القدس المحتلة - خاص صفا

لم تسلم مواقف المركبات من إجراءات بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، والتي عمدت لإغلاق الموقف الرئيس قرب شارع الزهراء ومدرسة المأمونية الثانوية بالمدينة، بحجة إقامة ما يسمى بـ"البيت الثقافي" التهويدي، ضمن سياساتها العنصرية للتضييق على المقدسيين وأسرلة عقول أبنائها.

هذا الإجراء لقي اعتراضًا وغضبًا مقدسيًا واسعًا، كونه يعد المتنفس الوحيد الذي يتسع لأكثر من 200 مركبة، في ظل شح مواقف المركبات في المدينة المحتلة، وحاجة المقدسيين للمواقف المجانية أيضًا.

ويقول المقدسيون الذين تقدموا بلائحة اعتراض قانونية، إن الموقف كان يتسع لمئات المركبات، في ظل شح المواقف المجانية والمدفوعة في القدس، وحملة المخالفات المرورية التي تشنها طواقم بلدية الاحتلال عليهم.

وكانت الأرض التي تحولت إلى موقف للمركبات، تُدعى ملعب الروضة، والتي شهدت مباريات مقدسية لكرة القدم منذ عام 1910.

ويوميًا، تشهد أحياء القدس وبلدتها مشاهد لطواقم بلدية الاحتلال وهي تجوب تلك المناطق، لتحرير مخالفات مرورية باهظة بحق مركبات المقدسيين، قد تصل أحيانًا إلى 5 آلاف شيكل، وأحيانًا أخرى إلى سحب الرخصة و"إنزال السيارة" عن الخط أي منعها من السير.

كل هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة تضييق الخناق على المقدسيين، وإثقال كاهلهم اقتصاديًا، في محاولة لدفعهم للهجرة والرحيل القسري عن المدينة المقدسة.

عجز كبير

المحلل السياسي راسم عبيدات يقول إن بلدية الاحتلال عمدت لإغلاق الموقف الرئيس للمركبات قرب مكتبة البلدية ومدرسة المأمونية بهدف بناء مركز ومسرح ثقافي، من أجل أسرلة الثقافة الفلسطينية والتعليم في المدينة المقدسة، كما فتح المدارس الجديدة ورصد ميزانيات ضخمة لاستبدال المنهاج الفلسطيني بالإسرائيلي.

ويوضح في حديث لوكالة "صفا"، أن مدينة القدس تعاني عجزًا ونقصًا كبيرًا في مواقف المركبات، نتيجة عدم تخصيص بلدية الاحتلال مواقف كافية لمركبات المقدسيين، بل يتم ملاحقتهم ومطاردتهم يوميًا، وفرض المخالفات الباهظة عليهم، بذريعة الوقوف بأماكن غير مسموح بها.

ويضيف أن الاحتلال يريد من هذه المراكز الثقافية أسرلة التعليم وكي وعي الطلبة المقدسيين والسيطرة على ذاكرتهم، لفرض ثقافة وهوية جديدة على شعبنا في القدس.

ويُعد قرار بلدية الاحتلال إغلاق الموقف الرئيس لإقامة المركز الثقافي- كما يؤكد عبيدات- تعديًا على ثقافتنا وهويتنا وانتماءنا، تمهيدًا لإغلاق المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية في المدينة المقدسة، مثل مركز يبوس الثقافي، ومعهد ادوارد سعيد الفني والمسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي"، وغيرها.

ويبين أن هذا الإجراء العنصري يندرج في إطار عملية الأسرلة التي تجري بالقدس، وهذا ما نشاهده في الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة الاحتلال لأجل تعزيز الأمن والاستيطان والتهويد في المدينة، بما فيها العملية التعليمية.

ويؤكد عبيدات على ضرورة اتخاذ موقف مقدسي واضح وحازم برفض إغلاق موقف المركبات، وتحويله إلى مركز تهويدي، محذرًا في الوقت نفسه، من مخاطر هذه المراكز على المقدسيين.

ومؤخرًا، عمدت بلدية الاحتلال إلى تجريف أرض فلسطينية في حي الشيخ جراح وسط القدس، بمساحة 5 دونمات، تمهيدًا لافتتاح موقف مركبات للمستوطنين.

ترويض المقدسيين

ويؤكد الباحث المقدسي أمجد شهاب أن بلدية الاحتلال تعمل بشكل حثيث على تهويد كل شيء بالمدينة المحتلة، وحتى مواقف السيارات لم تسلم من ذلك، بل تريد تحويلها لمراكز تهويدية.

ويوضح في حديث لوكالة "صفا" أن إقامة "البيت الثقافي" يعد أحد الأساليب الممنهجة في عملية إخضاع وترويض المقدسيين، وفرض الرواية الإسرائيلية المزورة، من خلال إقامة مثل هذه المراكز، وتحويل بعضها إلى أماكن لتدريس "البجروت" الإسرائيلي.

ووفقًا لشهاب فإن "هناك خطوات متلاحقة للاستيلاء على أراضي المقدسيين وبيوتهم، كما جرى رصد مبالغ هائلة لأسرلة التعليم المقدسي ودمج الطلاب في المؤسسات الإسرائيلية، في مقابل ذلك لا تُحرك المؤسسات الفلسطينية ساكنًا إزاء ما يجري بالمدينة".

ويضيف "لا يوجد برنامج أو ميزانية مخصصة لأجل إقامة مواقف مركبات للمقدسيين، في ظل استمرار الاحتلال بملاحقة أصحاب تلك المركبات وتحرير مخالفات مالية كبيرة ضدهم".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: القدس أسرلة بلدیة الاحتلال فی المدینة

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي يرصد تراجع مواقف السعودية من التطبيع ويحذر من تخصيب اليورانيوم

كشفت القناة "12" العبرية في تقرير لها عن تصاعد المخاوف داخل الأوساط السياسية والأمنية في الاحتلال الإسرائيلي، إزاء تقارب محتمل بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في موازين القوى الإقليمية، دون الأخذ بمصالح تل أبيب.

وذكر التقرير أن السعودية، وخلال أسبوع واحد فقط، وجّهت خمس إدانات شديدة اللهجة ضد الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية الحرب في قطاع غزة، مظهرة تحوّلًا لافتًا في خطابها السياسي، الذي تخلى عن اللغة الدبلوماسية التقليدية لصالح موقف أكثر صرامة، كما حدث عقب قصف مستشفى المعمداني في غزة، والذي وصفته وزارة الخارجية السعودية بـ"الجريمة النكراء وانتهاك صارخ للقوانين الدولية".

القناة الإسرائيلية سلطت الضوء على ما وصفته بـ"الفجوة العميقة" بين المواقف الحالية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جهة، وتصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن إمكانية إبرام اتفاق تطبيع "تاريخي" مع الاحتلال الإسرائيلي. 

وأكدت أن هذا التباين يعكس تغيراً استراتيجياً في السياسة السعودية، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تحاول التهوين من دلالات هذا التحول، مفسرةً ذلك بأنه يأتي استجابةً لمزاج عام عربي متأثر بما يجري في القطاع، لكن المؤشرات تتجاوز ذلك، وفقاً للتقرير.


النووي السعودي 
وأثار التقرير أيضاً مخاوف الاحتلال الإسرائيلي المتزايدة بشأن المفاوضات الجارية بين السعودية وإدارة ترامب حول اتفاق نووي مدني، قد يسمح للرياض بتخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. 

حيث صرّح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن المحادثات مع السعوديين "تسير في اتجاه يسمح بإمكانية التخصيب"، مؤكداً أن "الفرصة لتحقيق اتفاق متاحة بالفعل".

هذا التطور، بحسب القناة، أحدث صدمة في بعض دول الخليج، نظراً لما قد يشكله من سابقة إقليمية، لا سيما وأن إيران قد تستند إلى هذا الاتفاق لتبرير استمرارها في تطوير برنامجها النووي.

تبدّد شروط التطبيع
ووفقاً للمصادر الإسرائيلية، فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كانت قد ربطت بشكل واضح بين أي اتفاق نووي سعودي وأي تحالف دفاعي مع واشنطن، وبين إبرام اتفاق تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. 

غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى إمكانية تجاوز هذا الشرط، الأمر الذي تعتبره إسرائيل "تهديداً استراتيجياً".
وفي هذا السياق، حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من السماح للرياض بتخصيب اليورانيوم، ودعا حكومة نتنياهو إلى التحرك السريع لمنع إتمام مثل هذا الاتفاق.


وأعربت جهات أمنية إسرائيلية عن قلقها العميق من احتمال فقدان تل أبيب حجتها التقليدية ضد برنامج إيران النووي، إذا ما حصلت دولة عربية كالسعودية على حق التخصيب، معتبرة أن أي سابقة في هذا الإطار ستقوّض الموقف الإسرائيلي إقليمياً ودولياً.

واختتم التقرير بالإشارة إلى تجاهل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما وصفته القناة بـ"تطور دراماتيكي"، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على أن واشنطن والرياض تمضيان قدماً في مسار تفاوضي لا يتطلب موافقة أو شراكة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي يرصد تراجع مواقف السعودية من التطبيع ويحذر من تخصيب اليورانيوم
  • الأردن يدين اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين وتقييد وصولهم إلى كنيسة القيامة بالقدس
  • الإمارات تدين بشدة دعوات تفجير الأقصى وانتهاكات الاحتلال بحق المسيحيين بالقدس
  • أعضاء كنيست ورئيس بلدية القدس يقتحمون حي بطن الهوى جنوبي المسجد الأقصى
  • البابا تواضروس: ندعم موقف الرئيس السيسي الرافض لتهجير أهالي غزة
  • اكتشاف نقوش مخفية في غرفة العشاء الأخير بالقدس
  • إدانة فلسطينية لاعتداء شرطة الاحتلال على المسيحيين بكنيسة القيامة بالقدس (شاهد)
  • عميد بلدية زليتن: تشكيلات مسلحة من خارج المدينة تحتكر بيع الأسمنت
  • شرطة إسرائيل تعتدي على مسيحيين فلسطينيين في كنيسة القيامة بالقدس
  • بلدية الأصابعة: لا تفسير علمي حتى الآن لحرائق المدينة وعدد المنازل المتضررة يتجاوز الـ230