البوابة نيوز:
2025-04-24@15:10:36 GMT

الدور المصري الذي لا غنى عنه

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كعادتها، لا تحتاج مصر إلى أن ترفع صوتها أو تستعرض قوتها، فهي تمارس نفوذها بصمت، ولكن بفعالية لا تخطئها عين. الدور المصري في تسليم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس لم يكن مجرد "وساطة"، بل كان بمثابة العمود الفقري لعملية التبادل بين الجانبين. القاهرة لم تكن مجرد ممر آمن للرهائن المفرج عنهم، بل كانت الضامن الأساسي لتنفيذ الاتفاق، بما تمتلكه من ثقل سياسي وعلاقات متشابكة مع كل الأطراف المعنية.

بحسب المعلومات، فإن الاتفاق تضمن تسليم قوائم الرهائن الإسرائيليين عبر الوسطاء، وعلى رأسهم الجانب المصري، الذي تكفل بنقلهم إلى الأراضي المصرية، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي قبل عبورهم إلى إسرائيل عبر معبر العوجا. وهذا السيناريو ليس جديدًا، بل هو امتداد لدور مصري تاريخي في هذا الملف، فلطالما كانت القاهرة لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات تتعلق بقطاع غزة.

ما يلفت الانتباه أن العلم المصري كان حاضرًا في مراسم التسليم في خان يونس، وهو ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل رسالة واضحة بأن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة، وصاحبة اليد الطولى في هندسة التوازنات الدقيقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لكن رغم هذه الجهود، تظل الأوضاع متوترة على الأرض.. إسرائيل، كعادتها، تتعامل بمنطق القوة، مهددةً باستئناف العمليات العسكرية إذا لم تلتزم حماس بشروط التهدئة، فيما تشترط الأخيرة إدخال شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع قبل الإفراج عن دفعات جديدة من الرهائن. وفي هذه المعادلة المعقدة، تتواصل جهود مصر وقطر لمنع انهيار الهدنة، وسط مراوغات إسرائيلية وابتزاز سياسي واضح.

القاهرة، التي تقود المشهد بهدوء، قدمت رؤية متكاملة للخروج من الأزمة، تبدأ بوقف إطلاق النار، مرورًا بتبادل الأسرى والرهائن، وانتهاءً بفتح ملف إعادة الإعمار. هذه المفاوضات الشاقة امتدت لأكثر من 15 شهرًا، وأسفرت في النهاية عن هذا الاتفاق.

وفيما تواصل إسرائيل محاولاتها للتمسك بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) حتى نهاية العام، تزداد المخاوف من أن تكون هذه مجرد خطوة ضمن مخطط أوسع للسيطرة على القطاع بالكامل. كل هذا يجري وسط تصعيد خطير في الضفة الغربية، حيث تسير إسرائيل على خطى ممنهجة لتعزيز احتلالها، غير عابئة بأي جهود دولية لإحلال السلام.

وسط هذا المشهد المعقد، يترقب الجميع القمة العربية الطارئة التى تُعقد اليوم بالقاهرة، فى انتظار الإعلان عن موقف عربي موحد وحاسم. أما الولايات المتحدة، فتمارس ازدواجية معتادة، حيث يتحدث ترامب عن أن قرار وقف إطلاق النار "شأن إسرائيلي"، وكأن الفلسطينيين ليسوا جزءًا من المعادلة!

ما هو واضح أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، فالإسرائيليون لا يزالون يتعاملون بعقلية القوة الغاشمة، والفلسطينيون يدفعون الثمن، فيما يعمل العرب، وعلى رأسهم مصر، على أن يحافظوا على الحد الأدنى من الاستقرار وسط بحر هائج من الصراعات والمصالح المتضاربة. لكن إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ هذا هو السؤال الذي لا يملك أحد الإجابة عليه حتى الآن فى ظل الدعم الأمريكى غير المحدود للعنجهية الإسرائيلية!

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرهائن الإسرائيليين إسرائيل مصر

إقرأ أيضاً:

اليمن يُسقط قناع الهيمنة الأمريكية

 

لم يعد اليمن مجرد نقطة على الخريطة، بل أصبح أيقونة للمقاومة، حيث يواجه قوى الاستكبار بإرادة لا تلين، متحديًا قرارات القوى العظمى، ومُجبرًا بوارجها على التقهقر والفرار. هذا الصراع ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو إعلان عن ميلاد فجر جديد، زمن تتنفس فيه الشعوب عبير الحرية.

في عالم يعج بالصراعات والتحديات، يبرز الصراع بين أمريكا واليمن كأحد أبرز تجليات أفول الهيمنة الأمريكية التي استعبدت الشعوب لعقود طويلة. لقد أثبتت الأحداث أن اليمن ليس مجرد نقطة على الخريطة، بل هو رمز للصمود والكرامة، حيث واجه قوى الاستكبار بإرادة حديدية، متحديًا قرارات القوى الكبرى، ومُجبرًا بوارجها على الفرار من مياهه. هذا الصراع يكشف عن هشاشة الهيمنة الأمريكية التي كانت تبدو عصية على الكسر، ويعكس قدرة الشعوب على استعادة حقوقها وكرامتها في وجه الظلم.

إن ما نشهده من صراع بين أمريكا واليمن هو تجسيد حقيقي لنهاية عصر الهيمنة الأمريكية التي استعبدت بها شعوبًا وأممًا. لقد أثبت اليمن أنه قادر على مواجهة التحديات وإذلال القوي، حيث تحدى قراراتها وطرد بوارجها، مما أظهر عجزها عن تحقيق أي إنجاز يُذكر في مواجهته.

أمريكا لا تسيطر على العالم بقوتها العسكرية فحسب، بل تعتمد أيضًا على دعم الأنظمة العربية التي خضعت لها، وتضخيم صورتها عبر الدعاية والإعلام. لكن الواقع يكشف عن ضعفها المتزايد، فهي اليوم في حالة من التراجع والاهتزاز، على عكس الصورة الوردية التي تحاول رسمها عن نفسها كقوة مهيمنة لا تُقهر.

من يتأمل الأحداث منذ عام 2000، يجد أن جميع حروب أمريكا كانت فاشلة، فقد تكبدت خسائر فادحة في أفغانستان والعراق، وها هي اليوم تواجه الفشل الذريع في اليمن. حتى مخططاتها لإنشاء تنظيم “داعش” لم تحقق أهدافها، حيث هُزمت تلك الجماعات في العراق، وكان البديل هو الحشد الشعبي الذي يقف سدًا منيعًا ضد النفوذ الأمريكي.

إن ما يحدث اليوم هو دعوة للاستيقاظ، وتأكيد على أن الشعوب قادرة على استعادة كرامتها وحقوقها، وأن الهيمنة لا تدوم، وأن النصر سيكون حليف الحق دائمًا.

إن ما يحدث اليوم في اليمن هو أكثر من مجرد صراع عسكري؛ إنه دعوة للوعي والاستنارة. لقد أثبت اليمن للعالم أن الهيمنة لا تدوم، وأن القوة الحقيقية تكمن في إرادة الشعوب وعزيمتها. إن تراجع أمريكا وفشل مخططاتها العسكرية والسياسية يؤكدان أن الحق سيظل دائمًا أقوى من الباطل، وأن النصر سيكون حليف من يتسلح بالعقيدة والإيمان. فلنستمر في دعم قضايا الحق والعدالة، ولنتذكر دائمًا أن الشعوب التي تقف في وجه الظلم هي التي تكتب التاريخ بدمائها وعزيمتها.

إن صمود اليمن ليس مجرد حدث عابر، بل هو زلزال يهز أركان الهيمنة الأمريكية، وبشارة فجر جديد تشرق فيه شمس الحرية على الشعوب المستضعفة. فليعلم العالم أجمع أن اليمن، بإيمانه وعزيمته، قد أسقط قناع القوة عن وجه أمريكا، وكشف زيف ادعاءاتها بالديمقراطية والعدالة. وها هو اليوم، يقف شامخًا، متحديًا، مُلهمًا، ليُعلن للعالم أن زمن الاستعباد قد ولى، وأن زمن الشعوب الحرة قد أزف. فلنستلهم من صمود اليمن، ولنعمل معًا من أجل بناء عالم يسوده العدل والسلام، وتُحترم فيه كرامة الإنسان.

مقالات مشابهة

  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
  • واشنطن وطهران.. مقارنة بين اتفاق 2015 ومطالب 2025 وموقف إسرائيل
  • حزب مصر القومي: الجيش المصري السند الذي لا يتخلى عن وطنه
  • رئيس شباب النواب: تحرير سيناء شاهدة على عظمة الجيش المصري وهزيمة إسرائيل
  • الدرقاش: من يقاطع منتجات النسيم مجرد “بيدق”
  • هذا هو البابا الفقير الذي تكرهه إسرائيل
  • اليمن يُسقط قناع الهيمنة الأمريكية
  • الخليفي: تصريحات نتنياهو مجرد جعجعة
  • ثمن التخاذل
  • ذكرى تحرير سيناء| يوم النصر والصمود الذي يجسد إرادة الشعب المصري.. ويحفز الأجيال القادمة على البناء والتنمية