يمن مونيتور:
2025-03-03@18:15:25 GMT

يوم اللغة السقطرية

تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT

يوم اللغة السقطرية

د. أحمد الرميلي.

بهذه المناسبة الجليلة يطيب لي أن أشارك بهذا المقال القصير المتواضع.

لا شك أن اللغة السقطرية تمر بمخاطر أكثر من ذي قبل لأسباب كثيرة يطول شرحها، لكن لا يعني هذا أنه لا توجد مبشرات تجعلنا نتفاءل بقوة تلك اللغة وقدرتها على الصمود لمدة طويلة أكثر من المتوقع. ولدينا بعض الدلائل على هذا الكلام منها:

أولا: أن اللغة السقطرية لم تزل حديث الناس اليومي داخل الأسرة وفي المزرعة والحقل والرعي وحتى في السوق والتجارة، فهي اللغة الأساسية المتداولة في كل مكان.

وهذا سبب هام يدل على قوة السقطرية وصمودها وثباتها.

ثانيا: أن السقطرية لم تزل تلوي أعناق الكلمات التي تدخل إليها من العربية الفصحى واللهجات العامية، فتعمل على تطويع تلك الألفاظ وتخضعها لقواعدها الخاصة بها. ففي ظاهرة التصغير تقوم بإخضاع الكثير من الكلمات إلى قواعدها الخاصة، نحو:

(سيارنه) في تصغير سيارة.

(قلصهن) في تصغير قلاص.

(حامرهن) في تصغير حمار.

(سعدهن) في تصغير سعد.

(سعيدهن) في تصغير سعيد.

(حامدهن) في تصغير حامد.

(حمدهن) في تصغير حمد.

وهكذا.

وكذلك تخضع الأفعال، نحو:

(صيم) في صام.

(إيصيم) في يصوم.

(صالي) في صلى.

(إيصالين) في يصلى.

(إصابر) في يصبر.

كما أن السقطرية لا تنطق الأحرف الأسنانية الثلاثة (ث، ذ، ظ)، فتقوم بإبدالها بما يقاربها في كل الكلمات العربية، نحو: (تلاتة، دلك، الضاهر) في (ثلاثة، ذلك، الظهر). وهكذا.

ثالثا: اعتزاز السقطري بلغته وحبه لها والميل إليها في كل الأحوال، فلو حصل أن شخصين من سقطرى كانوا مع أشخاص آخرين لا يتكلمون السقطرية فلا بد أن يحصل منهما الحديث الجانبي بالسقطرية حتى يلفت أنظار البقية، وهذا الأمر مجرب كثيرا ويدركه السقطريون.

رابعا: تمسك السقطريين بالكثير من عاداتهم وتقاليدهم وإرثهم الثقافي، مثل الرعي وزراعة النخيل واصطياد الأسماك والحرف اليدوية والشعر السقطري والدعاء بالغنم وغيرها. وكل تلك الأمور تحتفظ بالكثير من المخزون اللغوي الكبير الذي يبقى ببقاء ذلك الإرث.

المصدر: صفحة الكاتب على فيس بوك

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اللغة السقطرية اليمن فی تصغیر

إقرأ أيضاً:

د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع

في الجهود الكبيرة التي يقدّمها سَدنة العربية في علم المعاجم والدلالة، تجدر الإشارة إلى أن مجامع اللغة العربية ما انفكت تعمل بدأب وهمّة عاليتين؛ فالمعجم التاريخي الذي صَبر عليه مجمع اللغة العربية في الشارقة يعدُّ كنزاً عربياً كبيراً ليس لنا وحسب بل وللأجيال القادمة، فالمجتمعات العربية على امتدادها كياناتٌ ثقافيةٌ متنوعة، تحمل إرثاً مادياً ومعنوياً ضارباً في التاريخ، واللغة وضروبها من أهمّ هذه المشكلات الثقافية، وهي بذلك تتطلّب وعلى الدوام رصداً وتحقيقاً مستمرين في تطور الدّلالة وانزياحاتها، وذلك من خلال تأثيل اللّهجة عبر دراسة السياقات غير اللّغوية التي أتت على بنية الكلمة الصرفية والصوتية فأزاحتها لاحقاً نحو استعمالٍ لغوي رديف أو متشابه، بمعنى أن ردّ الكلمات إلى أصلها الفصيح هو مُماحكة تاريخية تتطلّب معرفةً عميقة في فقه اللغة وفي علم السيميائيات (علم العلامات)، في الواقع ومع هذا التجدد والانفتاح مازالت هناك حاجة دائمة لبذل المزيد من الجهود للجمع والرصد والتحقيق من الجذور اللغوية، ومن شواهدها التي تتباين ربما ليس عبر الزمن، بل تؤدي التضاريس والمناخ أيضاً دوراً مهماً في تلك الانزياحات اللّطيفة في كل اللهجات العربية عبر صَيرورة الزمن، وهي جهود اعتمدت على ما وفّرته الحوسبة اللغوية اليوم، والتي عملت على جمع ما يُمكنها من ألفاظٍ وعبارات التصقت بمقام لغوي، وبمناسبات إنسانية تخصّ المجتمع الحاضن لها.
في المجتمع الإماراتي كغيره من المجتمعات العربية ثَمّة ألفاظ فرضها استعمالها الإنساني لأنها تشير إلى مستمسكات مادية دخلت نطاقَ المجتمع، فقام مجتمع اللغة ومن أجل استخدامها بتعريبها تبعاً لنظامِه الصوتي وللبناء الصرفي الذي يعهده فطرياً، ولا بد من الإشارة هنا إلى مُعجم الألفاظ العاميّة في دولة الإمارات العربية وللجهود الكبيرة المبذولة في هذا المضمار، فردّ العديد من الألفاظ إلى أصلها الفصيح  جهدٌ معجمي يتطلب أيضاً بيان مرجع الكلمة الذي تم الاقتراض منه، فهناك ألفاظ مهجورة يجري استدعاؤها من خلال الحكايات والأمثال الشعبية التي تلقى اهتماماً أكاديمياً ومؤسساتياً مهماً اليوم، كما أن الدّراسات اللّسانية الحديثة تجد في المدوّنة الشعبية مصدراً ثرياً للبحث في دلالات هذه التشكلات اللهجوية، وفي القوّة الخطابية التي تؤديها في حواراتنا اليومية، فما انفك المَثل الشعبي في دولة الإمارات متداولاً حتى على ألسنة الجيل الجديد، وبالتوازي مع ذلك هناك دراسات علمية رصينة تبحث فيه وتُحِيله إلى سياقات تاريخية يتجدد حضورها في كل موقفٍ لغوي، ما يعني أصالة التماسك المجتمعي والحضاري في الدولة، وما يؤكده أيضاً هو حضور الشعر الشعبي الإماراتي في التداولية اليومية، فمازال الشعر الشعبي في الإمارات يلقى استحساناً وانتشاراً واسعين، وعليه فإن الرّمسة الإماراتية كضربٍ لغوي أصيل يسهل استيعابه وفهمه، لأنه في الواقع ابن المجتمع الأصيل وربيبه، فجمالية الرمسة الإماراتية صادرة من إيقاعها الجمالي المنسجم مع الجذر العربي، وهو ما أثبته النظر في تلك المعاجم الخاصة به، فمازالت هناك مراجع مكتوبة وتسجيلات شفاهية محفوظة في الأرشيف الوطني، تبين كيفية التهجئة والنطق، وكذا الصلات الأصيلة المستقرة في المجتمع الإماراتي.
أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة «اللوفر أبوظبي».. تجربة فريدة مع الفن والثقافة في رمضان قيادات «دبي للثقافة» تتبنى التفكير التصميمي

مقالات مشابهة

  • دراسة: النساء يتحدثن يوميا بآلاف الكلمات أكثر من الرجال
  • دعاء النبي عند الإفطار في رمضان.. الإفتاء توضح الكلمات الصحيحة
  • انطلاق اختبارات الفصل الثاني..وهكذا ستكون الأسئلة
  • مطعم فلسطيني يرفض بيع الشاورما لجنود إسرائيليين.. وهكذا كانت ردة فعلهم- (شاهد)
  • ترامب يجعل اللغة الإنجليزية لغة رسمية للولايات المتحدة
  • عبدالملك الهبدان: أبوي يحوّل العيديات للبنات ويسحب علينا وهكذا رد الأخير.. فيديو
  • يصير قلبك.. فيفي عبده تنعى والدة باسم سمرة بهذه الكلمات
  • الشباب ولغة القرآن
  • د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع