موقف السودان بعد الخلافات الأمريكية الأوكرانية ووقف الدعم عن كييف
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تقرير: الدكتور محمد صادق: التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وشهد اللقاء مواجهة وصلت الى حد التوبيخ وتوجيه الإتهامات من جانب الرئيس الأمريكي ونائبه بحق زيلينسكي، ولم يتم استكمال اللقاء والمحادثات التي كان مخطط له وتم إلغاء المؤتمر الصحفي بعد أنباء عن "طرد" زيلينسكي من البيت الأبيض بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.
وبعد تصاعد الخلاف بين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، والرئيس الأوكراني، وجه ترامب إتهامات لزيلينسكي قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة، إما أن تبرم اتفاقا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".
وبدأ التراشق في التصريحات قبل هذا القاء بعدة أيام، حيث إتهم ترامب نظام كييف بالفساد واستخدام أموال المساعدات الأمريكية في غير موضعها، مشيرًا الى تصريحات زيلينسكي بأنه لا يعلم أين ذهبت نصف الأموال الأمريكية.
وعاد زيلينسكي، بعد اللقاء مع ترامب، للحديث عن حجم هذه الأموال، ما يدل على أن الخلاف بهذا الصدد تطور وكان أحد أهم النقاط التي تم تناولها في الغرف المغلقة.
و صرح زيلينسكي عن حجم أموال المساعدات وخسائر أوكرانيا أنهم تلقوا 100 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية خلال 3 سنوات، وليس 183 مليارا كما يُزعم، وأن 67 مليار دولار منها كانت مساعدات أسلحة و31.5 مليار دولار نقدًا، وأنهم منفتحون جدًا على المساءلة بشأن هذه القضية.
وبهذا الصدد، قال الباحث في الشؤون السياسية جمال عز الدين، بأن مصادر عديدة نقلت في الشهور الأخيرة تقارير عن التدخل الأوكراني العسكري في دول أفريقية وفي صراعات خارجية لأسباب عديدة، منها بحثًا عن بعض الأهداف والمصالح للدول الأوروبية التي تقدم الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا، وانتشرت كذلك تقارير عن بيع بعض الأسلحة المقدمة ضمن الدعم الغربي لأوكرانيا في السوق السوداء، ما يؤكد على فساد بعض القيادات السياسية والعسكرية في أوكرانيا.
هذه السياسة التي اتبعتها الإدارة الأوكرانية، كانت السبب الرئيسي في الإتهامات التي وجهها ترامب لزيلينسكي بخصوص أموال المساعدات، خصوصًا وأن أوكرانيا كانت ومازالت في أمس الحاجة للجنود والسلاح في قتالها ضد روسيا، وهذه الممارسات أزعجت الإدارة الأمريكية الجديدة.
ولعل أبرز التدخلات العسكرية الأوكرانية مؤخرًا كانت في مالي والسودان، حيث قطعت مالي العلاقات الديبلوماسية مع أوكرانيا بعد ثبوت تورط كييف في دعم الإرهاب والإنفصاليين في مالي، وكذلك الأمر في السودان، حيث تناقلت وسائل إعلام سودانية وعربية تقارير عديدة عن تواجد قوات أوكرانية وخبراء في مجال المسيرات ضمن صفوف قوات الدعم السريع المتمردة على القوات النظامية.
وفضلت السلطات السودانية التزام الصمت حيال هذه التدخلات السافرة من أوكرانيا واكتفت بمخاطبة الجهات الرسمية في كييف للإستعلام عن هذه التدخلات كما ذكرت بعض المصادر.
يذكر أن المبعوث الأوكراني للشرق الأوسط مكسيم صبح، كان قد صرح في لقاء له مع "العربي الجديد":"بصفتي مسؤولاً، أجد نفسي مضطراً لأن أشير بأسف إلى أن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في النزاع بصورة فردية، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع". وفي الوقت نفسه، أكد مكسيم صبح بشكل مثير للجدل:"في الوقت الحالي، لا تعتبر أوكرانيا أيًا من الأطراف المتحاربة في السودان كيانًا شرعيًا".
ونادت بعض وسائل الإعلام السودانية مؤخرًا الحكومة السودانية برفع هذا الملف في الأمم المتحدة وقطع العلاقات الديبلوماسية مع أوكرانيا كما فعلت مالي على سبيل المثال، ولعل الخلافات الأمريكية الأوكرانية الأخيرة ستسرع من التحرك السياسي والديبلوماسي السوداني، حيث كانت الحكومة في بورتسودان تلتزم الصمت لكي تحافظ على علاقاتها المتوازنة مع واشنطن، واليوم بعد وضوح عدم رغبة واشنطن بأن تستمر أوكرانيا في الحرب وإنزعاجها من تدخلها في الصراعات الخارجية ستكون الفرصة أمام السودان لإعلان موقف واضح بهذا الخصوص.
الدكتور محمد صادق .. الباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
السفارة الأوكرانية تنشر صورة لأردوغان مع زيلينسكي بعد لقاء ترامب المثير للجدل
أنقرة (زمان التركية) – بعد اللقاء المتوتر بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، نشرت السفارة الأوكرانية في أنقرة على حسابها في منصة X، صورة للرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره فولدمير زيلينسكي تم التقاطها خلال زيارة الزعيم الأوكراني إلى تركيا الأسبوع الماضي.
قام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بزيارة إلى تركيا في 17 فبراير خلال الاجتماع الأول للوفدين الروسي والأمريكي في الرياض،
وأصبحت صورة الرئيس أردوغان وهو يحمل مظلة لحمايته والرئيس الأوكراني من المطر، والتي التقطت أثناء استقباله لزيلينسكي في القصر الرئاسي ونشرتها وكالة الأناضول، موضوعًا شائعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرها البعض على أن تركيا توفر الحماية لأوكرانيا.
والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض لتوقيع اتفاقية المعادن الثمينة، لكن اللقاء في المكتب البيضاوي، كان متوترا.
وعندما اشتكى زيلينسكي من أن الإدارة الأمريكية، بما في ذلك الرؤساء الذين سبقوا ترامب، لم يوقفوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورد عليه نائب الرئيس جي دي فانس، الذي كان حاضراً في الاجتماع، قائلاً: ”سيدي الرئيس، أعتقد أنه من قلة الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي لمحاولة إثارة هذه القضية أمام وسائل الإعلام الأمريكية“.
ثم قال ترامب لزيلينسكي: ”إما أن توقّع على اتفاق سلام أو نخرج من هذه العملية، أنت تقامر بالحرب العالمية الثالثة، لا تخبرنا كيف يجب أن نشعر، نحن نحاول حل مشكلة، لا تُملي علينا كيف نشعر لأنك لست في وضع يسمح لك بإملاء ذلك بالضبط. أنت لست في وضع يسمح لك بإملاء ما نشعر به.“
بعد المقابلة التي أصبحت حدي العالم، أُلغي المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، وغادر زيلينسكي البيت الأبيض.
Tags: أوكرانياالسفارة الأوكرانيةترامبتركياروسيازيلينسكي