تقرير: الدكتور محمد صادق: التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي، في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وشهد اللقاء مواجهة وصلت الى حد التوبيخ وتوجيه الإتهامات من جانب الرئيس الأمريكي ونائبه بحق زيلينسكي، ولم يتم استكمال اللقاء والمحادثات التي كان مخطط له وتم إلغاء المؤتمر الصحفي بعد أنباء عن "طرد" زيلينسكي من البيت الأبيض بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.


وبعد تصاعد الخلاف بين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، والرئيس الأوكراني، وجه ترامب إتهامات لزيلينسكي قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة، إما أن تبرم اتفاقا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".
وبدأ التراشق في التصريحات قبل هذا القاء بعدة أيام، حيث إتهم ترامب نظام كييف بالفساد واستخدام أموال المساعدات الأمريكية في غير موضعها، مشيرًا الى تصريحات زيلينسكي بأنه لا يعلم أين ذهبت نصف الأموال الأمريكية.
وعاد زيلينسكي، بعد اللقاء مع ترامب، للحديث عن حجم هذه الأموال، ما يدل على أن الخلاف بهذا الصدد تطور وكان أحد أهم النقاط التي تم تناولها في الغرف المغلقة.
و صرح زيلينسكي عن حجم أموال المساعدات وخسائر أوكرانيا أنهم تلقوا 100 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية خلال 3 سنوات، وليس 183 مليارا كما يُزعم، وأن 67 مليار دولار منها كانت مساعدات أسلحة و31.5 مليار دولار نقدًا، وأنهم منفتحون جدًا على المساءلة بشأن هذه القضية.
وبهذا الصدد، قال الباحث في الشؤون السياسية جمال عز الدين، بأن مصادر عديدة نقلت في الشهور الأخيرة تقارير عن التدخل الأوكراني العسكري في دول أفريقية وفي صراعات خارجية لأسباب عديدة، منها بحثًا عن بعض الأهداف والمصالح للدول الأوروبية التي تقدم الدعم العسكري والمادي لأوكرانيا، وانتشرت كذلك تقارير عن بيع بعض الأسلحة المقدمة ضمن الدعم الغربي لأوكرانيا في السوق السوداء، ما يؤكد على فساد بعض القيادات السياسية والعسكرية في أوكرانيا.
هذه السياسة التي اتبعتها الإدارة الأوكرانية، كانت السبب الرئيسي في الإتهامات التي وجهها ترامب لزيلينسكي بخصوص أموال المساعدات، خصوصًا وأن أوكرانيا كانت ومازالت في أمس الحاجة للجنود والسلاح في قتالها ضد روسيا، وهذه الممارسات أزعجت الإدارة الأمريكية الجديدة.
ولعل أبرز التدخلات العسكرية الأوكرانية مؤخرًا كانت في مالي والسودان، حيث قطعت مالي العلاقات الديبلوماسية مع أوكرانيا بعد ثبوت تورط كييف في دعم الإرهاب والإنفصاليين في مالي، وكذلك الأمر في السودان، حيث تناقلت وسائل إعلام سودانية وعربية تقارير عديدة عن تواجد قوات أوكرانية وخبراء في مجال المسيرات ضمن صفوف قوات الدعم السريع المتمردة على القوات النظامية.
وفضلت السلطات السودانية التزام الصمت حيال هذه التدخلات السافرة من أوكرانيا واكتفت بمخاطبة الجهات الرسمية في كييف للإستعلام عن هذه التدخلات كما ذكرت بعض المصادر.
يذكر أن المبعوث الأوكراني للشرق الأوسط مكسيم صبح، كان قد صرح في لقاء له مع "العربي الجديد":"بصفتي مسؤولاً، أجد نفسي مضطراً لأن أشير بأسف إلى أن بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في النزاع بصورة فردية، ومعظمهم إلى جانب قوات الدعم السريع". وفي الوقت نفسه، أكد مكسيم صبح بشكل مثير للجدل:"في الوقت الحالي، لا تعتبر أوكرانيا أيًا من الأطراف المتحاربة في السودان كيانًا شرعيًا".
ونادت بعض وسائل الإعلام السودانية مؤخرًا الحكومة السودانية برفع هذا الملف في الأمم المتحدة وقطع العلاقات الديبلوماسية مع أوكرانيا كما فعلت مالي على سبيل المثال، ولعل الخلافات الأمريكية الأوكرانية الأخيرة ستسرع من التحرك السياسي والديبلوماسي السوداني، حيث كانت الحكومة في بورتسودان تلتزم الصمت لكي تحافظ على علاقاتها المتوازنة مع واشنطن، واليوم بعد وضوح عدم رغبة واشنطن بأن تستمر أوكرانيا في الحرب وإنزعاجها من تدخلها في الصراعات الخارجية ستكون الفرصة أمام السودان لإعلان موقف واضح بهذا الخصوص.

الدكتور محمد صادق .. الباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت

حماية سد مروي والدبة والخرطوم وبقية المنشآت الحيوية من المسيّرات ليس فقط في توفير نظام تشويش فعّال أو استخدام المضادات الأرضية، وإنما في استهداف الأماكن التي تنطلق منها تلك المسيّرات في أي دولة كانت_ وهو حقول مكفول بموجب ميثاق الأمم المتحدة_ ومن المعروف بداهة، وبما يتوفر للجيش من أدلة وبينات فإن تلك المسيّرات الاستراتيجية تنطلق من داخل الأراضي التشادية، وهى دولة ارتضت أن تخرق القانون الدولي الذي يمنع “استعمال القوة المسلحة ضد سيادة دولة أخرى أوسلامتها الإقليمية أو استقلالها السياسي”، وهو ما يقوم به حرفياً المرتزق التشادي محمد كاكا الذي يتلقى تعليماته من كفيله الإماراتي مباشرة للهجوم على بلادنا؛ فظل يستمرئ الفعلة لأنه رآى أن قادة السودان يكتفون فقط بالبيانات والتهديدات، فأساء الأدب حين أمن العقوبة، والمرحلة الثانية سوف يتجزأ أكثر ويحتل مواقع داخل الأراضي السودانية.
عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • زيلينسكي يندد بتزايد الضربات الروسية على أوكرانيا
  • ضربة صاروخية على وسط العاصمة الأوكرانية كييف
  • هجوم روسي جديد على أوكرانيا وزيارة فرنسية بريطانية لدعم كييف
  • في مسقط رأس زيلينسكي..كييف تعلن مقتل 19 أوكرانياً بعد هجوم روسي
  • أوكرانيا تتهم روسيا بقتـ ل 19 مدنيا في مسقط رأس زيلينسكي
  • زيلينسكي يكشف أول الدول الأوروبية التي سترسل قوات إلى أوكرانيا
  • بمسقط رأس زيلينسكي.. روسيا تستهدف اجتماعاً لكبار العسكريين في أوكرانيا |فيديو
  • زيلينسكي يدلي بتصريح عن نشر قوات أجنبية في أوكرانيا
  • أوكرانيا تستدعي سفيرها لدى السودان للتشاور