بلوجر فى ورطة.. داليا فؤاد من السوشيال لقفص الاتهام بسبب مخدر الاغتصاب
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
في إطار الحلقات الرمضانية التي تقدمها “اليوم السابع” تحت عنوان "بلوجر في ورطة"، حلقة اليوم عن البلوجر داليا فؤاد المعروفة كإحدى الشخصيات المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث حظيت بمتابعة واسعة بفضل محتواها المتنوع. لكن في يناير 2025، شهدت مسيرتها تحول غريب عندما ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها برفقة شريك أجنبي، بتهمة حيازة وترويج مخدر “GHB”، المعروف بـ”مخدر الاغتصاب”.
كشفت التحقيقات أن المتهم الأجنبي قام بشراء المخدر من مواقع إلكترونية خارج البلاد، ثم شحنه بطرق ملتوية لتهريبه إلى مصر، بهدف توزيعه بين الشباب في منطقة التجمع الخامس، أثناء التفتيش، عُثر على كميات كبيرة من المخدر تُقدر قيمتها بحوالي 145 مليون جنيه، بالإضافة إلى صور على هاتف داليا تظهرها بجوار المواد المخدرة. كما أثبتت التحاليل تعاطيها لمخدر الحشيش.
أمام جهات التحقيق، أنكرت داليا علاقتها بالمواد المضبوطة وبشريكها الأجنبي، مؤكدةً: “مش بتاعتي ومعرفش عنها حاجة” ورغم ذلك، وُجهت إليها تهم حيازة مواد مخدرة بقصد الاتجار، وتعاطي الحشيش، والترويج لمواد تُستخدم في جرائم الاعتداء الجنسي.
تمت إحالة داليا فؤاد وشريكها إلى محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس، حيث ستُنظر قضيتهما في الجلسات المقبلة.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: داليا فؤاد اخبار الحوادث مخدر الاغتصاب اخبار عاجلة امن القاهرة
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب: داليا زيادة.. حين تُصبح الكلمات خنجرًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في زمن يُقتلع فيه الزيتون وتُهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ليس مسموحًا للغة أن تتنصل من ضميرها. الكلمات ليست ألعابًا ناعمة نُطلقها في الهواء ثم نختبئ وراء دبلوماسية خادعة، الكلمات موقف. وحين تختار داليا زيادة أن تُفرغ اللغة من دمها، من ذاك النبض الإنساني الذي يقف في صفّ الضحية، فإنها لا تُخطئ فحسب، بل ترتكب فعلًا لغويًا يعادل جريمة.
أن تصف اجتياح غزة، بمجازره ووحشيته، بأنه "دفاع عن النفس"، هو أن تستبدل الحقيقة بالمجاز الكاذب، وتبرر القتل باسم السلام، وتُهين كل طفل فقد عينيه تحت الأنقاض. تلك اللغة التي استخدمتها زيادة ليست زلة لسان، بل خيانة للمعنى، خيانة لذاكرة لا تزال حية تصرخ من صبرا وشاتيلا إلى خانيونس.
لكن ماذا يحدث حين تُستخدم الكلمات لقتل ما تبقى من المعنى؟ حين تقف امرأة من قلب القاهرة، التي كانت وستظل، قلبًا للعروبة، لتتحدث بلسان المحتل وتستعير مفرداته لتصف المذبحة بأنها "رد فعل مشروع"؟
إنها لا ترتكب خطأً سياسيًا، بل تسقط سقوطًا أخلاقيًا، وتغرق في مستنقع الخطاب الذي يصنع من الجلاد قديسًا، ومن الضحية إرهابيًا. تقول زيادة إن "إسرائيل تحارب الإرهاب نيابة عن الشرق الأوسط"، وكأن صرخات الأطفال في المخيمات ليست من الشرق الأوسط، وكأن الفلسطينيين هم الآخر الذي يجب أن يُباد لكي يعم "السلام".
لا ريب أن المثقف الحقيقي هو من يقف في وجه السلطان، لا من يكتب له خطاباته أو يبرر جرائمه.
وإن كان المثقف، هو الناطق باسم الحقيقة، فإن داليا زيادة لم تكن سوى ناطقة باسم الإنكار، تنحاز لا إلى العقل، بل إلى الرواية التي تصنع من الحقيقة مرآة مكسورة.
لسنا ضد الحوار، ولسنا من دعاة الكراهية. لكن هناك فرق شاسع بين من ينشد السلام ومن يبرر الاحتلال. بين من يؤمن بحق الإنسان في الحياة ومن يُبيح سفك دمه على مذبح الواقعية السياسية. إن جوهر الأزمة في خطاب داليا زيادة هو أنها اختارت أن تكون حيادية في زمن لا يحتمل الحياد، اختارت أن تصافح القاتل بينما الضحية لم تُدفن بعد.
في الأوقات الفارقة يكون الصمت هو الجريمة الكبرى حين يكون الصوت ممكنًا.
لكن الأشد جرمًا من الصمت، هو أن يُستخدم الصوت لتغطية صرخات الآخرين، لتجميل الخراب، لتسويق المجازر تحت مسميات براقة كـ"محاربة الإرهاب" و"الدفاع عن النفس".
إن تصريحات داليا زيادة لا يمكن تأويلها بحسن نية. لقد وقفت علنًا على الجانب الخاطئ من التاريخ، وارتدت درع الكلمات المصقولة لتغطي به العار. وإذا كان التاريخ لا يرحم، فإن الشعوب لا تنسى. وكل من ينحاز لقاتله، سيُكتب اسمه في هامش الخيانة، مهما تلون الخطاب وتزيا بزي التنوير.
في النهاية، لا تحتاج فلسطين لمن يذرف عليها دموع التماسيح في المؤتمرات، بل تحتاج إلى من يحمل حقيقتها كما هي: احتلال يُجابه بالمقاومة، لا بالتبرير.
نحن لا نُدين داليا زيادة كشخص، بل كصوت اختار أن يُصفق لجلاد وهو يُجهز على ذاكرة شعب، صوت نسائي اختار أن يغتال الأنوثة في لغتها، أن تُهادن القتل باسم السلام، وأن تُساهم في صناعة نسيان لا يليق بصمود الأبطال ودماء الضحايا.