لجريدة عمان:
2025-03-03@21:03:13 GMT

عادات رمضانية تقاوم الاختفاء

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

تعيد المناسبات الدينية والشعائر التعبدية التذكير ببعض العادات المرتبطة بها سواء تلك المستمرة معها، أو المختفـية بسبب التطور والتحديث الذي طال الأدوات والوسائل المرتبطة بالشعائر المقامة فـي المساجد، فمثلا لم يُعد للكتاتيب دور فـي التعليم وتربية النشء على القراءة والتجويد والكتابة، إذ حلت محلها المدارس وروض الأطفال، وقس على ذلك العديد من طرق التدريس ونشر العلم، والمؤذن لم يعد يصعد إلى المنارة للأذان، فقد ساعدت مكبرات الصوت على رفع الأذان وإسماعه إلى أماكن أبعد.

والمدافع التي تطلق طلقاتها إيذانا بموعد الإفطار اُستغني عنها، وبقيت كتراث توظفه بعض المدن لإحياء الذاكرة الشعبية المرتبطة بشهر رمضان. ولأننا فـي ظفار لم نسمع طلقات المدافع المرتبطة برمضان، ولم نرَ الفوانيس الدالة على الشهر الكريم لدى بعض المجتمعات، فإننا سنسرد بعض العادات التي تُذكرنا بالشهر الفضيل، فعلى سبيل المثال يُستقبل رمضان فـي بعض مناطق ظفار بعبارات الترحيب فـيردد الناس:

«مرحب مرحب يا رمضان وأهلا وسهلاً بشهر الصِّيام

ويا مرحبًا بِكَ خير الضُّيوف وأهلاً وسهلاً بِشهرِ القِيَام»

هذا الترديد بدأ بالتلاشي تدريجيا ولم يعد متداولا كما فـي السابق.

توجد عادة أخرى تقام فـي شهر رمضان مثل «قراءة السيرة النبوية ونظم من الموالد والأشعار الدينية بعد صلاة الظهر فـي شهر رمضان، وتسبيحات رمضان جماعيا بعد صلاة الفجر وصلاة العصر وبعد ركعة الوتر من صلاة التراويح والتسبيحات هي: «أشهد أن لا إله إلا الله نستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار» هذه العادة أصبحت نادرة فـي بعض المناطق.

أتذكر أنه فـي بعض المساجد فـي منتصف التسعينيات، يقوم الإمام بالجهر بنية الصيام، بعد صلاتي المغرب وصلاة التراويح فـيردد الإمام وخلفه المصلين «نويت صوم غد عن أداء شهر رمضان هذه السنة لله تعالى» لا تزال هذه العادة مستمرة فـي بعض المساجد.

من العادات التي انقطعت تماما عادة الترحيم فـي السَحر، حيث يعد المؤذن إلى منارة المسجد ويردد بصوت عالٍ

«قم يا نائم الليل كله... عادك با تزور المقابر وباتنام الليل كله

قم يا نائم ...وحد الدائم... اغنم الغنائم».

ثم يردد «سبحان من رفع السماوات بغير عمد، سبحان من بسط الأرض على ماء فجمد، سبحان من خلق الخلق فأحصاهم عدد، سبحان من قسم الأرزاق ولم ينس أحد، سبحان من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد».

وتقام هذه العادة لحث النائمين على قيام الليل والتهجد، قبل موعد آذان الفجر.

ومثلما استقبل شهر رمضان بالتهليل يُودع كذلك بقراءة القرآن وختمه، فـيردد الصائمون تهلولة «ودع مودع يا رمضان.. شهر البركة والإحسان.. نعوده فـي خير يا رمضان».

يُختم قراءة القرآن فـي بعض المساجد فـي النصف الثاني من العشر الأواخر من شهر رمضان و«يُقرأ فـي الصلاة سورة الضحى إلى آخر القرآن، وبعد الصلاة يدعون دعاء ختم القرآن ثم يقرؤون القوافـي الفزارية التي تنسب إلى الشاعر عويف بن عقبة بن معاوية الفزاري الذي سمي عويف القوافـي وكان من شعراء القرن الثاني الهجري. لقد أصبحت ختمة رمضان مقتصرة على دعاء ختم القرآن بعد التراويح إلى جانب المدح اليومي».

إن الكتابة عن العادات المنسية المرتبطة بمناسبات دينية أو اجتماعية ما هي إلا محاولة للتذكير بها والاحتفاظ بها ولو فـي التدوين، خاصة وأننا نشهد تلاشي عادات وإحلال أخرى محلها، وهذه سنة الكون والتغيير والتبديل، ومع ذلك يتوجب الكتابة عن ثقافة العادة خاصة شقها الشفوي لما لها من دلالات وقيم ثقافـية وإنسانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شهر رمضان سبحان من فـی بعض

إقرأ أيضاً:

أهم عادات وتقاليد أهالي الوادي الجديد خلال شهر رمضان.. تعرف عليها

تشتهر محافظة الوادي الجديد بالعديد من العادات والتقاليد والتي تتسم بطابع خاص يعكس قيم الترابط الاجتماعي والتكافل بين الأهالي وخاصة في شهر رمضان، حيث تتحول القرى والمدن إلى ساحة كبيرة للخير والعطاء، وتزداد أجواء المحبة والتواصل بين العائلات والجيران.

ويحرص أهالي الوادي الجديد مع حلول الشهر الكريم على تنظيم موائد الإفطار الجماعي في كل القرى والمدن، حيث يتجمع الأهالي حول موائد عامرة تضم الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، في مشهد يعكس روح التكافل الاجتماعي. كما تحرص العائلات في أول أيام رمضان على التجمع والإفطار معًا على مائدة واحدة، تأكيدًا لأهمية صلة الأرحام وتعزيز الروابط الأسرية.

ومن العادات الراسخة في الواحات خلال شهر رمضان قيام الأهالي بذبح الولائم وتوزيع اللحوم على الأيتام والأرامل والأسر الأولى بالرعاية. إلى جانب ذلك، يقوم العديد من الأسر بطهي الأطعمة وإرسالها إلى منازل المحتاجين قبل موعد الإفطار، تنفيذًا لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي يحث عليه الدين الإسلامي.

أهم  المأكولات في شهر رمضان


تُعد التمور والبلح من الأطعمة الأساسية التي لا تخلو منها موائد الإفطار في المحافظة، حيث تشتهر الوادي الجديد بإنتاج أجود أنواع التمور التي تُعتبر من المحاصيل الاستراتيجية بالمحافظة. كما تتنوع موائد الأهالي بأصناف أخرى من الأطعمة التقليدية، مثل:
المحاشي بأنواعها والأرز بالكبدة وهو طبق مميز يعشقه الكثيرون، والقورمة، وهو طبق تقليدي مصنوع من البصل والصلصة ومكونات أخرى، ويُعتبر من الأكلات التراثية التي يحرص الأهالي على إعدادها في المناسبات الدينية والأعياد.


ليالي رمضان لتوطيد العلاقات  


وتتحول ليالي رمضان في الوادي الجديد إلى فرصة لتعزيز الألفة بين السكان، حيث تكثر التجمعات بعد صلاة التراويح، سواء في المنازل أو الساحات العامة، كما ينتشر الأطفال في الشوارع حاملين الفوانيس الرمضانية، وسط أجواء من الفرح والبهجة التي تميز الشهر الكريم، وبهذه العادات والتقاليد الفريدة، يظل رمضان في الوادي الجديد مناسبة تحمل روح الأصالة والكرم، وتعكس قيم التضامن والتراحم بين أبنائه.

في الأيام الأولى من رمضان، يحرص الكثير من الأهالي على زيارة الأهل والجيران لتقديم التهاني وتوطيد العلاقات الاجتماعية. وتُعد هذه الزيارات فرصة لتبادل الأحاديث الودية وتقديم بعض الهدايا الرمضانية، مثل التمور أو العصائر، كنوع من التقدير والمحبة.

كما يستقبل كبار العائلات الضيوف في منازلهم لتقديم التهاني، حيث تتجمع العائلات الكبيرة في جلسات ودية تمتد حتى وقت السحور، في أجواء من الود والتلاحم العائلي.

في الشوارع والأسواق، يسود جو من الألفة والمودة، حيث يهنئ الناس بعضهم البعض أثناء التسوق لشراء مستلزمات رمضان، وتُسمع عبارات التهاني في كل مكان، مما يضفي أجواء من البهجة والسرور.

مقالات مشابهة

  • عادات رمضانية في المغرب ومصر.. تنوع ثقافي ووحدة روحية
  • عمرو حمودة عضوا بمجموعة الأمم المتحدة باليونسكو للتحذير من تسونامي
  • رمضان حول العالم| عادات و تقاليد شهر رمضان في بنجلاديش.. فيديو
  • عادات غذائية خاطئة عند «الإفطار».. كيف نتخلص منها؟
  • جُزر فرسان .. عادات رمضانية تفوح برائحة البِطاح وتنعم بروحانية الشهر الكريم
  • تعرف على أشهر عادات أبناء النوبة في أسوان خلال شهر رمضان المبارك
  • أهم عادات وتقاليد أهالي الوادي الجديد خلال شهر رمضان.. تعرف عليها
  • عادات تضر بصحتك خلال شهر رمضان
  • عادات خاطئة تضر بصحتك في رمضان