السعيطي: لقاء الكوني بالسفير البريطاني مشبوه وحديثه قد يكون مقدمة لمخطط أكبر
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
أكد المحلل السياسي نصرالله السعيطي، أن لقاء النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، بسفير المملكة المتحدة لدى ليبيا، حمل العديد من الشبهات، خاصة بعد حديث الكوني عن أن الحل في ليبيا يكمن في نظام الأقاليم الثلاثة مع مجالسها التشريعية المستقلة، وهذا الطرح قد يكون مقدمة لمخطط أكبر يُراد تنفيذه داخل البلاد.
وقال السعيطي، في تصريحات لـ«سبوتنيك»: “العمل وفق نظام المحافظات، كما طرحه الكوني، قد يبدو من الناحية النظرية وسيلة لتوزيع الميزانيات وضمان تنفيذ المشاريع، لكنه في الواقع يمهد لخلق أصوات داخلية تدفع باتجاه تنفيذ أجندات خارجية، وهناك تركيزًا متزايدًا من البعثة الأممية والدول الكبرى على منح المجلس الرئاسي الليبي دورًا يفوق صلاحياته، واستغلاله لتمرير أجندات لا تصب في مصلحة الليبيين، سواء عبر الأمم المتحدة أو عبر تدخلات مباشرة من القوى الدولية”.
وأضاف “هذا المسار تزامن مع اجتماع مجلسي النواب والدولة في القاهرة، والذي شهد توافقًا على حلول مرضية لجميع الأطراف، بهدف تسريع العملية السياسية وتحقيق الاستحقاقات الانتخابية في أقرب وقت ممكن، ورأى أن هذا الاتفاق يمثل حلاً ليبيًا حقيقيًا بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، فالعمل بنظام الأقاليم لن يؤدي إلى الاستقرار، بل سيكون الخطوة الأولى نحو تقسيم ليبيا، والترويج لهذا الطرح تحت شعارات براقة يهدف إلى تسويقه وكأنه الحل المنتظر، رغم أن الليبيين متفقون على رفض أي مشروع لتقسيم البلاد”.
وتابع “المجلس الرئاسي، كجسم منتهي الشرعية، ليس له الحق في اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بنظام الحكم أو مستقبل البلاد، والليبيون لن يسمحوا بأي محاولات تهدف إلى تقسيم وطنهم، وسيقفون ضدها بكل الوسائل الممكنة، كما فعلوا عبر التاريخ”.
واعتبر السعيطي أن المملكة المتحدة تلعب دورًا خطيرًا في المشهد الليبي، قائلا: “كانت دائمًا خلف الأزمات في العالم العربي، وسعت عبر التاريخ إلى تفكيك الدول العربية إلى كيانات أصغر، خدمةً لمصالحها وأطماعها في الثروات الطبيعية، والحل في ليبيا يجب أن يكون ليبيًا خالصًا، عبر مجلسي النواب والدولة، بما يضمن وحدة البلاد واستقرارها، دون السماح لأي طرف خارجي بفرض أجنداته أو استغلال الأجسام السياسية المؤقتة لتمرير مخططات مشبوهة”.
وكان النائب بالمجلس الرئاسي”موسى الكوني” قد شدد خلال لقائه بالسفير البريطاني أمس الأحد على ضرورة العمل بنظام الأقاليم الثلاثة وبمجالس تشريعية مستقلة مدعياً أنه الطريق لضمان الاستقرار في كل مناطق ليبيا.
الوسومالسفير البريطاني الكوني ليبياالمصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: السفير البريطاني الكوني ليبيا
إقرأ أيضاً:
(فيديو) الفريق المقدشي في حوار صريح يكاشف الجميع بشأن ''العملية البرية وموقفه من الضربات الأمريكية ومن يعرقل الحسم ودور مشبوه لسلطنة عمان''
أكد الفريق محمد علي المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن ووزير الدفاع السابق، جاهزية القوات المسلحة اليمنية منذ سنوات لخوض معركة برية ضد الحوثيين، لكنّ القرار النهائي يبقى بيد القيادة السياسية.
وقال المقدشي، في مقابلة مع برنامج "بلا قيود" على قناة بي بي سي عربي، أن الجيش الوطني منتشر في جميع الاتجاهات، من الساحل إلى الجنوب والشرق والشمال، بما يشمل مناطق مثل مأرب، الجوف، البيضاء، والحديدة، مشيراً إلى أن القوات تنتظر فقط صدور توجيه من مجلس القيادة الرئاسي لبدء العمليات.
ونفى الفريق المقدشي وجود خلافات جوهرية بين المكونات اليمنية المؤيدة للشرعية، مؤكداً أن الجميع موحدون في مواجهة الحوثيين.
وطمأن بأن "كل المكونات اليمنية ستتوحد بعد سقوط الحوثي"، مشيرًا إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق العمل بين القوى المؤيدة للشرعية.
وأوضح أن الهدنة المعلنة منذ عام 2022 لم تنته رسميًا، لكنّ القيادة الشرعية تحتفظ بحق إنهائها في أي وقت، خصوصًا مع ما وصفه بـ"تطور الفهم الدولي" لطبيعة التهديد الذي يشكله الحوثيون، خاصة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مشيراً إلى وجود تواصل دائم بين الحكومة اليمنية الشرعية والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، كما اشار الى أن الحوثيين قد ينهوا هذه الهدنة اذا بدأوا باي هجوم.
وعن الغارات الجوية الأمريكية المتواصلة على أهداف حوثية منذ منتصف مارس، قال المقدشي إن هذه الضربات "أحدثت أضرارًا ملموسة على قدرات الحوثيين"، لكنها ليست تمهيدًا مباشرًا لهجوم بري، مشددًا على أن الحسم لن يكون ممكنًا دون تدخل بري ميداني.
وشدد المقدشي على أن القضية اليمنية لا يمكن حسمها من الجو فقط، وأن "الدعم الجوي الأميركي مهم، لكن المعركة الفعلية تحتاج لقوات على الأرض"، منوها إلى أن الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية، في حين أن الشعب اليمني "مخلص لفلسطين منذ عقود طويلة".
وفي رده على انتقادات تتعلق بسقوط مدنيين في هذه الغارات، قال المقدشي إن "كل المدنيين اليمنيين تحت مسؤوليتنا، وقتلهم أمر مدان"، لكنه ألقى باللوم على الحوثيين في "جر البلاد إلى هذا الوضع".
وحول تهريب السلاح للحوثيين اتهم المقدشي جهات في سلطنة عُمان بتهريب أسلحة للحوثيين، قائلاً إن هناك "معلومات عن عمليات تهريب، ووجود مقربين من الحوثيين داخل الأراضي العمانية"، لكنه أضاف: "لا توجد أدلة دامغة على أن الحكومة العمانية متورطة بشكل مباشر، وقد يكون ذلك برضاها أو دون علمها"، مشيراً إلى أن قوات الشرعية صادرت بالفعل بعض الشحنات المهربة في المنافذ.
وبخصوص الدعم الإيراني للحوثيين، قال المقدشي إن الجماعة "لا يمكن أن تصمد دون هذا الدعم"، مضيفًا أن الحوثيين استولوا على غالبية أسلحة الجيش اليمني منذ الانقلاب.
وعلق المقدشي على انتقادات متكررة يوجهها اليمنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن غياب القيادات العسكرية والسياسية عن الداخل اليمني، مؤكدًا أن "القيادات الشرعية تعود باستمرار، وأن مقر الحكومة لا يزال في العاصمة المؤقتة عدن".
ودافع عن أداءه خلال توليه وزارة الدفاع، وقال إن "الجيش الوطني تم تجميعه بنجاح في وقت صعب"، وإن تأخير الحسم العسكري يعود إلى التدخلات الدولية، واتفاق ستوكهولم الذي أوقف معركة الحديدة رغم تقدم القوات الحكومية، في حين كانت القوات ايضا على مشارف صنعاء.