استطاعت رائدة الأعمال هبة الهطالية، أن تحول سعف النخيل وأوراق الموز إلى ورق طبيعي يمكن للخطاطين والرسامين استخدامه في تنفيذ أعمالهم الفنية نزولًا عند رغبتهم، حيث جاءت هذه المبادرة، بدافع تقليل النفايات الزراعية وتعزيز الاستدامة، مستلهمة فكرتها من تجاربها في مركز النخلة بولاية الرستاق، التابع لهيئة الحرفيين سابقًا.

وأوضحت الهطالية أنها احترفت في العمل من خلال التدريب في ورشة عمل في صناعة الورق من سعف النخيل بمركز النخلة، وتدربت لمدة عامين، وبدأت في تجربة صناعة الورق من أوراق الموز.

تمكنت الهطالية من إنتاج ورق بجودة عالية بعد عدة محاولات، ويتميز الورق الذي تصنعه هبة بملمس طبيعي ولون ترابي جذاب، مما يجعله مناسبًا لاستخدامات فنية وتعليمية، كما أنه بديل مستدام للورق التقليدي المصنع من الأشجار، ما عزّز شغفها في هذا المجال.

وأدركت الهطالية من خلال زياراتها للمعارض أن السوق لا يبحث فقط عن المنتجات السعفية التقليدية، بل هناك طلب متزايد على الورق الخام، وهو ما دفعها للتركيز على هذا المجال المتفرد، إلى جانب إتقانها لصناعة الورق، حصلت الهطالية على شهادة مدرب معتمد في هذا المجال، حيث قامت بتدريب مجموعة من النساء والفتيات في جمعيات المرأة العمانية والمدارس، بهدف نشر هذا الحرفة وتعزيز الوعي بأهمية إعادة التدوير والاستفادة من الموارد الطبيعية.

وأشارت الهطالية إلى أن عملية تصنيع الورق من سعف النخيل وأوراق الموز تمر بمراحل متشابهة، لكن لكل منهما خصائصه الخاصة، حيث تقوم بتقطيع سعف النخيل إلى قطع صغيرة، ثم تطبخه لمدة 6 ساعات، وبعدها يُفرم بالخلاط أو يُدق يدويًا بالمطرقة قبل وضعه في القوالب، ويجفف بعدها لمدة 24 ساعة، بينما يحتاج ورق الموز إلى ساعة واحدة فقط للطبخ، لكنها تُنتج كمية أقل من الورق مقارنةً بالسعف.

ولفتت الهطالية إلى أن الورق الطبيعي تستخدم له مادة كيميائية لتليينه أثناء الطبخ ولكن بعد الطبخ بتلك المادة تقوم بغسله جيدا للتخلص منها، مشيرة إلى أن العمر الافتراضي للورق طويلة بعد التقهير وذلك لاستخدامها مواد طبيعية مثل زلال البيض والنشأ والشبه وغيرها من المواد التي تحافظ على جودة الورق.

وتابعت حديثها: بعد التصنيع تقوم الهطالية بتقسيم الورق إلى نوعين: مقهر (المصقول) أي أن يكون الورق ذا سطح ناعم يناسب الخطاطين، مما يتيح لهم الكتابة بسلاسة، وورق غير مقهر وهو عادة ما يفضله الفنانون للرسم، والتطريز، والحرق بالليزر، وصناعة المنتجات الورقية.

وأفادت الهطالية أن سعر الورقة المصقولة بحجم A3 يبلغ نحو 7 ريالات عمانية، في حين توفر أحجامًا أخرى أصغر غير مصقولة، نظرًا لارتفاع الطلب على الحجم الكبير، موضحة أن جودة ورق الموز تفوق ورق السعف حاليًا، لكنها تسعى إلى تطوير تقنياتها لتحسين جودة الورق المصنوع من السعف ليضاهي المستويات المطلوبة أو أن تكون وفق توقعات الفنانين.

تواجه هبة تحديات عدة، أبرزها ضيق المساحة في منزل أسرتها، حيث لا تتوفر لديها ورشة عمل مناسبة، مما يجعل عملية الطبخ والتجفيف صعبة، خاصة مع انبعاث روائح قوية من عملية الطبخ وتفاعلها مع المحاليل المستخدمة في تليين الألياف، كذلك، فإن الاعتماد على الأدوات اليدوية يحدّ من الإنتاجية، مما دفعها إلى البحث عن حلول تقنية، فمن خلال إحدى زياراتها لهيئة الوثائق والمخطوطات، تمكنت من تجربة آلة متخصصة، ووجدت أن استخدامها ساعد في إنتاج هذا الورق بجودة عالية، إلا أن تكلفة هذه الآلات تتراوح بين 5000 إلى 10000 ريال عماني، مما يجعلها بحاجة إلى دعم مالي لتحقيق حلمها في إنشاء مصنع متكامل، مؤكدة أن هذا المجال يمثل فرصة مبتكرة للحفاظ على البيئة وتعزيز الحِرَف التقليدية بروح عصرية.

وأشارت الهطالية إلى أنه بتأسيس هذا المصنع المتخصص سيساعدها في تحسين جودة الورق وزيادة الإنتاجية، وهو ما سيتيح لها إيجاد فرص عمل للفتيات العمانيات، حيث تتوقع أن يسهم المصنع في توظيف عدد من العاملات لمساعدتها في توسيع نطاق الإنتاج، كما تطمح إلى تطوير منتجاتها لتشمل ترميم الكتب والمخطوطات، وصناعة أغلفة الكتب والمجلات والمصاحف، ما يجعل الورق العماني خيارًا منافسًا. تعتمد الهطالية في التسويق لمنتجاتها على المعارض كقناة تسويق رئيسية، حيث تتواصل مع الخطاطين والفنانين الذين يروجون لمنتجاتها، إلى جانب الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع، كما أنها تشارك في المعارض المدعومة من قبل هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مجانًا، في حين تتحمل تكلفة المشاركة في المعارض الأخرى بنفسها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا المجال سعف النخیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس: إدخال الغذاء والدواء لغزة «حق طبيعي» وخطوة جوهرية لوقف الكارثة الإنسانية

أكدت حركة حماس أن وصول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة يمثل حقًا طبيعيًا وضرورة إنسانية عاجلة لوقف الكارثة المتفاقمة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في القطاع.

واعتبرت الحركة في بيان لها، اليوم السبت، أن عمليات إنزال المساعدات الجوية التي يقوم بها الاحتلال ما هي إلا "خطوة خادعة تهدف إلى تبييض صورته أمام العالم والالتفاف على المطالب الدولية والإنسانية لرفع الحصار ووقف سياسة التجويع التي يعتمدها بحق سكان القطاع".

وأضافت الحركة أن خطة الاحتلال للتحكم في إدخال المساعدات الإنسانية، سواء عبر الإنزال الجوي أو ما يعرف بالممرات، تمثل "أسلوبًا مُمنهجًا لإدارة التجويع وتعريض حياة المدنيين للخطر"، مُشدّدة على أن الحل الجذري يكمن في "وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وفتح المعابر البرية لتدفق المساعدات تحت إشراف أممي نزيه وفعّال".

وأشارت “حماس” إلى أن القيود التي يفرضها الاحتلال على إدخال المساعدات الإنسانية أدت إلى "استشهاد أكثر من ألف فلسطيني وإصابة ما يقارب الستة آلاف، في جريمة حرب موصوفة تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي".

واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أهمية استمرار الضغوط الدولية والشعبية لكسر الحصار ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، محذرة من الانخداع بـ"دعاية الاحتلال التضليلية التي تهدف إلى تزييف الحقائق وتبرئة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين".

طباعة شارك حركة حماس قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي الشعب الفلسطيني الإبادة الجماعية الغذاء والدواء إلى قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • معيط: دمج المراجعتين الخامسة والسادسة لصندوق النقد إجراء طبيعي وتقدير للظروف الاستثنائية
  • المشاط: مصر لديها تجربة رائدة في تمويل التنمية وحشد الشراكات الدولية وتنفيذ المنصات الوطنية المحفزة للاستثمارات المناخية
  • مشاريع على الورق وقروض لا تعود.. أموال الدولة تُستنزف باسم التنمية
  • وزارة الزراعة تعلن الإكثار من زراعة النخيل والفواكه والزيتون
  • دراسة رائدة تكشف عن السبب الذي يجبر الدماغ على النوم
  • محافظ السويداء لـ سانا: قوافل المساعدات تدخل المحافظة يومياً وبشكل طبيعي
  • مع ارتفاع درجات الحرارة .. هل من الأفضل تناول الآيس كريم يوميا؟
  • حماس: إدخال الغذاء والدواء لغزة «حق طبيعي» وخطوة جوهرية لوقف الكارثة الإنسانية
  • اكتشاف مذهل: عصير طبيعي يخفض ضغط الدم بسرعة لدى كبار السن!
  • أوريغامي.. حين يتحول الورق إلى معلم للصبر والتركيز