعيا إلى "وقف فوري للأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح الرهائن، معتبراً ذلك "خيارا وطنيا وأخلاقيا يخدم مصلحة إسرائيل أكثر من مواصلة النزف بلا أفق".

تهديدات إقليمية

واختتم بريك مقاله، "إن التهديد الحقيقي الذي يواجه إسرائيل لا يأتي فقط من حماس، بل من جملة تطورات إقليمية خطِرة، في مقدمتها التفاهمات الدفاعية بين تركيا وسوريا، واستعداد الجيش المصري الأقوى في المنطقة لاحتمالات المواجهة، إضافة إلى التحركات الإيرانية في الأردن وتكثيف طهران تسليح الجماعات المسلحة بصواريخ وطائرات مسيّرة موجهة ضد إسرائيل".

إعلان

كما أكد أن "الجيش الإسرائيلي في وضعه الراهن لا يمتلك القدرة على الدفاع عن الحدود، أو شن هجمات في العمق إذا اقتضت الحاجة"، مشددا على أن "إعادة تأهيل الجيش ضرورة أمنية ملحة تفوق في أهميتها أي معركة ضد حماس".

مقالات مشابهة

  • أفضل 150 دعاء للميت.. ينير قبره ويضمن له الجنة
  • الصحة: تدريب 13 ألف طبيب امتياز أسنان وتقديم خدمات توعية لـ2 مليون مواطن
  • الصحة: تدريب أكثر من 13 ألف طبيب امتياز وتقديم خدمات توعية لـ2 مليون مواطن
  • ضحايا القصف الأمريكي على سوق فروة بصنعاء.. دماؤنا فداء لغزة
  • القس منذر إسحاق ينعى البابا فرنسيس: راعي حقيقي للفلسطينيين
  • لحظة لا تنسى.. قبلة البابا فرنسيس على الأقدام من أجل السلام
  • إسحاق بريك: الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز وتلقى هزيمة مؤلمة من حماس
  • الرئيس العراقي ينعى وفاة البابا فرنسيس: ترك بصمة لا تنسى
  • غرام الحسناوات..من هي الممثلة التركية سيفيل أكداج التي أنهت حياة صديقتها بـ30 طعنة؟
  • باكستان وأفغانستان تتفقان على عدم استخـدام أراضيهما ضـد بعضهمـا