رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لم يغفل الأدباء والروائيون عن توثيق المسحراتي في كتبهم تلك الشخصية الرمضانية الفريدة، فأبدعوا في تصويرها لدرجة جعلتنا نحب وصفهم للمسحراتي أكثر مما نراه في الواقع ومن هؤلاء الكتّاب أحمد بهجت، الذي جسّد المشهد ببراعة في مجموعته القصصية "صائمون والله أعلم". يصف بهجت المسحراتي وهو يمسك بقطعة جلد يضرب بها على طبلته في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، مرددًا كلماته الشهيرة:
"لا أوحش الله منك يا شهر الصيام"، و "اصحَ يا نايم وحّد ربك".
لكن هذه الكلمات، التي كانت توقظ الجميع قديمًا، أصبحت الآن لا تفزع إلا القطط النائمة، بل حتى المسحراتي نفسه. فمع مرور الأيام وتكرار العبارات يوميًا، فقدت بريقها، كأنها ثوب قديم لم يعد يمنح دفئه في برد الشتاء. يسخر المسحراتي من مهمته، إذ لم تعد كلماته توقظ أحدًا، بعدما حلّت المنبّهات والتلفزيونات مكانه، على عكس الماضي، حيث كانت الشمس ساعة النهار والقمر ساعة الليل.
ويواصل بهجت وصفه لتلك الأيام الطيبة، عندما كان رمضان يجمع الناس في المساجد للعبادة، ثم إلى المقاهي للسهر، ثم إلى البيوت للراحة. حينها، كان القرّاء والمنشدون يحيون ليالي رمضان بالذكر والإنشاد وتلاوة قصص المولد، وكان للمسحراتي مكانة خاصة، فهو الوحيد الذي امتهن هذا العمل. أما اليوم، فقد أجبرته الظروف على العمل في مهن متعددة، لكنه لم يسلم من صخب الحياة وضجيجها، فباتت كلماته تضيع وسط زحام العصر الحديث.
يقول بهجت أن المجتمع لم يعد في حاجة حقيقية إلى ظاهرة المسحراتي كما كان في الماضي، فقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة، من كهرباء وتلفزيون وإنترنت، تجعل الناس ساهرين حتى الصباح دون الحاجة لمن يوقظهم للسحور أو لصلاة الفجر ورغم ذلك، لا يزال للمسحراتي مكانة خاصة في قلوب الناس، ليس فقط لدوره التقليدي، ولكن لصوته العذب وحكمه ومقولاته التي ينسجها في مقطوعات موسيقية ممتعة، تحمل عبق الزمن الجميل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احمد بهجت رمضان المسحراتي
إقرأ أيضاً:
الدوري الإسباني يسجل أعلى أرباح في تاريخه الموسم الماضي
ماجد محمد
سجلت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم أرباحًا قياسية خلال موسم 2023-2024، لتواصل تأكيد موقعها كواحدة من أقوى البطولات العالمية من الناحية الاقتصادية.
وأشارت الرابطة، في تقرير اقتصادي حصلت عليه “رويترز” اليوم الأربعاء، إلى أن الموسم الماضي شهد أداءً ماليًا استثنائيًا يعكس استراتيجيتها المستقرة ونموها المتواصل.
ووفقًا للتقرير، بلغت الإيرادات الإجمالية 5.049 مليار يورو، محققة زيادة بنسبة 3.2% مقارنة بموسم 2022-2023.
وفي سياق متصل، تجاوزت الأرباح الناتجة عن الرعاية والحقوق الرياضية حاجز المليار يورو للسنة الثانية على التوالي، مدعومة بتوسع الرابطة في الأسواق الدولية.
ومن جهة أخرى، حققت الملاعب الإسبانية أرقامًا تاريخية على صعيد الحضور الجماهيري، إذ استقبلت نحو 16 مليون مشجع، بمتوسط إشغال بلغ 75.4% في مختلف المباريات.
وبالنسبة للموسم الحالي 2024-2025، تتوقع الرابطة تحقيق نتائج أفضل على الصعيدين المالي والتشغيلي، مدفوعة بنمو الإيرادات وتحسن الكفاءة في إدارة الموارد.