الانقسام يشتدّ.. أين يقف الاشتراكي بين المعسكرين المتنازعين؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يومًا بعد يوم، تتزايد "حدّة" الانقسام السياسي في البلاد، بعدما أعلنها جزء من المعارضة "مواجهة مُعلَنة" مع "حزب الله" في استعادة لسرديّة "لا للسلاح غير الشرعي"، التي خبرها اللبنانيون جيّدًا في مرحلة "8 و14 آذار"، "مواجهة" وجدت في حادثة كوع الكحالة الشهيرة منطلقًا لها، لكنها تُرجِمت على خط المبادرة الفرنسية، "شبه إسقاط" لما وُصِفت بـ"الفرصة الأخيرة" للإنقاذ، على يد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان.
ومع أنّ الرسالة التي وجّهها لودريان إلى مجموعة من النواب، بينهم رؤساء كتل، ومستقلّون، قوبلت باستغراب "في الشكل" من الفريقين المتنازعين، فإنّ ردود الفعل عليها جاءت متفاوتة، بين فريق يمثله "حزب الله" وحلفاؤه، إضافة إلى "التيار الوطني الحر"، ارتأى تلقّفها بـ"إيجابية"، باعتبارها "متناغمة" مع مطلب الحوار الذي يطرحه منذ اليوم الأول، وفريق آخر يزداد في تشبّثه رفضًا للجلوس على طاولة واحدة مع الحزب، بل للحوار بصفة عامة.
وبين هذا الفريق وذاك، تُطرَح علامات استفهام حول تموضع "الحزب التقدمي الاشتراكي" تحديدًا في هذه "المعمعة"، هو الذي "يتقاطع" مع المعارضة في خياراتها "الرئاسية" من ميشال معوض إلى جهاد أزعور، فهل "يتقاطع" معها أيضًا في رفض رسالة لودريان، وبالتالي التحفّظ على مبدأ الحوار بشكل عام؟ هل يتموضع في "الوسط" التي لطالما تمسّك بها، أم أنّ خياراته باتت مختلفة اليوم تحت قيادة تيمور وليد جنبلاط؟!
مع الحوار "بالمُطلَق"
يقول العارفون بأدبيّات "الحزب التقدمي الاشتراكي" إنّه بمعزل عن الأقاويل الكثيرة التي يتمّ تداولها بين الفينة والأخرى، فإنّ انتقال القيادة "الجنبلاطية" من الأب وليد إلى الابن تيمور لا تعني بأيّ شكل من الأشكال "الانقلاب على الثوابت"، وفي مقدّمها مبدأ الحوار، الذي لطالما آمن به "الحزب" بوصفه أفضل وسيلة لمقاربة الاستحقاقات، والوصول إلى الحدّ الأدنى من التفاهم، بعيدًا عن منطق التحدي والنكاية والمواجهة.
يتفهّم هؤلاء موقف المعارضة "المبدئي" بوجوب الاحتكام إلى صندوق الاقتراع إن جاز التعبير، أي إلى الآليات الدستورية التي يُنتخَب الرئيس بموجبها، لكنّهم يلفتون إلى أنّ واقع الحال ليس بهذه "المثالية"، بدليل جلسات الانتخاب التي كانت تعقد دوريًا، قبل أن تتحوّل إلى "مهزلة" في ضوء تلويح الفريقين بتعطيل النصاب، ما يجعل الانتخابات مفتوحة على المجهول، ولو عقدت جلسات مفتوحة ومتتالية، من دون أيّ حوار يقطع الطريق على التعطيل.
من هنا، يشدّد العارفون بأدبيّات "الاشتراكي" على أنّ الحوار ضروريّ في هذه الحالة، بغياب أيّ "بديل" عنه، لا تطرحه المعارضة أصلاً، ويلفتون إلى أنّ "التقاطع" معها في مرحلة ما على الخيارات الرئاسية، لا يعني "التصديق" على كلّ مواقفها، علمًا أنّ "الاشتراكيين" يبدون ممتعضين من فتح البلاد على "الفوضى"، لا برفض الحوار فحسب، ولكن بالوقوف في وجه محاولات ملء الفراغ، عبر التشريع والتعيين، ما يثير الكثير من الريبة برأيهم.
هل يتغيّر موقف "الاشتراكي"؟
هكذا، تُسمَع في أروقة "الاشتراكي" انتقادات واضحة، او ربما مبطنة، للمعارضة، فإذا كان التطبيع مع الفراغ مرفوضًا، فإنّ المطلوب برأي أوساط الحزب، مقاربة أكثر "واقعية" مع هذا الفراغ، بما يسمح بـ"تصريف أعمال الناس" بالحدّ الأدنى، في ضوء الأزمات المتفاقمة التي يرزح تحتها البلد، علمًا أن أحد الاستحقاقات الأساسية برأيها يكمن في تعيين رئيس للأركان، وهو استحقاق ما عاد بالإمكان تأجيله مع اقتراب انتهاء ولاية قائد الجيش.
لكن، هل يعني ذلك أنّ "الاشتراكي" يستعدّ للانقلاب على "تقاطعه" مع المعارضة، وربما الانتقال إلى "تقاطع" آخر مع مؤيدي الحوار، تمهيدًا لتبنّي ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية؟ ينفي "الاشتراكيون" أيّ توجّه من هذا القبيل حتى الآن، ويشدّدون على أنّ الموقف العام لا يزال على حاله، والتوجّهات لم تتغيّر، لكنّهم يشدّدون على أن كل شيء يبقى قابلاً للبحث والنقاش في الحوار، وهذا هو الهدف المنشود منه أصلاً.
برأي "الاشتراكي"، فإنّ الكلمة الأخيرة يجب أن تكون للتوافق، ومثل هذا التوافق يجب أن يشمل أكبر شريحة من القوى السياسية، انطلاقًا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم، إلا إذا كان البعض يفضّل الذهاب إلى "مواجهة" قد يعرف كيف تبدأ، لكنّ أحدًا لا يستطيع التكهّن بالشكل الذي ستتخذه "نهايتها"، علمًا أنّ الحوار المطلوب يجب أن يكون شاملاً، وبدون شروط مسبقة، سوى "الاتفاق على الاتفاق"، وهنا بيت القصيد.
يتمسّك "الاشتراكي" بموقعه "في الوسط" إذاً، تحت قيادة تيمور جنبلاط تمامًا كما كان في أيام رئاسة وليد جنبلاط للحزب. مع المعارضة، "يتقاطع" على الأسماء، مرحليًا ربما. لكنه "يفترق" عنها إلى الصميم في "الثوابت"، خصوصًا الحوار، حيث يجد نفسه أقرب إلى معسكر "حزب الله"، من دون أن يتبنّى مرشحه. وبين هذا وذاك، ثمّة من يسأل عمّا إذا كان "الاشتراكيون" قادرين على إحداث "الخرق"، واستعادة دور "بيضة القبان" الذي أتقنوه! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قصف بلا هوادة ونسف للخيام والمنازل.. الحياة في غزة تتحول إلى جحيم.. فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتواصل الهجمات العنيفة على قطاع غزة، حيث يعيش المدنيون الفلسطينيون تحت وابل من القصف والغارات الجوية التي تستهدف المنازل وخيام النازحين على امتداد القطاع.
ومع التدهور السريع في الأوضاع الإنسانية، تحذر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من أن غزة تقترب من كارثة حقيقية، حيث باتت الحياة اليومية أكثر قسوة وألمًا لسكانها. وتشير التقارير إلى أن الإمدادات الحيوية مثل الغذاء والدواء توشك على النفاد في ظل الحصار المستمر.
وعرض برنامج "من مصر"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "قصف بلا هوادة ونسف للخيام والمنازل.. الحياة في غزة تتحول إلى جحيم".
حياة في غزة تتحول إلى جحيمووفقًا لوكالة "أونروا"، فإن الغالبية العظمى من سكان غزة هم من الأطفال والنساء والمدنيين، ويعيشون في ظروف لا يمكن تصورها.
وأكدت الوكالة الأممية أن العقاب الجماعي الواقع على الشعب الفلسطيني غير مبرر بأي حال من الأحوال.
في الوقت ذاته، حذر برنامج الأغذية العالمي من أزمة إنسانية وشيكة، مع اعتماد ما يقرب من مليوني شخص على المساعدات الغذائية التي تتضاءل بشكل متسارع وسط انعدام مصادر الدخل.
وفي إسرائيل، تشهد الشوارع تصاعدًا في وتيرة الاحتجاجات، مع اتساع رقعة المعارضة لحرب غزة. تطالب عرائض شعبية بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين حتى وإن كان الثمن وقف العمليات العسكرية.
زعيم المعارضة يائير لابيد أكد أن سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف تدفع البلاد نحو "كارثة محققة"، بينما وصف يائير غولان، رئيس حزب الديمقراطيين، نتنياهو بأنه خطر على أمن إسرائيل ووجودها.
رغم تلك الدعوات، يتمسك نتنياهو بمواصلة الحرب حتى تحقيق ما يصفه بـ"تدمير قدرات حماس بالكامل"، متجاهلًا حجم الغضب الشعبي المتصاعد.
تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أثارت جدلًا واسعًا، حين أكد أن إعادة المحتجزين ليست أولوية، معتبرًا أن السعي لذلك يعني "سحق قوة الردع الإسرائيلية والخضوع لحماس"، على حد تعبيره.