مستشرق إسرائيلي يرصد 5 عقبات تحول دون نجاح خطة ترامب للتهجير
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
أكد مستشرق إسرائيلي، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى دول أخرى، وتولي الولايات المتحدة مسؤولية القطاع، أنها فكرة جديدة، لكنها سيئة.
وأوضح البروفيسور الإسرائيلي إيلي فودا، في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "على النقيض من صفقة القرن التي جاءت في 181 صفحة، وتم تقديمها في يناير 2020، فإنّ مقترح ترامب الحالي هو ثمرة نزوة طرحها قبل اجتماعه مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
وتابع فودا: "هذه الأفكار لا تستند لتفكير معمّق، ولا تأخذ في الاعتبار مصالح أو قيود الأطراف المختلفة، ويتم تفسيرها على أنها محاولة لتبني منطق رجل الأعمال في الدبلوماسية، وكجزء من خدعة تقدم فيها عرضا متطرفا للحصول في النهاية على العائد الذي كنت تقصده في الأصل".
خلاف على الساحتين الأمريكية والدولية
وأكد أن "أفكار ترامب بشأن غزة تتعارض مع حملته الانتخابية، وتضعه في خلاف على الساحتين الأمريكية والدولية، خاصة مع قادة السعودية ومصر وتركيا، وهم جميعا مفضّلين لديه، ويتوقع أن يواجه انتقادات على عدة جبهات: أولها الجمهور الأمريكي وكثيرون على جانبي الطيف السياسي الذين سيعارضون هذه الخطوة، حيث تضاءلت شهيتهم للتدخل في مختلف أنحاء العالم بعد إخفاقات العراق وأفغانستان وسوريا".
معارضة عربية
وأشار إلى أن "المعارضة الثانية لمقترح ترامب تأتي من كل الدول العربية، لأنه "أوقفها على أقدامها"، ويفرض عليها التصرف ضد مصالحها الخاصة، والأسوأ أن الموافقة قد تضرّ بشرعية زعمائها، وتقوّض استقرارهم، ولذلك لم يكن مفاجئا أن تعلن جميعها معارضتها الشديدة لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة، ويخشون من عواقب نقلهم إلى أراضيهم على الاستقرار الداخلي لأنظمتهم".
أنظمة خائنة
وأضاف أن "الكابح الثالث يتمثل في أن أي تعاون عربي مع أي تحرك أمريكي بهذا الخصوص سيقدّم الأنظمة العربية على أنها "خائنة" للروح الفلسطينية، ومساهمة بالقضاء على القضية الفلسطينية، ورغم أن الالتزام العربي تم التعبير عنه في الماضي على المستوى الخطابي في المقام الأول، لكنه يستند لقاعدة عريضة من دعم الرأي العام العربي، وتُظهر استطلاعات الرأي العام على مرّ السنين مركزية القضية الفلسطينية لدى الجمهور العربي، ولا يمكن للحكام العرب أن يتجاهلوا هذا".
عودة اللاجئين الفلسطينيين
وأكد أن "العقبة الرابعة التي تحول دون تطبيق مقترح ترامب تتمثل في أن عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتمسك بالأرض، والصمود فيها، يشكّلان قيمتين مركزيتين في منظومة المعتقدات التي تشكل الشخصية الفلسطينية، فيما تهدّد أفكار ترامب بتحويل حرب السابع من أكتوبر لنكبة حقيقية ثانية، وضربة قاتلة لمعنوياتهم، ومحاولة لمحو الهوية الفلسطينية، وحرمان الفلسطينيين من حقهم بإقامة دولتهم الخاصة".
تركيزها على غزة
وحذر أن "المانع الخامس في خطة ترامب يتمثل في تركيزها على غزة، والتسبب بإغفال نقطة مهمة أخرى تتعلق بنواياه ضمّ أراضي في الضفة الغربية لدولة الاحتلال، الأمر الذي من شأنه تجديد المطالبة بضمّ المنطقة (ج) إليها، التي تبخّرت مع نشر "صفقة القرن" في يناير 2020، لكن تجديدها الآن قد يؤدي لاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم العربي والأراضي الفلسطينية".
واستدرك بالقول إنه "لا يمكن استبعاد احتمال أن تكون أفكار ترامب "الخارجة عن الصندوق" تهدف لإحداث صدمة متعمدة من أجل تحقيق هدف أكثر محدودية، لكن لن يكون هناك مشترون لهذه السلعة في المقام الأول، وحتى لو تم رفضها، فهناك خطر يتمثل بأن تقوم القوة الأكثر قوة في العالم بإضفاء الشرعية على تفكيك المعايير الدولية للسلوك السياسي".
وأوضح أنه "إذا أراد ترامب إعادة بناء غزة، فإنه مرحب به لإعادة إنشاء خطة مارشال، على أن تسمى باسمه، كما حصل بإعادة بناء أوروبا المدمرة بعد الحرب العالمية الثانية دون الحاجة لنقل سكانها، حيث استثمر العالم حينها مبلغًا خياليًا بـ173 مليار دولار بالقيمة الحالية، ولئن تسببت أفكار ترامب بهذه العاصفة في البداية، فمن الصعب معرفة كيف ستنتهي؛ فربما تنتهي لأن تكون مجرد "عاصفة في فنجان شاي"، ولكن إذا كانت عاصفة حقيقية، فإنها عادة ما تنتهي بأضرار، ويبقى السؤال الوحيد عن مدى شدّتها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية ترامب فلسطيني غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال التهجير ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أفکار ترامب
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. زكي طليمات رائد النهضة المسرحية في العالم العربي
لم يكن زكي طليمات، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنانًا تقليديًا، بل كان مشروعًا ثقافيًا متكاملًا، سعى إلى تأسيس نهضة مسرحية حقيقية، لا في مصر فقط، بل في العديد من الدول العربية، ويعتبر أحد أبرز رواد المسرح العربي في القرن العشرين، والذي وُلد عام 1894 في مدينة المنصورة بمصر.
ينتمي زكي طليمات إلى الجيل الذي آمن بأن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة تربوية وتعليمية وثقافية، التحق بمدرسة الحقوق أولًا، ثم شدّه حب الفن، فالتحق بمدرسة التمثيل وتخرج منها عام 1913، ثم ابتُعث إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح في "الكوميدي فرانسيز"، وهناك نهل من منابع الفن الغربي، وتعلّم أسس الإخراج، وأساليب التمثيل، وطرق إعداد النصوص المسرحية، ليعود بعد ذلك إلى وطنه محمّلًا برؤية جديدة.
كان طليمات مؤمنًا بضرورة تأسيس بنية تحتية للمسرح في العالم العربي، فأسّس عام 1944 "المعهد العالي لفن التمثيل" الذي أصبح لاحقًا "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وكان أول من دعا إلى احتراف المهنة بشكل علمي، كما أسّس "الفرقة القومية للمسرح" التي قدّمت أعمالًا ذات طابع ثقافي وتنويري، وبقيت ركيزة للمسرح الجاد في مصر.
لم يكن طليمات مجرد إداري أو أكاديمي، بل مارس الإخراج والتمثيل، وكتب العديد من النصوص المسرحية، كما ترجم وأعدّ نصوصًا عالمية بما يتناسب مع الذوق العربي، وكان يرى أن المسرح الجيد يجب أن يكون مرآة للمجتمع، يعكس همومه ويطرح أسئلته، دون أن يسقط في الابتذال أو الوعظ المباشر.
ولأن طموحه تجاوز حدود مصر، فقد ساهم في تأسيس حركة المسرح في تونس بعد الاستقلال، وعمل هناك مستشارًا ثقافيًا وساهم في إنشاء أول فرقة مسرحية وطنية، كما لعب دورًا مهمًا في دعم النشاط المسرحي في الكويت في خمسينيات القرن العشرين، وساهم في تخريج عدد من أبرز روّاد المسرح الخليجي.
تميز أسلوب زكي طليمات بالصرامة والانضباط، وكان يطالب ممثليه بالتفرغ التام والالتزام، كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالإعداد النفسي للممثل، والإخراج المتكامل الذي يوازن بين الكلمة، والحركة، والإضاءة، والديكور.
نال طليمات تكريمات عديدة خلال حياته، منها وسام الفنون والآداب من مصر وفرنسا، وظل حتى وفاته عام 1982 مثالًا للفنان الذي جمع بين الفكر والممارسة، بين التنظير والتطبيق.
في ذكرى ميلاده، لا نتذكر زكي طليمات كأحد رموز المسرح فحسب، بل كأحد بناة الوعي الحديث في العالم العربي، وأحد المؤمنين بأن الفن الحقيقي هو الذي يُضيء العقول ويزرع الأسئلة في قلب الحياة.