مشاهد مؤلمة.. رحلة موت لنازحي الفاو أفرزتها حرب السودان
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
وفوجئ مقدم البرنامج سوار الذهب بسيدات يذرفن الدموع على طفلة تبلغ من العمر 12 عاما خلال رحلة النزوح مع عائلتها بسبب حمى أصابتها ولم يستطعن دفنها.
جاء ذلك مصادفة خلال تفقد مقدم البرنامج نازحي الفاو بولاية القضارف (شرق البلاد) القادمين من ولاية الجزيرة (وسط)، إذ تفاجأ بأسرة نزحت منذ 7 أيام وفقدت ابنتها في الطريق، ولم تجد سيارة لنقلها إلى المقابر.
وقال الذهب معلقا إن هذه الواقعة تظهر صورة من صور المعاناة والوجع والألم الذي يعتصر أهل السودان من جراء الحرب، مؤكدا أن الناس تعيش ظروفا "لا يعلمها إلا الله".
وتولى مقدم البرنامج وفريقه نقل الطفلة المتوفّاة إلى المقابر من أجل دفنها، ليتفاجأ هناك أيضا بوجود عشرات القبور لنازحين توفوا بسبب وباء الكوليرا والمياه غير الصالحة للشرب.
ووثق البرنامج شهادات سودانيين قالوا إن النازحين يتوفون خلال مشيهم على الأقدام أو عبر عربات تجرها حيوانات في رحلة النزوح لمدة 7 أو 8 أيام.
وكذلك، لا يعرف مصير بعض النازحين من ولاية الجزيرة الذين خرجوا مشيا على الأقدام منذ 20 يوما ولم يصلوا إلى مدينة الفاو، وفق تلك الشهادات.
وقال شهود عيان لـ"عُمران 5″ إن قوات الدعم السريع قتلت نازحين خلال رحلة النزوح، وروى بعضهم -وكانوا في المقابر- جزءا من تلك الفظائع مثل إعدام شاب أمام والدته رغم استغاثتها وطلبها عدم قتله لكونه نجلها الوحيد من دون استجابة.
إعلان أرقام أمميةوفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان ارتفاع عدد النازحين السودانيين من ولاية الجزيرة إلى أكثر من 135 ألفا.
وأشار المكتب إلى تقارير تحدثت عن أطفال مفقودين أو غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم بين النازحين، وآخرين مصابين بطلقات نارية متعددة واعتقالات تعسفية ومحتجزين في أجزاء من الجزيرة، وكشف عن وقوع "عنف واعتداء جنسي" ضد الفتيات والمراهقات، أدى إلى انتحار بعضهن.
ووثق ناشطون سودانيون آنذاك عبر مقاطع مصورة، توافد نازحين من 120 قرية في ولاية الجزيرة إلى مدينة الفاو بولاية القضارف بعد فرارهم من مجازر قوات الدعم السريع.
بدوره، كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأميركية عن تمدد كبير في مواقع المقابر بشرق ولاية الجزيرة، مما يؤكد ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع جماعية ضد المدنيين ومجتمعاتهم.
وتسببت الحرب التي تدور رحاها في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 في أضرار كبيرة وخراب واسع النطاق، ودمار في البنية الأساسية والمرافق الحيوية، وخلفت وراءها عشرات آلاف القتلى من المدنيين والملايين من النازحين داخل السودان، واللاجئين إلى خارج الحدود.
3/3/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ولایة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
تصاعد حدة معارك السودان.. قتلى بهجمات «الدعم السريع» على نهر النيل
قال حاكم ولاية نهر النيل السودانية في بيان “إن 11 شخصاً على الأقل قتلوا في غارة شنتها قوات “الدعم السريع” باستخدام طائرة مسيرة على مخيم للنازحين في الولاية، كما أسفر الهجوم أيضاً عن تعطيل محطة الكهرباء الإقليمية للمرة الرابعة، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المواطنين لفترة طويلة”.
وتعد هذه الغارة جزءاً من “سلسلة من الهجمات التي استهدفت محطات توليد الطاقة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش في السودان، حيث كانت الضربات السابقة لا تتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى، وأشارت مصادر محلية إلى “أن الهجوم، الذي وقع صباح الجمعة، استخدم صواريخ متعددة وأسفر عن اشتعال النيران في بعض الخيام، ما أدى إلى إصابة 23 شخصاً آخرين، بينهم تسعة أطفال”.
وفي شهادات مروعة، قالت مشاعر حميدان، وهي إحدى النازحات، “إنها سمعت انفجاراً ضخماً صباحاً وعثرت على عائلتين محترقتين بالكامل داخل خيامهما أثناء نومهما”. وأضافت بحزن: “غادرنا الخرطوم هرباً من الحرب، لكن الحرب لحقت بنا هنا”.
وتجدر الإشارة إلى أن “المخيم الذي تعرض للهجوم يضم نحو 179 عائلة نازحة من مناطق القتال في العاصمة، وكان يعيش في ظروف صعبة دون تلقي المساعدات الإنسانية الكافية، وقد شوهدت أعمال إزالة للمخيم بعد الحريق، حيث تم نقل السكان إلى مكان غير معلوم”.
يأتي هذا التصعيد في وقت حرج، حيث تتصاعد حدة القتال في إقليم دارفور، حيث تواصل قوات “الدعم السريع” محاولاتها للسيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الجيش، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المواطنين.