كيف تؤثر أسعار النفط على اقتصاد الدول ومواطنيها؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أثير – ريما الشيخ
نسمع وبشكل يومي عن ارتفاع وانخفاض أسعار النفط، وهذا الارتفاع والانخفاض له تأثيرات واسعة ومتعددة على الاقتصادات الوطنية والعالمية، وعلى الأفراد والصناعات.
حول الجانب، وجهت ”أثير“ إلى الدكتور يوسف بن خميس المبسلي، متخصص في العلوم المالية والاقتصاد، 5 أسئلة حول تأثيرات ارتفاع وانخفاض النفط على اقتصاد الدولة بشكل عام وعلى المواطن بشكل خاص.
1- كثير ما نسمع عن ارتفاع وانخفاض النفط، ونعلم بأن هذا قد يؤثر على اقتصاد السلطنة، ولكن ما هو تأثير ارتفاعه وانخفاضه على الحكومة والمواطن؟
في حقيقة الأمر، ارتفاع أسعار النفط يؤدي إيجابًا إلى زيادة نسبة إنفاق الفرد نظرًا لارتفاع الدخل لدى الأفراد، بل ينتعش الاقتصاد مما يتيح فرصًا أكبر للعمل في مختلف المجالات. في المقابل، انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى تسريح أعداد كبيرة من العاملين وانكماش الاقتصاد وبالتالي تقل السيولة النقدية لدى الأفراد، وهذا ما لمسناه في الفترة السابقة خلال جائحة كوفيد 19، وهنا تكمن خطورة تأجيل المستهلكين الأفراد للإنفاق، للاستفادة من انخفاض أكبر للأسعار، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي.
أما من ناحية التأثير على اقتصاد سلطنة عمان، فإن ارتفاع أسعار النفط يعزز من إيرادات الدولة وينعش اقتصادها؛ لأن سلطنة عمان دولة مصدرة للنفظ، والعكس صحيح؛ انخفاض أسعار النفط يؤدي إلى تقليص إيراداتها وفد يؤدي إلى عجز في ميزانيتها وارتفاع دينها العام.
2- ماذا يحدث عند ارتفاع أسعار النفط؟
عدة عوامل تسهم في ارتفاع أسعار النفط، منها الجيوسياسية، فالحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير في ارتفاع الأسعار، خاصة بعد سلسلة العقوبات التي فرضتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة على الإمدادات الروسية. وبالفعل ارتفاع أسعار النفط خلف مزيدًا من الارتفاعات في معدلات تضخم الاقتصاد العالمي. حيث لاحظنا خلال الفترة الماضية ارتفاع معدلات التضخم على مستوى العالم، لذا سعت معظم الدول لكبح جماح التضخم ،حيث لجأت البنوك المركزية حول العالم إلى سلسلة من القرارات نحو رفع أسعار الفائدة.
كم أدت زيادة أسعار الفائدة إلى صعود قيمة الدولار، مما ضغط ذلك على أسعار النفط. وفي الحقيقة إن ارتفاع أسعار النفط يرافقه ارتفاع في أسعار السلع والخدمات الاستهلاكية، لكن المستفيد الأول من ارتفاع أسعار النفط هي الدول المصدرة له؛حيث يسهم الارتفاع الكبير إلى ارتفاع الإيرادات لديها، مما يؤدي إلى انتعاش الاستثمارات الحكومية عن طريق زيادة الإنفاق الحكومي، وتقليص العجز المالي والدين العام وبالتالي تحسين عجلة الاقتصاد وارتفاع معدلات النمو.
3- ماذا يحدث عند انخفاض أسعار النفط؟
شهد العالم خلال العقود الأخيرة العديد من الأزمات الاقتصادية الحادَّة، كان آخرها جائحة كورونا “كوفيد19”، حيث تهاوت على إثرها أسعار النفط وصولًا لأدنى مستوى لها، كما لازمت تلك الجائحة انهيارات اقتصادية مما دفعت العديد من الدول الاقتصادية الكبرى إلى ضخ رزم تحفيزية مالية وشراء الديون والمؤسسات، والذي انعكس سلبا بارتفاع التضخم العالمي. بطبيعة الحال الهبوط الحاد في أسعار النفط مؤشر سلبي للدول المصدرة له.
خلال جائحة كورونا، عانت أغلب دول الخليج من هبوط حاد في إيراداتها، وعانت موازناتها خلال تلك الفترة من عجز كبير مما أجبرها على وضع إجراءات تقشفية للتقليل من آثار هذا الهبوط وذلك بخفض الإنفاق الحكومي، واستحداث ضرائب لتنويع مصادر الإيرادات.
كما أن انخفاض الأسعار قد يؤدي إلى ارتفاع الدين العام، حيث لجأت بعض الدول إلى الاقتراض الخارجي في محاولة منها لسد العجز المالي في موازناتها، لذا الانخفاض الحاد في أسعار النفط يتولد عنه شلل في اقتصادات الدول المصدرة له.
4- كيف تؤثر أسعار النفط على الوضع الاقتصادي للدولة؟
النفط بكل حال سلعة ذات أهمية إستراتيجية عظيمة؛ تعتمد عليه العديد من الصناعات، ويعد عنصرًا أساسيًّا للدول المستوردة، لأنه يدخل ومشتقاته في العديد من الصناعات، ومن ناحية أخرى هو مصدر إيراد للدول المصدرة له. لذا فإن أي تقلبات في أسعاره ستؤثر على الاقتصاد العالمي، فالانخفاض الحاد في مستوى سعر النفط سيؤثر إيجابا على الدول المستوردة؛ لأنه عنصر أساسي في عملية الإنتاج لتلك الدول، ولكن ينعكس سلبًا على عائدات الدول المصدرة مما يؤدي إلى تدهور ميزانية اقتصادها.
5- هل يمكن ملاحظة هذا الاختلاف على السلع التي يقوم المستهلك بشرائها/استهلاكها بشكل يومي؟
الارتفاع الحاد في أسعار النفط يؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم؛ حيث ترتفع أسعار السلع المستوردة من بلد المنشأ؛ لأن البلدان الصناعية تزود الدول النفطية بمعظم احتياجاتها من السلع والخدمات الاستهلاكية، كما أن العديد من المنتجات المحلية تعتمد على المواد الأولية المستوردة من الخارج، ويتم استيراد تلك المواد بأسعار مرتفعة، وبطبيعة الحال ذلك يدفع أسعار المنتجات المحلية أيضا نحو الصعود. كما ستكون هناك آثار سلبية أخرى ستتسبب في زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج والشحن وكذلك المواد الغذائية أو الاستهلاكية مما يزيد من معاناة بعض الأسر ذات الدخل المتوسط.
هنا يلاحظ المستهلك المحلي ارتفاع أسعار السلع، وفي بعض الأحيان يشجع التضخم بعض التجار على الانخراط في عملية الاستغلال من خلال رفع أسعار بعض المنتجات والسلع الاستهلاكية بدون مبررات، في المقابل الانخفاض الحاد في أسعار النفط يؤدي إلى تراجع في معدلات النمو الاقتصادي وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي يؤثر سلبا في متوسط دخل الفرد وفي مستوى معيشته؛ نظرا لتراجع الفرص الاقتصادية وفرص العمل، كما أن بعض الحكومات تتبنى طرقًا أخرى، منها زيادة الضرائب والرسوم من أجل تعويض الانخفاض في إيراداتها النفطية.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: ارتفاع أسعار النفط انخفاض أسعار النفط أسعار النفط یؤدی على اقتصاد العدید من یؤدی إلى
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع ضحايا العدوان على غزة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة إلى 47354 شهيدا و111563 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
إيران ترد على مقترح ترامب بتهجير أهل غزة: جرينلاند تُرحب بالإسرائيليين اليونيسف تطلب إدخال المزيد من المساعدات لأهل غزةوأضافت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانٍ لها اليوم الثلاثاء مؤكدةً على وصول 48 شهيداً و80 مُصاباً وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 48 ساعة
وفي هذا السياق، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بالشروع الفوري في ترتيبات دولية وملزمة لإنهاء احتلال أرض دولة فلسطين تنفيذا للقرارات الأممية.
وتُكثف السلطات الفلسطينية في غزة جهودها من أجل إعادة القطاع ليكون مكاناً قابلاً للحياة من جديد.
ونقلت شبكة القاهرة الإخبارية تأكيد مسئولين في فلسطين عن تكثيف الجهود لإزالة الذخائر والصواريخ غير المنفجرة.
وأكد المسئولون في هذا السياق على تحييد العشرات من مخلفات الاحتلال في جميع محافظات قطاع غزة
كما يتم تكثيف الجهود لتأمين المناطق السكنية وتقليل المخاطر على المدنيين
وفي وقتٍ سابق، ذكرت وكالة مُنضوية تحت لواء الأمم المتحدة أن الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة تسببت في استشهاد ما يزيد عن 13 ألف طفل فلسطيني.
وأشارت الوكالة الأممية إلى إحصائية دموية تؤكد إصابة نحو 25 ألف طفل فلسطيني في الحرب، كما تم نقل أكثر من 25 ألفا آخرين إلى المستشفيات بسبب سوء التغذية.
وفي هذا السياق، قال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريكي "كونك طفلا، فإن غزة هي اخطر مكان في العالم يمكن أن تكون فيه".
وأضاف بنبرةٍ حزينة :"أطفال غزة لم يختاروا هذه الحرب، ومع ذلك فقد دفعوا الثمن الأكبر".
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى بأنه من بين 40 ألفا و717 شهيدا تم التعرف عليهم حتى الآن في غزة، كان العدد 13319 لأطفال".
يلعب المجتمع الدولي دورًا مهمًا في تخفيف وطأة الحصار والمعاناة على أهالي غزة من خلال المساعدات الإنسانية، الجهود الدبلوماسية، ودعم مشاريع التنمية. تسهم الأمم المتحدة ووكالاتها، مثل وكالة الأونروا، في تقديم المساعدات الأساسية التي تشمل الغذاء، التعليم، والرعاية الصحية لأكثر من مليوني شخص في القطاع. كما تعمل منظمات إنسانية دولية، مثل الصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، على توفير الدعم الطبي والخدمات الطارئة في ظل الأزمات المتكررة.
على الصعيد الدبلوماسي، تبذل الدول الكبرى والمنظمات الدولية جهودًا لتحقيق تهدئة دائمة بين الأطراف المتصارعة وتقليل التصعيد العسكري، وهو ما يخفف من حدة المعاناة على المدنيين. إضافة إلى ذلك، تضغط بعض الدول والهيئات الدولية لرفع الحصار المفروض على غزة، لضمان تدفق البضائع والمساعدات، وتمكين السكان من تحسين ظروفهم المعيشية.
من جانب آخر، تدعم العديد من الدول مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية التي تضررت بفعل الحروب، مثل بناء المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء. تُعقد مؤتمرات دولية لجمع التبرعات وضمان استمرارية التمويل اللازم لهذه المشاريع. ومع ذلك، يواجه المجتمع الدولي تحديات كبيرة بسبب العوائق السياسية وعدم التزام بعض الأطراف بالقوانين الدولية.
يبقى الدور العالمي ضروريًا لإيجاد حلول مستدامة تعالج جذور الأزمة في غزة، من خلال تعزيز العدالة وتحقيق السلام، بما يضمن تحسين حياة السكان بشكل جذري.