الولايات المتحدة – أثار الممثل الأسطوري مورغان فريمان اهتماما واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار 2025، بعد أن ظهر وهو يرتدي قفازا أسود اللون في يده اليسرى.

ورغم أن فريمان، البالغ من العمر 87 عاما، ظل ممسكا بيديه خلف ظهره خلال معظم ظهوره التلفزيوني، أثناء تقديمه تحية مؤثرة لصديقه القديم وزميله في التمثيل، جين هاكمان، الذي توفي في ظروف غامضة الشهر الماضي، لاحظ بعض المتابعين بدقة ارتداءه قفازا أسود على يده اليسرى، ما أثار تساؤلات كثيرة على منصات التواصل الاجتماعي.

وكشف فريمان في السابق عن معاناته من مرض “فيبروميالغيا” أو الألم العضلي الليفي المتفشي (Fibromyalgia)، وهو حالة صحية مزمنة تسبب آلاما شديدة في العضلات والمفاصل، ولا يوجد لها علاج حتى الآن. ويعود سبب إصابته بهذا المرض إلى تلف الأعصاب الذي تعرض له بعد حادث سيارة خطير وقع عام 2008 بالقرب من منزله في تشارلستون، ميسيسيبي. وقد تطلب الأمر إنقاذه من قبل فرق الطوارئ ونقله جوا إلى المستشفى.

وأفادت التقارير أن فريمان، الذي كان يبلغ من العمر 71 عاما وقت الحادث، قضى أربعة أيام في المستشفى بسبب إصابته بكسر في الذراع والمرفق. وفي مقابلة مع مجلة “إسكوير” عام 2012، كشف فريمان أن الحادث تسبب أيضا في شلل يده، ما أدى إلى آلام مبرحة تمتد من يده إلى ذراعه.

ما هو مرض “فيبروميالغيا”؟

ما يزال السبب الدقيق للإصابة بمرض “فيبروميالغيا” غير معروف، لكن يعتقد أنه مرتبط بإشارات دماغية غير طبيعية تغير طريقة نقل الأعصاب لإشارات الألم في الجسم.

وتشمل أعراض المرض زيادة حساسية الألم، وتصلب العضلات، والإرهاق، وصعوبة التركيز، بالإضافة إلى تقلبات المزاج. ولا يوجد علاج نهائي للمرض، لكن الخدمات الصحية توصي بمزيج من التمارين الرياضية، والعلاجات النفسية، والأدوية المستخدمة عادة لعلاج القلق والاكتئاب.

وفي عام 2010، تحدث فريمان عن ارتدائه قفازا ضاغطا للمساعدة في تحسين تدفق الدم في يده. وقال لمجلة “بيبول”: “لقد عانيت من تلف الأعصاب ولم تتحسن حالتي. لا أستطيع تحريك يدي. إذا لم تحرك يدك، ستتورم”.

وقد ظهر فريمان مرتديا القفاز في عدة مناسبات، منها تقديمه لجوائز الأوسكار عام 2023 إلى جانب الممثلة مارغوت روبي، وكذلك في دوره الأخير في مسلسل Special Ops: Lioness من إنتاج Paramount+.

ووفقا للخبراء الصحيين فإن أعراض”الفيبروميالغيا” تبدأ غالبا بعد وقوع حادث كالإصابة الجسدية أو الجراحة أو العدوى أو الإجهاد النفسي الشديد. وفي حالات أخرى، تتزايد الأعراض تدريجيا بمرور الوقت دون أي سبب محفز.

والنساء هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة مقارنة بالرجال. كما يعاني العديد من المصابين بـ”الفيبروميالغيا” من صداع التوتر، واضطرابات المفصل الصدغي الفكي، ومتلازمة القولون المتهيج، والقلق، والاكتئاب.

ويمكن أن تختلف أعراض “فيبروميالغيا” بمرور الوقت، وقد تتحسن فجأة عندما تنظم الإشارات الدماغية نفسها. ومع ذلك، يمكن أن تتفاقم الحالة بنفس السرعة، ما يجعلها أكثر إعاقة.

وتقول الطبيبة العامة فيليبا كاي: “نعلم أن الفيبروميالغيا حالة متقلبة، ما يعني أن معظم المرضى سيعانون من تقلبات في الأعراض. وفي الواقع، أحد علامات المرض هو أن الأعراض قابلة للتغير، يمكن أن تتحسن أو تتفاقم فجأة. ورغم عدم وجود علاج، فإن الألم قد يختفي لفترات طويلة لدى الكثير من المرضى”.

وتضيف الدكتورة كاي أن هناك العديد من الطرق التي يمكن للمرضى اتباعها لإدارة المرض، بما في ذلك برامج التمارين الرياضية والعلاج السلوكي المعرفي.

ورغم التحديات الصحية التي يواجهها مورغان فريمان، إلا أنه يواصل إبهار الجمهور بأدائه المميز وحضوره القوي.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

هل يمكن لثقب أسود صغير أن يقضي عليك؟

لا يخفى على أحد اليوم أن الثقوب السوداء لها سلوك عنيف عندما تتعامل مع المادة حولها، فهي قادرة على تمزيق وتفتيت أي جسم أو جرم سماوي قريب منها مهما بلغت كتلته وضخامته، فبمجرّد اجتياز حدود أفق الحدث، لن يكون بمقدور أي ذرّة الهروب من الجاذبية الشديدة للثقب الأسود.

غير أن هذا القول ينطبق على الثقوب السوداء الكبيرة الحجم والهائلة، فماذا عن الثقوب السوداء الصغيرة التي بالكاد يمكن قياس قطرها، هل يمكن أن تخلق الاضطراب ذاته في النسيج الكوني؟ وهل يمكن أن تنجو إذا ما مررت بها؟

يُعتقد أن الثقوب البدائية أصغر بكثير من الثقوب السوداء التي تشكلت بفعل انهيار النجوم الكبيرة (وكالة الفضاء الأوروبية) نطاق الدراسة

دفعت هذه التساؤلات مجموعة من الباحثين للتحقق من الإجابة التي بدت بديهية للوهلة الأولى. لكن النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة من جامعة برينستون تشير إلى أن الإجابة العلمية أكثر تفصيلا وتعقيدا مما كان متوقعا.

وقد ركّزت الدراسة في البداية على نوع خاص منها، وهي الثقوب السوداء البدائية، التي يُعتقد أنها أصغر بكثير من الثقوب السوداء التي تشكلت بفعل انهيار النجوم الكبيرة. ويعتبر هذا النوع قد نشأ في اللحظات الأولى من عمر الكون، ويفترض العلماء بأن كتلتها تتراوح من كتلة ذرة الهيدروجين الواحدة إلى عدة مرات من كتلة الأرض. وبينما لم يُلاحظ أي ثقب أسود بدائي بشكل مباشر، فإن وجودها مقرونا بالحسابات الرياضية.

إعلان

ويشير الفيزيائيون إلى أن الثقوب السوداء التي تقل كتلتها عن تريليون كيلوغرام، فإنها قد تبخرت بفعل تأثير إشعاع هوكينغ، وأي ثقب أسود تفوق كتلته 10 كوينتيليونات كيلوغرام (عشرة مرفوع للأس 20)، فإنه قادر على إحداث تأثير عدسة الجاذبية. وهذا ما يدفع الباحثين إلى تقليص نطاق بحثهم على كلّ ما هو بين هذين الحدين في حساباتهم، وهو نطاق مماثل لكتلة الكويكبات الموجودة حولنا.

مخاطر الثقوب السوداء البدائية

ما يجعل الثقب الأسود خطيرا هو قوى المد بفعل الجاذبية الشديدة، فكلما اقتربنا من الثقب الأسود، تزداد شدة الجاذبية على نحو متسارع، مما يخلق نوع من عدم الاستقرار بين طرفي الجسم -الطرف المقابل والطرف البعيد- فتحدث استطالة شديدة في العظام والأنسجة حتى تتفتت تماما.

ويطرح العلماء السؤال المهم، هل يمكن لمثل هذه الثقوب التي تبلغ كتلتها كتلة الكويكبات، أن تولد مثل هذه الجاذبية الشديدة، هذا إذا ما علمنا أن هذه الثقوب السوداء بهذه الكتلة الضئيلة لن يتجاوز قطرها ميكرومتر واحد، وعليه، فإن مدى الأثر سيكون محدودا للغاية.

فلو مرر أحدهم يده على مثل هذا الثقب الأسود، سيلاحظ ضررا طفيفا نسبيا، ولكن يصبح الأمر أسوأ إذا تعرضت مناطق حساسة في الجسم للثقب الأسود، مثل الرأس، فمن المحتمل أن تتسبب قوى الجاذبية في تمزيق خلايا الدماغ الدقيقة وإتلافها، مما يسبب إصابة قاتلة.

ثم إن التأثير الآخر الأساسي للثقوب السوداء البدائية هو الموجات الصدمية التي تولدها. فعند مرور ثقب أسود عبر جسم ما، يولد موجة كثافة تنتشر عبر الجسم، محدثة صدمة جسدية وناقلة للطاقة الحرارية. وبذلك، فإنها تسبب ضررًا مشابهًا لذلك الناتج عن رصاصة تخترق الجسم. ويمكن لهذه الموجات الصدمية أن تكون مميتة من خلال إلحاق الضرر بالخلايا والأنسجة.

ورغم أن هناك احتمالا علميا منطقيا بأن الثقوب السوداء البدائية قد تكون قاتلة في ظل ظروف معينة، فإن مثل هذا الحدث سيكون نادرا للغاية في واقع الأمر، نظرا إلى اتساع الفضاء الهائل، حتى لو كانت هناك ثقوب سوداء بدائية بحجم الكويكبات، فإن فرص تداخلها مع مسار شخص ما ستكون ضئيلة للغاية.

إعلان

ووفقا لتقديرات الدراسة، فإن احتمالات حدوث هذا في حياة فرد هي أقل من واحد في 10 تريليونات، وهو سيناريو يكاد يكون مستحيلا في عمر الفرد.

مقالات مشابهة

  • لرائحة نفس منعشة.. فوائد مدهشة لشرب النعناع
  • مورغان فريمان يرثي جين هاكمان بخطاب مؤثر في الأوسكار
  • بلمسة كلاسيكية وعصرية.. الأسود والنيود يتصدران موضة الأوسكار 2025
  • الصحفي "أحمد ماهر" يتحدث عن سجون الانتقالي: "كنا نفطر على الدموع ونتسحر الألم"
  • حفل الأوسكار 2025: مورغان فريمان يكرّم الراحل جين هاكمان الذي فارق الحياة بطريقة غامضة
  • من الألم إلى المجد.. رحلة بيج رامي مع جبر ربنا
  • هل يمكن لثقب أسود صغير أن يقضي عليك؟
  • كيف تتغلب على أعراض نقص الكافيين أثناء الصيام؟.. طرق فعّالة ومجربة
  • هل يساعد فيتامين “د” على تخفيف آلام الدورة الشهرية؟