بغداد اليوم - بغداد

في كل انتخابات، تبرز جدلية واضحة في الأوساط الشعبية والحركات المطالبة بالتغيير، وتتمثل هذه الجدلية بعدم إمكانية التوفيق بين اليقين من أن الكتل والاحزاب السياسية الحالية ليست لها مقبولية حقيقية، وبين الواقع الذي يتجدد دائمًا بفوز هذه الكتل والاحزاب السياسية في النهاية.

وغالبًا ما يتم القاء اللوم على الجزء المشارك في الانتخابات من الشعب والذي غالبا لايتعدى الـ40%، لكن الحديث هنا ينقسم بين هل هؤلاء المشاركون هم فعلًا جماهير حقيقية لهذه الاحزاب، أم أن جميعهم من الفقراء الذين يتم شراء اصواتهم بمختلف الطرق، سواء بالترغيب أو التهريب؟

ولايخفى أمر شراء الأصوات عن الاوساط الشعبية والسياسية والاعلامية، ومن هنا، ومع اقتراب انتخابات مجلس المحافظات في كانون الأول المقبل، حاورت "بغداد اليوم" بعضًا من الفقراء والاشخاص الذين ينشغلون بقوت يومهم ولاسيما في محافظة ديالى كنموذج مصغر، للتعرف أكثر على "فلسفة الفقراء" تجاه الانتخابات وآلية اختيار الاشخاص الذين يتم انتخابهم، خصوصا وان شاشات التلفاز والشوارع تغص بالفقراء الذين لاتجدهم الا ويكيلون الغيض والغضب تجاه السياسيين كافة.


وقال عبود حسن -يعمل بائع جوال- في حديث لـ"بغداد اليوم": انه "نعرف بوجود انتخابات فقط عندما تطرق المساعدات أبواب منازلنا ونرى وجوه اغلبها غريبة عنا وتقول "اطلب واتمنى".

وأضاف ان "الفقراء وبسبب العوز لاينظرون الى البرامج والوعود بقدر ما يتحقق من طلبات متواضعة ابرزها محولة كهرباء وتبليط وماء وغيرها".

اما ام احسان -وهي تسكن في منطقة عشوائية في أطراف بعقوبة- قالت: "اننا نخشى من تواثي السياسة لان بعض المرشحين متنفذون ويسير معهم 100 مسلح فيما هناك من يأتي لنا بمركبة اجرة والفارق بينهما كبير".

واضافت ان "ظروف الحياة تدفعنا لانتخاب من يلبي طلباتنا المتواضعة لاننا نؤمن بأن كل الوعود المستقبلية لاتتحقق فالاحزاب هي من تحكم وتنهب في نهاية الامر".

اما علاء خضير -وهو يجمع المواد المستهلكة- قال بأن "أصوات الفقراء رهن  الاقوياء ومن يقول عكس ذلك لايقول الحقيقة"، لافتا الى انه "لم يشارك بالانتخابات السابقة لانه يشعر باليأس من التغيير". مضيفًا ان "من يملك المال والتوثية هو من يفوز في ديالى".

احسان علي مراقب في شؤون الانتخابات أقر بأن "الاحياء الشعبية هي جزء اساسي من تنافس القوى المتنفذة وفيها تظهر قوة المال السياسي الذي ينهمر بكثافة في محاولة لشراء الاصوات وبطرق مختلفة".

واضاف، ان "استغلال موارد الدولة أمر لايختلف عليه اثنان وقوى محددة هي من تبسط الهمينة على الدوائر الحكومية في المحافظة".

من هنا -ووفقًا لمراقبين- يظهر أن فلسفة الفقراء تجاه الانتخابات، هو عدم الثقة بالوعود البعيدة او بامكانية تطبيق البرامج الحكومية، لذلك فهم يحاولون الحصول على الاشياء الآنية والسريعة التي يمكن تحقيقها لتحسين ظروف حياتهم جزئيًا بوقت سريع، ويفضلونها على إمكانية تحسين ظروف حياتهم بشكل كلّي ولكن بوقت طويل وقد يكون غير مضمون، مايعني يمكن تلخيص فلسفة الفقراء تجاه اختيار المرشح وفق آلية "عصفور باليد خيرٌ من عشرة على الشجرة".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

اليوم.. انخفاض أسعار صرف الدولار

آخر تحديث: 21 أبريل 2025 - 2:31 م بغداد/ شبكة اخبار العراق- قال مراسلنا، الأثنين، إن سعر صرف الدولار في بورصتي الكفاح والحارثية ببغداد انخفض إلى 146400 دينار مقابل كل 100 دولار، بعد أن سجل يوم أمس الأحد 146650 ديناراً مقابل 100 دولار.وأشار مراسلنا إلى أن أسعار الصرف في محال الصيرفة بالأسواق المحلية في بغداد استقرت، حيث بلغ سعر البيع 147500 دينار لكل 100 دولار، بينما بلغ سعر الشراء 145500 دينار مقابل 100 دولار.وفي أربيل، سجّل الدولار انخفاضاً أيضاً، إذ بلغ سعر البيع 146600 دينار لكل 100 دولار، وسعر الشراء 146500 دينار مقابل 100 دولار.

مقالات مشابهة

  • عشائر غزة توجه “نداء عاجل” تجاه ما يجري في القطاع المحاصر
  • عاجل- خلال أيام.. الهيئة الوطنية للانتخابات تدخل العصر الرقمي بتطبيق إلكتروني جديد
  • العبودية الطوعية في الإسلام السياسي: قراءة في فلسفة الهيمنة
  • وزير الخارجية اللبناني: الحكومة تتحرى أفضل سبيل لحصر السلاح
  • عاجل.. «الوطنية للانتحابات» تستعد لإطلاق منصة إلكترونية خلال أيام
  • سيناريوهات صعبة قبل الانتخابات البرلمانية في العراق
  • رشيد يدعو الى “تحفيز” الشعب على المشاركة في الانتخابات المقبلة
  • اليوم.. انخفاض أسعار صرف الدولار
  • مفوضية الانتخابات:(310)حزباً في العراق
  • عرض حياة المواطنين للخطر .. تحرك أمنى عاجل تجاه طـ.ـفل قاد سيارة| فيديو