لجريدة عمان:
2025-03-03@22:29:44 GMT

متطلبات شهر رمضان والتوازن الاستهلاكي

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

يشهد شهر رمضان نمطا استهلاكيا مختلفا عن باقي الشهور والمناسبات عموما، مما يترتب على ذلك من ارتفاع ملحوظ في مستوى الإنفاق الأسري؛ بسبب الإفراط في المشتريات أحيانا الناتج عن التسوّق في حالة الصيام، ورغم خصوصية الشهر الفضيل للتقرب أكثر إلى الله والاستمتاع بالأجواء العائلية التي غالبا ما يرافقها إعداد أصناف مختلفة من الطعام بكميات كبيرة تزيد عن الحاجة في معظم الأحيان، إلا أن ذلك لا يبرر التهافت على الأسواق والمحال التجارية لشراء ما يزيد عن حاجة الصائم عند الإفطار، وهو ما يؤثر على العرض والطلب على السلع سلبا من خلال ارتفاع الأسعار بسبب قوة الطلب مقارنة بالعرض، ولذلك يوصي الخبراء الاقتصاديون بوجود خطة لشراء مستلزمات شهر رمضان الفضيل قبل بداية الشهر، أو بعد الإفطار يوميا لأن الصائم غالبا يكون في حالة عدم توازن استهلاكي، وحتى تستطيع الأسرة معرفة احتياجاتها الضرورية بدلا من التسوّق غير المنظم الذي يرهق كاهل الأسر ماديا ويؤثر على الإيفاء بمتطلبات الحياة الاجتماعية مستقبلا، بسبب اندفاعه اللاواعي إلى شراء السلع غير الضرورية أو تلك التي تفيض عن حاجته.

وفي كل الأحوال فإن التسوق غير المتزن يؤدي إلى أمرين متوقّع حدوثهما، الأول: التكلفة الإضافية المنعكسة عن التسوّق العشوائي الذي يفوق حاجة المستهلك، والآخر: احتمالية تعرض السلع المشتراة إلى التلف بسبب تخزينها لفترة طويلة لزيادتها عن الحاجة في أيام الشهر الفضيل، وعدم تفضيل استخدامها بعد شهر رمضان.

أرى من الضروري اتباع منهجيات فاعلة للتوفير خلال شهر رمضان الفضيل، فكلما استطاع الفرد ضبط الجوانب المالية زادت قدرته المالية على الإيفاء بمتطلبات حياته اليومية، وهذا يتحقق من وجهة نظري من خلال التخطيط الجيد للميزانية المخصصة لشراء احتياجات شهر رمضان، ومرونة تعديل الميزانية في حال طرأت مستجدات خلال الشهر من حيث زيادة الإنفاق أو تقليله، ولضبط الميزانية لا بد من وضع تقديرات أولية لتكلفة الوجبات اليومية للأسرة مع الوضع في الحسبان تكلفة الإفطار في حالة الزيارات والتجمعات الرمضانية.

يعد التوازن بين الاستهلاك والتوفير هو أبرز التحديات التي تواجه بعض الأسر خلال شهر رمضان الفضيل، واستدامة الوضع المالي حتى نهاية الشهر ووجود قدرة مالية كافية للاستعداد لعيد الفطر السعيد، وهو ما يستدعي التفكير جديا في معالجة السلوكيات الناتجة عن الاقتصاد السلوكي الذي يحرّك الجوانب العاطفية والنفسية في اتخاذ القرار، مما يدفع أفراد المجتمع إلى الإسراف في التسوّق وفي إعداد أصناف الطعام؛ لذلك من المهم أن تلتزم الأسرة بالخطة المالية المخصصة لشهر رمضان الفضيل عبر تكثيف الجوانب التوعوية والتثقيفية لأفراد المجتمع وأن تتخللها الثقافة المالية التي تعين الفرد على الإدارة المالية الصحيحة.

إن أحد المعوقات الرئيسة لضبط التوازن الاستهلاكي في شهر رمضان الفضيل، هو غياب التخطيط المسبق وضعف الإدارة المالية خلال الشهر، إضافة إلى الشراهة في التسوّق؛ بسبب العروض الترويجية المغرية للتخفيضات التي يقوم بها الناشطون الاجتماعيون في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل أفراد المجتمع في حالة من الاندفاع غير المبرر للاستفادة من التخفيضات في شراء أكبر قدر من السلع قبل نفاد فترة التخفيضات، وهنا يأتي دور المجتمع بمختلف أطيافه لضبط التوازن الاستهلاكي وعدم تغليب العاطفة والجانب النفسي في التحكم بقراراته الشرائية، ورغم الصعوبة في تقييد أفراد المجتمع على التقيد بأسلوب واحد في الإفطار بسبب اختلاف عدد أفراد الأسرة واختلاف تفضيل أصناف معينة من الطعام التي يكثر استهلاكها في الشهر الفضيل، إلا أن غرس ثقافة عدم الإسراف في إعداد الطعام بات أمرا ضروريا للتخلص من بعض السلوكيات التي تؤدي إلى إحداث خلل مالي في ميزانية الأسرة طيلة الأشهر المتبقية من العام بعد نهاية شهر رمضان، ربما تؤثر مباشرة على الإيفاء بمتطلبات اجتماعية أشد احتياجا في الأوقات الأخرى، وهنا أضع مقترحا بأهمية تنظيم حوارات مجتمعية وأسرية سواء عبر مؤسسات المجتمع المدني أو تطوعية؛ بهدف التأكيد على أهمية التوازن الاستهلاكي في شهر رمضان مع ضرورة استحضار أثر النعم التي أسبغها الله على عباده بأن رزقهم من فضله وضرورة المحافظة عليها وخطورة رميها في القمامة، أيضا من المهم أن تتبنى المؤسسات التعليم بمختلف مستوياتها دمج بعض المفاهيم والمصطلحات التي ترفع مستوى الوعي بالإدارة المالية الجيدة في مثل هذه المناسبات، وإن كانت في كثير من الأحيان تعتمد كليا على الخصوصية المرتبطة بمجتمع معيّن، إلا أن تكثيف جرعات التوعية والتثقيف بحالة الإسراف في الشراء وإعداد الطعام بكميات كبيرة تمنع الفرد من الدخول في دوامة الديون والعجز على الإيفاء بالاحتياجات المجتمعية اليومية الأخرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شهر رمضان الفضیل أفراد المجتمع على الإیفاء فی حالة التسو ق

إقرأ أيضاً:

أمير نجران يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل من الأهالي والمسؤولين

استقبل صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، بديوان الإمارة أمس الأحد، المهنئين بمناسبة حلول شهر رمضان، من مشايخ وأهالي ومسؤولي المنطقة.

 

ونقل سموه تهاني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء، -حفظهما الله-، بالشهر الفضيل.

اقرأ أيضاًالمملكة“البيئة” تؤكد أهمية شراء المنتجات المحلية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية وتعزيز الأمن الغذائي

 

وقال سموه في حديثه: “إن من أجل النعم علينا ونحن نبلغ هذا الشهر الكريم، نعمة الإسلام، ونعمة ولاة الأمر في هذه البلاد”، منوهًا بمبادرة القيادة الكريمة بالتبرع لحملة “جود المناطق2” التابعة لمنصة “جود الإسكان”، بمبلغ 150 مليون ريال، التي تعكس التزام المملكة المستمر بتعزيز مكانتها في العمل الخيري، وحرصها على مواصلة مسيرة العطاء، تجسيدًا لقيم المبادرة في الأعمال الخيرية، وتمسك المملكة الدائم بالريادة في العمل الخيري محليًا ودوليًا، مبينًا أن هذا الدعم السخي يؤكد بشكل جليّ ما يحظى به قطاع الإسكان من اهتمام القيادة الرشيدة -أيدها الله-، وسعيها لتحسين جودة الحياة، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030، داعيًا المشايخ ورجال الأعمال والميسرين بالمشاركة في حملة جود الإسكان، لتعزيز قيم التكاتف والتراحم التي يحث عليها ديننا وعاداتنا وثقافتنا، في شهر الجود والرحمة شهر رمضان.
وثمن سموّ أمير منطقة نجران، المبادرات التي أطلقتها العديد من الجهات الحكومية بالمنطقة، وشملت مبادرة “أجر وعافية”، التي ينظمها فرع وزارة الصحة، بالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة؛ بهدف توعية المرضى من خلال زيارتهم، والإجابة على استفساراتهم، إضافةً إلى رفع وعي المجتمع حول أحكام المرض.

 

من جانبه أكد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بنجران مشعل بن سالم العتيبي، خلال الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة، أهمية اغتنام شهر رمضان في تعزيز قيم التسامح والاخاء بين أفراد المجتمع، والإسهام في دعم الأعمال الخيرية والمجتمعية، التي تسهم في تكاتف وتعاون أفراد المجتمع، وفق تعاليمنا الإسلامية، وتطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله-.

مقالات مشابهة

  • رمضان.. شهر القيم المجتمعية
  • بالفيديو.. وفاة رجل وهو يقرأ «القرآن الكريم» بمسجد أردني في أول الشهر الفضيل
  • قصة فانوس رمضان وكيف أصبح من طقوس الشهر الفضيل
  • حملة "رمضان في دبي" تنطلق نهاية الأسبوع الجاري مع مجموعة من التجارب المميزة التي تعكس قيم وجوهر الشهر الفضيل
  • أمير نجران يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل من الأهالي والمسؤولين
  • خبراء: العمل التطوعي في رمضان محطة لتعزيز التضامن المجتمعي
  • خبراء تغذية: أطعمة تساعد على الشبع خلال الشهر الفضيل
  • مع بداية رمضان 2025.. كيف كان النبي يستقبل الشهر الفضيل؟
  • ظواهر فلكية مثيرة طوال رمضان .. وكسوف الشمس فى العشر الأواخر من الشهر الفضيل