تمرير الحكومة صفقة الاتصالات مع الإمارات يثير سخطا باليمن.. ودعوات لسحب الثقة عن الحكومة
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أثارت موافقة الحكومة على اتفاقية انشاء شركة اتصالات مشتركة بين مؤسسة يمنية، وأخرى إماراتية، لتقديم خدمات الهاتف النقال والإنترنت في البلاد، سخطا واسعا بين أوساط اليمنيين، رغم اعتراض أعضاء في مجلس النواب.
والاثنين، وافق مجلس الوزراء اليمني على مشروع اتفاقية لإنشاء شركة اتصالات مشتركة مع الإمارات، الأمر الذي أثار الكثير من الجدل في اليمن، وذلك بعد تحذيرات أطلقها برلمانيون يمنيون من مخاطر الموافقة على مثل هذه الاتفاقيات دون الرجوع إلى مجلس النواب.
وفي نهاية ديسمبر 2022، وقعت الحكومة اليمنية مذكرة تفاهم مع الإمارات، تسمح للأخيرة بالاستثمار في مشروعات قطاع الاتصالات بمناطق سيطرة السلطات المعترف بها دولياً، كما جرى التفاهم لاحقاً على بيع 70 بالمئة من أسهم "عدن نت" لشركة "NX technology" الإماراتية.
وانتقدت الحكومة في بيانها الأصوات الرافضة، مشيرة إلى أنه "جرت مناقشة مختلف الخيارات، ومن ذلك الشراكة، وليس البيع كما يروجه ضعفاء النفوس، بحيث يتم تطوير وتوسعة مشروع عدن نت".
وجاء تمرير القرار رغم عدم استكمال اللجنة البرلمانية المكلفة بالتقصي في الأمر تحقيقها، وتوجيه 22 برلمانياً رسالة لرئيس الوزراء تطالبه بإيقاف تمرير الصفقة باعتبارها لم تمر عبر لجنة المناقصات المعنية بالأمر، وتتهم مجلس الوزراء بعرقلة تشكيلها.
يذكر أن الحكومة اليمنية سبق أن وقعت مع الإمارات اتفاقية شملت جوانب أمنية وعسكرية وفي جانب الاتصالات عبر وزيري الدفاع والاتصالات، أثارت تلك الاتفاقية جدلاً كبيراً عن مدى قانونيتها.
مهزلة ومخالفة للقانون
وفي السياق اعتبر البرلماني علي عشال، تمرير الحكومة لصفقة بيع 70 بالمئة من شركة "عدن نت" الحكومية لصالح شركة إماراتية، "مهزلة كبرى"، مؤكداً أن تمريرها يعد مخالفة لقانون البلاد.
وقال عشال إن "إصرار الحكومة العجيب على المضي في تمرير صفقة الاتصالات مع شركة NX بالمخالفة للقانون ينبغي أن يضعها تحت طائلة المساءلة ويسحب منها الثقة".
وأضاف: "ما حصل في مجلس الوزراء أمس (الإثنين) مهزلة كبرى ورمي جزء من الاتفاقية على مجلس القيادة الرئاسي فهلوة سمجة لتمرير الفساد".
المهندس محمد المحيميد، تحدث عن جلسة عاصفة في مجلس الوزراء بسبب اتفاقية الاتصالات مع شركة NX الإماراتية ونقل عن مصدر خاص قوله "استمرت الجلسة من الساعة 10 صباحا إلى الساعة 3:30 عصراً، اعترض بعض الوزراء على مناقشة الموضوع قبل صدور تقرير لجنة مجلس النواب المشكلة منذ أسابيع للنظر في هذا الموضوع.
وأضاف "كتلة المجلس الانتقالي في مجلس الوزراء أصروا بكل حماس على إقرار الاتفاقية بحجة سيطرة الحوثي على الاتصالات والانترنت، في نهاية الجلسة تبين للجميع أن الاتفاقية قد وُقعت من وزير الاتصالات ووزير الشؤون القانونية وعمدها رئيس الوزراء".
وتابع المحيميد "حصل تلاسن وارتفعت الأصوات وتبادل الاتهامات بين المؤيدين والمعارضين للاتفاقية، وبعد ضغط الوزراء المعارضين تم الاتفاق على استكمال النقاش في الجلسة القادمة لمجلس الوزراء رغم اعتراض الوزراء المؤيدين".
وأردف "في نشرة أخبار التاسعة ذكر الخبر أن مجلس الوزراء أقر الاتفاقية ورفعها إلى مجلس القيادة وهو ما يتناقض مع ما ذكر من استكمال النقاش في الجلسة القادمة.
ولفت إلى أن مجلس النواب شكل لجنة لإصدار رأيها في الاتفاقية، وبالأمس صدر بيان عن 22 عضوا في مجلس النواب يحذر الحكومة من مغبة مخالفة الدستور من خلال مناقشة هذا الموضوع قبل أن يبدي مجلس النواب رأيه فيها.
وأردف "لكن يبدو أن مجلس النواب لا وزن ولا قيمة له لدى السلطة التنفيذية، لو حصل مثل هذا في دولة الكويت مثلا لتم استجواب الحكومة ورئيسها وسحب الثقة منهم وعزلهم".
بيعة سارق
الكاتب الصحافي علي الفقيه قال "الحوثيون في صنعاء باعوا نص شركة اتصالات للعمانيين، والحكومة التي تسمي نفسها شرعية باعت للإماراتيين ثلثي شركة اتصالات في عدن، بيعة سارق، لا اعتبار لدستور ولا قوانين ولا مصلحة بلد.
وأضاف "تصرف الحوثيون كعصابة وهذا طبيعي، في المقابل تؤكد الحكومة أنها مجرد أداة رخيصة لتحقيق مصالح الكفيل".
الصحفي طلال الشبيبي، هو الآخر اعتبر قطاع الاتصالات مؤسسة سيادية لأي بلد وقال "الاتصالات مؤسسة سيادية لأي بلد، فهل ستوافق السعودية أو الإمارات على بيع نصف المؤسسة لأي دولة أخرى؟
التفريط بالسيادة
الباحث اليمني مصطفى الجبزي كتب "التنافس في التفريط بقطاع الاتصالات في اليمن، بدأ الحوثي ببيع شركة واي لشريك خارجي بطريقة غير مشروعة ومشبوهة دون اعتبار لموارد البلاد وقد تلحقه الشرعية في بيع شركة انشئت لتلقى مصير الشلل ثم البيع ب"بما اهدى الله ورزق".
وأضاف "كان يمكن تحصل اثنين مليار دولار إلى خزينة الدولة امتياز".
وأردف "أي شركة اتصالات جديدة في اليمن محلية أو بشراكة خارجية تستهدف على الاقل 15 مليون مواطن عليها ان تدفع مليار دولار مقابل عقود امتياز مع الموافق على شروط عملية لبناء بنية تحتية قادرة على تقديم خدمة لكل المناطق".
في حين قال الكاتب والدبلوماسي مصطفى احمد نعمان، "بات المواطن اليمني يرى أن الرئيس هادي كان أكثر حرصا وتمسكا بسيادة البلاد وكرامتها وتزداد شعبيته بسبب عجز مجلس القيادة الرئاسي عن تقديم اي فعل ايجابي للناس".
وقال "ما يتم تمريره من اتفاقات غير دستورية وجراء صمته عما يجري من انتهاكات للدستور والقانون"، متابعا "الامر لله من قبل ومن بعد".
خبير الأمن الرقمي فهمي الباحث غرد بالقول "قلنا مرارا وتكرارا ، ما هكذا تورد الإبل، ادخال شركات جديدة ينبغي أن يتم بمناقصات دولية، وتراخيص تجني الدولة منها المليارات، شغل الواتس هذا وترقيع الفشل بفشل وفساد بفساد ليس حلا".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الحكومة الامارات صفقة الاتصالات مجلس الوزراء شرکة اتصالات مجلس النواب مع الإمارات فی مجلس
إقرأ أيضاً:
الحكومة تقرر إنشاء غرفة عمليات حكومية طارئة لقطاع غزة
قررت الحكومة الفلسطينية ، اليوم الأحد 19 يناير 2025 ، إنشاء غرفة عمليات حكومية طارئة للمحافظات الجنوبية (قطاع غزة ) على أن تُمثَّل فيها كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية المختصة من موظفي الفئة العليا وتكون في حالة انعقاد دائم.
وقالت إنه سيتم ، الطلب من جهات الاختصاص العمل على تقديم الخطة اللازمة لإنشاء الهيئة المستقلة لإعادة إعمار غزة بالتنسيق مع الجهات المختصة والمانحين.
كما ستطالب من جهات الاختصاص العمل على عقد مؤتمر دولي للمانحين بالتنسيق مع الدول المانحة والمؤسسات الدولية ذات الصلة.
وقالت إنه سيتم إدراج بند دائم على جلسة مجلس الوزراء للمحافظات الجنوبية (قطاع غزة)، وخلاله يتم عرض تقرير غرفة العمليات الحكومية الطارئة ومتابعة التدخلات الحكومية في المحافظات الجنوبية، لاتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات.
وجدد مجلس الوزراء تأكيده على بيان الرئاسة وموقف سيادة الرئيس محمود عباس بأن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية القانونية والسياسية على القطاع، كباقي الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية بما فيها القدس ، ورفض اقتطاع أي جزء منه ورفض الموافقة على إبعاد أي مواطن فلسطيني عن وطنه، وأن الحكومة الفلسطينية وبتوجيهات الرئيس قد أتمَّت الاستعدادات كافة لتولي مسؤولياتها الكاملة في قطاع غزة، وأن طواقمها الإدارية والأمنية لديها كامل الاستعداد للقيام بواجباتها، للتخفيف من معاناة شعبنا، وعودة النازحين إلى منازلهم وأماكن سكناهم، وإعادة الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، واستلام المعابر، وإعادة الإعمار.
وقال رئيس الوزراء محمد مصطفى، في مستهل جلسة مجلس الوزراء الخاصة، التي عُقدت اليوم الأحد، لتنسيق عمل الفرق الحكومية الميدانية في قطاع غزة، بحضور رؤساء سلطات المياه والطاقة وجمعية الهلال الأحمر: "نتمنى أن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار مرورا بإغاثة أهلنا في قطاع غزة ثم إعادة الإعمار وانتهاء بتجسيد الدولة الفلسطينية تحت قيادتها الشرعية".
وأضاف مصطفى: "جلسة الحكومة اليوم من أجل تحديد الخطوات المطلوبة للتحرك بها في سبيل تقديم ما نستطيع من دعم لأهلنا في قطاع غزة في هذه اللحظة المُهمة، حيث أَطلَعت السيد الرئيس محمود عباس اليوم على خطة الإغاثة والإنعاش المُبكر والاستجابة الطارئة لقطاع غزة، والتي أعدتها الحكومة قبل عدة أشهر وتم تحديثها مؤخرًا، بالإضافة لتحركات الحكومة في هذه المرحلة، ووضع هذه الخطط موضع التنفيذ".
وعلى صعيد الجهد الإغاثي، تعمل وزارة التنمية الاجتماعية، بالتعاون مع الهلال الأحمر والمؤسسات الإغاثية الدولية على التنسيق المشترك لاعتماد السجل الوطني الاجتماعي لتوزيع المساعدات، بمساعدة المؤسسات الشريكة في القطاع.
كما ناقش المجلس خطط وزارات الأشغال العامة والحكم المحلي والمواصلات، والجهود المبذولة ل فتح الطرق الرئيسية بالتعاون مع الشركاء المحليين، وتوفير "كرفانات" من عدة دولة للإيواء المؤقت، وتفاصيل خطة إزالة الركام مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لفتح الطرق وإزالة الركام.
وفي القطاع الصحي، بحث مجلس الوزراء جهود التنسيق بين وزارة الصحة والهلال الأحمر ومختلف مؤسسات القطاع الصحي الأخرى، إذ يوجد في القطاع حاليا 18 مستشفى تعمل بشكل جزئي، 6 منها تتبع لوزارة الصحة واثنان منها للهلال الأحمر مع وجود أكثر من 4200 موظف من طواقم الصحة في غزة يتبعون لوزارة الصحة.
وأكد وزير الصحة ماجد أبو رمضان تحضير الوزارة شحنات من الأجهزة الطبية والمستلزمات والأدوية من مخازنها في الضفة، تمهيدًا لشحنها وإدخالها للقطاع، خاصة بعد إتمام إعادة فتح معبر كرم أبو سالم و معبر رفح ، بالتزامن مع وجود مستشفيين ميدانيين أقامهما الهلال الأحمر في جنوب القطاع، وبدء العمل على إقامة مستشفى ميداني آخر في ساحة السرايا بمدينة غزة، ومواصلة العمل على إدخال مركبات الإسعاف لتعويض ما دمره الاحتلال.
كما ناقش المجلس استعدادات سلطتي الطاقة والمياه لتوفير خلايا طاقة شمسية ومستلزمات لشبكات المياه والكهرباء، التي جرى تحضيرها وتخزينها خلال الأشهر الماضية في مخازن سلطتي الطاقة والمياه في الضفة الغربية بانتظار التَمَكُن من إدخالها لقطاع غزة، لتشغيل الخدمات للمرافق الأساسية كالمراكز الصحية، وتوسعة الأعمال الفنية لإصلاح الشبكات.
كذلك، ناقش مجلس الوزراء خطط وزارة التربية والتعليم العالي لفتح مزيد من المراكز التعليمية الوجاهية مع وجود أكثر من 6500 كادر تعليمي يتبع لوزارة التربية في القطاع، والسعي لتطوير منظومة التعليم الإلكتروني الذي اعتمدته الوزارة لطلبة قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، الذي التحق به أكثر من 290 ألف طالب، واستكمال التحضيرات لعقد امتحان الثانوية العامة في منتصف شهر شباط المقبل، وبالتزامن، رفع مستوى التنسيق مع الجامعات في القطاع لعودة التعليم الوجاهي بشكل تدريجي وتوفير ما أمكن من الاحتياجات من المختبرات والمشاغل لتدريب الطلبة، إلى جانب جهود وزارة الاتصالات لتعزيز خدمات الانترنت في القطاع بالتعاون مع شركات الاتصالات.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين نابلس - استشهاد الطفل أحمد شولي مباحثات قطرية أمريكية حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالفيديو: أبو عبيدة يوجه رسائل مهمة بأول كلمة عقب وقف إطلاق النار بغزة الأكثر قراءة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الإثنين 13 يناير أجواء معتدلة - أحوال طقس فلسطين اليوم الإثنين استشهاد أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية صحيفة: الجيش الإسرائيلي فكّك مباني ومنشآت في "محور نتساريم" عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025