يهل علينا من جديد شهر رمضان بنسماته العطرة، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن والصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتضاعف فيه الحسنات، شهر فضله الله على سائر شهور العام، وجعل فيه ليلة خيرا من ألف شهر، ليلة القدر.
وحرصًا على الصيام الصحيح، يوجد العديد من الأسئلة التي يحتار في أمرها البعض ويجيب عليها فضيلة الشيخ فتحي الزيات من علماء الأزهر الشريف.
ما الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم بوجه عام سواء في شهر رمضان أو غيره من الشهور؟
يتطلب الصوم الكثير من الصبر والتحمل والتركيز الذهني، ما ينعكس على صفات الصائمين والتي من أهمها:
1- الإيمان والتقوى: حيث يقوم الصائم بتقوية إيمانه بذكر الله وتحصيل الثواب.
2- الصبر والتحمل: فالصائم يتحمل الجوع والعطش والتعب من أجل الله ومن أجل تطهير نفسه.
3- الإحسان والعطاء: حيث يتميز الصائم بتقديم الخير والعطاء والإحسان للآخرين، ويسعى جاهدًا لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
4- الصدق والصفاء: يتميز الصائم بصدقه وصفائه، ويحرص على أن يكون كلامه وأفعاله صادقة ونقية.
5- العفو والتسامح: يتحلى الصائم بالعفو والتسامح وعدم التعصب والحقد، ويسعى جاهدًا لتحسين العلاقات الإنسانية.
هل النية للصيام يجب أن تكون بالتلفظ قبل بداية الشهر أم يكفى ما يدل عليها من أعمال الاستعداد للصيام؟ وهل يجب تجديد النية في كل يوم من أيام رمضان؟
لا يشترط التلفظ بالنية في الصيام ما دام الإنسان قد نوى الصيامَ بقلبه، وإنما يُشترط تبييت النية قبل الفجر، لقول النبي ﷺ: «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له» [أخرجه النسائي]، لكنَّه ينبغي أن يعلم أن لكل يوم نيةً مخصوصةً -كما ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء- وذهب المالكية إلى أن المسلم لو نوى أول الشهر صيام الشهر كله صحَّ صومه.
ما حكم من يفطر على صوت أذان المؤذن فى المسجد القريب منه ولم يكن قد أذن فى إذاعة القرآن الكريم؟
الفطر من الصوم منوطٌ بغروب الشمس، وليس بأذان المؤذن، فإذا غربت الشمسُ جاز الفطرُ لقوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ. {البقرة:187}.. وقال صلى الله عليه وسلم: إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم. متفق عليه.
فإذا كان المؤذنُ يؤذن بعد غروب الشمس بهذه المُدة جاز لهؤلاء الناس أن يفطروا بعد التحقق من غروب الشمس، بل يستحب ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. أخرجه البخاري.
وأما إذا كان المؤذن يؤذن عند دخول الوقت كما هو المعتاد، فإن ما يفعله هؤلاء من الفطر قبل الأذان وقبل غروب الشمس مفسد للصوم.
هل يجب الإمساك عن الطعام والشراب بمجرد سماع قول الله أكبر فى الفجر أم يمكن للصائم الشراب والطعام حتى انتهاء المؤذن من الصلاة؟
الصوم المشروع هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني «الصادق» إلى غروب الشمس.. فعن ابن عباس -رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الفجر فجران: فجر يحرم الطعام، وتحل فيه الصلاة، و فجر تحرم فيه الصلاة، ويحل فيه الطعام» رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه.
قال أبو بكر ابن خزيمة:«قوله: فجر يحرم فيه الطعام يريد على الصائم، فإذا كان المؤذن يؤذن لطلوع الفجر وجب الإمساك بمجرد سماع الأذان.
اقرأ أيضاًفتاوى رمضان 2024.. حكم تأخير الإفطار وترك السحور لكسر الشهوة
"الفتاوي الرمضانية" لقاء ديني بمسجد القرية الحمراء بالحمام
تنسيق بين الأوقاف ووعظ الغربية استعدادا لشهر رمضان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان رمضان الصيام فتاوى رمضانية اذاعة القران الكريم ا يام رمضان غروب الشمس
إقرأ أيضاً:
كيف نعرف أننا صادقون مع الله؟.. الدكتور أسامة قابيل يجيب
أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف أن الصدق مع الله ليس مقتصرًا على مواسم الطاعات مثل شهر رمضان أو الأعياد، بل يجب أن يكون أسلوب حياة مستمرًا يتبعه المسلم في كل وقت وحين.
وقال العالم الأزهري خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، بحلقة برنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "MBC MASR2"، اليوم الاثنين: "الصدق مع الله هو من أهم القيم التي علمنا إياها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجب أن نتمسك به دائمًا في حياتنا، سواء في عباداتنا أو نوايانا أو حتى في تعاملاتنا اليومية مع الناس."
وأضاف: "خلال شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى، عشنا أوقاتًا مليئة بالطاعات والتقرب إلى الله، وعلينا أن نستمر في هذه الروح بعد انقضاء هذه الفترات، لأن الصدق مع الله يجب أن يكون جزءًا من حياتنا اليومية، ولا يقتصر على أوقات معينة."
كما أشار إلى قوله تعالى: "فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله"، مؤكدًا أن هذه الآية تدعونا إلى الاستمرار في ذكر الله والتمسك بالصدق في جميع الأوقات، سواء في مناسك الحج أو الصلاة أو في غيرها من الطاعات، موضحا أن التراخي بعد موسم الطاعات يُعد من أكبر التحديات التي يواجهها المسلم، حيث إن الحفاظ على الصدق مع الله يتطلب جهدًا مستمرًا.
وأوضح أنه كما أن المسلم يضحي بماله وصحته في الحج تقربًا إلى الله، فإنه يجب عليه أيضًا أن يستمر في العبادة والصدق مع الله بعد أداء مناسك الحج، قائلاً: "إن الحياة في سبيل الله تتطلب منا الثبات على الطاعة في كل وقت، وليس في أوقات معينة فقط."
وأكد على أن الثبات على الصدق مع الله يفتح للإنسان أبواب الجنة، مستشهدًا بالآية الكريمة: "إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر"، مشدد على ضرورة الدعاء إلى الله بالثبات على الصدق في كل تفاصيل الحياة، وهذا ما يضمن للإنسان النجاح في الدنيا والآخرة.