يمانيون:
2025-03-04@01:33:49 GMT

الإمارات بين العمالة وألاعيب الهيمنة

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

الإمارات بين العمالة وألاعيب الهيمنة

د. شعفل علي عمير

منذ بدء التدخل الإقليمي والدولي، عانت اليمن من المؤامرات وتغذية الصراعات الداخلية طمعًا في إحداث تحولات جيوسياسية في جغرافيتها وتدخلات في شؤونها الداخلية وتجاوزات في ثوابتها السيادية، كانت الإمارات العربية المتحدة في القلب من هذا كله مستخدمةً تأثيرها السياسي والعسكري المسنود بمرتزِقتها لتحقيق أهدافًا استراتيجية تماشيًا مع الأجندات الأمريكية والإسرائيلية، مستخدمة كُـلّ الوسائل التي تتجاوز الاعتبارات السيادية والإنسانية، في جزيرة سقطرى، النموذج الأوضح للصراع الجيوسياسي العنيف، نستطيع أن نرى كيف تحولت الجزيرة إلى موقع استراتيجي تتلاعب به القوى الإقليمية والدولية.

سقطرى أصبحت ليست فقط منصة للمشاريع الإقليمية الإماراتية، بل أَيْـضًا قاعدة لتوسيع النفوذ العسكري والاقتصادي لدول الهيمنة العالمية، نجد أن الإمارات توسع نفوذها ليشمل موانئ استراتيجية مثل عدن والمخاء، محولةً إياها إلى قواعد تخدم مصالح العدوّ الأمريكي والصهيوني وأجنداتها العسكرية.

كُـلّ ذلك يحدث وسط الصمت المُطبق لحكومة “الفنادق”، التي فقدت أية صلة تربطها بشرعية يمنية حقيقية، تتخطى الإمارات كُـلّ الخطوط، متوهمة بأنها تستطيع تحويل مطار سقطرى إلى مطار إماراتي بإحلال كادرها الخاص، ربما يظنون أن بوسعهم تغيير هوية المكان من خلال إحلال كادر إماراتي في المطار، ظنًا منهم أن الهوية يمكن أن تُستبدل كما يستبدل طابع البريد! ولكن حال سقطرى يرسل رسالة للعالم بأننا نحن أصحاب الأرض ونحن أسياد البحر، ولن ندعها تُباع في مزاد الهيمنة العالمية.

اتَّضح جليًّا أن الإمارات لا تعمل إلا كأدَاة لتحقيق الأهداف الغربية، مستترة تحت شعارات زائفة كمشاريع المساعدة الإنسانية، الحقيقة المؤلمة هي أن الإمارات تنفذ أوامر الغرب، وتسعى لتحويل اليمن إلى ساحة لتحقيق مكاسبَ اقتصادية وعسكرية تخدم مصالح أمريكا و”إسرائيل”، وهنا يجب على اليمنيين أن يدركوا أن الوحدة والتعاون هما السبيل الوحيد لمواجهة هذه الأطماع.

إن السيادة الوطنية لا تُشترى ولا تُباع، والجزر والموانئ لن تكون مسرحًا في أيدي الطامعين، فالوقت حان لصحوة حقيقية ترفض كافة أشكال الهيمنة.

إن بناء وعي شعبي مستنير قادر على التصدي لمغانم الهيمنة هو المهمة الملحة لهذا الجيل، أن اليمن أبعد ما يكون عن رقعة شطرنج تُلعب بأيدي من لا يحترمون حُرمةَ الأرض وكرامة الشعب اليمني، فبإرادة الشعب وعزيمته هو قادر على مواجهة مشاريع الأعداء وإرسال رسالة قوية للعالم بأن أرض اليمن لا يمكن أن تقبل المساس بسيادتها وكرامتها، وهنا يجب أن تبقى روحية مقاومة الغزاة حاضرة، لتعيد للوطن سيادته ومكانته الطبيعية.

لن تكون سقطرى ولا غيرها من أرض اليمن مسرحًا للطامعين، بل ستبقى رمزًا حيًّا للمقاومة والصمود في مواجهة كُـلّ من تسول له نفسه العبث بسيادتنا الوطنية، يكفينا فرجة على مشهد الهيمنة، فاليمن عصيٌّ على كُـلّ محتلّ ومستبد، وها نحن نقول لهم: كفى مسرحياتٍ، فقد حان وقتُ الفصل الأخير وحان وقت النفير.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية

يمانيون../
بات حلفاء واشنطن في موقع حرج للغاية؛ فسياسية الرئيس الأمريكي ترامب ومواقفه الأخيرة أحرجتهم، بل الأصح أنها وضعتهم أمام اختبار حقيقي لعلاقتهم بأوطانهم، إذ بات عليهم بعد واقعة ترامب – زيلينسكي أن يختاروا إما مصالح شعوبهم، وإما الخضوع لواشنطن على حساب مصالحهم الوطنية.

منذ اليوم الأول لتوليه منصبه ودخوله البيت الأبيض، لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الخروج بتصريحات منفلتة عن الضوابط الدبلوماسية ومتناقضة أحيانًا واتخاذ قرارات تثير القلق في العالم.

تصريحات ترامب غير المنطقية وغير الواقعية، يمكن قراءتها بوضوح من خلال التوقف أمام رغبته في الاستيلاء على قطاع غزة من فلسطين، وغرينلاند من الدنمارك، وأن تصبح كندا الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة، وأن تستعيد الولايات المتحدة المسيطرة على قناة بنما.

والأخطر في تلك التصريحات هو ما يهم منطقتنا العربية في رغبة ترامب في الاستيلاء على قطاع غزة مع تأكيده مجددًا على ضرورة تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر والأردن، وهو ما خلف العديد من ردود الأفعال الرافضة لهذا المخطط ولهذا المنطق في آن.

كما نراه يعلن انسحاب واشنطن من مجلس حقوق الإنسان ووقف تمويل الأونروا إرضاء للكيان الصهيوني، ويقول إنه لا ضمانات بصمود اتفاق غزة، ويوقع على أمر تنفيذي يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرتي اعتقال بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.

وبهذه المواقف المخالفة للعقل والمنطق والقوانين والشرائع، فقد أطلق ترامب منذ اللحظة الأولى لإعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة، وبمساعدة “صديقه الرئاسي” الملياردير إيلون ماسك، العنان لفوضى عارمة من خلال تشتيت انتباه العالم، فالأوامر والتصريحات الرئاسية تصدر بوتيرة سريعة للغاية بما يكفي لتفتيت أي معارضة، وحاليًا لا يوجد من يمكنه متابعة كل هذه الأوامر والتصريحات، سواء كان شخصا أو حكومة.

اختار ترامب كولومبيا لتكون نموذجًا لما يمكن أن يحدث لأي دولة عندما تقول لا للرئيس الأمريكي، فقد قاوم رئيس كولومبيا لفترة وجيزة استقبال طائرات قادمة من الولايات المتحدة لإعادة مهاجرين غير شرعيين، لكن الرئيس الأمريكي هدد بفرض رسوم بنسبة 50% على صادرات كولومبيا، فاضطر رئيس كولومبيا إلى التراجع والموافقة على طلب ترامب.

لا يتوقف ترامب كثيرًا عند حقيقة أن أصدقاء الولايات المتحدة وخصومها بدءا من الشرق الأوسط المتقلب وحتى الصين ناهيك عن بريطانيا يعارضون خطته لغزة التي يمكن أن تنسف وقف إطلاق النار الهش في غزة، وكذلك اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيوني، كما أنها تمثل انتهاكا للقانون الدولي أيضا.

لكن في المقابل، فقد أربكت مشاهد تدفق النازحين الفلسطينيين العائدين إلى بيوتهم المدمرة في شمال القطاع بعد وقف إطلاق النار وتشبثهم بأرضهم، حسابات ترامب وإدارته.

كما لاقت خطة ترامب الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم رفضا عربيا وإسلاميا ودوليا.

وسبق أن انسحب ترامب في ولايته الأولي التي سبقت جو بايدن من منظمة اليونسكو تضامنا مع الكيان الصهيوني فى 2017، وانسحب من الاتفاق النووى مع إيران فى 2018، ويُصرح ــ فى 2018 بعد زيارته لفرنسا للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لنهاية الحرب العالمية الأولى ــ أنه لولا الولايات المتحدة لتحدث الفرنسيون بالألمانية! ويُخفِّض من عدد قواته فى ألمانيا فى 2020، فى محاولة لابتزاز ألمانيا لدفع تكاليف قواته!

وبالتالي يحدث ما يسميه حلفاء ترامب “إغراق المنطقة”، بينما يرد ترامب بكلمة واحدة هي: “فافو”، كاختصار لعبارة “أخلق الفوضى ثم رتبها” باستثناء أن الكلمة الأولى فيها ليست “فوضى”.. وهو في كل ذلك يؤكد النزعة الفوقية والاستيلائية والاستعمارية في وعي السلطة الامريكية.

وتباين تفسير ذلك بين فريق يرى أن قرارته فجائية غير مدروسة ومدفوعة بمنطق القوة، وفريق آخر ينظر إليها باعتبارها فلسفة لتحقيق رؤيته من خلال الارتفاع بسقف المطالب حتى ينال ما يستهدف من خلال التفاوض؛ لكنها في الأخير تقدم بكل وضوح الوجه القبيح لأمريكا ويقف خلفها هدفها الاستعماري الواضح في السيطرة.

السياسية: عبدالعزيز الحزي

مقالات مشابهة

  • سياسي إرتيري: اليمن كسر الهيمنة الأمريكية وأثبت قدرة الشعوب على المواجهة
  • سياسة “ترامب” وثنائية الهيمنة والفوضى الأمريكية
  • سارة الأميري: نعمل على تمكين التربويين لتحقيق مستقبل تعليمي مبتكر
  • "النكش اشتغل".. بعد عرض أول حلقتين من برنامج رامز إيلون مصر.. ياسمين عبدالعزيز ترد بـ" الفشار".. وهنا الزاهد: "من لا أخلاق له.. لا قيمة له"
  • وزير الخارجية المصري يؤكد أهمية استقرار اليمن لتحقيق الأمن بالإقليم والبحر الأحمر
  • تصاعد الرفض الشعبي للتواجد الإماراتي في سقطرى
  • هانز فليك: برشلونة عاد للصدارة بقوة وسنواصل الهيمنة
  • رفض شعبي للتواجد الاماراتي في سقطرى
  • وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع لـ«الاتحاد»: مبادرات رائدة لتحقيق أهداف «عام المجتمع»