القدس المحتلة- جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحاته الهادفة إلى زرع الفتنة في سوريا، وهذه المرة من خلال الرهان على البعد الاقتصادي عبر الترويج إلى استقدام العمالة من بلدات جنوبي سوريا للعمل في المستوطنات الإسرائيلية والبلدات العربية بالجولان المحتل، و"توفير الحماية" للعرب الدروز في بلدة جرمانا بريف دمشق.

وينص اقتراحه على استقدام عمال من البلدات في جنوبي سوريا، وتحديدا الدرزية، بأجر يومي يتراوح بين 75 إلى 100 دولار، والعمل لمدة 8 ساعات، ومن ثم العودة إلى قراهم مع نهاية يوم الدوام.

كما أصدر نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليمات للجيش الإسرائيلي "بحماية سكان مدينة جرمانا"، وقال ديوان نتنياهو في بيان إنه لن يسمح لما وصفه بـ"النظام الإسلامي المتطرف في سوريا بالمساس بالدروز"، مضيفا أنه "سيضرب النظام السوري حال مساسه بهم في جرمانا".

كيان محتل

ورجح ناشطون أن نتنياهو، من خلال تصريحاته وخطته، يهدف إلى خلق انطباع إعلامي عام يتحول إلى واقع ضبابي ومبهم لا يعكس حقيقة الواقع الشعبي في العمق السوري، وخاصة في بلدتي جرمانا والسويداء، الداعم لوحدة سوريا والرافض لأي علاقة بإسرائيل بصفتها كيانا محتلا للجولان ولفلسطين.

إعلان

في السياق، يقول الناشط والمحلل السياسي مجيد القضماني إن إسرائيل ومنذ أن نجحت الثورة بإسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد تصعّد العبث بوحدة الأراضي السورية، وتحاول الآن العبث بـ"ورقة الوضع الاقتصادي" عبر الترويج لمشروع استقدام السوريين وخاصة العرب الدروز منهم للعمل في هضبة الجولان المحتل.

وأوضح قضماني -وهو من سكان بلدة مجدل شمس عند خط وقف إطلاق النار في الجولان- للجزيرة نت، أن هذه الخطة التي يزعم المحتل الإسرائيلي أنها بطلب من المجالس المحلية في بلدات الجولان التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، لا تعبر عن ضمير السكان الذين ينظرون إلى هذه المجالس بإشكالية، وهي لا تزال مرفوضة اجتماعيا وسياسيا، ولا تُعد جهة اعتبارية مؤهلة للحديث نيابة عنهم ولا تعكس المزاج العام للسكان.

وبرأيه، فإنه ليس غريبا على إسرائيل أن تسعى لخلق انطباعات لا تعكس الحقائق على الأرض، مؤكدا أن ردود فعل مختلف الشرائح الاجتماعية السورية والمرجعيات الدينية والشخصيات الاعتبارية ترفض أطروحات نتنياهو وغيره من مسؤوليه "رغم الإغراءات المالية".

أوهام إسرائيلية

وعزا المحلل السياسي التصريحات الإسرائيلية الأخيرة لنجاحات الثورة واستقرار الدولة السورية وتجنب أي اقتتال داخلي وإحباط أي محاولات للفتنة وزرع بذور الطائفية.

ولفت إلى أن كافة الدلائل تشير إلى أن الأمور تسير باتجاه جيد، مثلما ينعكس ذلك بالخطاب الرسمي للهيئات العليا وسياسات الحكومة ونهج الرئيس أحمد الشرع، وهي مؤشرات تدل على أن سوريا تسير نحو التمسك بالوحدة والسلام، رغم التحديات الصعبة التي تمر بها حاليا.

وأكد قضماني أنه لا توجد أرضية شعبية بالمجتمع السوري في الجولان للمشاريع الإسرائيلية، كما لا توجد أي قوى وازنة ومؤثرة مساندة لخطط وتصريحات نتنياهو في العمق السوري، الذي يسعى إلى خلق حالة من الأوهام والانطباعات لا تعكس حقيقة الواقع.

إعلان

ووفقا له، فإن ترويج إسرائيل لمثل هذه التصريحات بخصوص عموم الجنوب السوري، وليس فقط ما يتعلق بالدروز، هو نهج قديم جديد يراهن على البعد الطائفي الهادف إلى تفتيت وحدة الأراضي السورية.

ويتابع "هناك أيضا هواجس ومخاوف تل أبيب من تعزيز التقارب التركي السوري في مختلف الجوانب وخاصة الأمني، وبالإمكان النظر إلى ما تخلقه من ذرائع تعتقد أنها تساعدها في تنفيذ مخططاتها تحت غطاء حماية الأقليات، وهو غطاء مفضوح، ولن يرى النور".

تبييض وتلميع

من جانبها، وقفت نقابة العمال العرب في مدينة الناصرة بالداخل الفلسطيني على حقيقة استيعاب عمال سوريين من أبناء الطائفة العربية الدرزية بدلا من العمال الفلسطينيين، وأجرت العديد من الاتصالات مع عدد من الشخصيات والمؤسسات الوطنية في الجولان المحتل، وأيضا في قراه السورية التي توغل بها جيش الاحتلال.

وقالت النقابة في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إن "هذا الاقتراح هو مبادرة من السلطات الإسرائيلية بالتنسيق مع السلطات المحلية الدرزية في الجولان المحتل، وهدفه تبييض وتلميع صورة إسرائيل الحريصة والصديقة للدروز في سوريا، كما روجت وتروج حكومة الاحتلال في الآونة الأخيرة".

حسب مدير عام النقابة وهبة بدارنة، فإن هذا الأمر ما زال مجرد اقتراح، ويبدو أنه لن يخرج إلى حيز التنفيذ لأنه ينص على جلب العمال بشكل مؤقت للعمل في المستوطنات الإسرائيلية في الجولان المحتل، وليس كبديل لعشرات آلاف العمال الفلسطينيين في فرعي البناء والزراعة.

وأوضح بدارنة للجزيرة نت أن القوى الوطنية والفعاليات السياسية والحزبية والهيئات الشعبية في القرى الدرزية جنوبي سوريا اتخذت موقفا موحدا بعدم التجاوب مع هذه المبادرة التي يروج لها نتنياهو وتهدف إلى "تجميل وجه إسرائيل البشع"، بحيث إنها تلقى رفضا شعبيا قاطعا في أوساط الدروز السوريين على طرفي الحدود.

إعلان

ويضيف أن مصادر في اتحاد المقاولين وأرباب العمل في إسرائيل أكدت لنقابة العمال العرب أنه ليس لديها أي معلومات عن هذا الموضوع، و"حتى لو استقدمت إسرائيل عمالا سوريين، فإن ذلك لن يكون أبدا بديلا عن آلاف العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة الذين يتمتعون بالمهارة والحرفية في العمل بمجالي البناء والزراعة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجولان المحتل جنوبی سوریا فی الجولان

إقرأ أيضاً:

نجلاء العسيلي: عمال مصر هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن ودعمهم واجب

أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة ذوي الإعاقة بحزب الشعب الجمهوري، على الأهمية البالغة التي يمثلها عمال مصر في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرةً إلى أن عيد العمال يعد مناسبة وطنية عظيمة لتقدير جهودهم وتضحياتهم المتواصلة في سبيل بناء الوطن.  

وقالت العسيلي في تصريحات صحفيها لها اليوم: "عمال مصر هم العمود الفقري للاقتصاد، وهم الجنود المجهولون الذين يقفون خلف كل إنجاز اقتصادي أو صناعي. إن دعمهم وتقديرهم ليس مجرد تكريم، بل هو واجب وطني على عاتق الجميع، لأنهم المحرك الأساسي لعجلة الإنتاج".  

عضو الأمانة المركزية للشعب الجمهوري: عمال مصر بناة المستقبل وصناع الحضارة والتنميةفي عيدهم.. مزايا بالجملة لعمال مصر بالقانون الجديدبرلماني: عمال مصر سواعدها وقوتها في الجمهورية الجديدةبرلماني: الرئيس السيسي الداعم الأول لعمال مصر.. وهم شريك رئيسي في بناء الجمهورية الجديدة

وشددت النائبة على أهمية توفير بيئة عمل آمنة ولائقة للعمال المصريين، مع ضمان حقوقهم كاملة من خلال تشريعات تضمن الحماية الاجتماعية والصحية. وأوضحت أن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً مشتركاً بين الدولة وأصحاب الأعمال وممثلي العمال لرفع كفاءة العمالة المصرية وتطوير مهاراتها لتتناسب مع احتياجات السوق المحلي والعالمي.  

وأضافت العسيلي: "علينا الاستثمار في الإنسان المصري، وذلك من خلال برامج تدريب وتأهيل مستمرة تواكب التطورات التكنولوجية والصناعية. هذا الاستثمار في الكوادر البشرية سيعود بالنفع على الجميع، حيث يعزز من الإنتاجية ويرفع من جودة المنتجات والخدمات المقدمة".  

وأشارت النائبة إلى التحديات التي تواجه سوق العمل، مؤكدةً أن الظروف الاقتصادية العالمية تتطلب تكاتفاً حقيقياً لدعم العمال وتقديم الحلول العملية للتغلب على الصعوبات، سواء من خلال تحسين الأجور أو تعزيز نظم الرعاية الصحية والاجتماعية.  

كما دعت العسيلي إلى تفعيل الحوار المجتمعي بين الحكومة وممثلي العمال وأصحاب الأعمال للوصول إلى حلول عادلة تحقق التوازن بين حقوق العمال ومتطلبات السوق، مشيرة إلى أن "رفاهية العامل المصري هي بوابة العبور إلى مجتمع متقدم ومستقر".  

وفي ختام حديثها، وجهت النائبة رسالة شكر وتهنئة إلى عمال مصر قائلةً: "كل عام وأنتم بخير، أنتم أبطال هذا الوطن، وبجهودكم نرى المستقبل أكثر إشراقاً".

طباعة شارك الشعب الجمهوري دعم الاقتصاد حزب الشعب الجمهوري مجلس النواب ذوي الإعاقة عمال مصر العمود الفقري

مقالات مشابهة

  • نجلاء العسيلي: عمال مصر هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن ودعمهم واجب
  • برلماني: عمال مصر سواعدها وقوتها في الجمهورية الجديدة
  • نقابات عمال فلسطين: 507 آلاف عاطل عن العمل في فلسطين
  • محمد عيد: عمال مصر ركيزة الوطن وبناة المستقبل في مواجهة التحديات
  • يمامة : الوفد أول من وضع التشريعات المنصفة للعمال قبل عام 1952
  • العمل: عمال فلسطين هم طليعة الصمود ورمز الكرامة
  • الريادة: عمال مصر نبض الإنتاج وركيزة التنمية
  • رئيس الوزراء: يهنئ عمال مصر بعيدهم
  • بمناسبة عيد العمال: «مستقبل وطن» في بني سويف يكرم 66 من عمال الخدمات
  • رئيس نقابة عمال المخابز في بيروت وجبل لبنان: لإنصاف العمال