موقع 24:
2025-04-23@07:36:31 GMT

من هم يعملون يسيرًا.. ويُؤجرون كثيرًا؟

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

من هم يعملون يسيرًا.. ويُؤجرون كثيرًا؟

مؤمنون صادقون لكنهم قد يكونون قليلي العبادة أو الزهد



المسلم يحاول أن يجاهد نفسه للسير في طريق الاستقامة، ويزداد الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، وكثيرًا ما يراودني تساؤل عن الكيفيّة المثلى لاقتباس تجلّيات رمضان ونحن نعيش في عصر السرعة والانشغالات. ما أسهل عمل نتقرّب به من الله؟ وأقصر الطرق إلى الجنة، وأقلها جهداً وافضلها ثواباً، وأكثرها أجرًا؟ فرأيت بعد التبصّر والتفكير، بأنَّ أساس التمايز والمفاضلة للمؤمن سلامة "القلب " لهذا لا بدّ من أن يسبق الهدف والغاية من الصيام، ليكون إيمانًا واحتسابًا، الوصول للتقوى، كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" إذا وقر الإخلاص ومراقبة الله في القلب يصدّقه العمل، لأنّ السريرة إذا صلحت صلح شأن العبد كله، وصلحت أعماله الظاهرة ولو كانت قليلة.

عن سفيان بن دينار قال: قلت لأبي بشير وكان من أصحاب علي: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيرًا، ويُؤجرون كثيرًا. قلتُ: ولم ذاك؟ قال: لسلامة صدورهم.
وإذا أردنا حسن التهيئة للدخول في شهر رمضان لحصول البركات، وإدراك الرحمات، والفوز بالجنان، فلا بدّ من المجاهدة في تنقية القلب من الشوائب، لا سيما إذا أدركنا أنّ كثرة الصلاة والصيام من النوافل هي أعظم ما يبلغ به العبد الجنّة، لكنها ليست كافية لترتقي بتلك الأعمال إلى درجة القبول التي من أهم أركانها أن يأتي العبد إلى الله وقلبه سليم من كلّ دنس يشوبه. أمر الله نبيه بالإخلاص فقال: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ﴾ ولن ينجو في الآخرة إلّا من أخلص العمل لله، والقلب البعيد عن الإخلاص قلبٌ خالٍ من محبّة الله مهما اجتهد المرء في العبادات والنوافل، لاسيما أنّ القلب هو محلّ نظر الله عزّ وجل، وأنّ أعظم أعمال القلوب هو إخلاص الأعمال والأقوال لله وحده، لهذا السبب يقول الله عزّ وجل في الحديث القدسي: إلّا الصيام فإنّه لي وأنا أجزي به.
يتّصف عباد الله المؤمنون بالتقرّب إلى الله لا بكثرة قيام أو صيام أو تهجّد أو نوافل، ولكن بالسريرة الصالحة، فهناك مؤمنون صادقون لكنهم قد يكونون قليلي العبادة أو الزهد، لكنّهم اتصفوا بالسماحة في الأخلاق، وسلامة الصدر، وحياة هذا المؤمن عامرة بالرضى عمّا قسمه الله له، ويحب لأخيه ما يحب لنفسه، لا يحمل غلًّا أو ضغينة لمن حوله، وتتّسم حياته بالهدوء والتؤدة وراحة البال، كما في الحديث: { ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب }.
القرآن ذكر في عدّة مواضع "سلامة القلب" ومن الأمور التي لا يلقي المؤمن لها بالًا أنّ القلوب موضع اختبار في الدنيا، ومكان نظر الله، وينبغي أن يكون مشوباً بالطهارة والصفاء والنقاء، بعيدًا عن الشرك والنفاق والرياء. قال تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}.
في موضع آخر يتوعّد سبحانه بأنّه كما يُخرج الأجساد من القبور، فإنّه قادر على أن يُظهر ما في صدور الناس من خير وشر، لأنّ الرهان على قبول الأعمال الصالحة أن يسبقها إخلاص الأعمال والأقوال لله عز وجلال، قال تعالى: (أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا في الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا في الصُّدُورِ).
تارة أخرى أثنى الله على إبراهيم عليه السلام الذي جعله الله إمامًا، حيث كان نقيّ السريرة، سليم القلب من كلّ الشر، شهد الله له بذلك: (إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) فأمعن النظر في قلبك، وابحث وتأمّل، هل فيه غلّ؟ هل فيه نفاق؟ هل فيه خداع أو خيانة؟ إنَّ حسن النيّة وطهارة القلب فضيلة في الدنيا والآخرة، فمفتاح السعادة في الدنيا والآخرة "سلامة الصدر" واستقامته، ولا بدّ من العناية بأعمال القلوب ونزع كلّ غلّ وكراهية للآخر، تلك سعادة أهل الجنّة لمن أرادها وابتغاها في الدنيا قبل الآخرة، إذ إنّ السعادة في الجنة تكتمل عندما ينزع الله الغلّ من قلوب أهلها، فقال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ).

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات رمضان 2025 فی الدنیا ا فی ال

إقرأ أيضاً:

الإحصاء: 620 ألف شخص يعملون بالقطاع العام في 2024

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الثلاثاء، أن إجمالي عدد العاملين بالقطاع العام الأعمال العام بلغ 620.1 ألف عامل في عام 2024 مقابل 663.3 ألف عامل في عام 2023 وذلك بنسبة انخفاض قدرها 6.5%، لافتا إلى أن عدد العاملين الذكور بلغ 544 الف عامل عام 2024 مقابل 580.2 ألف عامل عام 2023 بنسبة انخفاض قدرها 6.2%.

وأوضح الجهاز في النشرة السنوية لإحصاء العاملين بالقطاع العام الأعمال العام عام 2024 أن عدد العاملات الإناث بلغ 76.1 ألف عامل عام 2024 مقابل 83.2 عامل عام 2023 بنسبة انخفاض قدرها 8.5%، موضحا أن قطاع الإسكان والتعمير سجل أعلى عدد للمشتغلين، حيث بلغ 213.1 ألف عامل بنسبة قدرها 34.4% يليه الصناعة والبترول والثروة المعدنية بنسبة 20.4%، ثم قطاع الكهرباء بنسبة 18.6% من إجمالي العاملين بالقطاع العام الأعمال العام.

وعن توزيع أعداد العاملين طبقا لأكبر 5 محافظات لعام 2024، أكد الجهاز أن محافظة القاهرة سجلت أعلى عدد عاملين بالقطاع العام، مشيرا إلى أنها سجلت حوالي 222 ألف عامل بنسبة 35.7% من إجمالي العاملين تلتها محافظة الإسكندرية بحوالي 61 ألف عامل ثم الغربية حوالي 32 ألف عامل ثم الجيزة حوالي 28 ألف عامل وأخيرا محافظة القليوبية حوالي 22 ألف عامل.

ونوه بأن الوظائف التنفيذية سجلت أعلى معدل بنسبة 37.2% من إجمالي عدد العاملين، في حين سجلت وظائف الإدارة العليا أقل معدل بنسبة 1.6% من إجمالي عدد العاملين.

اقرأ أيضاً«الإحصاء»: صافي الدخل الزراعي يحقق طفرة بنسبة 71.55% خلال 2023

الإحصاء: 57 مليون دولار حجم صادرات مصر من الطماطم والبصل حتى نهاية يناير 2025

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: صينيون يعملون في موقع إنتاج طائرات مسيرة في روسيا
  • أسامة نبيه: منتخب تحت 20 عامًا استفاد كثيرًا من ودية نيجيريا
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو لسائق يسير برعونة
  • من هو الإمام السيوطى؟ تعرف على العالم الذى ملأ الدنيا علمًا بمؤلفاته
  • الإحصاء: 620 ألف فرد يعملون بالقطاع العام /الأعمال العام 2024
  • محافظ المركزي من واشنطن: بيع النقد الأجنبي يسير بشكل طبيعي
  • الإحصاء: 620 ألف فرد يعملون بالقطاع العام /الأعمال العام خلال 2024
  • الإحصاء: 620 ألف شخص يعملون بالقطاع العام في 2024
  • هل يجوز استفتاء القلب في الأحكام الشرعية؟.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: كثير من الناس حينما يرون المتشددين يفسرون النصوص بعنفهم ينكرونها