أنت أقوى.. أحمد هارون: النفس أخطر من الشيطان.. فيديو
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
أكد الدكتور أحمد هارون، المستشار النفسي، أن النفس قد تكون ضد الإنسان طوال الوقت، بل إنها أشد خطرًا عليه من الشيطان نفسه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"، في حين أن النفس تعرف كل شيء عن صاحبها، مما يجعل مواجهتها أكثر تعقيدًا.
.استشاري إتيكيت تجيب
وأوضح هارون خلال تقديم برنامجه «علمتني النفوس» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن النفس الأمّارة بالسوء تُعد من أخطر ما يواجه الإنسان، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأشخاص عندما يُسألون عن أنفسهم، يرددون الآية الكريمة: "إن النفس لأمّارة بالسوء"، مما يعكس إدراكهم لتأثيرها السلبي.
أهمية الوعي والإرادةوأضاف أن العديد من الصالحين أقرّوا بأنهم ابتُلوا بأربع قوى: النفس، والدين، وإبليس، والهوى، معتبرًا أن إدراك الإنسان لقدراته وإمكاناته هو المفتاح الأساسي للتغلب على هذه التحديات.
واختتم الدكتور أحمد هارون حديثه بالتأكيد على أن هناك مستويات أشد خطورة من النفس، مما يستدعي وعيًا ذاتيًا وإرادة قوية لمواجهتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اخبار التوك شو النفس النفس البشرية صحة نفسية استشاري صحة نفسية المزيد
إقرأ أيضاً:
الفراغ جُحْـــرُ الشيطان ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة
يمانيون|عبد القوي السباعي
إنَّ بناءَ الجيل لا يأتي بالتمنِّي، ولا يكون صدفةً، ولا يُستورَدُ كما تُستورَدُ السلع، بل يُنحَتُ كما يُنحَتُ الحجر، في محاريب الجِد، وعلى سِنان العزم.
ونحن قد ودَّعنا عامًا دراسيًّا خاضهُ أبناؤنا؛ فطوى الزمان صحائفه، واستراحت الأقلام من سعيها، فكان للنفوس فسحة، وللعقول فراغٌ قد يُغري أَو يُبري، وهنا تكمن الفتنة والخطورة، فَــإنَّ الفراغ جُحرُ الشيطان، ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة لقوى العدوان، التي لا تُرى رماحها ولا تُسمع طبولها، لكنها تُزحزح الجبال وتُفتِّتُ الإيمانَ في القلوب، إن تُركت بلا حصنٍ أَو درع.
فيا سائلي عن جيلٍ نَبَتَ في حِمى الإيمان، وشبّ على رحيق اليقين، ألا فاسمع، ويا أبناء اليمن، ويا فلذات الأكباد، يا من تنبتون كما الزهر في روابي الحكمة، ألا فاعلموا أن في الدورات الصيفية حياةً بعد حياة، وبناءً بعد بناء، وصقلًا للنفوس والعقول.
ألا ترون كيف تسعى الأمم من حولنا لصياغة عقول أجيالها، وتُسرِجُ لهم مناهجها؟ فكيف بنا ونحن أُمَّـة القرآن، وحَمَلَةُ الرسالة، أن نترك أبناءنا في مهاوي الفراغ، وأهوال التسلية المفرغة من كُـلّ معنى؟
إن المراكز الصيفية ودوراتها العلمية ليست لهوًا، ولن تكون عبثًا؛ بل هي ميادينُ تهيئة وإعداد، وساحاتُ عِلم وجهاد، ومراسمُ فخرٍ لأمةٍ تتشبث بهُويتها؛ كي لا تُسلَخ عنها، كما يتشبثُ السابحُ الغِـــرِّ بطوق النجاة.
فيها يُرتل القرآن كما نزل، وتُفهم معانيه كما أراد الله لها أن تُفهم، فتُثمر التقوى في الصدور، وتزهر العقول بضياء البصائر، وفيها تُصقَلُ المواهب، وتُنمَّى الإبداعاتُ والقدرات، وتُكتشَفُ الجواهرُ المكنونة في صدور الفتية والفتيات.
وما الدورات الصيفية إلا مواسمُ بناء، وأعياد معرفة، تُنبتُ في الجيل يقينًا راسخًا، وتغرسُ فيه حب الوطن، كما يُغرس الغراس في أرضٍ خصبة، كخصوبةِ الأرض اليمنية بأمجادها التاريخية.
فإن أردتم أُمَّـة راسخة، فلا تُهملوا الجذور، وإن أردتم أجيالًا حرةً كريمةً، فاجعلوا من العطلة ميدانًا للتزود، ومن المراكز الصيفية منابر إشعاع، ومن مخرجاتها قواعد إبداع.
هلمّوا إليها، وادفعوا بأبنائكم إلى سوح قلاعها كما يُدفع الغيث للأرض العطشى، فَــإنَّها –والله– حصنٌ منيع، ومصنع رجال، ومأوى العقول الحرة والإرادات الصُّلبة، لجيلٍ نصنعهُ اليوم ليقود الأمم في الغد، وإنَّ غدًا لناظرهِ قريب.