إجلاء آلاف الأشخاص بعد فيضانات هندية اجتاحت باكستان
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
أجلت السلطات الباكستانية نحو 100 ألف شخص من عدة قرى في ولاية بنجاب الباكستانية بعدما أجرت الهند تصريفا كبيرا للمياه في نهر يمر بين البلدين، الأحد، وفقا لإعلان مسؤولين يوم الأربعاء.
وشهدت مئات القرى في ولاية بنجاب وسط الباكستان اجتياحا للمياه وتضررت آلاف الفدادين جراء إفاضة نهر ستلج الأحد.
تم نقل السكان والماشية إلى مناطق آمنة عبر جهود كبيرة من قبل فرق الطوارئ.
وقال المتحدث باسم أجهزة الطوارئ في ولاية بنجاب فاروق أحمد، إنه لقد نجحنا في إنقاذ حوالي 100 ألف شخص وتوجيههم إلى مناطق آمنة".
وحذرت وكالة إدارة الكوارث الباكستانية من أن الأمطار الموسمية المتوقعة قد تزيد من حدة الفيضانات في الأيام القادمة.
تأتي هذه الأحداث في سياق جهود باكستان للتعامل مع التداعيات الكارثية للفيضانات التي اجتاحت ثلث البلاد تقريبا في عام 2022، والتي أثرت على أكثر من 33 مليون شخص.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الباكستان فيضانات الهند
إقرأ أيضاً:
تحقيق سري يكشف دور شركة أدوية هندية في إغراق غرب إفريقيا بالعقاقير المخدرة
كشف تحقيق أجرته "بي بي سي" عن تصنيع شركة أدوية هندية مواد أفيونية غير مرخصة لتصديرها بشكل غير قانوني إلى دول غرب أفريقيا، ما تسبب في أزمة صحية عامة كبيرة، خاصة في غانا ونيجيريا وكوت ديفوار.
وبحسب التحقيق، تقوم شركة "أفيو" التي تتخذ من مومباي مقرا لها، بإنتاج أقراص تحتوي على مزيج خطير من "تابنتادول" وهو مركب أفيوني قوي، و"كاريزوبرودول" الذي يعمل كمرخٍ للعضلات ومسكن للآلام، لكنه يسبب الإدمان.
ويعد هذا المزيج غير مرخص في أي دولة حول العالم، حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في التنفس ونوبات صرع وقد يكون مميتا عند تناوله بجرعات زائدة.
عثرت "بي بي سي" على عبوات من هذه الأدوية تحمل شعار "أفيو" معروضة للبيع في شوارع العديد من المدن الأفريقية. وبعد تتبع مصدر هذه المخدرات، أرسل فريق التحقيق عميلا سريا إلى مصنع الشركة في الهند، حيث سجل بكاميرا خفية لقاء مع فينود شارما أحد مديري المصنع، الذي أكد تصدير المنتجات إلى نيجيريا.
وفي اللقطات المسجلة، أشار شارما إلى أن تناول حبتين أو ثلاث من هذه الأقراص يؤدي إلى "الاسترخاء" والشعور "بالنشوة"، رغم إقراره بأن "هذا ضار للغاية بالصحة"، لكنه برر الأمر قائلا "هذا هو العمل المطلوب حاليا".
في مدينة تامالي الغانية، تزايدت المخاوف من التأثير المدمر لهذه الأدوية على الشباب، حيث يقول الزعيم المحلي الحسن ماهام إن "المخدرات تستنزف عقل الأشخاص بسرعة كبيرة مثل النار التي تشتعل بعد سكب الكيروسين عليها"، فيما أكد أحد المدمنين أن "هذه المخدرات دمرت حياتنا".
وخلال مداهمة قامت بها قوة مهام محلية لمكافحة المخدرات، تمكنت السلطات من ضبط تاجر كان يحمل كيسا بلاستيكيا مليئا بأقراص "تافرودول" المختومة بشعار "أفيو"، كما ضبطت الشرطة الغانية منتجات مماثلة في مدن أخرى.
وأظهرت أدلة أخرى جمعتها "بي بي سي" أن هذه الأدوية منتشرة في نيجيريا وكوت ديفوار، حيث يقوم المراهقون بمزجها مع مشروبات طاقة كحولية لتعزيز تأثيرها المخدر.
وتكشف بيانات التصدير أن "أفيو" وشركة شقيقة لها تدعى "ويستفين إنترناشونال" تشحنان ملايين الأقراص إلى غرب أفريقيا، حيث تعد نيجيريا، التي يبلغ عدد سكانها 225 مليون نسمة، أكبر سوق لهذه المواد، إذ يقدر عدد متعاطيها بنحو أربعة ملايين شخص.
وأوضح رئيس وكالة مكافحة المخدرات النيجيرية، العميد محمد بوبا ماروا، أن هذه المواد "تدمر شبابنا وأسرنا، وهي موجودة في كل مجتمع في نيجيريا".
في عام 2018، فرضت السلطات النيجيرية قيودا صارمة على عقار "ترامادول"، بعد تحقيق سابق لـ"بي بي سي"، ما دفع "أفيو" إلى إنتاج خليط جديد أكثر خطورة يعتمد على "تابنتادول" و"كاريزوبرودول".
وأظهرت لقطات من داخل مصنع الشركة في الهند وجود صناديق ضخمة مكدّسة من أقراص "تافرودول"، حيث كشف شارما أن "علماء المصنع" قادرون على مزج أدوية مختلفة "لصنع منتج جديد".
ويحذر الدكتور ليخانش شوكلا، الأستاذ في المعهد الوطني للصحة العقلية بالهند، من أن "تابنتادول يعطي نفس تأثيرات المواد الأفيونية".
ويضيف "قد يكون النوم عميقا لدرجة أن الناس لا يتنفسون، مما يعني جرعة زائدة قاتلة"، مشيرا إلى أن المزج مع "كاريزوبرودول" يجعل الدواء أكثر خطورة، حيث يؤدي إلى أعراض انسحاب مؤلمة.
وبحسب القوانين الهندية، لا يمكن تصدير الأدوية غير المرخصة إلا إذا كانت مستوفية لمعايير الدولة المستوردة، لكن التحقيق كشف أن "أفيو" تقوم بشحن "تافرودول" إلى غانا، حيث يعتبر هذا المزيج غير مرخص وغير قانوني، وفقا لوكالة مكافحة المخدرات الغانية.
وعند عرض هذه النتائج على "أفيو"، لم تصدر الشركة أي تعليق رسمي. من جانبها، أوضحت الهيئة التنظيمية للأدوية في الهند أن الحكومة "تدرك مسؤوليتها تجاه الصحة العامة العالمية"، مشددة على أن القوانين التنظيمية تطبق بصرامة، وأكدت أنها ستتخذ "إجراءات فورية" ضد أي شركة تنتهك المعايير.
وتكشف بيانات التصدير عن أن شركات هندية أخرى تنتج أدوية مماثلة، مما يلحق الضرر بسمعة صناعة الأدوية الهندية، التي تحقق صادرات سنوية بقيمة 28 مليار دولار.
وأوضح عميل "بي بي سي" السري، الذي اخترق مصنع "أفيو"، أنه وجد نفسه "وجها لوجه مع أحد الأشخاص الذين يصنعون هذه الأزمة في أفريقيا"، مشيرا إلى أن المسؤولين عن هذه التجارة "كانوا يعلمون حجم الضرر الذي يسببونه، لكنهم لم يهتموا، بل وصفوا الأمر بأنه مجرد عمل تجاري".
في غانا، واصلت فرق مكافحة المخدرات عمليات المداهمة وأحرقت المئات من عبوات "تافرودول"، إلا أن البائعين والموردين في الهند يواصلون إنتاج ملايين الأقراص وتحقيق أرباح ضخمة على حساب معاناة الملايين في أفريقيا.