بغداد اليوم تتحرى فلسفة الفقراء تجاه الانتخابات.. لماذا يصوتون لمن يكرهونهم؟- عاجل
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
في كل انتخابات، تبرز جدلية واضحة في الأوساط الشعبية والحركات المطالبة بالتغيير، وتتمثل هذه الجدلية بعدم إمكانية التوفيق بين اليقين من أن الكتل والاحزاب السياسية الحالية ليست لها مقبولية حقيقية، وبين الواقع الذي يتجدد دائمًا بفوز هذه الكتل والاحزاب السياسية في النهاية.
وغالبًا ما يتم القاء اللوم على الجزء المشارك في الانتخابات من الشعب والذي غالبا لايتعدى الـ40%، لكن الحديث هنا ينقسم بين هل هؤلاء المشاركون هم فعلًا جماهير حقيقية لهذه الاحزاب، أم أن جميعهم من الفقراء الذين يتم شراء اصواتهم بمختلف الطرق، سواء بالترغيب أو التهريب؟
ولايخفى أمر شراء الأصوات عن الاوساط الشعبية والسياسية والاعلامية، ومن هنا، ومع اقتراب انتخابات مجلس المحافظات في كانون الأول المقبل، حاورت "بغداد اليوم" بعضًا من الفقراء والاشخاص الذين ينشغلون بقوت يومهم ولاسيما في محافظة ديالى كنموذج مصغر، للتعرف أكثر على "فلسفة الفقراء" تجاه الانتخابات وآلية اختيار الاشخاص الذين يتم انتخابهم، خصوصا وان شاشات التلفاز والشوارع تغص بالفقراء الذين لاتجدهم الا ويكيلون الغيض والغضب تجاه السياسيين كافة.
وقال عبود حسن -يعمل بائع جوال- في حديث لـ"بغداد اليوم": انه "نعرف بوجود انتخابات فقط عندما تطرق المساعدات أبواب منازلنا ونرى وجوه اغلبها غريبة عنا وتقول "اطلب واتمنى".
وأضاف ان "الفقراء وبسبب العوز لاينظرون الى البرامج والوعود بقدر ما يتحقق من طلبات متواضعة ابرزها محولة كهرباء وتبليط وماء وغيرها".
اما ام احسان -وهي تسكن في منطقة عشوائية في أطراف بعقوبة- قالت: "اننا نخشى من تواثي السياسة لان بعض المرشحين متنفذون ويسير معهم 100 مسلح فيما هناك من يأتي لنا بمركبة اجرة والفارق بينهما كبير".
واضافت ان "ظروف الحياة تدفعنا لانتخاب من يلبي طلباتنا المتواضعة لاننا نؤمن بأن كل الوعود المستقبلية لاتتحقق فالاحزاب هي من تحكم وتنهب في نهاية الامر".
اما علاء خضير -وهو يجمع المواد المستهلكة- قال بأن "أصوات الفقراء رهن الاقوياء ومن يقول عكس ذلك لايقول الحقيقة"، لافتا الى انه "لم يشارك بالانتخابات السابقة لانه يشعر باليأس من التغيير". مضيفًا ان "من يملك المال والتوثية هو من يفوز في ديالى".
احسان علي مراقب في شؤون الانتخابات أقر بأن "الاحياء الشعبية هي جزء اساسي من تنافس القوى المتنفذة وفيها تظهر قوة المال السياسي الذي ينهمر بكثافة في محاولة لشراء الاصوات وبطرق مختلفة".
واضاف، ان "استغلال موارد الدولة أمر لايختلف عليه اثنان وقوى محددة هي من تبسط الهمينة على الدوائر الحكومية في المحافظة".
من هنا -ووفقًا لمراقبين- يظهر أن فلسفة الفقراء تجاه الانتخابات، هو عدم الثقة بالوعود البعيدة او بامكانية تطبيق البرامج الحكومية، لذلك فهم يحاولون الحصول على الاشياء الآنية والسريعة التي يمكن تحقيقها لتحسين ظروف حياتهم جزئيًا بوقت سريع، ويفضلونها على إمكانية تحسين ظروف حياتهم بشكل كلّي ولكن بوقت طويل وقد يكون غير مضمون، مايعني يمكن تلخيص فلسفة الفقراء تجاه اختيار المرشح وفق آلية "عصفور باليد خيرٌ من عشرة على الشجرة".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
الكشف عن ثلاثة أسباب لوجود فيتو إقليمي على الفتنة الطائفية في العراق - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف الخبير في الشؤون الأمنية، صادق عبد الله، اليوم الثلاثاء (18 آذار 2025)، عن وجود ثلاثة اسباب لوجود ما أسماه بـ"الفيتو الإقليمي" على الفتنة الطائفية في العراق.
وقال عبدالله في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "دول الجوار، بالإضافة إلى بعض الدول الإقليمية، قد أدركت خطورة الاضطرابات الطائفية في العراق، وأن هذه الاضطرابات قد لا تبقى داخل حدود العراق، بل تمتد إلى عواصم أخرى".
وأضاف أن "هذه الدول باتت تشعر بالقلق من ارتدادات الفتنة الطائفية، وبالتالي فإن هناك محاولات جادة لدعم استقرار العراق والتقليل من حدة التوتر الطائفي"، لافتًا إلى أن "هناك دوافع كبيرة لدى هذه الدول في عدم دعم أي طرف قد يساهم في تصعيد الأوضاع الطائفية".
وأشار إلى أن "العديد من الدوائر المخابراتية في دول الجوار وبعض الدول الإقليمية قد تورطت بشكل غير معلن في أحداث الاضطرابات التي شهدها العراق بعد عام 2006، عبر دعم مجموعات مسلحة لتحقيق أجندات خاصة، لكن مع تحول هذه الاضطرابات إلى فتنة طائفية امتد تأثيرها إلى عواصم عدة، ما دفع هذه الدول إلى اتخاذ موقف حازم ضد الفتنة الطائفية في العراق".
وأوضح عبد الله، أن "هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء هذا (الفيتو الإقليمي)، وهي ارتدادات الفتنة الطائفية إلى دول أخرى في المنطقة، وعودة العديد من المقاتلين من العراق إلى بلدانهم، مما يشكل تهديدًا لأمن هذه الدول، والتأثير السلبي للاضطرابات الأمنية على البيئة التجارية والاقتصادية في المنطقة، مما يفاقم حالة عدم الاستقرار".
وتابع، أن "أي جهة إقليمية لن ترغب في فبركة مقاطع فيديو أو استغلال الوضع في سوريا لإثارة الفتنة الطائفية بين العراق وسوريا، لأن ذلك يتعارض مع (مشروع الشرق الأوسط الجديد) الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه".
وأكمل أن "الأحداث في الساحل السوري، رغم حجم الفيديوهات المروعة التي انتشرت، لم تشير إلى تورط العراق في دعم العلويين أو الهجمات ضدهم، مما يعكس محاولات حثيثة لتجنب دخول العراق في أية صراعات طائفية".
وأكد، أن "الحكومة العراقية تتبنى سياسة واضحة بعدم التدخل في الشأن السوري"، مشيرًا إلى أن "هذه الرسالة قد وصلت إلى حكام دمشق بعد زيارة مدير المخابرات العراقية في الأيام التي تلت سقوط نظام الأسد".
وأختتم عبد الله حديثه بالتأكيد على حرص الحكومة العراقية على عدم الانخراط في الصراعات الطائفية في سوريا، مشيرًا إلى أن "هذا الموقف يعكس التزام العراق بعدم السماح بامتداد الفتنة الطائفية إلى أراضيه".
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني قد وصل الى العاصمة بغداد يوم الجمعة الماضي والتي تعد هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي وتشكيل حكومة سورية جديدة.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية فؤاد حسين: "نزور بغداد ضمن جهودنا لتأكيد وحدة الصف بين العراق وسوريا وبلدنا جاد في تعزيز روابطنا" مؤكدا ان "سوريا جادة في تعزيز الروابط مع العراق".
وأضاف الشيباني "نهدف من زيارتنا للعراق تعزيز التبادل التجاري وإزالة الحواجز بين البلدين".