كل شئ عن الصفقة.. تطبيع السعودية وإسرائيل المحتمل في 7 أسئلة
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
عبر 7 أسئلة وإجاباتها، يحاول الكاتب إيثان برونر رسمي صورة شاملة للصفقة المحتملة لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة، وفقا لتقربر بوكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg) ترجمه "الخليج الجديد".
1- مَن الذي يتفاوض؟
برونر قال إن "الإسرائيليين والسعوديين لا يتحدثون مع بعضهم البعض بشكل مباشر، بل من خلال الأمريكيين".
وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، فإنها "تضم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ونائبيه بريت ماكجورك وعاموس هوكشتاين، ووزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان شقيق ولي العهد الأمير محمد، وكذلك مستشار الأمن القومي مساعد العيبان، بالإضافة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وهو سفير سابق لدى واشنطن".
وتابع برونر أنه "لم تتم دعوة الفلسطينيين حتى الآن، لكنهم على اتصال مع السعوديين".
اقرأ أيضاً
"الطريق لايزال طويلا".. مستشار بايدن يخفض سقف توقعات التطبيع السعودي الإسرائيلي
2- ماذا تريد السعودية؟
تريد السعودية التوصل إلى اتفاقية تكون أقرب ما يكون إلى اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، بحيث تنظر واشنطن إلى أي هجوم على المملكة على أنه هجوم على الولايات المتحدة، بحسب برونر.
وسبق أن تعرضت السعودية لهجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار، ولا تزال لديها مخاف من إيران، على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بموجب اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي.
وتابع برونر أن "إسرائيل أيضا تمتلك قدرات دفاعية يمكن أن تكون مفيدة للدفاع عن حقول النفط السعودية".
وتخشى السعودية أن تُضر أي هجمات إيرانية على المملكة بجهودها لجذب استثمارات أجنبية واستمرار تدفق صادرات النفط لمواصلة تمويل مشاريع ضخمة تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للإيرادات.
وعلنا، اشترطت السعودية للاعتراف بإسرائيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن "الاتفاق الذي تتم مناقشته لن يقترب من تحقيق ذلك، وستحتاج الرياض بعض الإغراء للفلسطينيين حتى تتمكن من القول لشعبها والعالم الإسلامي بأكمله إنها لا تزال تناضل من أجل القضية الفلسطينية"، كما قال برونر.
اقرأ أيضاً
مخاطر على السعودية من احتمال التطبيع مع إسرائيل.. ماذا تعني؟
3- ماذا تريد إسرائيل؟
منذ أن أقامت إسرائيل علاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في 2020، بوساطة واشنطن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارا إن "الجائزة الكبرى" لإسرائيل هي إقامة علاقات مع السعودية.
برونر قال إن "السعودية هي أغنى وأقوى دولة عربية وهي مهد الإسلام وموقع أقدس الأماكن الدينية، واعترافها بإسرائيل سيتعارض مع وجهة النظر السائدة بين العديد من سكان الشرق الأوسط، والتي ترى أن وجود دولة يهودية في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة أمر غير شرعي، كما أنه من المرجح أن يفتح الأبواب أمام دولة إسلامية كبيرة أخرى، مثل ماليزيا واندونيسيا، لإقامة علاقات مع إسرائيل".
وأردف: "كما يواجه نتنياهو انقسامات داخلية عميقة بشأن سياسات ائتلافه الحاكم اليميني المتطرف ولوائح الاتهام ضده بالاحتيال والرشوة، ومن شأن الاتفاق مع السعودية أن يحول نتنياهو إلى مصدر للفخر الوطني والوحدة".
اقرأ أيضاً
واشنطن أم الرياض أم تل أبيب.. أين العقبة الأكبر أمام التطبيع؟
4- ماذا تريد الولايات المتحدة؟
بالنسبة للولايات المتحدة، بحسيب برونر، "تمثل الصفقة فرصة للرد على صعود الصين في الشرق الأوسط، ومساعدة إسرائيل، الحليف الرئيسي، على الاندماج مع جيرانها، وتعزيز التحالف المناهض لإيران، مع قيام واشنطن بدور مركزي".
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
برونر زاد بأن "العلاقات الأمريكية السعودية، والتي كانت متوترة، ستتحسن إلى حد كبير، وقد يمنح ذلك واشنطن المزيد من النفوذ على إنتاج النفط السعودي الذي يحدد سعر النفط وبالتالي سعر البنزين".
واستطرد: "وبالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، سيكون الاتفاق بمثابة إنجاز كبير في السياسة الخارجية لحملة إعادة انتخابه عام 2024".
ويقول مسؤولون مشاركون في المحادثات إنه "يجب التوصل إلى اتفاق بحلول الربيع المقبل، فبعد ذلك، ستهيمن انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024 على اهتمام كل من بايدن (ديمقراطي) والكونجرس، الذي سيتردد أعضاؤه الجمهوريون في دعم أي اتفاق يتوسط فيه الرئيس، خوفا من أن يفيده سياسيا".
اقرأ أيضاً
في واشنطن وتل أبيب والرياض.. عقبات أمام التطبيع بين السعودية وإسرائيل
5- ماذا تريد السلطة الفلسطينية؟
بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فإن "الصفقة لن ترقى إلى تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، لكنه سيوفر فرصة لإبطاء أو تعطيل الإجراءات الإسرائيلية التي تجعل هذا الحلم غير محتمل"، كما أضاف برونر.
وأوضح: "يريد المفاوضون الفلسطينيون من حكومة نتنياهو أن تحد من بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتأجيل خطط ضم المستوطنات القائمة إلى إسرائيل، ومن الممكن أن يؤدي الاتفاق أيضا إلى إضعاف نفوذ إيران الزاحف في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الحصول على مساعدة مالية كبيرة من السعودية".
6- ما هي القوى الشعبوية المناهضة للاتفاق؟
تواجه الحكومات الأربع احتمال حدوث رد فعل عنيف على المستوى المحلي، فليس لدى الشعب السعودي رغبة كبيرة في احتضان الدولة اليهودية بشكل كامل، وخاصة تلك التي تقودها حكومة يمينية متطرفة تعارض إقامة دولة فلسطينية، وفقا لبرونر.
وأردف: "وفي الولايات المتحدة، ينتقد الجناح اليساري في حزب بايدن الديمقراطي إسرائيل بسبب احتلالها المستمر للضفة الغربية وسياسات حكومة نتنياهو، كما ينتقد السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان".
وتابع: "الديمقراطيون الليبراليون سيكونون حذرين في حصول محمد بن سلمان على مطالبه وهي طائرات مقاتلة متقدمة وأنظمة دفاع جوي واتفاقية الدفاع والمساعدة في برنامج نووي مدني يمكن استخدامه ذات يوم لصنع أسلحة نووية".
فيما "سيعتبر العديد من الفلسطينيين الاتفاقيات الدبلوماسية المستقبلية مع إسرائيل خيانة لقضيتهم الوطنية"، وفي إسرائيل، "يعتبر اليمينيون المتدينون الذين يشكلون جزءا من حكومة نتنياهو أن ضم الضفة الغربية أكثر أهمية من الحصول على اعتراف السعودية".
اقرأ أيضاً
صفقة خداع.. تطبيع السعودية وإسرائيل لا يضمن قيام دولة فلسطين
7- كيف يمكن لمعارضة الصفقة أن تفيد الأطراف المتفاوضة؟
برونر قال إنه "إذا تقدمت المحادثات وبدا نتنياهو مستعدا لتقديم تنازلات للفلسطينيين غير مقبولة لشركائه اليمينيين المتطرفين في ائتلافه الحاكم، فقد يهددون بالانسحاب، ما يمنحه فرصة لتشكيل حكومة أكثر وسطية مع أحزاب أكثر اعتدالا".
وزاد بأنه "من المرجح أن يتبنى ائتلاف حاكم أكثر اعتدالا سياسات في الضفة الغربية تكون أكثر قبولا للسلطة الفلسطينية والسعوديين والأمريكيين".
و"من المرجح أيضا أن يُسقط مثل هذا التحالف مبادرة الحكومة الحالية للحد من صلاحيات السلطة القضائية في إسرائيل، والتي أثارت مخاوف في إسرائيل والولايات المتحدة من تعرض الديمقراطية في البلاد للتهديد"، كما ختم برونر.
اقرأ أيضاً
على قطار التطبيع السعودي.. نتنياهو ينتظر من بايدن ثمن التذكرة
المصدر | إيثان برونر/ بلومبرج- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تطبيع السعودية إسرائيل الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية السعودیة وإسرائیل الولایات المتحدة الضفة الغربیة اقرأ أیضا ماذا ترید
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين تهاجم نتنياهو وتدعو للإضراب عن الطعام
تصاعدت التوترات في الداخل الإسرائيلي، وبالأخص بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول المهلة الممنوحة لحركة حماس للإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، وهو ما آثار مخاوف عائلات الأسرى الإسرائيليين من أن تكون تلك التصريحات دافع لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لعرقلة المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
عائلات الأسرى الإسرائيليين تهاجم نتنياهوعقب الإفراج اليوم عن 3 محتجزين من قطاع غزة، وجهت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين انتقادات لاذعة لحكومة الاحتلال، متهمة إياها بعرقلة تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى بدلا من تطبيقه بالكامل، وفق ما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في بيان لها: «نأسف أننا احتجنا إلى كل هذه المدة لإعادة الأسرى الثلاثة اليوم»، مشددة على ضرورة استكمال الصفقة، وإعادة جميع المختطفين، وانتقدت محاولات «المتطرفين لعرقلة الاتفاق وبيع الأوهام للجمهور»، في إشارة إلى الضغوط السياسية الداخلية التي تعرقل سير المفاوضات.
وأكدت الهيئة أن أي قرار غير إرسال المفاوضين لإتمام المرحلة الثانية من الصفقة يعد «عرقلة متعمدة»، داعين نتنياهو إلى إرسال وفد رفيع المستوى بتفويض كامل لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، مشددة على ضرورة إعطاء الأولوية لإعادة جميع المحتجزين لدى المقاومة قبل مناقشة أي قضايا أخرى، ومحذرة من أي محاولة لتجميد العملية أو العودة للخيار العسكري.
في تصعيد لافت، وجهت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين رسالة مباشرة إلى دونالد ترامب، مؤكدة أن الأسرى لا يملكون الوقت لانتظار أي خطط سياسية، واتهمت بعض الأطراف المتشددة داخل الحكومة الإسرائيلية، باستغلال دعم ترامب ورغبته في إنهاء الأزمة لتعطيل الصفقة.
وأكدت الهيئة استمرارها في الاحتجاج والنزول إلى الشارع حتى عودة جميع المحتجزين، مضيفه أنها ستلجأ إلى التصعيد حيث دعت إلى الإضراب عن الطعام بداية من الاثنين المقبل، إذا لم يتم إعلان موعد عودة المحتجزين.