اثار سخرية صحافة ثورة 1952 .. حكاية منزل فى قنا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
وأنت تترجل في شارع الشيخ عمران الموازي للمجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال بمدينة نجع حمادي شمال قنا، والمطلة على النهر النيل من الناحية الشرقية يطل ذلك المنزل المبني بالطوب الآجر والخشب والذي يشبه تمامًا الطراز المعماري للمجموعة المعمارية الواقعة بأجزائها الخلفية أمامه.
طراز مختلفالمغاير في هذا المنزل هو نظام الدخول إليه حيث يتكون من طابقين الأول يتم الدخول إليه من خلال باب والثاني من خلال سلم خشبي يؤدي مباشرة إلى الطابق الثاني دون المرور على الطابق الأول بعكس الطراز الشائع في بناء المنازل فى فترة بناءه، وهذا ما يجعل هذا المنزل يثير أسئلة بين السكان حتى وقتنا هذا حول هذا الطراز المعماري المتصل المنفصل في وقت واحد، أسئلة السكان عن المنزل سبقتها موجة من التهكم والتساؤلات من صحافة ثورة يوليو عن طراز المنزل سخرية من صاحبه بصفته أحد أفراد الأسرة العلوية!
بعد قيام ثورة يوليو 1952 نشطت الصحافة المصرية في إبراز صورة سلبية للحقبة الملكية ولأفراد أسرة محمد علي باشا الكبير ـ الأسرة العلوية، بشكل عام والتي حكمت مصر في الفترة من 1805 إلى 1952 وانهي حكمها حركة الضابط الأحرار التي سميت لاحقًا ثورة 52 والتي أعلنت الجمهورية.
المنزل ذو المدخلين بمدينة نجع حمادي، كان له نصيب في النشر بنمط ساخر في صحافة ثورة يوليو 52، ففي 25 مارس 1957 نشرت مجلة الاثنين ـ دار الهلال كتب أحد الصحفيين بالمجلة تقريرًا عن طراز المنزل بعد زيارته الميدانية لمدينة نجع حمادي وهي زيارة ضمن الزيارات التي أوفدتها حكومة الثورة للصحفيين لرصد وتتبع أملاك أفراد أسرة محمد على بالصعيد ثم نشرها لأسباب سياسية تتعلق بتثبيت نظام الحكم الجديد.
سخرية الصحافة من طراز المنزل
يقول التقرير .. ولم يعرف الأمير السابق بالهندسة ولا النظم الهندسية ولا بالمهندسين، ولهذا لم يدخل قصره مهندس واحد، فقد كان يعتقد أنه مهندس الكون الأعظم! وكان يشغل وقته برسم تصميمات بيوت موظفي دائرته، وحدث أن صمم منزلًا من طابقين ليكون سكنًا لاثنين من الموظفين وتم بناء المنزل كما رسمه الأمير السابق، وجاء ساكن الدور الثاني ليضع عفشته في الشقة فلم يستطع، فقد نسي الأمير أن يجعل في التصميم سلمًا للمنزل!
وخافوا إبلاغ الأمير بهذا النقص خشية العاقبة فظل الموظف المسكين في الطريق ومعه عفشته حتي مر الأمير السابق فسأله : لماذا لا تسكن الشقة؟ فقال الموظف وهو يرتجف كيف أصعد إليها؟! ونظر الأمير السابق إلى المسكن ففهم وأمر ببناء سلم من الشارع إلى الدور الثاني رأسًا!.
الأمير الذى تحدث عنه التقرير بمجلة الاثنين، هو الأمير يوسف كمال بن أحمد كمال باشا بن الأمير أحمد رفعت باشا بن إبراهيم باشا والي مصر، أقام يوسف كمال وهو من مشاهير أمراء الأسرة العلوية لنشاطه الفني والثقافي، مجموعة معمارية بمدينة نجع حمادي لمتابعة أملاكه الزراعية الواسعة وكان هذا المنزل ـ موضع التهكم، أحد ملحقات هذه المجموعة المعمارية التي حازت علي ملكيتها الحكومة بعد الثورة من خلال الإصلاح الزراعي.
مقر إقامة ناظر دائرة الأمير يوسف كمال
يقول الباحث محمد صلاح، إن ملفات هيئة الآثار المصرية بالمذكرة المرفوعة لتسجيل هذا المنزل كأثر إسلامي بأنه كان سكنًا لناظر دائرة الأمير يوسف كمال في نجع حمادي وهو معروف عن السكان بنفس الصفة.
ويكشف الباحث أن سجلات عوائد الأملاك تخالف المعلومة السابقة وتوضح أن ساكنيه كان هما أحمد أفندي خليفة مهندس بدائرة الأمير بنجع حمادي ومحمود أفندي حلمي موظف بنفس الدائرة، وهذا يدل على أن ذلك المنزل كان ضمن منازل الأمير للعاملين في دائرته، ويضيف الباحث أن هذا المنزل يؤرخ بناءه في الفترة ما بين 1925 إلى 1939 ميلادية.
ويصف الباحث الطراز المعماري للمنزل أنه بني من الطوب الآجر واستخدمت الأبواب الخشبية البسيطة ذات الضلفة الواحدة والشبابيك الشيش ذات الأربع ضلف كما يوجد تماثل بين المكونات المعمارية للطابقين في وضع الشبابيك والأبواب.
ويبقي وجود مدخلين للمنزل أحد عبر باب للطابق الأرضي والآخر عبر سلم للطابق العلوي مثار تساؤلات حتي وقتنا هذا وتأتي ترجيحات من باحثين حول التصميم كونه ربما يوفر خصوصية لقاطني المنزل وخاصة أنهما كانا شخصين وأسرتين منفصلتين.
لمزيد من أخبار المحافظات إضغط هنا
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: منزل قنا سخرية صحافة ثورة 1952 هذا المنزل نجع حمادی
إقرأ أيضاً:
صحافة عالمية: نجاحات مبكرة للإدارة السورية الجديدة وأزمات متفاقمة في غزة
تناولت صحف عالمية -اليوم الاثنين- تطورات مهمة في سوريا، إذ أشادت بنجاحات الإدارة الجديدة في كسب الدعم الدولي بعد الإطاحة بنظام الأسد، كما سلطت الضوء على أوضاع المسيحيين في حلب وتحديات إعادة الإعمار.
وفي افتتاحيتها، أشادت صحيفة غارديان البريطانية بالنجاح المبكر للإدارة الجديدة في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، مشيرة إلى نجاحها في إعادة ترتيب أوراقها لكسب الدعم الدولي.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارات الوفود الخارجية الأخيرة، ومن بينها الوفد الأميركي لدمشق، تعكس رغبة المجتمع الدولي في استقرار الأوضاع في سوريا لما له من انعكاسات إيجابية على المنطقة بأكملها.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة إندبندنت تقريرا للكاتبة بل برو عن احتفالات المسيحيين في حلب بعيد الميلاد، رغم مخاوفهم بشأن مستقبلهم.
وأشار التقرير إلى أن المسيحيين يبدون سعداء برحيل الأسد، رغم تضررهم الشديد من موجات الهجرة خلال الحرب، إذ انخفض عددهم من 250 ألفا قبل عام 2011 إلى 20 ألفا فقط حاليا.
وفي الشأن الفلسطيني، سلطت نيويورك تايمز الضوء على تفاقم أعمال النهب في جنوب قطاع غزة، متهمة إسرائيل بتجاهل المشكلة والسماح للصوص بالعمل دون عقاب.
إعلان
أكبر عملية أمنية
ونقلت الصحيفة عن عاملين في مجال الإغاثة وسائقي شاحنات اتهامات للجيش الإسرائيلي بغض الطرف عن هذه الأعمال في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وكشفت واشنطن بوست، من جهتها، عن شن السلطة الفلسطينية أكبر عملية أمنية في جنين منذ 3 عقود، بهدف كبح نفوذ المجموعات المسلحة.
ونقلت عن مسؤول مقرب من الرئيس محمود عباس تأكيده عزم السلطة على فرض سيطرتها، لكن الصحيفة أشارت إلى استمرار تحرك المسلحين بحرية في المخيم رغم مرور أسبوعين على العملية.
وفي الشأن الإسرائيلي، أشارت جيروزاليم بوست إلى وجود خلاف بين المؤسسات الأمنية حول الرد على هجمات أنصار الله (الحوثيين)، إذ يميل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تبني وجهة نظر الجيش بقصف مواقع الجماعة، خلافا لتوصية رئيس الموساد بشن هجوم مباشر على إيران.
وأبرزت هآرتس تحليلا للكاتب سيفي بارائيل أكد فيه أن "الصراع مع إسرائيل يعزز مكانة الحوثيين داخليا"، مستبعدا توقفهم عن استهداف الملاحة في البحر الأحمر أو مهاجمة إسرائيل في ظل استمرار الحرب في غزة، حتى لو طلبت إيران منهم ذلك.