نريد إجابات واضحة.. لماذا زادت إصابات سرطان الثدي بين النساء الأصغر سنا؟
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أظهرت دراسة نشرت الأسبوع الماضي في مجلة "JAMA Network Open" الطبية، أن معدلات الإصابة بالسرطان آخذة في الارتفاع بين الأميركيين الأصغر سنا، الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما، خاصة بين النساء.
وبحسب الدراسة فإنه بين عامي 2010 و2019، زادت حالات التشخيص بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عاما بنسبة 19.
ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما، بلغت الزيادة 5.3 بالمئة، حيث يشكل سرطان الثدي أكبر عدد من حالات الإصابة بذلك الداء الخبيث بين الشباب.
ولفتت الدراسة إلى أن معدل تشخيص سرطان الثدي في المراحل المتأخرة لدى الشابات والسيدات الصغيرات في السن آخذ في الارتفاع، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
فبالنسبة للنساء اللواتي تحت سن 40 عاما، ارتفع معدل الإصابة لديهن بنحو 3 في المائة كل عام من عام 2000 إلى سنة 2019، وفقا لبيانات جمعية السرطان الأميركية.
وفي حين هبطت معدلات الوفيات بسرطان الثدي بين النساء الأكبر سنا بين عامي 2010 و2017، فإن المعدل بين النساء الأصغر سنا لم ينخفض.
وعلى الرغم من هذه الاتجاهات، فإن هناك القليل من النصائح المقدمة للنساء الأصغر سنا فيما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، إذ يوصي الأطباء بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية فقط للنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 40 سنة و74 عامًا.
وفي مقابلات مع الصحيفة، قالت شابات مصابات بسرطان الثدي إنهن "شعرن بالرفض من قبل أطبائهن، عندما أعربن لأول مرة عن مخاوفهن بشأن صحة أثدائهن"، وذلك بالتزامن مع دعوات مجموعات متزايدة من المريضات والخبراء، إلى إجراء المزيد من الأبحاث والمحادثات بشأن انتشار هذا السرطان بين الشابات.
وتعقيبا على ذلك، قال رئيس قسم جراحة الثدي في مستشفى بريغهام في بوسطن، تاري كينغ: "لا ينبغي أن يكون سن الأربعين هو المرة الأولى التي تناقشين فيها موضوع سرطان الثدي مع طبيبك".
"خيارات قليلة" للنساء الأصغر سناويقول الخبراء إن النساء الصغيرات في السن والمصابات بسرطان الثدي، غالبا ما يعانين من ضائقة عاطفية أكثر من السيدات المتقدمات في العمر.
فالإصابة بذلك المرض في سن مبكرة، تؤدي إلى "الشعور بالعزلة"، لأن "الشابة قد لا تتماشى مع التوقعات المجتمعية للتقدم في العمل أو الزواج أو إنجاب الأطفال".
وبالمقارنة مع السيدات الأكبر سنا، فإن الشابات أكثر عرضة لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة متأخرة وعدوانية، كما أنهن يواجهن خطرًا متزايدًا لعودة الورم الخبيث في حالة الشفاء منه.
وفي هذا الصدد، قال كبير المسؤولين العلميين في جمعية السرطان الأميركية، ويليام داهوت: "من الواضح أن إصابة أي شخص بسرطان الثدي أمر كارثي، بيد أن إصابة شابة صغيرة بذلك المرض هو أمر مدمر تماما".
لماذا لا يتم فحص النساء الأصغر سنا؟يرى كثير من الخبراء أنه لا يوجد دليل قوي على فعالية محتملة للتوصية بإجراء فحوصات شاملة لسرطان الثدي للنساء الأصغر من 40 عامًا.
ونبهوا إلى أن هناك مصدر قلق آخر، متمثل بالأضرار المحتملة لتلك الفحوصات بين الشابات وصغيرات السن، والتي تشمل "الخسائر النفسية للنتائج التي قد تظهر إيجابية ولكنها كاذبة (النتائج الخادعة)، وبالتالي التعرض المستمر لجرعات صغيرة من العلاج (دون حاجة لها)".
وتعتقد المسوؤلة في الجمعية الأميركية للسرطان، ديبرا مونتيتشيولو، أنه يجب على جميع النساء اللواتي بلغن سن الخامسة والعشرين عاما "الحصول على تقييم للمخاطر".
وشددت على ضرورة أن يتم فحص السيدات اللاتي يتعرضن لخطر أكبر بشكل منتظم، لافتة إلى أهمية أن تكون جميع النساء قادرات على الوصول بسهولة إلى التصوير الشعاعي للثدي أو غيره من الفحوصات.
عوامل الخطر المحتملةيقول الخبراء إنه لا توجد تفسيرات واضحة لإصابة المزيد من النساء بسرطان الثدي في سن أصغر، لكنهم أشاروا إلى عوامل خطر محتملة.
وهنا أوضحت رئيسة قسم الأورام النسائية في منطقة شمال كاليفورنيا، إليزابيث سوه بورجمان، إن "الوراثة تعد عامل خطر معروف للإصابة بسرطان الثدي".
واستطردت: "لكن النتائج لا تشير إلى ذلك، فمعظم النساء اللاتي يصبن بسرطان الثدي في سن مبكرة ليس لديهن عامل خطر وراثي".
وترى سوه بورجمان أن أحد العوامل المساهمة المحتملة هو أن "المزيد من النساء يؤخرن حملهن الأول، إذ يعد الحمل لأول مرة في سن 35 عامًا أو بعد ذلك، أحد عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي".
ونبهت إلى أن إحدى النظريات تزعم أنه "بعد سن 35 عامًا، يكون لدى الثدي المزيد من الوقت لتراكم الخلايا غير الطبيعية"، مضيفة أن التغيرات التي تحدث للثديين أثناء الحمل "يمكن أن تسرع من تطور تلك الخلايا غير الطبيعية، لتتحول إلى خلايا سرطانية".
وأكدت الطبيبة أن "الحيض المبكر وانقطاع الطمث المتأخر يعد من العوامل الخطيرة، باعتبار أن الثديين يتعرضان لهرمون الأستروجين لفترة أطول".
ويمكن أن يؤثر نمط الحياة والنظام الغذائي والوزن واستهلاك الكحول والتلوث البيئي أيضًا على احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، بحسب الخبراء.
وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون العرق أيضًا عاملاً خطيرا مساهما، فالنساء من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي في سن أصغر، من النساء البيض.
كما أنهن السيدات من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة بنوع عدواني من السرطان يدعى سرطان الثدي الثلاثي السلبي. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الخبراء لا يزالون عاجزين عن تفسير ذلك، بيد أنهم لمحوا إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتعرض للتلوث يمكن أن تكون سببا في ذلك.
خسائر ماليةوتشعر ليندسي مادلا، 33 عامًا، والقاطنة بمدينة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا، أن "الحواجز المالية حدت من خياراتها بشأن العلاج"، إذ كانت تعمل في وظيفتين، لكنها أخذت إجازة غير مدفوعة الأجر عندما تم تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في المرحلة الثانية في أبريل الماضي.
وكان قد جرى تصنيف إصابتها لاحقا بالدرجة الثالثة، وفيها يكون سرطان الثدي أسرع نموًا وأكثر عرضة للانتشار.
وقررت مادلا إجراء عملية استئصال الورم لإزالة جزء صغير فقط من ثديها، وبعد الجراحة اكتشفت أن السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية، لتبدأ رحلة العلاج الكيميائي بعد قرار الأطباء استئصال كامل الثديين.
وللمساعدة في تغطية تكاليفها الطبية المرهقة، أنشأت مادلا حسابًا على موقع "GoFundMe"، وذلك على أمل أن تلقى تعاطفا من محبي أعمال الخير.
وغالباً ما يفرض سرطان الثدي خسائر مالية أكبر على المرضى الأصغر سناً، الذين من المرجح أن يكون لديهم دخل أقل، ومدخرات بخسة، وخطط تأمين صحي ضعيفة أو ربما عدم توفر التأمين بالأساس.
دعوات لمزيد من الأبحاثعندما كانت، فانيسا شابوي، في الرابعة والعشرين من عمرها، تحدثت إلى أحد مقدمي الرعاية الصحية عن الكتلة التي لاحظتها في صدرها، ولكن جرى إخبارها أن سرطان الثدي لا يصيب النساء في سنها وأنه حميد.
وأوضحت شابوي أنها "لم تكن تعلم في ذلك الوقت أن لديها تاريخًا عائليًا للإصابة بسرطان الثدي"، مردفة:"لو لم أستمتع لذلك الطبيب لما كنت هنا اليوم".
ولاحقا تابعت تشابوي مع أحد أطباء أمراض النساء والتوليد لتعلم أنها مصابة بورم بحجم كرة الغولف في ثديها، وأنها في المرحلة الثانية من المرض.
وبعد استئصال الورم، و16 جولة من العلاج الكيميائي واستئصال الثديين، شفيت شابوي، وهي تبلغ الآن من العمر 27 عامًا وتعيش في ريستون بولاية فيرجينيا،
ومع ذلك فإنها لا تزال تتلقى علاجا هرمونيا، إذ أنها تعاني أحيانًا من هبات ساخنة وآلام وأوجاع في جميع أنحاء جسدها.
وقد أثر ذلك المرض على عملها، إذ أنها لم تحقق النجاح المطلوب في وظيفة المبيعات كما تفعل سابقا، مضيفة:"لقد أبطأ ذلك مسيرتي المهنية، والجزء الذي أشعر بعدم الأمان تجاهه هو التأثير الكيمائي على دماغي، فالعلاج يؤثر على ذكراتي"، في إشارة إلى ظاهرة قد يسبب فيها علاج السرطان ضبابية في الدماغ أو مشاكل في التركيز والذاكرة.
وأصبحت تشابوي الآن ضمن مجموعة متزايدة من الفتيات اللواتي يطالبن بإجابات أكثر وضوحا بشأن أمراضهن، وبضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول سرطان الثدي الذي يصيب النساء الأصغر سنا.
وتتفق أخصائية أورام الثدي في معهد دانا فاربر للسرطان، ليتيسيا فاريلا، مع تلك الدعوات، قائلة إنه "لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث بشأن إجراء الفحوصات للشابات".
وتابعت: "لا ينبغي أبدًا إخبار السيدات الشابات بأنهن صغيرات جدًا على الإصابة بسرطان الثدي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإصابة بسرطان الثدی سرطان الثدی فی بین النساء أکثر عرضة المزید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
قبلان: نريد سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين
سأل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان هل لبنان دولة وطنية ام مستنقع احقاد ومشاريع توظيفات خارجية؟.وقال في بيان: "رغم وجع التاريخ ومراحل الإبادة التي تتعرض لها الثقافة والمصالح الوطنية في هذا البلد والتي غرقت بقاع حرب أهلية وفظاعات طائفية ومشاريع وصاية لا نهاية لها هناك من يتلطّى وراء سياسات وطنية تنزف بالأحقاد والمواقف التي تطال صميم مشروع الدولة وجوهر ضمانتها العابرة للطوائف، ومعها لا يبدو لبنان بخير أبداً، وقصة سيادة ووطنية واستقلال وحياد تفضحها مشاريع الآخرين العلنية على أرضنا ودون تحفّظ أو إدانة، واليوم الحديث عن لبنان حديث عن عائلة وطنية تعاني من أحقاد ومشاريع انتقام خطيرة حتى من مواقع يفترض أنها تمثل الدولة، والنقاش هنا يضعنا أمام أي دولة موجودة وأي دولة نريد، وهل لبنان دولة وطنية أم مستنقع أحقاد ومشاريع توظيفات خارجية، وماذا عن أحاديث الظل وسط منطقة تغلي بالأحقاد والمذابح ومشاريع الخراب الدولي".
أضاف: "ثم هل الحياد ودعاية السيادة والوطنية تفترض ترك إسرائيل وعدوانها دون قوة وطنية تليق بسيادة هذا البلد، أم يعني قصّ وريد الحياة عن مناطق الحافة الجنوبية الأمامية ومنع إغاثة بقية الأرض من حقها وناسها وهي التي تلفظ أنفاسها وسط قرى مدمرة ونكران وطني مخيف، كل ذلك وسط مواقف لا تؤمن بالوطنية والمواطن ولا بالعائلة اللبنانية، وما تؤمن به فقط الحقد والتشفي ونزعة الإنتقام التي لا نهاية لها، وأمام واقع البلد ونار الحقد وطبيعة المنطقة ونزيف الشعارات وما يجري بالكواليس أقول: لا قيمة للشعارات والمواقف الإستهلاكية أبداً، وتاريخ لبنان استهلاكي حتى زمن الحرب الأهلية، لذلك الدولة يجب أن تكون ضمانة وطنية بمشاريعها وأولوياتها الوطنية وعلى الأرض بعيداً عن مشاريع الظلّ، وكلمة ضمانة وطنية جوهرية للغاية بالتكوين اللبناني وهذا ما نحتاجه بعيداً عن همروجة الشعارات والمواقف".
وتابع: "اللحظة للبنان كقيمة وطنية عبر سياسات تعكس قضية الدولة بشعبها وأرضها وسيادتها، وعبر دولة تضعنا فعلاً أمام حارس وطني بأرض الجنوب والحافة الأمامية ومشاريع الإغاثة لأنّ ما يجري وما نعرفه جيداً يفضح الوطنية ويضع الدولة أمام نفوذ خارجي يريد البلد على صورة فرن للأحقاد والإنتقام بعيداً عن جوهر الوظيفة الضرورية للدولة بشقها الوطني والعمراني والإغاثي والسيادي، وما نريده سلطة تحكم باسم المصالح الوطنية لا مصالح الآخرين، والحياد في هذا العالم كذبة، ومصالح لبنان مهددة بشدة، وما يجري بالبلد تمييزي جداً وخطير جداً، وما يقوم به البعض يحتاج لتوضيح، والدولة دولة بمقدار قيامها بوظيفتها السيادية والوطنية والإغاثية بعيداً عن عقدة اللوائح، ولبنان أمام فرصة تكاد تكون مفقودة، وما نحتاجه لبنان الفرصة قبل فوات الأوان".