دوغين: روسيا لن تسلم بشار الأسد للإدارة السورية الجديدة تحت أي ظرف (شاهد)
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
تناول الفيلسوف وعالم الاجتماع والسياسي الروسي ألكسندر دوغين، في لقاء خاص مع قناة الغد، العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث سلط الضوء على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأكد دوغين القريب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذه العملية يجب أن تُفهم من منظور تاريخي، مشيرًا إلى أن الدوافع التي اعتمد عليها قادة حركة حماس لتنفيذ الهجوم على الاحتلال الإسرائيلي ما تزال "غير مفهومة تمامًا".
كما أشار إلى أن نتائج العملية أدت إلى تغيرات إقليمية واسعة، حيث تم تدمير غزة بالكامل، ووقعت خسائر فادحة في صفوف قادة حزب الله، بالإضافة إلى الإطاحة بنظام الأسد، وتعرض القوات الإيرانية لضربات قاسية، مما أدى إلى تقويض محور المقاومة في الشرق الأوسط بشكل شبه كامل.
إسرائيل فقدت التعاطف
واعتبر دوغين أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة كان "عملاً وحشيًا"، مؤكدًا أن التعاطف العالمي مع إسرائيل قد تراجع بشكل كبير بسبب هذا العدوان، الذي استنزف الرصيد الأخلاقي الذي اكتسبه اليهود نتيجة المحرقة التي تعرضوا لها خلال حكم هتلر. ووصف هذا التراجع بأنه "أمر خطير للغاية" بالنسبة لليهود عمومًا ولإسرائيل على وجه الخصوص.
وأضاف دوغين أن الفلسطينيين، كقوة مقاومة، وجدوا أنفسهم في موقف الرهائن، معتبرًا أن ما حدث كان "ضربة هائلة" لفلسطين. وأكد أن النضال من أجل الحرية والعدالة وإقامة الدولة لا يتم بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أن رد الفعل العربي كان ينبغي أن يكون موحدًا وقويًا، مع وقوف العالم العربي إلى جانب الفلسطينيين منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في غزة، وتجاوز كل المحظورات لدعم الشعب الفلسطيني.
وأشار دوغين إلى أن أفعال حماس أدت إلى خلق وضع دولي جديد، حيث أصبح التهجير الكامل للفلسطينيين من قطاع غزة خيارًا مطروحًا للنقاش، على غرار ما يفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع ذلك، لفت إلى أن هذا التوجه يواجه معارضة من روسيا ومعظم دول العالم.
العالم الإسلامي تفكك أكثر
وانتقد دوغين العالم الإسلامي، قائلاً إنه "لم يحقق أي درجة من التماسك أو الوحدة أو التنسيق المشترك"، مما يجعله غير قادر على التأثير بشكل حقيقي على الساحة الدولية. وأضاف أن روسيا، من أجل إثبات وجودها كقوة عالمية، خاضت حربًا مروعة في أوكرانيا، بينما فرضت الصين قوتها الاقتصادية، وتعزز الهند نفوذها السياسي.
وأكد دوغين أن الاستعمار لم يتوقف، بل كان قاسيًا في بعض الأحيان، ولم يكن مجرد استغلال ناعم أو مقنع. في بعض الحالات، كان استعمارًا مباشرًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكنه كان مغلفًا بمفاهيم إنسانية لإخفاء طبيعته الحقيقية.
وأشار إلى أن روسيا تدعم نظامًا عالميًا متعدد الأقطاب يسوده السلام، وتلتزم بموقفها الداعم لحل الدولتين، كما تدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله وكرامته. وأكد أن روسيا ستعارض بشدة أي محاولات للتطهير العرقي في غزة أو الضفة الغربية.
سوريا.. الأسوأ لم يأتِ بعد
كما تحدث الفيلسوف الروسي عن التطورات في سوريا، معربًا عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي لن يقع فيما أسماه "الفخ السوري"، لأن ذلك سيشير إلى ضعف روسيا وعجزها عن دعم حلفائها في المنطقة.
وأوضح أن مسار الأحداث في سوريا سيؤدي إلى تصعيد جديد، حيث ستكون البلاد ممزقة بين عدة أطراف: الأكراد من جهة، والقوى الموالية لتركيا من جهة أخرى، بالإضافة إلى القوى العربية. وتوقع دوغين أن تشهد سوريا مواجهات خطيرة بين هذه الأطراف قريبًا، مؤكدًا أن "الأسوأ لم يأتِ بعد".
وأضاف أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا قد تبقى كما هي، أو يتم نقلها إلى دول مثل السودان أو إيران. وأكد أن روسيا لن تغادر المنطقة، لكنها غير قادرة حاليًا على اتخاذ إجراءات قوية، قائلًا: "نحن قادرون على تقديم الدعم السياسي وحتى الاقتصادي للدول العربية، لكننا لا نستطيع تحمل مسؤولية الشرق الأوسط في هذه المرحلة. قد يكون ذلك ممكنًا في مرحلة لاحقة".
وبخصوص رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، الذي يقيم في روسيا ويطالب بعض السوريين بتسليمه، أكد دوغين أن روسيا "لن تسلم بشار الأسد تحت أي ظرف من الظروف".
أمريكا ستدعم دولة للأكراد
أشار دوغين إلى أن الولايات المتحدة ستدعم استقلال الأكراد، باعتبار ذلك جزءًا من السياسة الإسرائيلية الرامية إلى إقامة دولة كردية. وذكر أن روسيا ستخبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها "ليس لديها علاقة بالأمر"، معتبرة أن تركيا "خذلتها في لحظة حرجة"، ولن تقدم لها أي دعم حقيقي.
واتهم دوغين أردوغان باستغلال ضعف روسيا والوقوع في الفخ الذي نصبته له إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلًا: "لقد ضحى بالاتفاقات مع روسيا من أجل مصالح قصيرة الأجل". وتوقع أن تشهد سوريا صراعًا وشيكًا بين القوى الموالية لتركيا والقوى العربية، بسبب تضارب المصالح، متوقعًا أن تزداد تأثيرات دول مثل السعودية وقطر، بينما يتراجع نفوذ تركيا تدريجيًّا.
ترامب ضد إيران ولا يحب الإسلام
اعتبر دوغين أن ترامب سيستمر في دعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواجهة إيران، لكنه لن يرغب في أن يُذكر في التاريخ كشخص بدأ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأكد أن ترامب، إذا كان هدفه تحقيق السلام، قد يدعم نتنياهو في صراع ضد إيران، لكنه لن يسمح بضرب المنشآت النووية، لأن ذلك لا يتماشى مع أسلوبه.
وأضاف أن ترامب يعتقد بوجود طرق أخرى لإجبار إيران على اتباع مسار يتوافق مع خططه. كما أشار إلى الفرق بين التطهير العرقي في غزة والضربات الجوية على القواعد العسكرية، معتبرًا أن التطهير العرقي قد يكون مقبولاً من وجهة نظر ترامب، مع اقتراح تعويضات اقتصادية للفلسطينيين.
وأوضح دوغين أن ترامب "ضد إيران ولا يحب الإسلام"، مشيرًا إلى تعيينه لشخصيات مثل مارك إسبر، الذي وصفه بأنه "أحد منظري الإسلاموفوبيا". وحذر العالم الإسلامي من أن "من يكرهكم بشدة الآن هو وزير الدفاع الأمريكي"، مؤكدًا أن الشروط التي يفرضها ترامب ستكون قاسية للغاية.
ترامب يريد إنهاء الحرب الأوكرانية
تحدث دوغين عن رؤية روسيا لموقف ترامب من الأزمة الأوكرانية، خاصة في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لإنهاء الحرب. وأشار إلى وجود "عدم ثقة كبير" بترمب في روسيا، رغم أن المشاعر العامة يمكن وصفها بأنها "مزيج من الحذر والتفاؤل الحذر".
وأضاف أن ترامب يرغب في إنهاء الحرب الأوكرانية بسرعة وإلقاء اللوم على الإدارة السابقة، وقد يكون مستعدًا لتقديم تنازلات لروسيا، لكن هذه التنازلات ستكون أقل بكثير من الحد الأدنى المقبول لروسيا.
وتوقع أن يدرك ترامب مع مرور الوقت أن الاحتفاظ بأوكرانيا في وضعها الحالي ليس في مصلحته، وأن الصورة التي روجت لها العولمة عن أوكرانيا كـ"دولة شجاعة تحارب الغزو الروسي" ستتلاشى.
لا مستقبل للناتو
أعرب دوغين عن اعتقاده بأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيُلغى تمامًا، لأنه "لم يعد له معنى". وانتقد وجود دول صغيرة داخل الناتو، مثل إستونيا، التي تطالب ببدء حرب مع روسيا، معتبرًا أن الوضع أصبح "غير منطقي".وتوقع أن يعيد ترامب النظر في هذا الحلف، خاصة بعد انسحابه من منظمة الصحة العالمية والاتفاقات المناخية.
استبعد دوغين أن يؤثر التقارب الأمريكي الروسي على علاقات روسيا مع الصين وإيران، مؤكدًا أن روسيا لن تبتعد عن الصين، التي وصفها بأنها "من أنصار النظام العالمي متعدد الأقطاب".
وأضاف أن روسيا والصين لا تعتمدان على بعضهما بشكل مطلق، مما يمنع أي استغلال محتمل.
وبالنسبة لإيران، أكد دوغين أنها "شريك ثابت" لروسيا، وأن موسكو ملتزمة بالاتفاق الشامل الموقع بين البلدين. وأكد أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لمنع أي ضربات عسكرية أمريكية أو إسرائيلية ضد إيران، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد جديد.
واختتم دوغين بالإشارة إلى تعقيدات مشروع "إسرائيل الكبرى"، متسائلاً عن مدى تورط ترامب في هذه الاستراتيجية التي قد تتضمن "موجات جديدة من الإبادة الجماعية"، مؤكدًا أن الإجابة على هذا السؤال ما تزال غير واضحة في الوقت الحالي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بوتين غزة ترامب روسيا غزة روسيا بوتين اوكرانيا ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مؤکد ا أن أن ترامب وأضاف أن ضد إیران أن روسیا وأکد أن إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
رويترز: روسيا ستحتفظ بقواعدها في سوريا .. هل تسلّم الأسد إلى دمشق؟
سرايا - قالت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر، إن روسيا قررت الاحتفاظ بقواعدها في سوريا، وأبرزها قاعدتا حميميم وطرطوس البحرية.
وحول تسليم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، ذكرت "رويترز" أن الجانب الروسي قال إن هذه المسألة لن تقبل بها روسيا، علاوة على أنها لم تتلق طلبا لتسليم الأسد من قبل الإدارة السورية الجديدة.
وتاليا تقرير "رويترز" كاملا، والذي يتضمن نقاطا حول الديون على النظام المخلوع، وسعي الرئيس السوري أحمد الشرع لعدم الالتزام بها، لأن من كبّل سوريا بها هو النظام المخلوع:
على مدى سنوات كان جنود من قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا يتجولون بحرية في المدن الساحلية. وكانت الطائرات الحربية تنطلق من المجمع لقصف المتمردين الإسلاميين الذين يقاتلون نظام بشار الأسد القمعي.
ولكن مع رحيل الأسد، تتولى مجموعات صغيرة من المتمردين السابقين حراسة مداخل قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس البحرية الروسية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب، حيث تسيطر قوة إسلامية تعرف باسم هيئة تحرير الشام على البلاد الآن.
وقال حراس يرتدون الزي الكاكي لمراسلي "رويترز" الذين زاروا المنطقة الأسبوع الماضي إن هؤلاء الحراس يرافقون أي قوافل روسية تغادر المنطقة.
وقال أحد الحراس، رافضاً التحدث علناً: "يتعين عليهم إخطارنا قبل مغادرتهم".
ويبقى مستقبل القواعد، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، في أيدي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.
يريد بوتين إعادة التفاوض على عقد الإيجار السخي لمدة 49 عاما في عهد الأسد لمدينة طرطوس وعقد الإيجار غير المحدد لحميميم من أجل تأمين شروط أفضل، لكنه لا يبدو أنه يريد استبعاد موسكو تماما.
ولكن يبدو أن القواعد قد تبقى في سوريا مقابل الدعم الدبلوماسي والتعويض المالي من روسيا، التي شاركت بشكل عميق في الاقتصاد والدفاع في سوريا لمدة سبعة عقود قبل أن تنضم إلى الحرب الأهلية في عام 2015 وتسببت في دمار ساعد في إبقاء الأسد في السلطة لسنوات.
لقد سقط الأسد في كانون الأول/ ديسمبر ففر إلى روسيا عبر قاعدة حميميم. والآن تنخرط القيادة الإسلامية السورية ــ التي كانت ذات يوم هدفاً لغارات جوية روسية متواصلة ــ في مفاوضات مع موسكو.
وفي هذه القصة، تحدثت "رويترز" إلى ثمانية مصادر سورية وروسية ودبلوماسية قدمت تفاصيل لم تنشر من قبل من الاجتماع الأول رفيع المستوى بين الشرع ومبعوث أرسله الرئيس فلاديمير بوتين، بما في ذلك مطالب تتعلق بديون بمليارات الدولارات، ومستقبل الأسد، وإعادة الأموال السورية المزعومة الموجودة في روسيا.
وعلى غرار آخرين في القصة، طلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها للحديث عن أمور حساسة.
إن وضع العداوة جانباً يعود بالنفع على الطرفين. فعلى الرغم من تخفيف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لبعض العقوبات المفروضة على سوريا، فإن القيود المتبقية تجعل من الصعب ممارسة الأعمال التجارية مع الدولة التي مزقتها الحرب وأفقرت 23 مليون نسمة.
إن استعادة الإمدادات الروسية التقليدية من الأسلحة والوقود والقمح قد تكون بمثابة شريان حياة. وعلى هذا فإن زعماء البلاد على استعداد "لإحلال السلام، حتى مع أعدائهم السابقين"، كما قال دبلوماسي مقيم في دمشق لوكالة رويترز.
وتقول آنا بورشفسكايا من معهد واشنطن: "لا يزال لدى موسكو ما تقدمه لسوريا"، وهي قوية للغاية وراسخة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.
وقالت: "إن روسيا تحتاج ببساطة إلى حكومة في دمشق تضمن مصالحها، وستكون مستعدة لإبرام صفقة مع هذه الحكومة". وقال أحد مصادر المساعدات التابعة للأمم المتحدة إن روسيا لم تصدر حبوبا إلى سوريا في ظل الإدارة الجديدة.
ولم يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كثيراً عن سوريا منذ توليه منصبه، لكنه سعى إلى إصلاح العلاقات الأمريكية مع موسكو. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن رحيل الأسد يتيح الفرصة لسوريا "لكي تتوقف عن الخضوع لهيمنة النفوذ الإيراني أو الروسي وزعزعة استقرارها".
لكن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تريد أن تبقى روسيا بمثابة حصن ضد النفوذ التركي، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة.
وقال مصدران لوكالة رويترز، إن الشرع سعى خلال الاجتماع الذي عقد في 29 كانون الثاني/ يناير في دمشق إلى إلغاء القروض المبرمة مع روسيا في عهد الأسد. وقال وزير المالية محمد أبازيد الشهر الماضي إن سوريا التي كانت خالية إلى حد كبير من الديون الخارجية قبل الحرب لديها حاليا التزامات خارجية تتراوح بين 20 و23 مليار دولار دون تحديد حجم الديون المستحقة لروسيا.
وقال أحد المصادر إن المسؤولين السوريين أثاروا خلال اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قضية رئيسية أخرى، وهي عودة الأسد إلى سوريا، ولكن بشكل عام فقط، مشيرين إلى أنها ليست عقبة كبيرة أمام إعادة بناء العلاقات. وقال مصدر روسي رفيع المستوى إن روسيا لن توافق على تسليم الأسد، ولم يُطلب منها ذلك.
ودعا الشرع أيضا إلى إعادة الأموال السورية التي تعتقد حكومته أن الأسد أودعها في موسكو، لكن الوفد الروسي بقيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف نفى وجود مثل هذه الأموال، وفقا لدبلوماسي مقيم في سوريا مطلع على المحادثات.
ولم يستجب مكتب الشرع ومجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لطلبات التعليق.
وفي بيان صدر بعد الاجتماع، قالت الحكومة السورية إن الشرع أكد على ضرورة معالجة الأخطاء السابقة في العلاقات الجديدة، وطالب بتعويضات عن الدمار الذي أحدثته روسيا. وقالت جميع المصادر إن الاجتماع سار بسلاسة نسبية. ووصف الكرملين المكالمة الهاتفية التي جرت بين الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبل أسبوعين بأنها كانت بناءة .
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال من "رويترز" يوم الثلاثاء عما إذا كانت المحادثات بين موسكو ودمشق بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية تتقدم: "نحن نواصل اتصالاتنا مع السلطات السورية".
وأضاف: "حسنًا، دعونا نقول فقط إن عملية العمل جارية". ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب التعليق.
وقال سيرغي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، هذا الشهر إن الأمور تبدو جيدة بالنسبة لموسكو.
وكتب على تليغرام: "السلطات السورية الجديدة لا ترى في روسيا دولة معادية. لكن سيتعين على روسيا أن تفعل شيئًا مفيدًا للحكومة السورية مقابل هذه القواعد".
معضلة سوريا
وفي مقابلة مع قناة العربية الإخبارية السعودية في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، أقر الشرع بـ "المصالح الاستراتيجية" لسوريا مع روسيا، التي زودت الجيش المنحل في البلاد لأجيال، ومولت محطات الطاقة والسدود إلى جانب البنية التحتية الرئيسية الأخرى.
في المقابل، فإنه مع وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، والقوات التركية في الشمال والقوات الإسرائيلية الجديدة في جنوب سوريا، فإن روسيا مصممة على الحفاظ على قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط.
ومن شأن هذا أن يساعد موسكو على الاحتفاظ بالنفوذ السياسي في خضم الصراع الدبلوماسي على النفوذ على دمشق بعد سقوط الأسد.
أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي محادثات في أنقرة يوم الاثنين. وقال مصدر تركي إن المحادثات شملت سوريا. ولم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب التعليق.
وتطالب دمشق بتعويضات عن الدمار الذي خلفته الحرب. ومن المتوقع أن تبلغ تكاليف إعادة الإعمار 400 مليار دولار، وفقاً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).
وقال مصدر مطلع على وجهة نظر روسيا في هذا الشأن، إنه من غير المرجح أن تقبل موسكو المسؤولية، لكنها قد تعرض بدلا من ذلك المساعدات الإنسانية.
وفي كانون الأول/ ديسمبر، عرض بوتن استخدام القواعد كمراكز لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن تحالف روسيا مع سوريا "ليس مرتبطا بأي نظام". وقال مصدر مساعدات الأمم المتحدة إنهم لا علم لهم بنقل أي مساعدات عبر القواعد.
مصير الأسد
إن مصير الأسد ورفاقه الذين فروا إلى موسكو مسألة حساسة. وتقول المصادر الروسية والدبلوماسية إن روسيا لا تزال تعارض تسليم الأسد، وتصر على الاستمرارية في تحالفاتها.
وقال المصدر الروسي الكبير: "إن روسيا لا تتخلى عن أشخاص لمجرد أن الرياح تغير اتجاهها".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1296
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-03-2025 06:14 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...